تصميم الألعاب الالكترونية من أهم التخصصات الصعبة التي يمكن من خلالها إنتاج الألعاب الرقمية بهدف الترفيه ولتحقيق الربح، حيث غزت الألعاب الالكترونية عقول الصغار والكبار، وانتشرت في عالمنا مع تطور التكنولوجيا. نقدم كيفية تصميم الألعاب الالكترونية.
الألعاب الالكترونية
يمر أي تصميم ألعاب الكترونية بعدة مراحل، حيث يبدأ باختيار فكرة اللعبة، ومن ثم تصميم الصور التي تناسب الفكرة، وبعدها يتم اختيار الصوتيات المناسبة لمشاهد اللعبة، وأخيرًا اختيار لغة البرمجة التي ستستخدم في تصميم الألعاب الالكترونية.
يمكن الحصول على المزايا العديدة من تصميم الألعاب الالكترونية، فهو من التخصصات المربحة سواء من إنتاج الألعاب الفردية أو من العمل في شركات تصميم الألعاب، كما يعتبر من مجالات العمل الحر المطلوبة في عصرنا الحالي.
“اقرأ أيضًا: الإدمان على ألعاب الفيديو“
تصميم الألعاب الالكترونية
يمكن تصميم الألعاب الالكترونية باتباع مجموعة من الخطوات التي يتم من خلالها تصميم جميع محتويات اللعبة بدءًا من التخطيط الأولي للألعاب، وتصميم المؤثرات البصرية والسمعية، وشخصيات أبطال اللعبة، وانتهاءً بالبرمجة، وإليكم 5 خطوات ضرورية في تصميم الألعاب الالكترونية:
أولًا: تشمل الخطوة الأولى من تصميم الألعاب الالكترونية تخطيط اللعبة بشكل عام من حيث وضع الهدف من اللعبة، وتوجيهها إلى جمهور معين، وتحديد نوع اللعبة المراد تصميمها، وكافة الخيارات والتحديات التي تواجه اللاعب أثناء اللعبة، ويتم تخطيط اللعبة كما يلي:
تحديد الرؤية المراد إيصالها للاعبين
إن تحديد الرؤية من اللعبة هي أولى خطوات التصميم، فمن خلال هذه الرؤية يمكن تحديد الأهداف المراد الوصول إليها من اللعبة، كما يمكن تقدير تأثيرات اللعبة على المستخدمين فيما بعد، ولهذا السبب تعتبر هذه الخطوة مهمة جدًا، ولا يمكن الاستغناء عنها عند البدء بتصميم الألعاب الالكترونية.
تحديد الجمهور المستهدف
على الرغم من أن الألعاب الالكترونية متاحة للجميع، إلا أن الرؤية التي يتم وضعها في البداية تمكن من تحديد الجمهور المستهدف المراد إيصال اللعبة إليه، وبالتالي يزيد إقبال هذا الجمهور على هذه اللعبة، وتنتشر بسرعة أكبر.
تحديد نوع الجهاز الذي سيشغل اللعبة
يعتبر تحديد نوع الجهاز الذي سيشغل اللعبة من الخطوات الهامة، فهناك ألعاب تعمل على الهواتف الذكية فقط، حيث يوجد ألعاب مخصصة للأجهزة التي تعمل بنظام أندرويد، وأخرى مخصصة للأجهزة التي تعمل بنظام ios، وبعضها الآخر يعمل على أجهزة الحاسوب، ومنها ما يعمل على كلا الجهازين معًا.
تحديد نوع اللعبة
من المهم تحديد نوع اللعبة قبل البدء بالتصميم من أجل توفير الوقت والجهد، والابتعاد عن التشتت في الأفكار، فهناك الكثير من أنواع الألعاب كالألعاب القتالية التي يستخدم فيها الأسلحة، أو الألعاب الرياضية، أو الاجتماعية التي تحتاج للتواصل بين الأشخاص من أجل اللعب معًا.
تحديد خيارات اللعب
يعتمد تحديد خيارات اللعب على تحديد نوع اللعبة، فكل نوع من أنواع الألعاب يتضمن مجموعة من الخيارات التي يمكن أن يقوم بها اللاعب، فالألعاب القتالية تتضمن خيارات حمل السلاح واستخدامه ضد الخصم، كما تشمل القفز، والجري، والرجوع للوراء، وغيرها من أدوار الشخصية في اللعبة.
تحديد التحديات التي ستضمنها اللعبة
كل نوع من أنواع الألعاب يتضمن مجموعة من التحديات التي يجب على اللاعب مواجهتها حتى يتمكن من الوصول إلى النهاية والفوز، ويجب تسجيل جميع هذه التحديات، وتنفيذها بدقة ليكتمل تصميم اللعبة بنجاح.
وضع الحوافز التشجيعية
تعتبر الحوافز التي يحصل عليها اللاعب أثناء اللعب من الأمور المهمة في زيادة التشويق والإثارة، فهذه المكافآت ستحفز اللاعب للتقدم والفوز، كوضع العملات النقدية في طريق اللاعب لزيادة رصيده من النقاط، ولذلك يجب تحديد نوع الحوافز والمكافآت قبل البدء بتصميم اللعبة.
تحديد مستوى صعوبة اللعبة
يجب تصميم اللعبة بحيث لا يكون صعبًا جدًا، أو يستحيل على اللاعب تخطي المستوى، ولا يجب أن يكون سهلًا جدًا، ويدعو إلى الملل والنفور، وبالتالي يجب أن يكون متوازنًا، كما يوجد في تصميم بعض الألعاب عدة مستويات تتراوح صعوبتها من السهل إلى المتوسط فالأصعب.
“شاهد أيضًا: أفضل الحواسيب للألعاب الالكترونية“
ثانيًا: تمثل الخطوة الثانية تصميم مكونات اللعبة كوضع قواعد اللعبة مع وجود برنامج يرشد اللاعب على طريقة اللعب، وتصميم الواجهة الرئيسية للعبة، وغير ذلك من المحتويات، ويتم تصميم مكونات اللعبة كما يلي:
تصميم أماكن تواجد شخصية اللعبة
قد تتواجد شخصية اللعبة في عدة أماكن كالشارع والمنزل والحديقة، وغيرها من الأماكن، ولذلك يجب تصميم أماكن تواجد الشخصية في اللعبة، وتنسيق طريقة عرضها داخل اللعبة.
تصميم برنامج لتعلم اللعبة
يعتبر هذا البرنامج بمثابة مرشد لتعليم اللاعب الخطوات الواجب تنفيذها أثناء اللعبة، ويمكن تصميم هذا البرنامج بعدة صيغ، فقد يكون على شكل أسئلة وأجوبة، ويمكن تصميمه بحيث يظهر في بداية اللعبة بشكل تلقائي.
تصميم محتويات اللعبة ومكوناتها
من المهم وضع قواعد اللعبة التي ستعمل بناءً عليها، كما يجب تحديد مستويات اللعب المتتابعة والمصنفة من الأسهل إلى الأكثر صعوبة، وما تحتويه هذه المستويات من مهام مفروضة على اللاعب لإنجازها قبل الانتقال إلى المستوى الذي يليه.
تصميم الواجهة الرئيسية في اللعبة
تحتوي واجهة اللعبة على القائمة التي تحتوي على أزرار التحكم كزر البدء باللعب، والتوقف المؤقت، وزر الاستمرار بعد التوقف، وزر إنهاء اللعبة، لذلك يجب مراعاة أن يكون تصميم الواجهة مريحًا وسهل الاستخدام وواضحًا ويمكن الاستعانة بخدمات مصمم جرافيك محترف.
تخصيص أزرار التحكم
يعتمد تخصيص الأزرار للتحكم باللعبة على نوع الجهاز المستخدم، فالأمر يختلف بين الهاتف الذكي، والحاسوب كأن تخصص أزرار الاتجاهات على جهاز الكمبيوتر للحركة يمينًا أو يسارًا، وتحديد زر معين للقفز، في حين يتم تخصيص أزرار مختلفة لنفس اللعبة في حال استخدام الهاتف.
“قد يهمك أيضًا: أفضل الهواتف الذكية للألعاب الالكترونية“
ثالثًا: تتضمن الخطوة الثالثة إضافة اللمسة الخاصة بالمصمم من خلال المؤثرات السمعية والبصرية التي يضيفها، والتي تناسب نوع اللعبة ومحتواها، ويتم تصميم الوسائل السمعية والبصرية كما يلي:
تصميم الوسائل البصرية
تعمل الوسائل البصرية كالصور على إكساب اللعبة التصميم المميز الملفت للنظر، ولكن يجب أن تكون هذه الوسائل ملائمة لنوع اللعبة وتعكس فكرتها، كما أن اختيار الألوان له دور كبير في نجاح تصميم الألعاب الالكترونية، فالألوان لها دلالات يساعد معرفتها في اختيار الأنسب لنوع اللعبة، ومن الوسائل البصرية التي يمكن إضافتها أيضًا هي بعض الأيقونات التي تساعد اللاعب على تخطي بعض المراحل الصعبة.
تصميم الوسائل السمعية
تزيد الأصوات التي يتم إدخالها في اللعبة من الحماس والتشويق، وتختلف طبيعة الأصوات بحسب نوع اللعبة، كما يمكن إضافة أصوات مناسبة للخلفية لإضفاء المزيد من الواقعية للعبة، ولتشجيع اللاعب على البدء بالمغامرة.
رابعًا: تتضمن الخطوة الرابعة السيناريو المستخدم في اللعبة، والذي يشبه سيناريو الأفلام والمسلسلات، وأيضًا شخصيات اللعبة، وذلك وفق ما يلي:
- تصميم سيناريو اللعبة، والذي يساعد في برمجة اللعبة، وفي اختيار لغة البرمجة التي تناسبه، وهو بمثابة كتابة أحداث اللعبة من البداية وحتى النهاية مع ذكر كافة التحديات التي ستواجه اللاعب أثناء اللعبة.
- تصميم الشخصيات الموجودة داخل اللعبة، والتي يختلف عددها باختلاف مستوى اللعبة فيما إذا كانت بسيطة أو معقدة، ويتم تحديد ذلك ضمن سيناريو اللعبة
“اقرأ أيضًا: أضرار الألعاب الالكترونية“
خامسًا: وتشمل هذه الخطوة برمجة اللعبة، والذي يبدأ بعد تصميم كل ما تحتاجه اللعبة ودمج هذه العناصر والمكونات تحت إدارة نظام برمجي، وسوف يتطلب ذلك تعلم لغة برمجة خاصة بتصميم الألعاب كلغة c++، أو جافا، وغيرها من لغات البرمجة.
أهم اللغات المستخدمة في تصميم الألعاب الالكترونية
تعتبر لغات البرمجة مهمة جدًا لإنشاء نظام برمجي لبرمجة اللعبة، ولا بد للمصمم من تعلمها ليتمكن من إنتاج الألعاب، ومن أهم اللغات المستخدمة في تصميم الألعاب الالكترونية:
لغة جافا
تعتبر لغة جافا من أفضل لغات البرمجة المستخدمة في تصميم الألعاب الالكترونية، حيث توفر مجموعة واسعة من أنظمة التحكم، فضلًا عن استخدامها من قبل المطورين لتطوير الألعاب.
لغة لوا
تعتبر لغة لوا Lua من أفضل اللغات المستخدمة في تصميم الألعاب الالكترونية في وقتنا الحالي لأنها لغة خفيفة الوزن، وتعتمد على هيكل لغوي بسيط، وهذا ما يجعلها المفضلة لدى الكثير من محركات الألعاب الحديثة مثل محرك CryEngine.
لغة c++
تعتبر لغة c++ من أكثر اللغات التي يجب معرفتها عند الرغبة بتصميم الألعاب الالكترونية، فهي تستطيع التحكم في مكونات النظام المنخفضة في المستوى بسرعة كبيرة، ولذلك يلجأ إليها معظم مصممي الألعاب، وكذلك المطورين، كما أن معظم الألعاب الالكترونية تعتمد على هذه اللغة، وتستفيد منها وحدات التحكم الموجودة في أشهر الألعاب مثل: PlayStation.
لغة بايثون
تساعد لغة البرمجة بايثون في تصميم الألعاب الالكترونية، فهي من أكثر لغات البرمجة التي تمنح التنوع والوضوح في استخدام أنظمة التحكم، كما أنها لغة عالية المستوى تساعد المطورين في عملية التصميم، وتطوير الألعاب.
في الختام نجد أن تصميم الألعاب الالكترونية يحتاج إلى الكثير من الخطوات التي تبدأ بفكرة اللعبة، وتنتهي بالبرمجة مرورًا بالعديد من التصميمات والإضافات الضرورية للتصميم، كما توجد العديد من لغات البرمجة التي يمكن الاختيار بينها لتصميم ألعاب الكترونية ناجحة ومثيرة للاهتمام.