تعريف فن الكولاج.. وأنواعه

[faharasbio]

تعريف فن الكولاج

فن الكولاج هو نوع من الفنون استمد اسمه من المصطلح الفرنسي coller بمعنى لصق، استخدم هذا الفن في الرسم منذ القدم، حيث بدأ بيكاسو هذا الفن في اللوحات الزيتية، حين قام يلصق قطعة من القماش المشمع على قطعة قماش رسم.

توسع محترفو السريالية باستخدام هذا الفن حيث استخدموا قصاصات الصور مقطعة إلى مربعات ثم قاموا بتجميعها بشكل عشوائي، وقد اعتمدت هذه الطريقة كأحد الطرق السريالية.

هناك طرق أخرى لفن الكولاج، إحدى هذه الطرق تعتمد على إضافة طبقات من الصور في زوايا اللوحة الأصلية مع إزالة جزء من طبقة الصورة العلوية لتبرز ما تحتها من قصاصات.

طريقة قصاصات القماش: وتعتمد على لصق قصاصات من القماش المطبوع بطريقة متفرقة على قطعة قماش أساسية، ومن أبرز فناني هذه الطريقة هو البريطاني جون والكر.

من الممكن أيضًا استخدام شكلين منفصلين من نوعين مختلفين من المواد في لوحة كولاج واحدة، مما يوحي بالانتقالات الشكلية وينتج صيغتين مختلفتين مجتمعتين في نفس اللوحة.

تاريخ فن الكولاج:

نشأ فن لصق القصاصات في الصين مع اختراع الورق في القرن الثاني قبل الميلاد، وبقي محدود الاستخدام حتى القرن العاشر للميلاد، حيث ارتبط ميلاد وتطور فن الكولاج الحديث ارتباطًا وثيقًا بولادة الفن الحديث.

في أوروبا ظهرت تقنية الكولاج في القرن الثالث عشر للميلاد حيث بدأت الكاتدرائيات حينها بصنع لوحات من أوراق الأشجار الذهبية والأحجار والمعادن الثمينة، وأيضًا استخدم هواة الأعمال اليدوية والتذكارات هذه الطريقة لصنع الهدايا وتخزين الصور.

بدأ دخول الكولاج الفن التكعيبي حيث مكن الفنانين من تجميع الصور من مكونات مختلفة وعديدة من القصاصات المرسومة وورق الصحف والورق المنفوش.

طور الدادائيون هذه الطريقة ودمجوا مواد أكثر إبداعًا كانت تبدوا عديمة القيمة نوعًا ما مثل التذاكر وأغلفة الحلوى وحتى الحلي و ذلك يعتبر تحدي واضح للمفاهيم التقليدية للفن.

قام السرياليون بتبني تقنية القص واللصق ودمجوها مع أسلوبهم التلقائي في الرسم.

تطور فن الكولاج (بين الحداثة والمعاصرة):

كلمة كولاج هي كلمة مشتقة من الكلمة الفرنسية coller والتي تعني لصق، لذلك رأينا أن فن الكولاج يعتمد على تقنية لصق الصور و أجزاء من الأوراق الملونة أو قصاصات الجرائد والأشرطة والصور الفوتوغرافية وغيرها الكثير، وبعدها نقوم بتجميع هذه الأشياء المتنوعة بشكل فني مميز على ورق عادي أو قماش يعد أساس تشكيل اللوحة.

ظهر هذا الفن كنوع من الفن التجريدي في بدايات القرن العشرين وتم تسميته من قبل الفنان هودج براك الفرنسي وبابلو بيكاسو الإسباني و يتم فيه ترتيب قطع الورق والصور و النسيج وتثبيتها على سطح داعم من الورق أو القماش.

لذلك نرى أن هذا الفن قد جذب الفنانين وتسابقوا على الإبداع به نظرًا لأنه نهج مبتكر ولجماليته وخروجه عن المألوف.

أنواع فن الكولاج:

سندرج هنا بعض أنواع فن الكولاج ونتحدث عنها:

  • المونتاج الفوتوغرافي: يعتمد على جمع أجزاء من الصور الفوتوغرافية لتشكيل صورة جديدة، و يستخدم هذا التكنيك بشكل واسع في الصحف والمجلات و يتم أيضًا استخدامه حاليًا بكثرة مع انتشار برامج الكومبيوتر المتخصصة في تركيب الصور كالفوتوشوب.
  • الكولاج في الصور الزيتية: كما سبق وذكرنا أن بابلو بيكاسو هو أول من استخدم هذا الفن في الرسومات الزيتية و كان ذلك في أوائل التسعينات.

أما فنانو السريالية فاستخدموا القصاصات أو الكولاج بشكل واسع، و يعتبر هؤلاء الفنانون أن طريقة قص الصور ولصقها يتبع منطق الكارثة بما يشبه فعل الزلزال الذي يسبب صدعًا كبيرًا على سطح العمل الفني.

  • الكولاج الموسيقي: الموسيقى من الفنون السماعية وليست البصرية ومع ذلك يمكن استخدام فن الكولاج مع الموسيقى حيث نقوم بمزج مقاطع من أعمال موسيقية مختلفة لتكوين عمل فني جديد، و من نماذج هذا الأسلوب الموسيقى الإلكترونية.

استخدام فن الكولاج في الصور الإلكترونية (الكولاج الرقمي):

هنا انتقل فن الكولاج و انتقلت هذه التقنية في الفن من شكلها المألوف بقصاصات الورق المختلفة الأشكال التي نقوم بلصقها إلى طابع جديد تمامًا و هو الطابع الإلكتروني.

في الكولاج الرقمي نقوم بدمج الصور و إنشاء الأشكال الأنماط المختلفة وحفظها إلكترونيًا، و تم إطلاق اسم السكريب بوكينغ (Digital Scrapbooking) على هذا الفرع من فن الكولاج الذي أصبح حمى أصابت الكثير من المصممين، ويعتمد على الصور ومعالجتها بأحد برامج الجرافيكس و ال Photoshop وذلك حسب قاعدة أن جمع صورة لشيء ما مع صورة لشيء آخر تعطينا صورة جديدة لشيء جديد تمامًا، و ذلك بهدف حفظ الصور و الألبومات والذكريات بطريقة فنية وجديدة وقد لاقت هذه الطريقة استحسانًا واسعًا.

إقرأ أيضًا: أشهر 7 رسامين في العالم

[ppc_referral_link]