أهمية التغيير
قد يخاف البعض من التغيير، ويتمنى أن تبقى حياته كما هي، ولكن في الحقيقة وفي داخل الجميع رغبة مستمرة للتغير للأفضل، ولكن الخوف من التغيير السلبي يجعل الأفراد خائفين من التغيير ككل، ولكن يمتلك التغيير الإيجابي أهمية كبيرة في حياة الفرد، وهو جزء لا يتجزأ من عملية تطوير الشخصية الخاصة وصياغة النجاح المستقبلي، ومن فوائد التغيير أنه يتيح للآخرين أن يعيشوا الشخصية التي يحلمون بها، ويساهم التغيير الإيجابي في منح الشخص القدرة على النجاح وعلى تغيير حياته، ويحافظ التغيير على جعل الحياة ممتعة ومختلفة دائمًا، وبذلك فهو يكسر الروتين الممرض الذي يدمر البعض.(1)
خطوات بسيطة لتغيير حياتك بأكملها
قد يعتقد الجميع أن طريق النجاح واضح، وهو السعي في الدراسة والوظيفة فقط، ولكن في الحقيقة فهي فقط جزء من النجاح، والنجاح الحقيقي يكمن في تحقيق التوازن بين هذه الجوانب وجوانب أخرى كالحياة الإجتماعية، العاطفية وحتى الترفيهية، ولا يوجد وصفة واحدة يطبقها الجميع للنجاح، ولكن يوجد خطوات أساسية قام بها جميع الناجحين حول العالم، وهي خطوات بسيطة لتغيير حياتك بأكملها.(2)
جميع الناجحين حول العالم وأغنى أغنياء العالم استطاعو النجاح عن طريق تغيير حياتهم والسعي إلى تطوير ذواتهم باستمرار، ولهذا جاء هذا المقال ليعدد خطوات بسيطة لتغيير حياتك بأكملها، وهي الخطوات نفسها التي سار عليها الناجحين حول العالم، وفيما يلي فقرات لشرح هذه الخطوات.(1)
عقلية النمو
حيث وجد عالم النفس كارول دويك أن عقليات البشر تنقسم إلى نوعين رئيسيين وهما عقلية النمو والعقلية الثابتة، ويعتقد أصحاب العقلية الثابتة أن هناك أمورًا كالذكاء مثلًا لا تتغير، وأن النجاح لا يأتي بالعمل الشاق ولكنه نتيجة لمواهب في فطرة البعض أو حظ خاص بهم، ولكن النجاح وبحسب خبراء النفس يحتاج إلى العقلية المعاكسة، وهي عقلية النمو، ومن يمتلكون هذه العقلية ويطورونها يكونون قادرين على التغير، النمو والتعلم من خلال بذل الجهد بالشكل الصحيح، وفيما يلي بعض الخطوات التي تساهم في تطوير عقلية النمو: (2)
- الأيمان بأن بذل الجهد والسعي إلى تحقيق الأهداف هو الطريق الأمثل للوصول إليها.
- تحضير ورقة يوميًا وكتابة الأعمال الجديدة التي قام بها الشخص في هذا اليوم، والتخطيط للقيام يوميًا بفعل جديد.
- اعتبار الفشل تجربة قيمة لاكتساب الخبرة، وعدم الاستسلام لأفكار اليأس.
تطوير الجانب العاطفي
يمكن أن يكون هذا غريبًا للبعض، ولكن من أهم الأسباب التي تقود للنجاح وتزيد الذكاء هي تحسين وتطوير الذكاء العاطفي، والسعي إلى الحصول على علاقات صحية ومريحة، ويعرف الخبراء الذكاء العاطفي بأنه القدرة على فهم العواطف الخاصة وعواطف الآخرين والتعامل معها، ويمكن تطوير هذا الجانب عن طريق الاستماع إلى الآخرين أكثر من السعي فقط إلى التحدث، بالإضافة إلى التحكم في المشاعر وعدم الإفراط أو الجحود فيها.(2)
اقرأ أيضًا: تحدي 10 أيام من أجل حياة أفضل
تطوير الإرادة
وتعني قوة الإرادة الإصرار والمتابعة في مواجهة التحديات، وتجنب الخوف والهرب منها، وفيما يلي خطوات بسيطة لتغيير حياتك بأكملها والتي يمكن اتباعها في هذا الشأن: (2)
- الإلهاء: وتعني مثلا إذا كان الشخص يسعى لإنقاص وزنه ولكنه لا يستطيع مقاومة الأطعمة الشهية فعليه أن يشتت ذهنه ويفكر في أي أمر آخر ليبقى مصرًا على رأيه في إنقاص وزنه.
- التدريب: ويمكن التدريب على قوة الإرادة بالبدء بأهداف بسيط في كل يوم ثم تطويرها تدريجيًا، ومثال على ذلك التدرب على ترتيب السرير كل يوم صباحًا والالتزام بذلك يوميًا دون أي أعذار.
- الأستمرار في المحاولة: إذا شعر الفرد بأنه بدأ يتراخى أو يتقاعس عن هدفه فأكبر خطأ هو التخلي عن هذا الهدف، بل عليه المحاولة مجددًا.
- طلب الدعم: حيث يساهم طلب الدعم من الأصدقاء والعائلة لتلقي التشجيع والمشورة منهم على تسهيل الأمر وزيادة الدعم.
- المكافئة: ليس من الخطأ وضع مكافئات محددة عند تحقيق هدف محدد، أو عند الوصول إلى نقطة جديدة، فمثلًا لإنقاص الوزن يمكن الامتناع تماما عن تناول الحلويات حتى ينقص الوزن خمسة كيلوجرامات، ثم يكافئ الشخص نفسه بحصة حلوى واحدة فقط، ولا يأخذ غيرها أبدًا حتى ينقص وزنه خمسة كيلوجرامات أخرى.
الأفكار الكبيرة
الأفكار الصغيرة والأكثر واقعية كما يطلق عليها البعض هي ألإفكار التي ستسمح بالتأكيد في تحقيق حلم واحد فقط، ولكن الأفكار الكبيرة ستسمح بتحقيق الكثير من الأهداف والأحلام، بالإضافة أنها هي من ستصنع فردًا مبدعًا وملهمًا للإبداع لغيره، ويمكن أن تقود كلمة الواقعية إلى التخلي عن الطموح لأجل الراحة، ولكنها بالتأكيد راحة مزيفة وغير حقيقية، فالنجاح الحقيقي هو في تحقيق الأهداف لا بإلغائها.(3)
تحقيق التوازن
وهذا ما يركز عليه جميع خبراء علم النفس في هذه الآونة، وذلك لأن الأفراد يسعون للنجاح المالي فقط عن طريق الوظيفة، فيعملون بدأب ليل نهار ويحققون فعلًا النجاح المادي ولكن على حساب راحتهم وصحتهم، بالإضافة إلى العلاقات الإجتماعية الخاصة بهم، ولهذا كان من المهم السعي إلى تنظيم الوقت بشكل صحيح وتحقيق التوازن في جميع الجوانب الحياتية، وقال فيل نايت الرئيس التنفيذي لشركة نايك العبارة الآتية:
” هناك صراع ثابت في العمل في الحياة وفي الأعمال التجارية، وهذا يكون معركة مستمرة بين السلام والفوضى، ولا يمكن إتقان أي منهما 100%، ولكن يمكن تحقيق التوازن بينهما، وهذا هو مفتاح النجاح”.(3)
التفكير بشكل مختلف
فمن المؤسف أن العديد من البشر لديهم أفكار جريئة ومبدعة، ولكن يتم تجاهلهم في كثير من الأحيان ويتم تعليمهم منذ الصغر على التفكير والقيام بالأمور مثل الجميع تمامًا، ولكن لأجل النجاح والإبداع يحتاج الفرد إلى التفكير بشكل مختلف، والتعبير عن هذه الفكرة بثقة وجرأة، ولكن بالتأكيد مع الحفاظ على الضوابط العقلية الصحيحة، وقال توماس جيفرسون وهو الرئيس الثالث لأمريكا ذات مرة عبارة معبرة، حيث قال:
” لا شيء يمكن أن يمنع الرجل صاحب الموقف العقلي الصحيح من تحقيق هدفه، ولا شيء على وجه الأرض يمكن أن يساعد الرجل إذا اتخذ موقفًا عقليًا خاطئًا.(3)
عش بطريقتك
وقد تكون هذه من أهم النصائح المتعلقة في النجاح، فإذا كان الشخص يمتلك فكرة معينة وهو مقتنع بها فلا بأس من استشارة المقربين جدًا في بعض الأمور، ولكن لا يجعلهم يتحكمون في حياته وأوامره، ولا يستشر جميع من يعرفهم من المعارف، الأقارب، الأصدقاء وحتى الحيوانات الأليفة قبل البدء، بل يجب استشارة أحب الناس و ذوي الإختصاص فقط، والتفرد بأسلوب حياة فريد ومختلف عن الجميع، وللتأكد من ذلك يجب أن يسأل الفرد نفسه سؤال “هل أعيش الحياة التي أريدها؟“
فإن كان الجواب نعم فهذا يعني السير على الطريق الصحيح، وأما إذا كان الجواب لا فهذا يعني وجوب وجود عدد من التغييرت في الحياة لجعل الإجابة على هذا السؤال هي نعم، وفقط نعم.(4)
الخبرة تحتاج إلى الوقت
لا يمكن أن يصبح أي شخص الأول في مجاله في ليلة وضحاها، ولكن يجب البدء في تكوين الخبرة وصقلها منذ هذه اللحظة، وبعد سنة كاملة يجد الفرد نفسه قد تطور كثيرًا، وأكثر مما كان يتوقع، فإذا كان الشخص يطمح ليكون كاتبًا فعليه البدء في الكتابة منذ الآن ويوميًا لعام كامل، وبعد مرور عامٍ كامل سيتضح كم اكتسب الفرد من خبرة كبيرة في مجاله.(4)
عدو النجاح
عند اتباع عدة خطوات بسيطة لتغيير حياتك بأكملها يجب الحذر من عدو النجاح والتغيير، وعدو النجاح الأول هو الكسل، فلا يمكن لشخص تحقيق النجاح في حياته بمجرد الظهور أو القيام بتطور واحد شهريًا، بل على الفرد السعي باستمرار لتطوير نفسه يوميًا، ويجب تخصيص الوقت والطاقة اللازمة للوصول إلى الأهداف وتحقيقها، ولذلك من المهم الجدية في الرغبة في النجاح.(4)
المراجع: