خطوات تساعدك بعد الانفصال عن الشريك
إنها ليلة باردة جداً،، ليلة غريبة ولا تُشبه باقي الليالي أبداً حيثُ أنها مليئة بالمشاعر الكئيبة والضياع والتفكير والإرهاق النفسي والجسدي والحاجة إلى البكاء والانعزال عن الآخرين، نعم إنها {ليلة الانفصال} لن يشعر بها إلّا من خاضَ هذه التجربة القاسية عليه، فلا يُمكن للعقل البشري أن يستوعب في الأيام الأولى للانفصال كيفَ سيستمر الإنسان بالتقدّم في هذه الحياة دونَ مشاركة شريكه معه واحتضانه ومساندته والعطف عليه، لا بدَّ أنكَ مررتَ بهذه التجربة من قبل وخاصةً إن كانَ الحب الأول الذي يبقى عالقاً في الذاكرة بسبب الشعور باللهفة الأولى والحب معه.
فمنَ الجدير بالذكر، أنَ طبيعة العلاقات الإنسانية هيَ التواصل معَ بعضهم والتعارف ومن ثمَ الاختلاف في بعض الأحيان والانفصال والبدء ببدايةٍ جديدة، بالتأكيد منَ المستحيل أن تستمر جميع علاقات الحب التي تنشأ بينَ الجنسين فلا بدَّ منَ الانفصال من أجل الحفاظ على صحة الفرد النفسية، وأحياناً يكون الانفصال هوَ الخيار الأنسب من أجل بدء علاقة جديدة مفعمة بالحب الصادق بدلاً منَ العلاقة السامّة التي كانت تستنزف طاقة الإنسان دونَ جدوى.
بالإضافة إلى أنَ طرق الانفصال تختلف في علاقات الحب، فإما أن يُقرّر الطرفين التخلي عن بعضهما باحترام والبقاء على احترامٍ دائمٍ بينهما لعدم فهم بعضهما، وإما أن ينسحب طرف دونَ علم الآخر ويُسبب لهُ الأذى النفسي والعاطفي لعدّة أشهر ويجعلهُ يقع في دوامةٍ منَ الضياع بحيث يتسائل ما الذي فعله من أجل التخلي عنه بهذه السهولة، ولذلك ما هيَ أفضل 7 خطوات تساعدك بعد الانفصال عن الشريك؟
7 خطوات تساعدك بعد الانفصال عن الشريك
صديقي القارئ،، إذا كنتَ قد واجهتَ مؤخراً مشكلة الانفصال العاطفي عن شريك حياتك،، فلا تُحاول أن تنعزل على نفسك وتُسبب الأذى الداخلي لك فربما يكون هذا القرار يعود بالخير والنفع عليك،، ومن هنا نُقدّم لكَ في هذا المقال أفضل 7 خطوات تساعدك بعد الانفصال عن الشريك عليكَ اتباعها:
خذ وقتاً كافياً:
حسناً في بداية الانفصال لا يُمكننا القول أن تتجاهل مشاعرك بأكملها وتُحاول إشغال ذاتك، بل على العكس من ذلك حاول أن تأخذ وقتاً كافياً في الانعزال عن الآخرين والجلوس معَ نفسك من أجل اكتشاف الخطأ الذي وقعتَ بهِ ولكن لفترةٍ محدودة لا تتعدّى الأسبوع، عليكَ أخذ استراحة من كل شيء في هذه الحياة وإن كانَ البكاء يُسهم في إزالة الهم عن قلبك فحاول أن تبكي حتى تجف دموعك من أجل تفريغ مشاعرك المكبوتة والتخلص منها.
بعدَ ذلك، عليكَ التفكير مليّاً في سموم العلاقة التي كنتَ تتواجد بها وكيفَ تُؤثر عليك، بالتأكيد لو كانت خيراً لاستمرت بالرغم من كافة الظروف، ولكن عليكَ الإيمان والتفكير بأنَ الله سبحانه وتعالى لن يختار لكَ إلّا الطريق الأنسب والصحيح.
اكتب ما بداخلك:
بالتأكيد ستشعر خلالَ الأيام الأولى بالحنين للشريك، ولكن عندما تُصبح مشاعرك زائدة عن حدها حاول أن تستريح وتُحضر ورقة وقلم وتبدأ بكتابة جميع الأحاسيس التي تشعر بها لتجنب كبتها في قلبك، فتفريغها على الورق سيُخفف من حزنك وخاصةً إنَ قمتَ بكتابة سلبيات العلاقة التي كنتَ تتواجد بها وحاولتَ أن تنظر إليها يومياً عندما تشعر بالشوق إليه، فهذه الطريقة ستُذكرك دائماً بالسموم التي كانت تُحيط بكَ بسبب دخولك في علاقةٍ غير صحيحة نتجَ عنها الانفصال.
الاهتمام بالنفس:
حسناً أنتَ في هذه الخطوة قد فرّغتَ مشاعرك بأكملها من خلال الكتابة والبكاء، حانَ الوقت للاهتمام بنفسك ومنحها الحب والثقة، في هذه الخطوة عليكَ أن تنهض بسرعة من حالة الركود التي كنتَ تعيشها وتبدأ في النظر إلى نفسك بالمرآة ورؤية جمالك الداخلي والخارجي والبدء بتغيير مظهرك بأكمله من أجل الشعور بالتجديد والطاقة الإيجابية.
على سبيل المثال: حاول أن تُخبر أحد الأصدقاء بحاجتك إليه لمرافقتك إلى مركز التسوق، ومن ثمَ غيّر تسريحة شعرك واختر ملابساً جديدة وغيّر ستايلك القديم إلى ستايل جديد مفعم بالحيوية، وحاول أن تُدخل الألوان إلى ملابسك كونها تمنحكَ الشعور بالطاقة، فالتغيير أمر مهم جداً في مظهرك الخارجي بعدَ الانفصال.
اكتشف شغفك وهواياتك:
لكلٍ منّا طموح أو شغف خاص في هذه الحياة، هل تتذكر أحلامَ طفولتك؟ لماذا لا تسعى إلى تحقيقها إذاً؟ لا تجعل من قرار الانفصال أن يُؤثر على نجاحك وشغفك في هذه الحياة، بل اجعلهُ بداية جديدة من أجل الاهتمام بنفسك أكثر واكتشاف قدراتك ومواهبك.
فحاول أن تكتشف الموهبة التي تميل إليها سواءً {الرسم، الموسيقى، الرياضة} وابدأ بتعلّمها عبرَ شبكة الإنترنت أو التسجيل في كورساتٍ تدريبية بها، وفي ذات الوقت أشغل نفسكَ واملأ وقتكَ بالعمل عليها من خلال فتح صفحة على مواقع التواصل الاجتماعي أو قناة على اليوتيوب لتقديم مهاراتك بها للمشاهدين ومن أجل كسب الشهرة والمال، فهذه الخطوة ستُساعدك على الشفاء الذاتي والنسيان عوضاً عن الجلوس طوالَ الوقت في التفكير بشخصٍ لا يُقدّر قيمتك.
اختلط بالآخرين:
هل تعلم أنَ عدد سكان العالم يفوق 7 مليار إنسان؟ فهل يستحق إنسان واحد أن يفعل بكَ كل هذا الانقلاب من حيث الانعزال والسلبية وفقدان الشغف في الحياة؟ بالتأكيد لا،، لأنَ الحياة تستحق التجربة من جديد، ويجب أن تخرج وتلتقي بالأفراد الجدد وتتواصل معهم لتتعلم فهم أفكارهم وآرائهم والانخلاط بهم، فمنَ المُمكن أن تتعرّف على إنسانٍ جديد ترتبط بهِ ويستحق الحب والاحترام ويتكلّل الحب بينكما بالارتباط وإنجاب الأطفال، فالحياة لا تتوقف على أحد.
ولذلك اذهب يومياً إلى عملك المهني وحاول أن تُشارك في الكثير منَ الفعاليات والأنشطة التي تُسهم في تكوين دائرة صداقة جديدة لك ومن خلالها تكتشف شخصيات الأفراد وكيفية التعامل معهم.
احترم نفسك:
عليكَ أن تتعلّم احترام ذاتك وتقديرها، فصحتّك النفسية هيَ أهم ما تملك فهيَ السبيل الوحيد للنجاح والتفوق والسعادة، عندما تكون منعزلاً وتشعر بتأنيب الضمير وتُحاول القسوة عليها ستخذلك في نهاية الطريق وتُؤدي بكَ إلى الموت تدريجياً والتأثير على صحتّك الجسدية.
حاول أن تُقدّر قيمة نفسك في كل مرة تنظر بها إلى المرآة، وفكر بأنكَ تستحق الحياة الجميلة والسعيدة وأنَ الحزن لا يليق بك بسبب إنسان خذلكَ في منتصف الطريق، وأنَ لنفسكَ عليكَ حق من حيث الاهتمام والحب والدعم.
لا تقع في الخطأ ذاته:
علينا الإشارة أنَ الكثير منَ الأشخاص المنفصلين يبحثون عن أول علاقة يجدونها في طريقهم للارتباط بها من أجل نسيان الحب القديم، وهذه خطوة سيئة ومدمرة للطرف الآخر ولنفسك أيضاً، لا تُحاول أن تُعالج الخطأ بخطأ أكبر، بل امنح نفسكَ الوقت للتعافي منَ الانفصال وتعلّم حب الذات وتجاوز علاقتك الماضية وعدم التفكير بها، من أجل تجنب الكذب على أي إنسانٍ ستدخل معه في علاقةٍ جديدة.
جميعنا نعلم أنَ قرار الانفصال أو الطلاق أمر صعب للغاية، ولكن هل لكَ أن تُفكّر بأنَ لكل شيء يحدث في حياتك حكمة؟ وأنَ الله لن يختار لكَ إلّا الشريك المناسب، ولذلك لا تستنزف نفسك وتخسر كرامتك وصحتّك من أجل إنسان لا يأبه لمشاعرك أو تخلّى عنكَ في دقيقةٍ واحدة، بل حاول أن تنهض من جديد لأنَ الحياة مليئة بالدروس والتجارب التي تتطلّب منكَ القوّة والاستمرارية لمواجهتها.
{{نأمل أن يعجبكم المقال أيها الرائعون}}.