زيادة كهرباء المخ عند الأطفال {أعراض وعلاج}
يُعدّ الدماغ جزء مهم عندَ كل إنسانٍ منّا، فهوَ صغير الحجم ولكنهُ معقد للغاية وتمّت دراسته من قِبَل الخبراء والأطباء والمختصين إلّا أنهُ لم يتم حلّ التعقيدات الصغيرة المتواجدة بداخله، ويصل وزنهُ إلى حوالي 1.5 كغ، ولهُ عدّة أقسامٍ رئيسية ما بينَ {الدماغ البيني، المخ، جذع الدماغ، المخيخ} ومنَ المعروف أنَ المخ يُعتبر الجزء الأكبر ويحتوي على أليافٍ عصبية تربط ما بينَ نصفيه الأيسر والأيمن وكل نصف يتكوّن من {الفص الجداري، الفص الجبهي، الفص القحفي، الفص الصدغي}.
ومنَ الجدير بالذكر، أنهُ توجد عدّة أمراض تُصيب مخ الإنسان ومن أبرزها زيادة الكهرباء، فالخلايا المتواجدة في أدمغتنا تُسهم في استخدام إشاراتٍ كهربائية من أجل التواصل معَ بعضها، وفي الدماغ الطبيعي تكون هذه الإشارات منظمة ودقيقة، ولكن في بعض الحالات تزيد نسبة الشحنات الكهربائية عن حدّها الطبيعي ويُصاب الفرد بحالة تُسمى {الصرع}.
ونوّد الإشارة، أنَ الكهرباء الزائدة في المخ تُصيب الأطفال عادةً، فيُلاحظ الوالدين أنَ حركات طفلهم غير طبيعية ويشعر بالألم والتعب نتيجة الإصابة بأحد اضطرابات الجهاز العصبي، وتكون هذه النوبات متكررة وتختلف من فردٍ لآخر فأحياناً تستمر لعدّة ثوانٍ وأحياناً لعدّة دقائق وتأثيراتها تختلف باختلاف عمر الطفل والمشاكل التي يُعاني منها، ولذلك ما المقصود بزيادة كهرباء المخ عند الأطفال؟ وما هيَ أعراضها؟ أسبابها؟ وطرق علاجاتها المتعددة؟
ما المقصود بزيادة كهرباء المخ عند الأطفال؟
وهوَ عبارة عن خللٍ في الكهرباء التي تحدث داخل مخ الإنسان، فيُصاب الطفل بحركةٍ مفاجئة ومتزايدة منَ الكهرباء ممّا يدفعهُ للتصرف بطريقةٍ غير طبيعية والتأثير على مشاعره وأحاسيسه، وتزداد هذه النوبات أثناءَ النوم أو بعدَ الاستيقاظ بعدّة ثوانٍ.
علاوة على ذلك، تختلف هذه النوبات بينَ الأطفال، لأَنَ بعضها عبارة عن نوبةٍ صغيرة مترافقة معَ فقدان الوعي ولا تستمر لوقتٍ طويل، ونوبةٍ جزئية مركبة يُلاحظ الوالدين على طفلهم أنهُ يلعق شفتيه بشكلٍ متكرر ويُصفق ويمضغ، ونوع آخر منَ النوبات المعمّمة التي تكون أكثر ألماً للطفل كونهُ يُصاب باهتزازاتٍ في جسده وتشنجاتٍ في عضلاته ويُواجه صعوبة في التنفس.
بالإضافة إلى أنَ الكهرباء المتزايدة في مخ الأطفال هيَ مشكلة شائعة في الولايات المتحدة وحتى البالغين معرّضين للإصابة بها أيضاً.
ما هيَ أعراض زيادة كهرباء المخ عند الأطفال؟
يُمكن ملاحظة عدّة علاماتٍ وأعراض يُصاب بها الطفل أثناءَ زيادة هذه الذبذبات الكهربائية في دماغه، منها:
- عدم القدرة على التنفس بشكلٍ طبيعي.
- الشعور بآلامٍ في الجسد معَ تيبس.
- الشعور بتشنجاتٍ مفاجئة واهتزازات في الأطراف.
- الإصابة برمش العين السريع.
- فقدان الوعي بشكلٍ مفاجئ.
- التشويش وعدم وضوح الرؤية.
- فقدان السيطرة على المثانة.
- الإصابة بالخوف والتوتر.
- التحديق.
- التعرّق الزائد والصراخ والبكاء.
ما هيَ أبرز أسباب الإصابة بزيادة كهرباء المخ عند الأطفال؟
لم يتم كشف النقاب بعد عن السبب الأساسي الذي يُؤدي لإصابة الطفل بزيادة كهرباء المخ، ولكن تمَّ التوّصل إلى عدّة عوامل يُعتقد أنها تُنتج هذه المشكلة منها:
- إنَ الشلل الدماغي لهُ دور في ظهور كهرباء زائدة في الدماغ وإصابة الطفل بها.
- منَ المُمكن أنَ الطفل قد أُصيبَ بصدمةٍ حادّة في رأسه، لأنَ رأسه طري أثناءَ ولادته وأي ضربةٍ تُؤثر على عمل دماغه.
- أحياناً تحدث بعض التشنجات في عمر 6 أشهر أو في السنوات الأولى للطفل بحيث تُؤثر على كهرباء المخ لديه وتزيد منها.
- إذا حدثَ أي انسداد في الأوعية المختصة بنقل الدم عندَ الطفل، فيوجد احتمال كبير إصابته بالكهرباء المتزايدة في المخ.
- انخفاض مستوى الجلوكوز والأكسجين في مخ الإنسان لهُ تأثير فعّال في حدوث ضمور والإصابة بهذه المشكلة.
- الإصابة بالأورام التي تحدث في المخ يُؤدي لتزايد نسبة الشحنات الكهربائية.
ما هيَ طرق علاج زيادة كهرباء المخ عند الأطفال؟
يتساءل بعض الأهالي الذينَ يُواجهون هذه المشكلة معَ أطفالهم، هل يُمكن الشفاء منها نهائياً؟ في الحقيقة لا يوجد دواء سحري يُسهم في التخلص منها بينَ ليلةٍ وضحاها، بل يُمكن الاستعانة بعدّة علاجات من أجل السيطرة على أعراض المشكلة والتخفيف منها مثل:
- الأدوية: لا يجب إعطاء الطفل أي نوعٍ منَ العلاج الدوائي بدون استشارة الطبيب المختص لمعرفة السبب الكامن وتحديد الدواء الذي يتناسب معَ عمره وحالته وشدّة الأعراض التي يُعاني منها، فيبدأ الطبيب بإجراء فحص شامل للطفل من أجل التأكدّ من عدم إصابته بأمراضٍ مزمنة ومن ثمَ يصف الدواء لهُ.
- الجراحة: إذا كانَ الطفل يُعاني من نوباتٍ حادّة تُسبب لهُ الألم والتوتر ولم يحصل على الفائدة منَ الأدوية والطرق الأخرى، فيُسهم الطبيب في تحديد الجزء الذي يتسبب بكهرباء زائدة في المخ ويعمل على استئصاله.
- عادات صحيّة: إذا كانَ طفلك يُعاني من هذه المشكلة، فيُمكنكَ إبعاد الأجهزة الإلكترونية عنه لفتراتٍ طويلة مثل الحواسيب والهواتف، ويُفضّل اتباع نظام غذائي نباتي والابتعاد عن الألبان واللحوم، وتجنب تواجد الطفل في مكانٍ لهُ ضغط عالٍ منَ الكهرباء حتى لا يُؤثر عليه، ويُنصح باتباع وضعية السجود من أجل تفريغ أي شحناتٍ متزايدة في مخ الطفل.
كيفَ يُمكنني التعامل معَ طفلي المُصاب بكهرباء متزايدة في المخ؟
للأسف يشعر الوالدين بضغطٍ كبير عليهما ويُعاملان الطفل بطرقٍ خاطئة تزيد من شعوره بالخوف، ولذلك يُمكن اتباع هذه الخطوات أثناءَ حدوث النوبة:
- تجنب ترك الطفل وحده أثناءَ حدوث النوبة من أجل ضمان سلامته.
- احذر من وضع أي منشفة أو شيء قاسٍ في فم الطفل أثناءَ النوبة.
- لا تُقدّم أي مشروبات أو أطعمة عندما تبدأ النوبة لأنها خطرة على الطفل.
- يُفضّل وضع الطفل في غرفةٍ مريحة مليئة بالوسادات حتى لا يسقط بشكلٍ مفاجئٍ على شيءٍ صلب ويُؤذي نفسه.
- الجلوس معَ الطفل يومياً واللعب والضحك معه من أجل شعوره بالارتياح والاطمئنان.
- يُفضّل حصول طفلك على الراحة والنوم ليلاً وتجنب تعرّضه للسهر أو الإرهاق.
- تجنب إظهار مشاعر الخوف والارتياب أمامه لأنهُ سيشعر بسلبية وخوفٍ متزايد.
إقرأ أيضًا: كيف يعمل الدماغ البشري؟
نعلم كم هوَ شعور مؤلم أن تُلاحظ هذه المشكلة على طفلك، ولكن يجب أن تثق بالله وتُحاول دائماً أن تُساعده وتكون مصدر دعم لهُ وتُحاول مشاركته في كل شيء من أجل زيادة راحته النفسية، لأنَ الإرهاق والتعب وقلّة النوم والمحيط السيء للطفل يُؤثران عليه وتزداد مشكلة كهرباء المخ لديه، ولذلك ما عليك إلّا اتباع إرشادات الطبيب والبقاء بجانب طفلك.
{{نأمل أن يعجبكم المقال أيها الرائعون}}.