سخونة القدمين.. الأسباب والعلاج

[faharasbio]

سخونة القدمين.. الأسباب والعلاج

هل شعرتَ من قبل بسخونة في قدميك وخاصةً أثناءَ النوم؟ بعض الأشخاص يشعرون بحرارة في أطرافهم وتزداد خلالَ الليل فيُواجهون مشكلة في النوم بأريحية، ويعتقد البعض أنها أمر طبيعي يُمكن أن يحدث بسبب درجات الحرارة العالية صيفاً، ولكن معظم الأفراد المُصابين بالسخونة في قدميهم يشعرون بها في جميع فصول السنة.

ومنَ الجدير بالذكر، يشعر الفرد بوخزٍ بسيط وألم وتنميل وخدر مؤقت في أقدامه، ويُلاحظ أنها متوّرمة بشكلٍ خفيف ولونها مائل للأحمر، وهذه السخونة ناتجة عن عدّة أسبابٍ أو أمراضٍ مختلفة، ولذلك ما هيَ أبرز أسباب الإصابة بسخونة القدمين؟ وما هيَ طرق علاج هذه المشكلة؟

صديقي القارئ، إذا كنتَ تشعر في ألمٍ وتنميل وخدر وحرارة عالية في قدميك بشكلٍ مفاجئ، فيجب التعرّف على الأسباب الكامنة وراءَ هذه السخونة وطرق علاجها المختلفة:

ما هيَ أسباب الإصابة بسخونة القدمين؟

توجد عدّة عواملٍ وأسباب تُؤدي للإصابة بهذه المشكلة، من أبرزها:

فترة الحمل:

هذه الفترة حساسة جداً عندَ المرأة، لأنها تُحدث تغييرات كبيرة على حالتها النفسية والجسدية ووزنها وزيادة الثقل عليها، وتُعاني أغلب النساء الحوامل منَ الحرارة العالية في القدمين، وهذا أمر طبيعي لا يدعو للقلق، فعادةً تشكو النساء منَ القدم المسطحة والألم الحادّ في الأقدام إلى جانب السخونة.

ويعود السبب في ذلك إلى زيادة وزن الحامل وتركيز الثقل على أقدامها، وتشعر أيضاً بالوذمة في الثلث الثالث منَ الحمل بسبب زيادة ضغط الدم.

ويُمكن التخفيف من هذه السخونة عن طريق رفع الأقدام واستهلاك كمياتٍ كافية منَ المياه وتدليك الأقدام وارتداء الأحذية الطبيّة والابتعاد عن الأطعمة المالحة.

انقطاع الدورة الشهرية:

أثناءَ انقطاع الحيض عندَ المرأة في بداية الخمسينات تشعر بعدّة تغييرات تُؤثر عليها مثل {الهبات الساخنة، المزاج المتقلب، الشعور بالاكتئاب} والشعور بحرارة عالية في القدمين أثناءَ انقطاع الدورة الشهرية هوَ أمر طبيعي ناتج عن ارتفاع حرارة الجسم أكثر منَ المعتاد.

مرض قدم الرياضي:

تزداد خطورة الإصابة بهذا المرض عندَ الرياضيين والمعروف باسم سعفة القدم، فهيَ منَ المشاكل الجلدية الناتجة عن الفطريات وتُعتبر منَ العدوى الفطرية، فهيَ لا تدعو للقلق لأنها ليست خطيرة ولكن الأعراض مؤلمة أحياناً مثل {حكة مستمرة، سخونة في الليل، رائحة كريهة، بقع بيضاء وطفح أحمر}.

ولذلك يُنصح بتغيير الجوارب بشكلٍ يومي والاستعانة بالأحذية الرياضية المريحة وتجنب التجول في حمامات النوادي الرياضية وأنتَ حافي القدمين.

الاعتلال العصبي السكري:

يُرافق هذا الاعتلال مرض السكري فيُسبب تلف في الأعصاب وبشكلٍ خاص الأعصاب المحيطة بالقدمين، ومن أعراضه {ظهور قروح في القدم، الشعور بالتنميل والخدر، السخونة في القدمين، إحساس بالحرقة والوخز}.

ويُعتبر هذا الاعتلال منَ المضاعفات الخطيرة للسكري، وأغلب الأشخاص الذينَ يُعانون من هذا المرض المزمن يُواجهون مشكلة الاعتلال العصبي.

نقص العناصر الغذائية:

أيضاً أحد الأسباب الشائعة للإصابة بسخونة القدمين، لأنَ الجسم يحتاج إلى الأغذية الصحيّة الغنية بالمعادن والفيتامينات والألياف، وأي نقصٍ في هذه العناصر وخاصةً عنصر الكبريت، يُسبب الشعور بحرقة في القدمين وسخونة مزعجة تُعيق الحركة أو النوم.

مرض شاركو ماري توث:

يُطلق عليه بالاعتلال العصبي الحسي، ينتج عنهُ تلف في الأعصاب الخاصة بالأطراف مثل القدمين واليدين، ويُرّجح أنَ الوراثة لها دور فعّال في الإصابة بهذا الداء.

وأثناءَ إصابة الإنسان بهِ يشعر بالخدر والسخونة وصعوبة في تحريك القدم وكثرة السقوط وعدم القدرة على الركض أو المشي بسرعة معَ التواء الأصابع وفقدان الشعور بالأطراف.

قصور الغدة الدرقية:

إنها من أكثر الأسباب الشائعة للإصابة بسخونة القدمين، كونها تنجم عن نقص في ثلاثي يودوثيرونين وثيروكسين، ومن أبرز أعراضها {الإصابة بالإمساك، زيادة الوزن، الشعور بالنعاس، ضعف الجسم، التعب والإرهاق، المزاج السيء، ظهور وذمات واحمرار وخدر في الساقين}.

اعتلال الأعصاب الكحولي:

يُعتبر منَ الاضطرابات العصبية التي تنتج عن الاستهلاك المفرط للكحوليات التي تُؤثر على عمل الجسم بشكلٍ صحيح، فالأعصاب المحيطة بالأطراف تتعطل ويشعر الفرد بألمٍ وسخونة في قدميه، وتزداد خطورته كُلّما تدهورت حالة المُصاب وفقدَ العناصر الغذائية من جسده، ولذلك يتوّجب السيطرة على هذا الإدمان والعلاج من أجل تفادي الخطر.

الإصابة بالإيدز:

منَ المعروف أنَ مرض الإيدز يُعتبر واحداً من أكثر الأمراض خطورة في العالم، كونهُ ناتج عن فيروس يُسهم في التسبب بقصور في الجهاز المناعي عندَ المُصاب، وبالتالي يشعر الفرد بما يلي {انتفاخ في الغدد اللمفية، ارتفاع حرارة الأطراف، ظهور طفح جلدي، سعال، الإصابة بالإسهال، ضيق التنفس}.

التعرّض المنتظم للزئبق والزرنيخ:

لا يُدرك البعض أنَ التعرّض لهذه المعادن المؤذية لهُ أثر سلبي على صحة الإنسان، فإذا تراكمت في جسده تُسبب تلف في الأعصاب وتدهور الصحة والشعور بوخز وحرارة عالية في القدمين.

ما هيَ طرق علاج سخونة القدمين؟

علينا القول أنهُ لا يوجد علاج محدد لهذه المشكلة، فكما ذكرنا في الأعلى أنها ناتجة عن عدّة أسباب تختلف من حالةٍ لأخرى، فإذا كنتَ تُعاني من سخونة القدمين يجب التوّجه إلى الطبيب المختص على الفور من أجل إجراء الفحوصات اللازمة والتأكدّ منَ السبب الكامن ورائها ومن ثمَ العلاج الذي يتضمّن:

  • إجراء الفحوصات وعلاج المُسبب: في البداية يُسهم الطبيب في التعرّف على الأعراض التي تُعاني منها والبدء بإجراء الفحص العصبي لكَ وعمل اختباراتٍ عديدة كالتخطيط الكهربائي للتأكدّ من وظائف الأعصاب.

وعندما يكتشف الطبيب السبب الرئيسي لإصابتك بسخونة القدمين، يعمل على حلها عن طريق العلاجات المتاحة، مثل علاج اعتلال الأعصاب الكحولي أو السكري أو غيرها.

  • اتباع نمط حياة صحيّ: بعدَ الانتظام في الأدوية والعلاجات التي وصفها لكَ الطبيب، يجب تغيير نظامك في الحياة من أجل حماية أطرافك وجسدك بأكمله، فيُنصح بغسل القدمين بشكلٍ يومي واختيار أحذية مريحة والتغيير بينَ الأحذية لأنَ الثبات على حذاءٍ واحد يُعيق تهويته بشكلٍ جيد.

ويُفضّل وضع قدميك في حوض مياه بارد من أجل الاسترخاء وتخفيف التوّرم وحاول ارتداء الأحذية المكشوفة في فصل الربيع والصيف، واحرص على تجنب الوقوف لساعاتٍ طويلة.

إذا شعرتَ بسخونة في أطرافك بشكلٍ مفاجئ لا تتجاهل الأمر، لأنهُ قد يكون تحذير لكَ لاكتشاف مرضٍ ما والبدء بعلاجه مبكّراً، ولا تستهن بصحتّك أبداً حتى لو كنتَ سليماً يجب إجراء الفحوصات الطبيّة من أجل الاطمئنان على نفسك بشكلٍ منتظم.

{{نأمل أن يعجبكم المقال أيها الرائعون}}.

[ppc_referral_link]