عجائب الدنيا السبع قديمًا وحديثًا

[faharasbio]

عجائب الدنيا السبع قديمًا

تعتبر عجائب الدنيا السبع القديمة الدليل الأكبر على عظمة الحضارات القديمة وروعة البناء الهندسي القديم الذي أدهش العالم كله، وقد زال معظمها إما بفعل العوامل الطبيعية كالزلازل والهزات المتكررة، أو بفعل عوامل من صنع الإنسان كالحروب.

على الرغم من زوال عجائب الدنيا السبع القديمة فإنها لا تزال باقية في أذهاننا، ويبقى لدينا الفضول لنتعرف عليها أكثر، لذلك نبحث دائمًا في القصص والروايات التي وصلت إلينا والتي تزيد من دهشتنا بعظمة الحضارات القديمة وتصاميمها الهندسية الرائعة، وسنقدم في مقالنا خلاصة ما توصلنا إليه عن عجائب الدنيا السبع القديمة بالترتيب، والتي هي:

هرم خوفو أو هرم الجيزة

يقع هرم خوفو في مدينة مصر، وتحديدًا في منطقة الجيزة، بني في عهد الفرعون خوفو، واستغرق بناؤه مدة عشرين عامًا، ويعتبر من أقدم عجائب الدنيا السبع القديمة نظرًا لطريقة بنائه الهندسية التي أدهشت العلماء والباحثين من حيث الدقة العالية والحجم الهائل الذي يميزه، فقد أشارت الدراسات والأبحاث الكثيرة التي أقيمت حوله عن اشتراك أكثر من عشرين ألف عامل في بنائه، وذلك من خلال عدد هائل من الكتل الحجرية التي يصل عددها إلى حوالي مليوني كتلة حجرية من الحجر الجيري الأبيض والجبس، ويصل وزن الواحدة منها إلى أكثر من 2 طن، الأمر الذي حير العلماء في الطرق التي تم استخدامها في ذلك الوقت لرفع هذه الأحجار إلى ارتفاع كبير، حيث يصل ارتفاعه عن سطح الأرض حوالي 146 م.

يعتبر هرم خوفو الأثر الوحيد الباقي من عجائب الدنيا السبع القديمة، ويحتوي التصميم الداخلي لهرم خوفو على الكثير من الغرف والممرات المختلفة بالمساحات والأحجام، وله قاعدة مستطيلة وأربعة جوانب مائلة تلتقي في القمة ذات الأضلاع الأربعة، وتم بناؤه كمقبرة لفرعون، ومكانًا لحفظ الأسلحة والأشياء الثمينة.

حدائق بابل المعلقة

وهي إحدى عجائب الدنيا السبع، بنيت في مدينة بابل العراقية، وكانت خاصة بالملك نبوخذ نصر الثاني الذي بناها ليهديها إلى زوجته بعد فراقها لموطنها، ولكنها زالت بفعل زلزال أصابها بالانهيار في القرن الثاني قبل الميلاد، الأمر الذي جعل موقعها أمرًا مثيرًا للجدل إلى يومنا هذا، كما اعتقد البعض أنها أسطورة خيالية لا وجود لها.

تصف الروايات العديدة حدائق بابل بعظمة تصميمها، فقد كانت محاطة بجدران خارجية يبلغ طولها 90 كم، وارتفاعها 97 م، وتبلغ سماكتها حوالي 24 م، ومحاطة أيضًا بجدران داخلية مزدوجة مغطاة بالنباتات والأعشاب المتدلية منها كالشلال.

تحتوي حدائق بابل من الداخل على العديد من الأماكن المذهلة مثل القلاع وأماكن العبادة، واحتوت أيضًا على التماثيل المصنوعة من الذهب الخالص.

تمثال زيوس

بنى تمثال زيوس النحات اليوناني فيدياس في مدينة أوليمبيا اليونانية، كنوع من أنواع التكريم للإله زيوس، وذلك في عام 435 م، وتم صنعه من الذهب والعاج بطول 12 م تقريبًا على قاعدة خشبية ضخمة، وكان التمثال جالسًا على عرش مصنوع من الأحجار الكريمة والذهب وخشب الأبنوس وخشب الأرز، وحاملًا بيده اليمنى تمثالًا صغيرًا للآلهة (نايك) الإغريقية التي تدل على النصر، وبيده اليسرى صولجانًا مرصعًا بالمعادن الثمينة على شكل نسر.

لقي تمثال زيوس اهتمامًا شديدًا من قبل اليونانيين لفترة طويلة من الزمن، وفي أوائل القرن الخامس الميلادي أمر الامبراطور ثيودوسيوس بتحطيم التمثال وحرقه، ولم يتبق من أثره شيء بعد الزلزال الذي طمس ما بقي منه.

هيكل آرتميس

بني هيكل آرتميس في تركيا في مدينة إفسوس، وذلك في القرن السادس قبل الميلاد، وهو عبارة عن معبد الآلهة اليونانية، تم حرق معبد آرتميس فتمت إعادة بنائه من قبل أهل المدينة، ثم تم تدميره مرة أخرى، حيث يوجد ما تبقى منه في متحف لندن البريطاني.

تم بناء معبد آرتميس من الرخام على أرض مستنقعية خوفًا عليه من الزلازل، وكانت قاعدته مستطيلة الشكل، وسقفه خشبي مغطى بحجر القرميد، ومحاطًا بالأعمدة الرخامية ذات التصميم الرائع، وكان يضم بداخله تمثال آرتميس، وكان مكانًا مخصصًا للعبادة حيث كان يقصده الناس من مسافات بعيدة لرؤيته وتقديم التبرعات إليه.

ضريح موسولوس

تم بناء ضريح موسولوس في مدينة بودروم التركية التي كانت اسمها هاليكارناسوس في القرن الرابع قبل الميلاد، شيدته زوجة الأمير موسولوس بعد وفاته لدفنه فيه كمكافأة له على تأسيس هذه المدينة.

ضريح موسولوس كان عبارة عن بناء رخامي عالي، يظهر إنجازات الأمير وانتصاراته على شكل نقوش ذهبية، ويتألف من ثلاث أقسام رئيسية وهي: غرفة الضريح وهي الغرفة الأكبر، والأعمدة المكونة من 36 عمود من الطراز الأيوني، والهرم الذي كان يضم 24 درجة ويعلوه عربة عليها أربعة جياد، ويصل ارتفاع الضريح إلى حوالي 43 م.

تمثال رودس

يعتبر تمثال رودس من عجائب الدنيا السبع القديمة، وهو تمثال لإله الشمس اليوناني هيليوس، وتم بناؤه سنة 280 قبل الميلاد في جزيرة رودس اليونانية، فنظرًا لأهمية هذه الجزيرة الاقتصادية والتجارية قام بطليموس الأول حاكم مصر بالتحالف معها، الأمر الذي أخاف الحاكم المقدوني أنتيجونيوس الذي سارع بإرسال قوات لمحاصرة الجزيرة، واستمر ذلك عام كامل، فأرسل ملك مصر المساعدات لرودس لهزيمة قوات أنتيجونيوس الذين تركوا أسلحتهم ومعداتهم وهربوا، فقام أهل جزيرة رودس ببيع هذه المعدات، واستخدام ثمنها في صنع التمثال.

يبلغ طول التمثال 30متر تقريبًا، وهو مصنوع من البرونز والحديد، ويحمل في يده شعلة، وفي يده الأخرى رمح، وعلى رأسه تاج ضخم، استغرق بناؤه 12 عام، وبقي شامخًا حوالي 200 عام، إلا أن دمر بالزلزال الذي ضرب الجزيرة.

منارة الإسكندرية

وهي آخر عجائب الدنيا السبع القديمة التي أنشئت عام 280 قبل الميلاد في جزيرة فاروس التابعة لمحافظة الإسكندرية في مصر، من قبل بطليموس الأول حاكم مصر الذي بدأ بالعمل بها، وبعد وفاته تولى ابنه مهمة إكمال بناء المنارة، واستغرق ذلك أكثر من 30عامًا، فضلًا عن التكلفة المادية الباهظة، ودمرت بالكامل على إثر الزلازل التي ضربت الجزيرة ودمرت المنارة بالكامل.

تعتبر منارة الإسكندرية أول منارة في التاريخ، وكان ارتفاعها حوالي 120 م، وكانت تضاء يوميًا لإرشاد السفن القادمة إلى مصر.

عجائب الدنيا السبع حديثًا

بسبب زوال معظم معالم عجائب الدنيا السبع القديمة، تم اختيار سبع معالم جديدة تعتبر من العجائب، لتتكون لدينا قائمة جديدة تضم أغرب الأماكن التي صنعها الإنسان حول العالم، وهي:

سور الصين العظيم

يعتبر سور الصين العظيم من أبرز عجائب الدنيا الحديثة، يبلغ طوله حوالي 21000 كم، ويتكون هذا الجدار من أبراج للمراقبة والمنارات، وكان وسيلة لضمان استقرار الزراعة ومنع المواطنين من مغادرة البلاد، وكان يستخدم في حراسة السور عدد كبير جدًا من الجنود.

هرم تشيتشن إيتزا

تم بناء هرم تشيتشن إيتزا من قبل شعب المايا في المكسيك، وذلك بين القرنين التاسع والثاني عشر الميلادي، وكان يتميز بأسلوبه المعماري الرائع حيث بلغ ارتفاعه 24 متر، وكانت قياس قاعدة الهرم 55 متر، وصمم ليكون مرصد ومعبد للمقاتلين.

تمثال المسيح الفادي

تم بناء التمثال في البرازيل في مدينة ريو دي جانيرو، على قمة جبل كوركوفادو، بارتفاع 38 متر، ويبلغ وزنه 1000 طن، وهو مصنوع من الحجر الأملس والكونكريت، واستغرق بناؤه حوالي خمس سنوات.

كان لتمثال المسيح الفادي أهمية دينية خاصة عند البرازيليين، فقد كانت قاعدته تحتوي على كنيسة رومانية كاثوليكية تعقد فيها المناسبات الدينية.

ماتشو بيتشو

وهي مدينة بنيت من قبل شعب الإنكا في القرن الخامس عشر في البيرو على قمة جبل وعلى ارتفاع قدره 2340 متر فوق سطح الأرض، وتعني قمة الجبل القديمة.

تميزت المدينة بالطابع العصري الذي لم يكن معروفًا وقتها، فقد كانت مغطاة بالغابات الاستوائية، وفيها قصور ومعابد وبرك استحمام وقنوات ري وشوارع صغيرة، وكان أكثر ما يميز المدينة أن بناءها مصنوع من الحجارة المتراصة فوق بعضها بدون أدوات تثبتها مع بعضها، الأمر الذي جعلها مصنفة من عجائب الدنيا السبع الحديثة.

البتراء

تقع مدينة البتراء الأثرية في جنوب الأردن وتحديدًا في وادي عربة، وصنفت من عجائب الدنيا الحديثة لتمتعها بالفن المعماري المنحوت داخل صخورها الوردية اللون، ولذلك تسمى أيضًا بالمدينة الوردية، فهي مدينة كاملة محفورة في الحجر الرملي الوردي، والتي يتغير لونها مع ميلان الشمس، ومن الأمور المدهشة في هذه المدينة هي وجود نظام مياه مدهش أدى لازدهار الزراعة فيها، كما تحتوي على العديد من الأماكن الأثرية.

الكولسيوم

وهو مدرج روماني كبير يتسع لأكثر من خمسين ألف زائر، بني في وسط مدينة روما، وتم الانتهاء من بنائه عام 80 م في عهد الامبراطور تيتوس.

شهد هذا المدرج العديد من المصارعات، والمسابقات، وكان يستخدم لرصد الحيوانات وصيدها، وكان يسمى بحلبة الموت نظرًا لكثرة المعارك الدموية التي شهدها بين المصارعين والحيوانات المفترسة.

تاج محل

تم بناء ضريح تاج محل من قبل الامبراطور المغولي (شاه جهان) في مدينة أغرة في الهند، ليضم رفات زوجته (ممتاز محل) تخليدًا لذكراها، لذلك هو يرمز للحب والوفاء.

يعتبر تاج محل نموذجًا لطراز العمارة الإسلامي، ويتميز بتصميمه المكون من الرخام الأبيض الذي يتغير لونه بانعكاس ضوء الشمس والقمر عليه، ويحتوي على بوابة رئيسية، ومسجد، وحديقة، ودار للاستراحة، واستغرق بناؤه حوالي 22 عامًا، ويعتبر من أكثر المواقع السياحية التي يقصدها السياح من جميع أنحاء العالم.

وبهذا نكون قد قدمنا في مقالنا أهم عجائب الدنيا السبع قديمًا وحديثًا، وأهم المعلومات عنها، وما يميز كل منها من قصص وأماكن أثرية.

[ppc_referral_link]