قصة اختطاف كولين ستان المرعبة

[faharasbio]

قصة اختطاف كولين ستان

يعتقد أصحاب القلوب النقيّة أنّ عالمنا مليء بالخير ويُمكن الوثوق بأي إنسانٍ تُصادفه، وأنّ الوحشية والسادية والجرائم والقتل والتعنيف لا تتواجد إلّا في أفلام السينما فقط، وبقلّة قليلة في عالمنا، ولكن هذا الاعتقاد خاطئ، فكم من جريمة قتل مروّعة حصلت على كوكب الأرض! وكم حالة اختطاف تسبّبت بالذعر والخوف! وكم حالة تعنيف حصلت للأطفال والنساء! الأعداد مخيفة وبازدياد كُلّما فقدَ الإنسان السيطرة على نفسه، وخضعَ لأوامر الوسواس الشيطاني المتواجد بداخله.

ومنّ الجدير بالذكر، أنّ حالات الاختطاف ليست وليدة اللحظة الحالية، فمنذُ زمنٍ بعيد والإنسان يخطف الأضعف منهُ بهدف الحصول على أعضائه وبيعها أو بهدف الثأر من عائلته وحرق قلب والدته عليه أو بهدف الاعتداء على شرف الفتاة التي لم تستجب لهُ، للأسف هؤلاء الأفراد عبارة عن كتلة منّ الأمراض النفسية التي تُسيطر عليهم.

ونوّد الإشارة، أنه بالرغم من آلاف حالات الخطف حولَ العالم، يوجد عدّة حالات منها لا يُمكن للعقل البشري استيعابها، ومن أبرزها {قصة خطف فتاة الصندوق كولين ستان} فهل لكَ أن تتخيل أنه دامت مدة اختطافها 7 سنوات؟ لم تستطع إلّا والخضوع لخاطفها وقضاء معظم أوقاتها في صندوقٍ خشبي مظلم لا يتّسع لطفلٍ صغير، فكيفَ حدثَ ذلك؟ وما هيَ قصة اختطاف كولين ستان المرعبة بالتفصيل؟

ما المقصود بالاختطاف؟

قبلَ البدء بقصتّنا المرعبة لليوم، سنُعرّف الاختطاف، فهو عبارة عن أسلوب يتّبعهُ الفرد من أجل الحصول على فردٍ آخر وسلبه حريتّه وقمعه من ممارسة حقوقه وواجباته في المجتمع، يحصل على المخطوف وكأنهُ رهينة أو عبد لديه، ويُحاول ممارسة أشنع السلوكيات الجسدية والنفسية من أجل الضغط عليه للخضوع له وتنفيذ أوامره.

وللخطف أشكال عديدة إما بهدف الحصول على مبالغ مالية ضخمة من عائلة المخطوف أو بهدف إذلاله أو من أجل تفريغ السادية المتواجدة في شخصيات المجموعة الخاطفة على الفرد الضعيف الذي لا يُمكنهُ الدفاع عن نفسه أو من أجل المساومة عليه والتجارة بهِ.

من هي كولين ستان؟

إنها الشخصية الأساسية التي بُنيت عليها القصة المرعبة التي سنتحدث عنها في الفقرة التالية.

كولين عبارة عن فتاة جميلة محبّة للحياة وطموحة، كانت تُحاول الانخراط في الحفلات من أجل الترويح عن نفسها والاستمتاع معَ أصدقائها في المدرسة، تبلغ من العمر 20 عاماً وتعيش في مدينة أمريكية تُسمى {يوجين}، وفي إحدى الأيام تتلّقى اتصال من صديقتها المقرّبة من أجل دعوتها إلى حفلة ميلادها في كاليفورنيا عام 1977، حاولت التهرّب من صديقتها بحجة أنها لا تستطيع القدوم للحفلة، ولكنها كانت توهم صديقتها من أجل تحضير مفاجأة لها.

وبالفعل بدأت كولين بتحضير نفسها من أجل الذهاب إلى كاليفورنيا، ولكن الطريق كان طويل عليها فحاولت الوقوف في المنتصف والتلويح بيديها لأي سيارة من أجل توصيلها إلى مكان تستطيع من خلاله الصعود للحافلة والوصول لموعد الحفلة، ولكن لم تعتقد كولين أنّ هذه اللحظة هيَ الأخيرة التي تستطيع من خلالها العيش كإنسانة طبيعية.

من هم الخاطفين كاميرون هوكر وجانيس؟

في البداية سنتحدث عن الرجل وزوجته المتواجدين في السيارة التي صعدت إليها كولين وهيَ مطمئنة بأنهما زوجين ولديهما طفل رضيع، ولكن الحقيقة غير ذلك.

إنّ الرجل المتواجد في السيارة يُدعى {كاميرون هوكر} وصلَ للمرحلة الثانوية في تعليمه واختارَ طريقه في العمل المستقل في مصنع مختص بصناعة الأخشاب في عام 1973 حيثُ كانَ لم يبلغ عمر العشرين بعد، فكّرَ قليلاً في فتاةٍ معجب بها وتقدّمَ لها من أجل الزواج تُدعى {جانيس} كنت حياة جانيس بائسة قليلاً بسبب تشدّد والديها وأوامرهم الفظّة عليها وعدم الاهتمام بها.

وبالفعل وافقت هذه المراهقة البالغة منّ العمر 15 عاماً على كاميرون، شعرت بالحب والاهتمام تجاهه بسبب تصرفاته اللطيفة والرومانسية في بداية العلاقة، وشعرت بالتعلّق العاطفي بهِ لدرجةٍ كبيرة جعلتها تخضع لأوامره من أجل البقاء بجانبه، فحاولَ كاميرون إقناعها باستمرار حبّه لها ولكن بشرطٍ واحد أن تُمارس معهُ إحدى هواياته المفضلة وتُسانده في كل مرحلة بها، وافقت جانيس على الشرط دون أي علمٍ لها بهوايته السادية.

استمرّت حياتهم بالطمأنينة وأنجبت جانيس طفلة جميلة، وبعدَ مرور 3 سنوات على زواجهم، قرّروا في أحد الأيام من عام 1977 في شهر مايو، قضاء وقت ممتع معَ بعضهم والتجوّل بسيارتهم الخاصة، ومن هناك صادفوا كولين الضحية وبدأت ممارساتهم الشنيعة عليها.

ما هي قصة اختطاف كولين ستان المرعبة؟

والآن بعدَ أن تعرّفنا على كولين وأصحاب السيارة التي صعدت إليها، سنتحدث عن تفاصيل الاختطاف، شعرت كولين في البداية بالراحة لأنها اختارت سيارة آمنة بها طفل رضيع وعائلة جميلة، لأنها كانت خائفة من اختيار سيارة مستقلة بها رجل فقط أو عدّة رجال.

ولكن في منتصف الطريق لاحظت كولين أنّ كاميرون يُحاول تعبئة سيارته بالوقود في إحدى المحطات، فذهبت إلى دورة المياه وشعرت بإحساس غريب داخلها كأنهُ تنبيه لها بالهروب في تلكَ اللحظة، ولكنها تجاهلت إحساسها وتذكرت أنهما عائلة ولديهما طفل رضيع فلن يستطيعان فعل أي شيءٍ سيءٍ لها.

عاودت الصعود إلى السيارة من جديد، وبعدَ مرور وقت قصير نبّهَ كاميرون الفتاة كولين أنهُ سيذهب من طريقٍ مختصر بهدف رؤية كهوف جليدية من أجل قضاء وقت ممتع بها في الأيام القادمة، سمحت كولين لهُ ولكنها تفاجأت بمكانٍ منعزل تماماً عن البشر عبارة عن طريق ترابي فقط، حاولت الخروج منّ السيارة فكانَ كاميرون أقوى منها وحاولَ الهجوم عليها وتثبيت أطرافها ووضع رأسها في صندوقٍ خشبي وقام بإغلاق عينيها بإحكام بواسطة قطعة قماش.

لا يُمكنكَ تخيل كمية المشاعر المرعبة في قلب هذه الفتاة الشابّة، ولم تكن تتخيل أنّ مصيرها هوَ فقدان عقلها وخضوعها لأشدّ أنواع التعذيب، وصلتَ كولين إلى منزل كاميرون وما زالَ الصندوق عالقاً في رأسها، ويتواجد بهِ قطع من أجل عزل الصوت.

كانت كولين خائفة لدرجةٍ كبيرة، ولا تستطيع التنفس بأريحية أو تحريك عنقها أو حتى محاولة الهروب، لأنها كانت شبه مستحيلة، أخرجَ كاميرون الصندوق من رأسها ولاحظت أنها في غرفةٍ مظلمة في قبو المنزل، يتواجد بها آلات مختصة بالتعذيب والحرق وأدوات خشبية لم تكن تعلم لماذا تُستخدم، ومن هذه اللحظة بدأت حياة كولين في الجحيم.

وضعَ كاميرون الصندوق من جديد في رأس الفتاة وهيَ ترتجف منّ الخوف والبكاء، ووضعها أسفل السرير، وبدأَ التفكير بطرقٍ شيطانية من أجل تعذيبها وسحق جسدها بطريقةٍ مؤلمة، لأنهُ كانَ مهووس باستعباد النساء وإذلالهم، وكانت زوجته هيَ الضحية الأولى لهُ ولكنها وافقت على الخضوع ونفذّت أوامره وساندتهُ في عملية اختطاف كولين وتعذيبها، ولكن بشرط واحد ألا يقترب منها أو يُقيم علاقة جنسية معها، وافقَ كاميرون على شروطها وبدأَ بأساليبه الوحشية على كولين.

في المرحلة الأولى حاولَ تعرية كولين ورفع أطرافها والبدء بجلدها بواسطة أدوات عنيفة، كانت كولين تُصارع وتصرخ بصوتٍ عالٍ حتى أنهكها التعب والألم، ولم تستطع التفوّه بكلمةٍ واحدة خوفاً من قطع أحبالها الصوتية من قِبَل كاميرون.

في المرحلة الثانية، أحضرَ كاميرون صندوق خشبي كبير شبيه بالتابوت وأغلقَ على كولين بهِ وأغلقَ على رأسها بصندوقٍ آخر، ووضعها أسفلَ السرير ككل مرة، ولكَ أن تتخيل حجم الظلام والألم والذعر والخوف وضيق التنفس والحرارة العالية لدى هذه الفتاة.

لم يكتفي بتلكَ الوحشية بعد، حاولَ تعنيفها وإذلالها ومعاملة حيوانه الأليف أفضل منها، واستمرّت في حياتها لمدة 7 سنوات في هذا الصندوق الخشبي المظلم، لا يُمكنها الخروج منهُ إلّا للتعذيب فقط لمدة ساعة يومياً ومن أجل تناول طعامها الذي لا يُشبه إلّا طعام الحيوانات بكمياتٍ قليلة.

قرّرَ في خطوة التعذيب التالية لف جسدّ كولين بأسلاكٍ كهربائية ووضعها في مكانٍ خشبي والبدء بصعق جسدها وشدّ أطرافها، وكانت كولين كل تلكَ المدة معصوبة العينين لا تستطيع رؤية أي شيء من حولها، وبعدَ حوالي 5 أشهر سمحَ لها بالاستحمام لمرة واحدة ومن ثمَ العودة لصندوقها الخشبي.

وبعدَ مرور عام واحد سمحَ كاميرون لهذه الفتاة أن تخرج من صندوقها لمدة محددة من أجل تنفيذ الأعمال المنزلية لهُ ولزوجته، ولكن كولين لم تُفكّر بالهروب لأنها من شدّة التعذيب والقهر لم تعد تفقه لشيء، فحواسها مدمرة وأجزاء من جسدها إما محروقة أو مصعوقة أو مليئة بالكدمات والتعنيف، كما أنها لا تستطع التحرّك بأريحية أو الاستماع أو الرؤية بشكلٍ جيد.

وبعدَ مرور عدّة سنوات حاولَ كاميرون السيطرة على عقل كولين وإقناعها بأنهُ يستطيع إيذاء أسرتها وتعنيفهم، لأنهُ من ضمن منظمة سريّة قادرة على خطف الأفراد دون أي رادع، وبالطبع هذه المعلومة خاطئة، اعتمدها كاميرون من أجل عدم تفكير كولين بالهرب منه، للأسف صدّقت كولين هذه الأكذوبة وحاولت حماية أسرتها لأنها اعتادت على التعنيف والقسوة.

وبدأت كولين بالعمل في الخارج كخادمة ومنظفة لإحدى الفنادق، وبالرغم من فرصة الهرب لديها، إلّا أنها لم تُحاول، لأنها كانت مؤمنة بهذه المنظمة، وبالفعل تعود في كل مرة إلى كاميرون من أجل تعنيفها.

ولكن في أحد الأيام شعرت جانيس بالغيرة من كولين، لأنّ كاميرون يُحاول الاقتراب منها والاعتداء عليها وفي النهاية قرّرَ الزواج بها، ومن هنا اشتعلت الغيرة في قلب جانيس وحاولت فضح مخططات زوجها وإقناع كولين بشكلٍ سري أنّ هذه المنظمة غير حقيقية، وبإمكانها الهروب وحماية نفسها.

وعلى مدار عدّة سنوات، استسلمت الشرطة في التحقيق أو العثور على كولين، للأسف بعدَ مرور 7 سنوات على قصة الاختطاف قرّرت كولين الهروب وإخبار الشرطة عن كاميرون، وخاصةً أنها معنفة بطريقةٍ وحشية، توّجهت الشرطة إلى مكان الجريمة واعتقلت كاميرون وبدأت بمحاكمته في السجن لمدة 104 أعوام، ولكن جانيس لم تُحاكم مثل كاميرون لأنها ساعدت كولين في الهرب وأثبتت للشرطة أنها كانت خاضعة لهُ أيضاً.

عاودت كولين العودة لحياتها الطبيعية ولكن دون جدوى، فلا يُمكن للعقل الطبيعي أن يستوعب تعذيب إنسان لمدة 7 سنوات وتعنيفه نفسياً وجسدياً، واعتقدَ البعض أنها مُصابة بمتلازمة ستوكهولهم {التعاطف معَ الجلاد} ولكنها على العكس من ذلك، كانت فاقدة للحياة ولحواسها ولا تشعر بأي شيء إلّا الفراغ في نفسها.

ماذا حدث لكولين وكاميرون في عام 2021؟

القصة لم تنتهي بعد، فكاميرون لم يكن نادماً على ما اقترفتهُ يداه، وبسبب فايروس كورونا العالمي تمَ تأهيل عدّة مساجين في أمريكا والعفو عنهم، ولكن سارعت كولين باستشارة محاميين من أجل منع كاميرون منّ الحرية، وتمّت إعادته إلى السجن.

هل يوجد فيلم توضيحي لهذه القصة المرعبة؟

بالطبع لم يتجاهل الكتّاب والمخرجين السينمائيين هذه القضية الحقيقية المرعبة، وتمَ إصدار فيلم بعنوان The Girl In the Box في عام 2009.

{{نأمل أن يعجبكم المقال أيها الرائعون}}.

[ppc_referral_link]