كيفية التعامل مع أصحاب الهمم
من الممكن أن نقابل بشكل يومي في المواصلات أو في الشارع أو حتى أي مكان عام مجموعة من الناس الذين يعانون من إعاقة ما في جسدهم ويتطلبون نوعًا معينًا من الرعاية.
يجب أن يتم التعامل معهم بصورة لبقة صحيحة انطلاقًا من قول الله تعالى : “ولقد كرمنا بني ادم”، فمن نحن حتى نسخر من بعضنا البعض وكلنا أمام الله تعالى سواسية.
يمكن أن نعرف أصحاب الهمم بأنهم أشخاص أو أطفال يعانون من إعاقة ما أو مجموعة من الاعاقات التي تجعل بعض الانشطة اليومية مثل التعلم وغيرها أمرًا صعبًا.
يشمل هذا المصطلح الأطفال الذين يعانون من التخلف العقلي وبالتالي يكون نموهم ابطئ من بقية أقرانهم ويعانون من ضعف في اللغة والنطق بشكل واضح.
هؤلاء الأشخاص غالبًا ما يمتلكون مشاكل في التعبير عن نفسهم بصورة صحيحة ويبدون صفات معادية للمجتمع في بعض الحالات.
سنتعلم في هذا المقال كيفية التعامل مع أصحاب الهمم بصورة صحيحة ولبقة لنسهل عليهم أي نشاط يقومون به.
حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة
منذ فترة ليست ببعيدة كان هناك الكثير من المجتمعات المتخلفة التي تتعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة بالرغم من كل المشاكل الصحية أو العقلية التي يعانون منها بطريقة همجية وعنصرية، بل وحتى عدوانية في بعض الحالات.
عانت هذه الفئة من الناس من ظلم كبير وفترة طويلة من الاضطهاد في بعض الدول وصلت بهم إلى التصفية العرقية وقتلهم بشكل رحيم، وهو ما حصل في المانيا النازية قبيل الحرب العالمية الثانية.
في الوقت الحالي قام المجتمع الحديث باتخاذ موقف اخلاقي مشرف من ذوي الهمم، وتم الاعتراف بحقوقهم الطبيعية بالعمل والدراسة وتنفيذ كل ما يطمحون إليه، بل وتم تقديم الدعم الحكومي إليهم في سبيل مساعدتهم لاكتشاف مواهبهم ليكونوا عناصر فعالة بالمجتمع.
على الرغم من كل مما سبق لا يزال هناك بعض الأشخاص الذين يقومون بتصرفات مسيئة لذوي الاحتياجات الخاصة سواء كان ذلك عن قصد أو غير قصد، حيث أن كلماتنا قد تحمل أحيانًا معاني سلبية بدون أن نشعر.
من أهم حقوق ذوي الهمم أن تتم معاملتهم بصورة سليمة ومنع الاساءة إليهم بأي شكل كان بوصفهم جزء أساسي من المجتمع.
التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة ضمن العمل
في أغلب الحالات يتمكن زملاء العمل نتيجة للعشرة الطويلة من التعامل مع أصحاب الهمم بطريقة مناسبة، لكن المشكلة تكمن عند الموظفين الجدد الذين قد يجدون بعض الصعوبات في التعامل مع هذه الفئة بسبب عدم معرفتهم بقواعد التصرف الصحيح معهم.
نقدم فيما يلي النصائح الذهبية للتعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة ضمن مكان العمل:
- من المعيب بل وحتى المشين أن تقوم بتقليد حركات زميلك من ذوي الاحتياجات الخاصة أو حتى طريقة كلامه ولو كانت على سبيل المزاح.
- لا تعبث بأدواته أو أغراضه الشخصية مثل العكازات أو الكرسي المتحرك وغيرها من الأمور.
- لا يجب أن يعتبر التنمر تصرف مرفوض فقط، بل يجب أن يعمم أنه تصرف يعاقب عليه كل من يسخر من المشاكل الصحية الخاصة بالآخرين حتى في غيابهم وعدم وجودهم.
- حاول أن لا تتعامل مع زملائك ذوي الاحتياجات الخاصة بطريقة مختلفة، بل يجب أن يعاملوا بصورة عادية طبيعية مثل غيرهم، مع ملاحقتهم في واجباتهم الوظيفية وإخبارهم عند وقوعهم بالخطأ، وبالتاكيد يمكنك طلب المساعدة عندما تحتاجها.
- بالنسبة لأنشطة خارج العمل أيضًا يجب أن يتم التعامل معهم بشكل طبيعي ومشاركتهم في الأحزان والافراح ودعوتهم للمناسبات الخاصة.
- في حال حصول خلاف بينك وبين زميلك من ذوي الاحتياجات الخاصة في مجال العمل إياك أن تقوم باستغلال وضعه الصحي لتحرجه، وأعلم انك الذي سيحرج أمام الجميع وأنه أنت من يحتاج للمساعدة بأقرب وقت.
- لا تقم بتقديم المساعدة قبل أن تسأل، ومن المهم أن تبقي في ذهنك أن معظم ذوي الاحتياجات الخاصة يستطيعون أن يقوموا بالكثير من الاعمال لوحدهم بدون مساعدة.
- يمكنك أن تسال زميلك في حال كان ينزعج من تصرف معين أو يفضل طريقة ما بالتعامل، وذلك سيساعد على كسر الجليد بينكما.
ذوي الاحتياجات في الأماكن العامة
إن الجميع يجب أن يتعلم كيفية التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة في الأماكن العامة مثل المطعم أو الحديقة وغيرها من الأماكن، حيث أنه من الممكن أن نقوم ببعض التصرفات بدون أن ننتبه إلى نتيجتها:
- من المهم أن تقوم الجهات المختصة بتزويد الأماكن العامة ببعض التجهيزات الخاصة، مثل ممرات الكراسي وغيرها من الوسائل التي تسهل حركة ذوي الهمم في المكان وتوجههم وتساعدهم.
- حاول أن تتعامل مع كل أصحاب الاحتياجات الخاصة بصورة طبيعية وبدون أي نوع من التكلف، وهذا لا يعني بالضرورة عدم مساعدتهم أو افساح الطريق لأجلهم في الاماكن العامة.
- عند رغبتك بتقديم المساعدة لشخص ما من ذوي الاحتياجات الخاصة حاول أن تقدمه بشكل محترم وبدون القيام بأي نوع من التعليقات الخاطئة المزعجة.
- لا تفترض بصورة مسبقة بأنهم غير قادرين على القيام بأمر ما، حيث أن أغلبهم متكيف بشكل جيد جدًا مع مشاكلهم الصحية وباستطاعته القيام بأمور مذهلة.
- إسال قبل أن تقدم أي نوع من المساعدة، ويجب أن يكون السؤال بصورة مهذبة ولبقة بينك وبينه، ولا حاجة لأن يسمع كل من في المكان بأنك تود تقديم المساعدة.
- من المعيب أن تتعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة كما تعامل الاطفال مهما كانت المشكلة التي يعاني منها، فمحاولات تغيير لهجة الصوت أو الانحناء لمخاطبته تعتبر من التصرفات الساذجة والغير لبقة.
- بعض الحالات تستثنى من هذه القاعدة فعلى سبيل المثال يسمح برفع الصوت عند التحدث مع شخص يعاني من ضعف في السمع ولكن بناء على طلبه.
- اختر مفرداتك بعناية وتحكم بأقوالك والفاظك، حيث يمنع استعمال بعض الكلمات مثل معاق أو متخلف، لأن استخدامها قد يسبب آذى نفسي عميق للشخص.
- لا تحدق بهم بشكل مستمر وغريب، ويمنع أن يدفعك الفضول للتدقيق بشكل الاطراف أو الوجه.
- من أشهر الاخطاء التي ترتكب في التعامل مع ذوي الهمم هو قيام البعض من الأهالي بتخويف أطفالهم بهم، وهو تصرف معيب جدًا يؤذي الطرفين بشكل كبير.
في النهاية نود أن ننوه أنه مهما كانت الحدود التي وضعناها للتعامل مع أصحاب الهمم، لا بد أن ننطلق من منظور إنساني واعتبارهم كشركاء في الإنسانية. الامر لا يتطلب مننا أكثر من احترامهم والتعامل معهم بشكل طبيعي والتفاعل الكامل بشكل عفوي.