ما هو المراد بذكر الله على كل أحيانه

[faharasbio]

ما هو المراد بذكر الله تعالى على كل أحيانه

ذكر الله تعالى عند الإطلاق هو شامل لكل ما يقرب إلى الله تعالى سواء كان ذلك مخفي بالقلب أو منطوق به باللسان أو حتى عن التقييد حيث قال الله تعالى في كتابه الكريم: “فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِكُمْ”.

ورد ذكر الله تعالى في السنة النبوية أيضًا، وهو كل ما عرف عنه من تكبير وتهليل وتسبيح واستغفار والحمد والثناء على الله تعالى بكل أشكاله، مثل قول اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام.

إن الذكر الذي يتضمن حمد الله تعالى يعد أعم وأكثر شمولية من الذكر الخاص، وتتعدد أشكال الذكر بين ذكر اللسان وذكر الجوارح وذكر القلب، وهو يتم عن طريق التفكر في الآيات الشرعية والتوكل عليه والرغبة إليه ومحبته وكل ما قارب على ذلك أو كان يشبهه.

الذكر باللسان هو أوضح نوع من أنواع الذكر ويعد كل قول أو فعل يرفع من درجاتنا ويقربنا إلى الله تعالى مثل الأمر بالمعروف وقراءة القرآن والنهي عن المنكر وتعليم العلم ونقله للآخرين فكلها أمور محببة لله عز وجل.

بالنسبة للجوارح فيمكن ذكر الله تعالى بكل حركة أو فعل محببة له، مثل الصلاة بكل ما تتضمنه من قعود وقيام والسجود والركوع، وأيضًا هناك الصدقات والنفقات وغيرها من الأمور، وهنا يكمن الفرق بين الذكر العام والذكر الخاص.

فضل ذكر الله سبحانه وتعالى

إن ذكر الله تعالى له مكانة عظيمة وفضل كبير عن الخالق الكريم ومن أهمها:

  • كسب رضا الله تعالى في الدنيا والآخرة.
  • إن الذكر المستمر لله تعالى يولد تنقية للقلب من كل الشوائب التي يحملها من تراكم السيئات، ويجلي الهم والكدر ويعطي الكثير من الراحة والتوكل على رب العباد.
  • يعد سبب عظيم لذكر الله تعالى لعبده، وبالتالي يتولى كل شؤونه ويقضي كل حوائجه ورغباته ويثبته في أدعيته ويحفظه من كل شر.
  • أمان عظيم من عذاب الله تعالى لكل كافر.
  • الحصول على مغفرة الله تعالى والأجر الكبير والغير منقطع للذكر مما يورث الوصول إلى الجنة.
  • يصبح المسلم من المجموعة التي يظلها الله تعالى يوم لا ظل إلا ظله ويمتلك الفلاح في الدنيا والنجاة في الآخرة لأنه بعيد عن كل مسببات الغفلة ويتذكر الله تعالى دائمًا عند خطر الوقوع في أي معصية.
  • يكتسب المسلم رقة في القلب ويتخلص من القسوة الموجودة من تراكم الذنوب ويصبح أكثر رغبة في التقرب من الله تعالى في كل حين وعلى كل حال.
  • ذكر الله تعالى يجلب الرزق من كل مكان بسهولة مع الثواب العظيم له، ويعطي أمان من النفاق لأن المنافقين لا يذكرون الله تعالى إلا قليلًا.
  • يساعد الذكر المستمر لله تعالى على طرد الشيطان وإبعاد وساوسه وبالتالي تضعف سيطرته على النفس البشرية ويتخلص المسلم من كل تفكيره ورغبته بعمل المحرمات.
  • تجتمع الملائكة في المكان الذي يتم فيه ذكر الله تعالى.
  • يلهم اللسان بنطق الشهادة عند قرب الأجل والموت.
  • يحصل الذاكر على سعادة كبيرة.
  • يساوي فضله فضل عتق الرقاب.
  • يباهي الله تعالى ملائكته بكل مجالس الذاكرين.
  • يصبح المسلم ذو وجه نضر وله نوره في الدنيا وأيضًا في الآخرة.
  • يكتسب الجسد قوة كبيرة مستمرة.
  • الذكر سبب عظيم لجلب الخير وإبعاد النقم ويصبح المسلم منشغل بذكر الله تعالى عن الباطل واللغو.

أنواع ذكر الله عزّ وجلّ

إن من رحمة الله عز وجل الكبيرة بعباده أن جعل لهم الكثير من الوجوه التي تقربهم منه بفعلها، ولكي يعيشوا في كنف ذكره وبالتالي يكتسبون رضاه في الدنيا والآخرة.

جسّد الله تعالى الذكر في وجوه كثيرة من أهمها:

  • الصلاة تعد نوع من أنواع الذكر حيث أن فيها ذكر مستمر لله تعالى بكل ما فيها من حركات وأركان.
  • قراءة كتاب الله تعالى يعد ذكر عظيم لأنه كلام الله عز وجل، وليس هناك نوع أفضل من الذكر أفضل من قراءة الكتاب الكريم لأنه كلام عظيم وليس اجتهاد شخصي.
  • التهليل والتسبيح والحمد كلها من أنواع الذكر وتجعل المرء في أفعاله متيقظًا وحريصًا على أن يرضي الله تعالى بكل أحواله لأنها من الباقيات الصالحات وهن: سبحان الله وبحمده وسبحان الله العظيم كلمتان خفيفتان على اللّسان لكنّهما ثقيلتان في الميزان ويحبّهما الله عزّ وجلّ كثيرًا، وكذلك هناك الصّلاة على النّبي محمّد صلى الله عليه وسلّم يعد من عظيم الذكر حيث قال تعالى: (إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا).
  • الذكر المستمر للآخرة ويوم الحساب يعد من الذكر، مما يجعل المرء حريصًا على تجنب المحرمات وراغب في الطاعات.
  • التفكر في كل نعم الله تعالى بشكل مستمر سواء كانت هذه النعم ظاهرة أو باطنة، فيجب أن نتفكر بعظمة كل ما منح لنا في حياتنا.

عمومًا يمكن أن نعتبر كل ما يوصل إلى معرفة الله تعالى والتقرب منه يعد من الذكر، حيث أن الدعاء من الذكر والنصيحة من الذكر والأمر بالمعروف من الذكر وهكذا يمكن أن نقيس كل أمور حياتنا على هذا المبدأ.

ثمرات الذكر الكثير

من أكبر وأعظم ثمرات الذكر هو الحصول على مغفرة الله تعالى في الدنيا والآخرة وأيضًا عظيم الأجر والثواب، حيث قال الله تعالى في كتابه الكريم: “وَالذَّاكِرِينَ اللهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمً”.

منزلة الذاكر كبيرة جدًا عند الله تعالى ويتوصل بها المسلم إلى معرفة الله تعالى بأفضل شكل مما يورث الطمأنينة في القلب والخشوع في كل الأفعال ويبتعد الإنسان عن مسببات الغفلة ويراقب الله عز وجل في كل تصرفاته.

في النهاية نجد أن الذكر يكون على مراتب حيث أن ما يجتمع فيه القلب واللسان يعد المرتبة الأعلى لأنه يعطي حياة جديدة للقلب، لذلك يجب أن نداوم على ذكر الله تعالى في كل وقت وفي كل حين لكي نحصل على عظيم الثواب وعلى المغفرة الكبيرة في الدنيا والآخرة.

[ppc_referral_link]