ما هو هرم ماسلو للاحتياجات الإنسانية

ما هو هرم ماسلو للاحتياجات الإنسانية
شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

إن هرم ماسلو للاحتياجات الإنسانية هو عبارة عن نظرية فلسفية قائمة قام بوضعها العالم الشهير أبراهام ماسلو، وهي تتحدث عن سلم أولويات الإنسان المختلفة ضمن حياته.

أكد هرم ماسلو أن هناك العديد من الاحتياجات التي يسعى الإنسان لإشباعها خلال حياته عن طريق العديد من التصرفات والأفعال التي توصله لهدفه.

على الجانب الآخر أكدت أيضًا نظرية ماسلو على فكرة تعطيل الحاجات غير المشبعة لمشاعر الإنسان وتجعله يشعر بالإحباط والتوتر والكثير من الآلام النفسية.

ما هي الاحتياجات الموجودة بهرم ماسلو

إن الاحتياجات الأساسية تم ترتيبها في هرم ماسلو وفق تسلسل معين يبدأ بالاحتياجات الأساسية بالأسفل والتي تصبح أكثر تعقيدًا كلما اتجهنا للقمة.

إن مستويات الاحتياجات الخمسة في الهرم هي الاحتياجات الفيزيولوجية والسلامة والحب والانتماء والتقدير والتحقق من الذات.

سنتحدث عن كل قسم على حدى:

الاحتياجات الفيزيولوجية

وهي تتمثل بالحاجة للتنفس والطعام والماء والنوم والإخراج وغيرها من أمور الحياة اليومية، ونلاحظ أن الفرد الذي يعاني من خلل في إشباع هذه الأمور يحاول تعويضها فيما بعد بشكل مفرط.

على سبيل المثال نجد أن الإنسان الفقير ينفق الكثير من المال بدون سبب عندما يصبح غنيًا على الطعام والشراب.

من أهم الاحتياجات الفيزيولوجية نذكر ما يلي:

  • الحاجة للتنفس بشكل صحي.
  • الحاجة للطعام والشراب.
  • الحاجة للتبرز والتبول بهدف التخلص من السموم المتراكمة ضمن الجسم.
  • الحاجة للنوم.
  • الحاجة لجو مناسب بدون حر زائد أو برد زائد أو حتى رطوبة زائدة.

احتياجات الأمان والسلامة

بعد أن تكون الاحتياجات الفيزيولوجية مشبعة عند الإنسان يبدأ بالبحث عن عنصر الأمان في حياته وهو يتمثل بما يلي:

  • السلامة الجسدية من كل أذى بعيدًا عن العنف والاعتداء.
  • الأمان في العمل الذي يعمله أو الوظيفة التي يمارسها.
  • الأمن النفسي.
  • الأمن الموجود داخل الأسرة المحيطة به.
  • الأمن الصحي والسلامة من الأمراض.
  • الأمن حول الممتلكات الشخصية ضد كل الجرائم أو الحوادث.

الاحتياجات الاجتماعية

الاحتياج الثالث الذي يظهر بعد إشباع الاحتياجات الفيزيولوجية والأمان لدى الفرد هو الحاجة للعلاقات الاجتماعية السليمة في الحياة وخصوصًا فيما يلي:

  • العلاقات العاطفية والحصول على علاقة حب سليمة.
  • العلاقات الأسرية السليمة المليئة بالحب.
  • القدرة على اكتساب علاقات صداقة جديدة مع رغبة كبيرة في الانتماء لمجموعات اجتماعية مثل الجماعات الدينية أو المنظمات المهنية والفرق الرياضية.

عندما تكون هذه العناصر الاجتماعية غائبة يصبح الفرد عرضة بشكل كبير للقلق والاكتئاب والعزلة الاجتماعية.

يكون كل مما سبق نابع من حاجة الإنسان للانتماء والإحساس بالقبول وسط الناس حوله، ويتم ذلك عندما يكون منضم لمجموعة كبيرة ما مثل النوادي والنقابات وغيرها.

أيضًا يبحث عن الانتماء للمجموعات الصغيرة مثل شريك الحياة والأسرة والعائلة الكبيرة والأصحاب في العمل والدراسة.

بشكل عام يسعى الإنسان في حياته لتحقيق المكانة الاجتماعية المرموقة والرفيعة والوصول للمناصب الكبرى لكي يشعر بالقوة والثقة مع كسب احترام كل من حوله.

احتياجات تحقيق الذات

هي آخر مرحلة والقمة الأخيرة في هرم ماسلو للاحتياجات الإنسانية وتظهر عندما يكتمل نمو الشخصية ونضجها حيث يبدأ الإنسان بالبحث عن ذاته مع الابتكار والإبداع بدون حدود.

على سبيل المثال من الممكن أن يحاول تغيير تفكيره وتطويره أو أن يجرب تغيير نظام مجتمعه نحو الأفضل والأجمل والأكثر عدالة وإنسانية.

من الممكن أن يصل الإبداع لدرجة اكتشاف نوع معرفة جديد أو حتى اختراع تكنولوجيا فريدة أو محاولة نظم شعر وإخراج أفلام ومسلسلات مميزة ومعبرة.

ملخص الأمر أن الإنسان يبحث عن ما يجيده أو ما يتميز به لكي يعبر عن نفسه وعن شخصيته ودوره في المجتمع والحياة الإنسانية التي يسعى لجعلها تتطور وتترقى وتصبح أفضل فأفضل.

مع الأسف الشديد تعتبر هذه الحاجة غير متوفرة للكثيرين في بعض المجتمعات التي لا تحترم حرية الإنسان ولا تحترم كرامته، وقد يصل الأمر إلى عدم إشباع أي من الاحتياجات السابقة الأساسية مما يشغله عن تحقيق ذاته وبناء حياته والتعبير عن شخصيته بشكل سليم.

يكون هذا النوع من الأشخاص غير متفهم للعمل الجاد والسعي الدائم لتحقيق الأهداف، وقد يجدونه نوع من تضييع الوقت والجهد لأنهم لا يعرفون كمية الراحة والسعادة التي يحصل عليها أي فرد عندما يشبع احتياجاته مهما كان نوعها.

لا مثيل للسعادة التي نحصل عليها عند اكتشاف معلومة جديدة أو فكرة مميزة حتى لو لم يعجب الأمر من حولنا بسبب تعارض مصالحهم مع ما اكتشفناه.

نقد نظرية هرم ماسلو للاحتياجات

في الواقع تعرضت هذه النظرية إلى الكثير من الانتقادات المختلفة ومن أهمها نذكر ما يلي:

  • تأكيد النظرية على تراتبية الاحتياجات والتدرج بها وهو على عكس ما يحدث في كثير من الأحيان، حيث نرى أشخاص عديدين يعملون أولًا على تحقيق مكانة اجتماعية كبيرة ومرموقة قبل أن يحققوا بقية الأمور الأخرى، مثل إنشاء أسرة صغيرة أو بناء علاقات اجتماعية سليمة مع من حولهم.
  • إصرار العديد من الأشخاص على الحصول على المزيد من إشباع احتياجات معينة دون غيرها، وهو عكس ما تفرضه هذه النظرية التي تصر على انتقال الشخص من إشباع احتياجات أخرى عند الانتهاء مما سبقها.
  • لم تقم النظرية بتحديد حجم الإشباع المطلوب بكل مرحلة حتى ينتقل للاحتياج التالي في حياته وهو أمر ضروري ويجب التنويه له.
  • افترضت أيضًا أن الشخص لا ينتقل لإشباع الحاجات العليا حتى ينتهي من إشباع الحاجات الدنيا، على عكس ما يحدث غالبًا مع الناس الذين يحاولون إشباع الحاجات العليا والدنيا بنفس الوقت.
  • تم إغفال الجانب الديني والروحاني بشكل كامل في نظرية ماسلو، وهو أمر مهم لدى الكثير من الناس حول كل العالم.

إن وجود أي نظرية حتى لو كانت ذات مصداقية كبيرة لا يعني وجوب تبنيها من قبل الجميع أو أن يوافقوا عليها بكل أفكارها، حيث يجب التنويه إلى احتمال وجود عيوب عديدة فيها من الممكن ألا تعجب البعض.

هكذا نكون قد وصلنا لنهاية مقالنا لليوم نرجو أن نكون قد وفقنا في تقديم معلومات مفيدة وقيمة للقارئ العزيز عن هرم ماسلو.

‫0 تعليق