بعض الآباء والأمهات يلجؤون إلى ضرب أبنائهم دائمًا ويعتقدون أنَ هذا الضرب مُفيد للطفل فهوَ يُسهم في تربيته، ولكن لحد هذه اللحظة لم تظهر أي دراسة مُثبتة بأنَ ضرب الطفل وتعنيفه وعقابه الجسدي يُسهم في جعله مُلتزمًا أخلاقيًا أو نافعًا لهُ، ولكن على العكس تمامًا.
وحسب ما وردَ في التقرير الذي نشرهُ موقع Sky News، أنَ هناكَ دراسة أمريكية أشارت إلى أنَ تعنيف الأطفال بشكلٍ دائم يوّلد القسوة والعداوة وسلوكيات غير أخلاقية في نفس الطفل عندما يكبر ويختلط بالمجتمع الخارجي.
ومنَ الجدير بالذكر، أنَ هذه الدراسة أشارت أيضًا إلى أنَ طفل واحد من بين كل خمسة أطفال في أمريكا يتعرّضون للتعنيف الجسدي يوميًا والضرب في سنٍ صغيرة أي قبلَ دخولهم إلى المدرسة.
علاوة على ذلك، أشارت هذه الدراسة أيضًا أنَ القسوة والعنف الجسدي على الطفل يعمل على ظهور مشاكل صحيّة ونفسية وعقلية عندَ الأطفال.
وعلينا بالذكر، أنَهُ من خلال هذه الدراسة التي أجريت على 36309 منَ الأشخاص البالغين الذينَ يتراوح أعمارهم مابين 30 إلى 40 عامًا، توّصلَ الخبراء إلى أنَ 18% منهم عانوا منَ العقاب البدني والعنف الجسدي القاسي والمعاملة السيئة في الطفولة.
وتوصلت هذه الدراسة إلى أنَ التعرّض للمعاملة العنيفة والضرب يؤدي لزيادة السلوكيات المُعادية للمجتمع في نفس الطفل عندما يبلغ، هذا إلى جانب المُشكلات الصحيّة والبدنية والعقلية التي يُصاب بها الطفل عندما يكبر.
وأشارَت {تريسي عفيفي} وهيَ رئيسة هذا البحث في كندا، أنَ جميع الآباء والأمهات الذينَ يلجؤون للعنف معَ أولادهم عليهم أن يتوقفوا من هذه اللحظة، فلا يوجد مُبرر لضرب الطفل وتعنيفه جسديًا، بل يجب التحوّل من القسوة والعقاب إلى نهج الأبوة والحنية لإرشاد الأطفال والتعامل معهم. للمزيد حول ظاهرة تعنيف الأطفال و أثارها النفسية و الجسدية على الأطفال، ننصحكم بقراءة العنف النفسي والجسدي ضد الأطفال.
