ما هي النظرية السلوكية في علم النفس

ما هي النظرية السلوكية في علم النفس
شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

تعريف النظرية السلوكية

تعتبر النظرية السلوكية واحدة من أشهر النظريات النفسية والتي تتبنى مبادئ العلاج القياسي مثل طريقة العلاج بالكلام التي تتبنى تحسين نوعية السلوك أو الحياة من خلال محاولة التكيف مع كل الظروف وهي نظرية قديمة تعود إلى العام 1913.

قامت هذه النظرية بدراسة سلوك البشر على أساس مبادئ أن السلوك البشري سهلة الدراسة.

بالنسبة لجون واطسون العالم الأمريكي والذي هو مؤسس النظرية السلوكية قام بتلخيص النظرية السلوكية كما يلي:

“أعطوني اثني عشر من الأطفال الرضع الأصحاء، ذوي البنيان الجيد، وسوف أقوم بتربيتهم، وسأضمن أن أختار أي شخص منهم وأقوم بتدريبه، ليصبح – بغض النظر عن مواهبه وميوله وقدراته وعرقه – أي نوع المتخصصين الذين أختارهم، كطبيب أو محام أو فنان أو لص أو متسول”.

قام بإجراء تجربة على طفل أدخل عليه فأر أبيض صغير ومع ذلك لم يولد أي استجابة بالخوف أو الفزع، وبعدها قام بإحداث ضجة كبيرة بواسطة مطرقة فولاذية لحظة إدخال الفأر فقام بإحداث ردة فعل نتيجة خوف مشروط بالضجة.

بالنسبة لهذه المدرسة فإن أصحاب المدرسة السلوكية يعتقدون بأن أي شخص يمكن تدريبه ليصبح أي شيء بغض النظر عن تفكيره وخلفيته وأفكاره وبالتالي أي سلوك ينتج عن التجربة.

ركز واطسون على السلوك الظاهري لأنه مصدر المعلومات الوحيد الموثوق بدون التركيز على بناء الشخصية بل يجب أن نركز على نموها وتطورها لتمثل أنماط ثابتة نسبيًا.

محاور النظرية السلوكية

تستند النظرية السلوكية بكل مبادئها وطرق علاجها للمشكلات في السلوك على أربع محاور تتمثل بنظريات رئيسية لتفسير التعلم والتطور وهي كما يلي:

الإشراط الكلاسيكي:

وهو يقترن مع وجود ارتباط بين مؤثر أو مثير يؤدي إلى حدوث نتيجة معينة، أي مثير شرطي مع مثير طبيعي وبالتكرار نجد تولد استجابة شرطية، وارتبط هذا المحور مع العالم بافلوف.

يتم هذا الأمر على ثلاث مراحل وهي كما يلي:

  • المرحلة الأولى: وهي تكون قبل التكيف وهنا لا يتم اكتساب أي سلوك جديد بل يظهر حافز غير مشروط وتنتج عنه استجابة طبيعية، وكمثال على هذه الحالة نجد أن العطر يخلق استجابة بالسعادة وهنا يجب أن نضع حافز محايد لا يمتلك أي تأثير على الشخص يمكن أن يرتبط بمكان أو شخص.
  • المرحلة الثانية: وهي تكون أثناء عملية التكيف بحد ذاتها ويرتبط فيها الحافز المحايد الذي وضعناه في المرحلة السابقة بالحافز الغير مشروط، وهنا نطلق عليه اسم الحافز المشروط كأن نربط رائحة العطر بشخص معين.
  • المرحلة الثالثة: وهي مرحلة ما بعد التكيف وهنا يتم الربط بين الحافز المشروط والحافز غير المشروط لكي ننشئ استجابة جديدة مشروطة.

الإشراط الإجرائي:

وهذا المحور بدأ مع العالم ثورندايك حيث قام بوضع قانون يسمى الأثر يتم فيه إلحاق السلوك بمكافئة أو تعزيز نفسي، ونجد بعدها أن احتمال تكرار السلوك يصبح أكبر وأكثر وضوحًا.

بعدها قام سكنر بتوضيح أن السلوك يتكرر لأنه حصيلة نتائج وآثار معينة.

تعليم اجتماعي:

وهي موضوعة من قبل باندورا حيث أنه اشترط على الإنسان المرور بالمواقف ليتعلم ويكتسب خبرات متكررة، كما يمكن أن تتم هذه العملية من خلال الشروط العقلية التي يتم فيها ملاحظة سلوك الآخرين وتوابع هذه السلوكيات.

تعليم معرفي:

لا يتفق هذا المحور مع ما بدأت به النظرية السلوكية بعلم النفس، حيث أن الإنسان لا يشترط به أن يتعلم عن طريق القواعد الاشتراطية بل من خلال عملية التفكير والإدراك وتفسير كل الأحداث التي يلاحظها حوله، هذا المحور يكمل النقص الموجود في مبادئ النظرية السلوكية.

قد يهمك: ما هو الفرق بين التنشئة والطبيعة؟

الأساليب المتبعة في النظرية السلوكية

هناك بعض الأساليب التي يجب أن يتم تطبيقها في حال أردنا التعامل مع النظرية السلوكية لكي نعدل بعض السلوكيات وهي كما يلي:

  • العقاب: ونستخدم هذا الأسلوب بعد ظهور السلوك الغير مرغوب به ويعتبر إجراء غير سار لكي نضعف من احتمالية تكرار هذا السلوك في المستقبل ويتم إما بسحب شيء مرغوب به أو بإضافة شيء غير مرغوب به.
  • التعزيز: وهو يتبع السلوك المرغوب به، أي لنشجع على تكرار هذا السلوك واستمراريته في المرات اللاحقة، ويجب أن يكون التعزيز بشيء ذو قيمة بالنسبة للفرد وقد يكون معنويًا أو ماديًا.
  • النمذجة: وهي ملاحظة سلوك أشخاص آخرين يعتبرون قدوة وتقليدهم.
  • الممارسة السالبة: أي إجبار الشخص على تكرار السلوك الغير مرغوب به لكي يصل لمرحلة الملل والتخلي، ولكن لا نستطيع استخدامه مع كل أنماط السلوك مثل الإدمان.
  • التشكيل: وهي تعليم السلوك منذ البداية بشكل جديد عن طريق تجزيئه وتعزيز كل جزئ حتى يكتمل السلوك.

إيجابيات وسلبيات النظرية السلوكية

بعد دراسات عديدة اكتشف العلماء أن دراسة العمليات العقلية من المستحيل أن يتم بصورة موضوعية، لذلك تم وضع النظريات التي تعتبر أن السلوك من السهل مراقبته ودراسته.

كان لهذه الدراسات إيجابيات وسلبيات متعددة سنتناولها فيما يلي.

إيجابيات النظرية السلوكية:

  • قامت بتوفير طرق لدراسة وملاحظة السلوك البشري وفق طرق منهجية وعملية.
  • اعتبرت نظرية علمية وسهلة قابلة للتطبيق والتكرار.
  • ساهمت بعد تطبيقها في تعديل السلوك بشكل جذري وواضح على أرض الواقع.
  • ركزت على سلوكيات قابلة للقياس والملاحظة بشكل موضوعي.
  • قدمت تطبيقات واضحة ومفيدة في العديد من المجالات مثل التربية والتعليم وغيرها الكثير.

سلبيات النظرية السلوكية:

  • أغفلت وتجاهلت العديد من أنواع التعليم الأخرى.
  • لم تراعي الأفكار والرغبات والمشاعر ولم تعرف بتأثيرها على سلوك الأفراد ونمط حياتهم.
  • لم تعترف بالتأثيرات البيولوجية وبدورها الأساسي في السلوك مثل دور الجينات على سبيل المثال.

إقرأ أيضًا: أشهر كتب الفلسفة وعلم النفس

في النهاية نجد أنه على رغم من استطاعة العلماء من خلال النظرية السلوكية مراقبة أنماط السلوك البشري وقياسه إلا أنها تمتلك العديد من جوانب الضعف، حيث ركزت على مراقبة السلوك فقط وأغفلت العديد من الجوانب الأخرى مثل الجينات كما سبق وذكرنا.

هكذا نكون قد انتهينا من هذا المقال لليوم نرجو أن نكون قد وفقنا في تقديم معلومات مفيدة وقيمة للقارئ العزيز.

‫0 تعليق