متلازمة كوشينغ: الأسباب والأعراض

متلازمة كوشينغ
شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

إن متلازمة كوشينغ تحدث عندما يتراكم الكثير من هرمون الكورتيزول ضمن خلايا الجسم، وهي حالة تكون ناتجة غالبًا عن زيادة تناول أدوية الكورتيكوستيرويدات الفموية أو حتى قد تكون داخلية المنشأ بسبب فرط إنتاج الهرمون من قبل الجسم.

تسبب الكميات الكبيرة المتراكمة في الجسم من الكورتيزول ظهور علامات مميزة ترتبط بهذه المتلازمة مثل بروز تحدب دهني في منطقة الكتفين وأيضًا استدارة الوجه ليأخذ شكل الوجه القمري مع علامات وردية وأرجوانية منتشرة على الجلد.

تترافق هذه المتلازمة غالبًا مع ارتفاع في ضغط الدم وفقدان بالعظام وأحيانًا الإصابة بداء السكري من النمط الثاني.

سنتحدث في هذا المقال عن متلازمة كوشينغ وسنناقش أسبابها وأعراضها وطرق علاجها.

أسباب متلازمة كوشينغ

إن الارتفاع الشديد في هرمون الكورتيزول في خلايا الجسم يؤدي إلى الإصابة بهذه المتلازمة وذلك لأن هرمون الكورتيزول المنتج من قبل الغدة الكظرية يمتلك أدوار عديدة ومتنوعة في الجسم.

كمثال على هذه الأدوار يعتبر الكورتيزول عامل أساسي في تنظيم ضغط الدم وتقليل كمية الالتهابات المنتشرة في الجسم، وبنفس الوقت يحافظ على صحة القلب والأوعية الدموية لكي تعمل بشكل سليم.

يساعد الكورتيزول الجسم في الاستجابة للضغوط بطريقة صحيحة وينظم الطريقة التي يقوم بها الجسم بتحويل البروتينات والدهون والكربوهيدرات إلى طاقة.

 متلازمة كوشينغ خارجية المنشأ

من الأسباب الرئيسية لهذه المتلازمة هو تناول الكورتيكوستيروئيدات عن الطريق الفموي مثل البريدنيزون بجرعة عالية جدًا ولفترة طويلة.

في الحقيقة يكون تناول هذه الأدوية عن الطريق الفموي ضروري في بعض الحالات لعلاج الأمراض الالتهابية الشائعة مثل التهاب المفاصل الروماتويدي والربو والذئبة الحمامية.

توصف أيضًا بعد عمليات زرع الأعضاء لمنع رفض الجسم ما تم زرعه فيه.

تحدث هذه الإصابة أيضًا بصورة كبيرة بعد العلاج بالكورتيكوستيروئيدات التي تعطى عن طريق الحقن مثل أخذ الكثير من الحقن لعلاج التهاب الجراب أو آلام الظهر وغيرها من الحالات.

بالنسبة للأدوية الستيروئيدية التي تؤخذ بالاستنشاق فهي تستخدم بحالات الربو وهناك أيضًا المراهم والكريمات الجلدية التي تعالج بعض الاضطرابات الجلدية مثل الأكزيما.

إن النوع الأخير هو الأقل شيوعًا للإصابة بمتلازمة كوشينغ مقارنة بالنوع الفموي أو النوع الذي يؤخذ عن طريق الحقن.

بالطبع هذا لا يعني أخذها بجرعات عالية فهي بالتأكيد عندها ستسبب هذه المتلازمة.

متلازمة كوشينغ داخلية المنشأ

في متلازمة كوشينغ داخلية المنشأ تنتج الحالة عن فرط في إنتاج الكوتيزول في الجسم أو الهرمون الموجه لقشر الكظر المسؤول عن تنظيم مستويات الكورتيزول.

ينتج ما سبق عن الحالات التالية:

  • ورم في الغدة النخامية: حيث يفرز الورم الحميد الغير سرطاني في الغدة النخامية والمتوضع ضمن قاعدة الدماغ كميات زائدة من الهرمون الموجه لقشر الكظر والمسمى ACTH. هذا يؤدي إلى زيادة إنتاج الكوتيزول من قبل الغدة النخامية وفي حال لم يتم تلقي العلاج ستكون النتيجة الإصابة بمتلازمة كوشينغ، وهي شائعة جدًا عن النساء. إن هذه الحالة هي الأكثر شيوعًا لمتلازمة كوشينغ داخلية المنشأ.
  • ورم مفرز للهرمون الموجه لقشر الكظر: هي حالة نادرة تتمثل بورم في أحد الأعضاء الغير منتجة عادة للهرمون الموجه لقشر الكظر ويقوم بإنتاج كميات كبيرة منه بشكل مفاجئ، غالًبا ما تظهر هذه الأورام في البنكرياس أو في الرئتين أو الغدة التوتية والدرقية. من الممكن أن تكون أورام حميدة أو حتى أورام سرطانية خبيثة.

أعراض متلازمة كوشينغ

في الحقيقة تختلف الأعراض والعلامات الخاصة بمتلازمة كوشينغ تبعاً لمستويات الكورتيزول الموجودة في الجسم، وهي عمومًا تتضمن:

  • زيادة في وزن الجسم وتراكم الرواسب الدهنية وخصوصًا أعلى الظهر وفي منطقة الخصر.
  • يأخذ الوجه شكل القمر أو البدر.
  • تظهر علامات تمدد أرجوانية أو وردية على البطن والثديين والفخذين.
  • يصبح الجلد رقيقًا جدًا ومن السهل أن تحدث به الكدمات.
  • انتشار حب الشباب.
  • بطء في التئام الجروح.
  • عدم انتظام في مواعيد الدورة الشهرية.
  • يصبح شعر الجسم أكثر وضوحًا وسماكة وخصوصًا شعر الوجه.
  • تنخفض معدلات الخصوبة لدى الرجال.
  • ضعف في الانتصاب.
  • الإصابة بالإرهاق الشديد بشكل دائم.
  • ضعف عام في العضلات.
  • قلق وتهيج.
  • الإصابة بالاكتئاب.
  • صعوبات معرفية عديدة.
  • صداع مستمر.
  • فقدان القدرة على التحكم بعمل المثانة.
  • ارتفاع في ضغط الدم.
  • اسمرار لون الجلد.
  • الإصابة المتكررة بالعدوى.
  • ضعف في عملية نمو الأطفال.
  • فقدان في العظم والإصابة بالكسور.

مضاعفات متلازمة كوشينغ

إن مضاعفات متلازمة كوشينغ تتضمن 4 مضاعفات:

  • الإصابة بهشاشة العظم وهي حالة تؤدي لسهولة الإصابة بالكسور المتعددة وخصوصًا كسور الأضلاع وعظام القدمين.
  • فرط ضغط الدم حتى ولو كانت الحالة غير موجودة مسبقًا.
  • الإصابة بالسكري من النوع الثاني.
  • فقدان في قوة العضلات وكتلتها.

علاج متلازمة كوشينغ

يرتكز علاج متلازمة كوشينغ بشكل رئيسي على خفض مستوى الكورتيزول المرتفع في الجسم، ويحدد الطبيب العلاج حسب سبب الإصابة بارتفاع مستوى الكورتيزول، من أهم الخيارات العلاجية لمتلازمة كوشينغ:

  • خفض جرعة الكورنيكوستيروئيد:

في حال كانت الإصابة بهذه المتلازمة ناجمة عن الاستخدام الطويل الأمد للأدوية الكورتيكوستيروئيدية، يمكن السيطرة على المتلازمة وتقليل أعراضها بخفض جرعة الدواء الستيروئيدي أو إيقافه نهائيًا، يجب أن يتم ذلك ضمن مراقبة الطبيب وتعليماته حتى لا تتطور الحالة المرضية التي تؤخذ الستيروئيدات من أجلها.

  • العلاج الدوائي:

يمكن في الحالات المتقدمة من هذه المتلازمة أن يصف الطبيب الأدوية الخافضة لهرمون الكورتيزول، من شأن هذه الأدوية أن تحسن علامات المرض وأعراضه، وتقي المريض من مخاطر الجراحة، إلا أنها تتضمن بعض التأثيرات الجانبية التي يجب مناقشتها مع الطبيب قبل البدء بالعلاج.

  • العلاج بالأشعة:

يمكن اللجوء للعلاج الإشعاعي لوحده أو مرافقًا للجراحة عند مرضى ورم الغدة النخامية، للسيطرة على الورم وبالتالي تقليل إفراز الكورتيزول.

  • الجراحة:

يلجأ الطبيب إلى الجراحة عندما تكون متلازمة كوشينغ مسببة بورم في الغدة النخامية أو الكظرية أو غيرها من الأورام المسببة للمتلازمة، وقد تتم بواسطة جراحة عامة أو بالتنظير.

‫0 تعليق