معلومات عن أسماك الزينة
تشكل الأسماك مجموعة من الفقاريات التي تعيش في المياه بنوعيها المالحة والعذبة، ويصل عدد أنواعها إلى أكثر من أربعة وثلاثون ألف نوع، وتعد الأسماك من ذوات الدم البارد باستثناء سمك القمر الذي يعتبر من ذوات الدم الحار.
وتمتلك الأسماك أهمية بيئية، اقتصادية وعلمية، حيث تساهم الأسماك حين قفزها من الماء وتناولها الحشرات والذباب في الحد من للملاريا الذي تقله هذه الذبابات، بالإضافة إلى ذلك يعتمد اقتصاد أغلب المدن الساحلية حول العالم على صيد الأسماك، وتمتلك الأسماك أهمية علمية حيث تستخدم في عدد من الأبحاث والدراسات، فعلى سبيل المثال تستخدم سمكة الحمار الوحشي لدراسة أساسيات العبور الجيني، واستطاع العلماء من مراقبة سلوك الأسماك الاستفادة منها في فهم أساسيات السلوك الحيواني، ونظرًا لتعدد أنواع الأسماك وفوائدها سيسلط هذا المقال الضوء على أحد أشهر أنواع الأسماك وهي أسماك الزينة.(١)
تاريخ أسماك الزينة
أسماك الزينة هي مجموعة من الأسماك التي يمكن أن تعيش في حوض الأسماك الذي يحتوي على المياه العذبة أو على مياه البحر المالحة، وذلك بغرض دراسة الأسماك وملاحظة سلوكها، بالإضافة إلى أن أحواض الأسماك تعتبر من العناصر الجمالية في المنازل.
ويعود تاريخ أحواض الأسماك إلى السومريون والذين عاشوا قبل أربعة آلاف عام تقريبًا على سطح الأرض، كما استطاع المؤرخون ايجاد أحواض قديمة لسمك الزينة في مصر القديمة وفي حضارة آشور، وبعد ذلك برزت الصين في أحواض الأسماك المميزة والتي قامت بتربية الأسماك الذهبية، والتي تعتبر حاليًا جزءًا مهمًا من تراث الصين، ويمكن ملاحظة رسم السمكة الذهبية على المقتنيات التذكارية الخاصة بهم، بالإضافة إلى عدد من الملابس التي تحتوي على هذه الرسوم، ويليهم اليابان التي استطاعت تربية سمك الشبوط باعتباره سمكًا للزينة، وأول من اخترع مفهوم الأحواض المائية للأسماك هو عالم الطبيعة الفرنسي جين باور في عام ١٨٣٢م، ولكن أول من أطلق على هذا اسم حوض الأسماك هو عالم الطبيعة البريطاني فيليب جوس، وبعد ذلك تم الاعتراف بأحواض أسماك الزينة كعنصر أساسي ينبغي تطويره.(٢)
في عام ١٨٥٣م تم افتتاح أول حوض مائي للأسماك للعامة في لندن، وبحلول عام ١٩٢٨م انتشرت أحواض السمك العامة حول العالم ووصل عددها إلى أكثر من ٣٤ حوضًا.(٢)
فوائد تربية أسماك الزينة
أصبحت تربية أسماك الزينة من الهوايات المنتشرة في القرن الواحد والعشرين، وذلك لما تقدمه من فوائد نفسية، شخصية وتعليمية أيضًا، حيث ينظر إليها الأطفال والكبار، ويقومون بملاحظة سلوكها وحركتها، ويكتسبون بذلك إثراءًا علميًا مذهلًا، بالإضافة إلى أن أسماك الزينة تساهم في تقليل التوتر وتحسين الحالة المزاجية عند رؤية سباحتها في الماء، وهذا ما جعل عددًا من أطباء علم النفس يستعينون بحوض لأسماك الزينة في عيادتهم.
ومن الجدير بالذكر أن تربية أسماك الزينة كحيوانات اليفة تعتبر سهلة، فالسمك لا يحتاج إلى الخروج إلى التنزه، ولا يتسببون بإتلاف الأثاث أو الجدران، ويمكن تركهم في المنزل لمدة أسبوع أو أسبوعين بسبب الإضطرار للسفر، حيث توفر مراكز مستلزمات الحيوانات طعامًا للأسماك على شكل صخرة تقضم منها بقدر حاجتها للطعام.(٣)
قد يهمك: أشهر 8 حدائق مائية في العالم
أشهر أنواع أسماك الزينة
عند اتخاذ قرار البدء بتربية أسماك الزينة، يصاب الأشخاص بحيرة من نوع السمك المناسب لإحضاره وتربيته، وفيما يلي أشهر أنواع أسماك الزينة التي يمكن تربيتها: (٤)
سمكة النيون تيترا:
والتي تعتبر من أكثر أسماك الزينة شهرة حول العالم، وتعتبر هذه السمكة صغيرة للغاية حيث يصل طولها إلى ٢.٢ سم فقط، وتفضل سمكة النيون تيترا العيش في مجموعات معًا، وتتميز بلون جسسها العلوي بالأزرق اللامع، ومن أسفلها خط أحمر واضح.
سمك المولي:
وهي أسماك صغيرة ذات لون برتقالي موحد، ويمكن أن يصل طولها إلى ثلاثة أو أربعة بوصات، وتستطيع هذه الأسماك تناول الطحالب، وتتميز بأنها تتكاثر بسرعة، لذلك عند امتلاك حوض سمك صغير وعدم الرغبة في تكاثرها يفضل اقتناء جنس واحد فقط منها.
السمكة الذهبية:
والتي تعد من الأسماك الشهيرة أيضًا، وفي البرية تستطيع السمكة الذهبية النمو حتى ١٤ بوصة، ولكن تحتاج هذه الأسماك إلى عناية مستمرة، وتشتمل العناية على تغيير مرشح الماء وتنظيف الحوض باستمرار، ويمكن أن تعيش السمكة الذهبية حتى ٢٥ عامًا.
أسماك الغوبي:
او سمك جوبي، وهي أسماك براقة وتمتلك ألوانًا متعددة في جسم السمكة الواحد، وتعد من الأسماك التي تسهل تربيتها للمبتدئين، وتميل أسماك الغابي إلى التكاثر بسرعة، ولذلك يفضل فصل الأجناس أو اقتناء جنس واحد منهم في حال عدم الرغبة في تكاثرهم، وتتأقلم أسماك الجابي مع درجات الحرارة المختلفة، وهذا ما جعلها مفضلة لدى الكثير.
سمكة الملاك:
وهي سمكة مميزة تتواجد بأنماط والوان مختلفة، ويمكن أن يصل طولها إلى ٦ بوصات وعرضها حوالي ٨ بوصة، ولكن تستطيع هذه الأسماك التغذي على الأسماك الصغيرة جدًا، ولذلك يمكن اعتبارها عدوانية بعض الشيء.
سمكة بيتا:
أو السمكة القتالية، وهي سمكة ذات لون براق وواضح، وفي الغالب يكون الأزرق، ولكن تعد هذه الأسماك عدائية تجاه بني جنسها، أو تجاه بعض أنواع الأسماك الأخرى مثل سمكة جابي، ولذلك يفضل سؤال البائع المختص عن الأنواع التي يمكن وضعها معها في الحوض نفسه.
سمكة قوس المطر:
وهي سمكة ذات نمط الوان براق ولطيف، ولذلك أطلق عليها اسم قوس المطر أو قوس قزح، وتعد من الأسماك المسالمة والخجولة، والتي لا تتعرض لأي نوع من الأٍسماك في الحوض نفسه.
سمكة زيبرا دانيو:
وتمتلك هذه السمكة خطوطا في منتصف جسدها تمنحها شكلًا مميزًا، وتعد من الأسماك السهلة للمبتدئين، ولكنها تمتلك ذوقًا انتقائيًا في طعامها، وتحب هذه الأسماك القفز خارج الحوض، ولذلك يجب التأكد من إغلاق الحوض باستمرار.
سمكة بلاتي:
أو سمكة القمر، وهي سمكة تعيش في المياه العذبة وتمتلك الوانًا براقة ومشعة بعض الشيء، وهي أسماك اجتماعية للغاية، وتستطيع تكوين صداقات مع أنواع الأسماك الأخرى.
أساسيات حوض أسماك الزينة
من المهم الانتباه إلى عدد من الخصائص عند شراء حوض لأسماك الزينة، وفيما يلي أهم الخصائص التي يجب معرفتها والبحث فيها عند شراء حوض الأسماك الجديد: (٥)
- سؤال البائع عن أنواع الأسماك التي يمكن شرائها ووضعها في الحوض معًا.
- سؤال البائع عن نوع الطعام المناسب للأسماك، وما إذا كانت تتعارض أطعمة أنواع الأسماك المتوفرة معًا أو لا.
- معرفة درجة حموضة الماء المناسبة لأنواع الأسماك التي يرغب المشتري بشرائها، بالإضافة إلى ذلك تعيش بعض أسماك الزينة في المياه العذبة وتعيش الأنواع الأخرى في المياه المالحة، ولذلك يجب الإنتباه إلى ذلك.
- إضافة بعض الصخور المرجانية وأماكن الإختباء للأسماك، لتوفير الحماية لها بالإضافة إلى أنها تحب السباحة دخولًا وخروجًا من هذه المخابئ.
- شراء حوض الأسماك المناسب لنوع الأسماك المتوفرة، بالإضافة إلى مراعاة أن أحجام بعض الأسماك قد تنمو أكثر من المعتاد، ويجب مراعاة نوع الأسماك وحجم الحوض المناسب لها.
- سؤال البائع عن أفضل مرشح للماء نسبة إلى حجم حوض السمك، حيث يجب أن يتوفر مرشح الماء لتنقية الماء وتحريكها باستمرار.
- من المهم شراء الأسماك بعد شراء حوض الأسماك وتركيبه وتجهيزه بشكل كامل، وبعد ذلك يتم شراء الأسماك، وينصح الخبراء بالإسراع بالعودة إلى المنزل ووضع كيس الأسماك داخل الحوض قبل افلات الأسماك لمدة ١٥ دقيقة تقريبًا، حتى تعتاد الأسماك على درجة حرارة مياه الحوض، وبعدها يتم افلاتها ببطئ حتى تسبح بحرية داخل الحوض، وفي البداية سيلاحظ أن الأسماك تسبح بقرب حافة الحوض أو بداخل المخابئ، فمن الطبيعي أن تشعر الأسماك بالغرابة في بيئتها الجديدة، ولكنها سرعان ما تعتاد وتسبح في كامل الحوض بحرية.
المراجع: