معلومات عن اضطراب النمو العصبي

[faharasbio]

معلومات عن اضطراب النمو العصبي

يُعدّ الدماغ جزء مهم جداً منَ الجسم فيُشكّل العضو الأساسي في الجهاز العصبي المركزي، وبالرغم من تعقيداته وتواجد مليارات الخلايا العصبية بهِ إلّا أنهُ مكوّن من أجزاءٍ رئيسية {المخ، جذع الدماغ، المخيخ} ولكل جزءٍ منهُ دوره إما في الذاكرة أو عملية صنع القرارات أو القدرة على التواصل أو الإدراك أو توازن الجسد وثباته، وللدماغ وظائف مهمة أبرزها التحكّم بالحواس والقدرة على الاستدلال والتفكير والتحليل.

ومنَ الجدير بالذكر، أنَ الدماغ السليم يحتاج للغذاء المتوازن والصحيّ من أجل تعزيز وظائفه، بالإضافة لممارسة العصف الذهني والتفكير الإيجابي والتفاعل معَ الآخرين لزيادة قوّته وتجنبه الإصابة بالمشكلات التي تظهر معَ التقدّم في السن مثل {الزهايمر، الخرف}.

ونوّد الإشارة، أنَ هذا الدماغ قد لا يعمل بطريقةٍ صحيحة عندَ جميع البشر المتواجدين على الأرض، فبعض الأشخاص يولدون بدماغٍ سليم وبعضهم الآخر يُصاب باضطراباتٍ عصبية تُؤثر على وظائف الدماغ لديهم وتُحدث خللاً بها، واضطرابات النمو العصبي تُصيب الإنسان وتُؤدي لضعف في نموّ دماغه مقارنةً بالدماغ السليم لباقي الأفراد، ولذلك ما هيَ أنواع اضطراب النمو العصبي؟ وما هيَ أسبابه؟ وطرق علاجه المتعددة؟

ما هيَ أنواع اضطراب النمو العصبي؟

توجد عدّة أنواعٍ مختلفة يُصاب بها الإنسان من هذه الاضطرابات، ولكلٍ منها أعراضه، من أبرزها:

  • مرض الفصام: تحدث هذه الحالة عندما يتعرّض الدماغ البشري إلى اضطرابٍ أو خللٍ بهِ ممّا يُعيق عمله من حيث القدرة في التعبير عن المشاعر أو فهم الآخرين، ويُعتبر من أصعب الأمراض التي تُسبب للفرد الخوف منَ الآخرين والانعزال والخوف من اتخاذ القرارات المستقبلية وتكرار الحركات والبطء في الحركة والتوّهم بأشياء غير موجودة والهلوسة بها.
  • اضطراب فرط النشاط وقصور الانتباه: إنها واحدة منَ الحالات المزمنة التي تُصيب الأطفال بنسبةٍ كبيرة، فيشعر الطفل أنَ تحصيله الدراسي متدني ودرجاته منخفضة مقارنةً بزملائه واحترامه لذاته وثقته بنفسه تقلّ معَ مرور الوقت، فلا يُمكنهُ التركيز على التفاصيل بل يستمر بالأخطاء الناتجة عن ضعف انتباهه، ويشعر بصعوبةٍ بالغة في تنظيم دروسه وأداء واجباته على أكمل وجه.

والأطفال المُصابين بهذا النوع منَ الاضطراب يُمكن ملاحظة أنهم يضيعون أغراضهم إما في المدرسة أو المنزل دونَ قصدٍ منهم، وأنَ المعلومات التي يكتسبوها ينسونها بشكلٍ سريع، معَ حاجتهم الكبيرة للتسلق والركض والتصرفات التي تكون مبالغ بها.

  • متلازمة توريت: إنها من أشهر أنواع اضطرابات النمو العصبي أيضاً، فهيَ عبارة عن مرضٍ يبدأ في الطفولة ولا يُمكن السيطرة على أعراضه التي تظهر بشكلٍ مفاجئ مثل التشنجات والحركات اللاإرادية وبعض العرّات الحركية مثل {حركات الفم، انتفاض الرأس، حركة العينين بسرعة، نفض الأنف} أو العرّات التي تكون معقدة بعض الشيء مثل القفز وشمّ الأشياء معَ لمسها والمشي بطريقةٍ معينة أو العرّات الصوتية التي تضمّ النحنحة والشخير.
  • التوحد: إنهُ نوع منَ الاضطراب الذي يُصيب الدماغ والذي يشعر المُصاب من خلاله بصعوبةٍ بالغة في الانخراط بالمجتمع أو التفاعل معَ الآخرين ويُفضّل الأجواء الهادئة والمنعزلة، ويُصاب في الوقت ذاته بضعف في المهارات اللغوية.

وتظهر أعراضه عادةً في الطفولة وتستمر حتى البلوغ بحيث لا يهتم المُصاب بمن يحدثه أو يناديه ولا يكترث له بالرغم من سماعه، ولا يُمكنهُ إدراك مشاعر الآخرين ويُفضّل أن يُنجز مهامه ويلعب بمفرده فقط، وقد تظهر عليه بعض الأعراض مثل خلق عادات خاصة بهِ وتكرارها بشكلٍ دائم ويبتعد عن مصادر الضوء في أغلب الأحيان.

  • اضطرابات التعلم: إنَ هذا الاضطراب يُصيب فئة الأطفال بكثرة، فتُلاحظ الأم أنَ طفلها لا يستوعب المعلومات ولا يُمكنهُ الحفظ أو التذكر كباقي الأطفال في عمره، فيُعاني من صعوبةٍ بالغة ممّا يُؤثر على تحصيله الدراسي وتدني ثقته بنفسه.

ويوجد لهذا الاضطراب أنواع مختلفة مثل {عسر الحساب} بحيث لا يفهم الطفل المسائل الرياضية ولا يستطيع حلّها ويشعر بالنفور منَ الدرس حتى ولو كانت المعلومات بسيطة وتمَ إعطائها من قِبَل المدرس من قبل.

أو {عسر القراءة} بحيث لا يُمكن للطفل أن يقرأ النص بثقة كباقي الأطفال في صفه، بل يُعاني من صعوبة في هجاء الأحرف أو قراءتها، ودائماً يُعاني الطفل المُصاب من إضاعة أغراضه الخاصة في المدرسة أو نسيانها بغير قصد.

ما هيَ أسباب الإصابة باضطرابات النمو العصبي؟

بالتأكيد توجد عدّة عواملٍ وأسباب للإصابة بهذه الاضطرابات، وتختلف الأسباب باختلاف النوع المُصاب بهِ الفرد، ولكن بشكلٍ عام قد تكون هذه العوامل:

  • استهلاك الكحوليات: علينا القول أنَ الاضطرابات الخاصة بالنموّ العصبي قد تظهر في مرحلةٍ مبكّرة أو بعدَ ولادة الطفل، ويُرّجح أنَ السبب ناتج عن استهلاك الأم خلالَ فترة حملها كمياتٍ منَ الكحول إلى جانب النيكوتين ممّا أثرَ على صحة جنينها وتطوّر دماغه.
  • العامل الوراثي: أيضاً يلعب دوراً مهماً في انتقال هذه الاضطرابات من أحد الوالدين إلى الطفل، وخاصةً الإصابة بالمشاكل الذهنية التي تُؤثر على الجنين منذ ولادته.
  • الولادة المبكّرة: منَ المعروف أنَ الجنين يحتاج إلى نموّه بشكلٍ صحيح وطبيعي وولادته في الشهر التاسع، ولكن قد تظهر بعض المشكلات التي تستدعي إجراء ولادة في وقتٍ أبكر منَ المعتاد، وقد تُؤثر هذه الطريقة على تطوّر دماغ الطفل وإصابته بهذه الاضطرابات.

ما هيَ طرق علاج اضطرابات النمو العصبي؟

توجد أنواعٍ متعددة منَ العلاجات، ولكن في البداية يجب الذهاب إلى الطبيب المختص من أجل الكشف والتشخيص عن الحالة المرضية مثل إجراء الفحوصات الخاصة بالجينات ومن ثمَ يتم العلاج عن طريق:

  • التشجيع والتدريب: إذا كانَ أحد أطفالك يُعاني من إحدى هذه الاضطرابات فالعلاج من قِبَل الطبيب لن يُجدي نفعاً إن لم تكن سنداً وعوناً له، فيجب تشجيعه دائماً ومكافئته على سبيل المثال عندما يتعلم النطق بطريقةٍ صحيحة إذا كانَ يُعاني من تأخر الكلام أو إذا استطاعَ التعبير عن مشاعره بسهولة، لأنَ الدعم المعنوي مفيد جداً في هذه الحالة.
  • العلاج السلوكي والتأهيل النفسي: تكون مهمة الطبيب في هذه الحالة أن يتطلّع إلى سلوكيات المُصاب ويفهمها ويُحاول تغييرها وتعديلها معَ ضرورة تشجيعه باستمرار لتحفيزه على  العلاج.
  • الأدوية: قد يصف الطبيب بعض أنواع الأدوية بحسب النوع المُصاب بهِ الفرد ومدى سيطرته عليه وتفاقم وضعه، ويجب الانتظام في تناول هذه الأدوية للحصول على النتيجة المطلوبة.

يُصاب العديد منَ الأطفال بإحدى هذه الاضطرابات وخاصةً الذينَ يعيشون في دور الأيتام ولا يتلقون الرعاية والاهتمام بهم، فالصدمات النفسية والجسدية والحرمان والتعرّض للعوامل السامّة من أكثر الأسباب التي تزيد من خطر الإصابة بأي نوعٍ من اضطرابات النموّ العصبي، لذلك ما عليك إلّا الاهتمام بطفلك وبصحتّه وإذا كانَ مُصاباً حاول أن تشجعه على العلاج كونهُ يستمدّ قوّته وتحفيزه منك.

{{نأمل أن يعجبكم المقال أيها الرائعون}}.

[ppc_referral_link]