معلومات عن سوء الامتصاص وعلاجه
يُعدّ الطعام حاجة أساسية لا يُمكن التخلي عنها، فكل وجبة صحيّة تمدّ الجسم بالطاقة والعناصر الغذائية اللازمة من خلال امتصاصها ومن ثمَ التخلص منَ الفضلات التي لا فائدة لها عن طريق فتحة الشرج، وعندما يتم تناول أي نوعٍ منَ الطعام يمرّ عادةً في الفم عبرَ مضغه وترطيبه منَ الغدد اللعابية والعمل على تكسير النشويات بهِ وتسهيل مروره إلى المريء، الذي بدوره يدفعه نحوَ الوصول إلى المعدة.
ومنَ الجدير بالذكر، أنَ معدة الإنسان تخلط قطع الطعام وتطحنها وتُفتتها إلى فتاتٍ صغيرة جداً، وهنا يأتي دور العصارة المعدية التي تُساعد في منع البكتيريا والتخلص منها، ومن ثمَ يتوّجه إلى الأمعاء الدقيقة وبعدَ ذلك إلى الأمعاء الغليظة التي تعمل على امتصاص الأملاح والماء منَ الطعام الذي لم يُهضم وتعمل على دفعه إلى فتحة الشرج من أجل التخلص منَ الفضلات.
ونوّد الإشارة، أنَ هذه المراحل الهضمية لكل وجبة طعام مهمة جداً ويجب أن تحدث في كل مرة يتناول بها الإنسان أي وجبة، ولكن يُواجه البعض مشكلة في سوء امتصاص الطعام عبرَ الجهاز الهضمي، وبدوره يُصاب الإنسان بنوعٍ من سوء التغذية بسبب عدم الحصول على المغذّيات بشكلٍ كافٍ، ولذلك ما المقصود بسوء الامتصاص؟ وما هيَ أعراضه؟ أسبابه؟ وطرق علاجه؟
ما المقصود بسوء الامتصاص Malabsorption؟
نُلاحظ أنَ بعض الأشخاص يأكلون الكثير منَ الوجبات خلالَ اليوم، ولكنهم في الوقت ذاته يُعانون منَ النحافة المفرطة أو سوء التغذية، ويُرّجح السبب إلى سوء امتصاص المواد الغذائية التي تدخل إلى الجسم، فمنَ المُمكن أن يحصل خلل في العملية الطبيعية للهضم وبالتالي لا يتم الحصول على المعادن والفيتامينات والكربوهيدرات أو أي عنصرٍ غذائي بشكلٍ يتم الاستفادة منه.
علاوة على ذلك، توجد بعض الحالات التي تكون أكثر عرضة للإصابة بهذا الاضطراب، وخاصةً الأشخاص الذينَ أجروا عملياتٍ جراحية في معدتهم أو بطنهم.
ما هيَ أعراض الإصابة بسوء الامتصاص؟
بالتأكيد لهذا الاضطراب عدّة أعراض تظهر على الفرد، ولكنها تختلف باختلاف المسبب لها، وتتمثل في:
- ضعف الجسم بشكلٍ عام.
- شحوب البشرة لقلّة التغذية.
- الشعور بالإرهاق والتعب من أقل مجهود.
- الشعور بغازاتٍ في البطن.
- انتفاخ المعدة وإسهال متكرر.
- ألم في عضلات الجسم.
- انخفاض الوزن عن المعدل الطبيعي.
- ظهور الطفح الجلدي.
- جفاف الجلد.
- حدوث فقر الدم.
- يُصاب الأطفال باضطرابٍ في النموّ.
ما هيَ أبرز أسباب الإصابة بسوء الامتصاص؟
توجد بعض العوامل والأسباب التي تُؤدي للإصابة بهذا النوع منَ الاضطراب الهضمي، وتتمثل في:
- متلازمة زولينجر إليسون: إنها عبارة عن مرضٍ منَ النوع النادر ولكنهُ يُصيب الإنسان بحيث يُؤدي لوجود توّرم أو ظهور أورام متعددة داخل البنكرياس، وهذه الأورام التي تُسمى {الغاسترينوما} تعمل على إفراز هرمون الغاسترين الذي يُؤدي إلى إفراز معدة الإنسان للحمض بشكلٍ مبالغٍ فيه، وهذا الحمض يُسبب الإسهال والتقرّحات.
وهذه المتلازمة لها دور في تثبيط الإنزيمات الهاضمة وبالتالي تُحدث سوء الامتصاص.
- قصور البنكرياس: أيضاً الإصابة بهذه الحالة يُؤدي لسوء امتصاص المغذّيات في الجسم، وعادةً يحدث هذا القصور بسبب الالتهاب الحادّ أو المناعي أو المزمن في البنكرياس أو حدوث سرطان أو داء الأمعاء الالتهابية مثل مرض كرون والقولون التقرّحي.
- العلاج الإشعاعي: قد يُصاب الفرد ببعض المشكلات التي تستدعي هذا النوع منَ العلاج، ومنَ المحتمل أن يُؤدي للإصابة بسوء امتصاص الطعام.
قد تكون لبعض العوامل الإضافية تأثير على سوء الامتصاص في الجسم مثل:
- أثناءَ إصابة الإنسان بعدم تحمل اللاكتوز.
- أثناءَ الإصابة بعدوىً في الأمعاء ناتجة عن العمليات الجراحية أو نتيجة حدوث التهابات.
- الإصابة برتق القناة الصفراوية التي تظهر عادةً في العيوب الخلقية.
- إذا أُصيبَ الفرد بأحد الأمراض الطفيلية، فتوجد نسبة كبيرة أن يُصاب أيضاً بسوء امتصاص لطعام.
- قد يُؤدي نقص الحصول على المواد الغذائية والفيتامينات إلى سوء الامتصاص وخلل في الجهاز الهضمي.
- أيضاً الحميات الغذائية التي يتم اتباعها بشكلٍ مستمر ومن ثمَ الانقطاع عنها والعودة إليها بعدَ وقتٍ قصير تُؤدي لحدوث هذه المشكلة.
ما هيَ طرق علاج سوء الامتصاص؟
في البداية يجب توّجه المُصاب إلى طبيبٍ مختص للكشف عن حالته بعدَ تشخيصها عن طريق فحص شامل لخلايا الدم لديه، ومن ثمَ الانتقال لإجراء الفحوصات على العناصر التي تتواجد في مصل الدم كالكالسيوم وفيتامين أ والكوليسترول، ويُمكن إجراء بعض الفحوصات الإضافية التي تتضمّن {اختبار التعرق، فحص الكبد، اختبار التنفس}، وعلى هذا الأساس يتم العلاج من خلال:
- وصف المكملات الغذائية: قد يصف لكَ الطبيب المشرف على حالتك بعض المكملات التي تُسهم في مدّ جسمك بالفيتامينات والعناصر الغذائية التي تفتقدها، وإذا كنتَ تُعاني من أي التهاب قد يصف لكَ مضادّ حيوي أيضاً.
- التغذية الصحيّة: يُوصي الطبيب باتباع نظام غذائي صحيّ قائم على العناصر التي يحتاجها جسدك من أجل إعادة الطاقة والقوّة لديه.
- زيت جوز الهند: إذا كنتَ تُعاني من سوء امتصاص الدهون فيجب تضمين هذا الزيت في الأطعمة التي تتناولها، معَ ضرورة تناول البروبيوتيك من خلال بعض الأغذية المخمرة، وتناول مكمل حامض المعدة من أجل زيادة إنتاج الإنزيمات الخاصة بالبنكرياس والجهاز الهضمي.
- الأعشاب: يُمكن لبعض الأعشاب أن تُحقق فائدة كبيرة في علاج هذه المشكلة، فأحياناً يتم وصف {النعناع، الطحلب الإيرلندي، الثوم} كنوعٍ منَ العلاج الطبيعي.
- الأدوية: إذا كنتَ تُعاني منَ الإسهال أو بعض الأعراض المُرافقة لسوء الامتصاص، فيتم وصف أدوية مضادّة ومعالجة للإسهال من أجل التخفيف منها.
- الابتعاد عن الغلوتين: يُنصح بالابتعاد عن الوجبات الغذائية الغنية باللاكتوز أو الغلوتين من أجل تجنب تفاقم المشكلة، لأنَ هذه الأطعمة لها دور في سوء امتصاص الطعام بشكلٍ طبيعي.
- أخصائي تغذية: في أغلب الحالات يتم تحويل المُصاب بعدَ علاج السبب الكامن وراءَ سوء الامتصاص إلى أخصائي من أجل مساعدته على وضع جدول محدد بالأطعمة الصحيّة التي يحتاجها جسده، والأطعمة التي يجب أن يبتعد عنها حفاظاً على صحتّه.
إنَ سوء الامتصاص منَ المشكلات الشائعة والتي يُصاب بها أغلب البشر، ولكن يُمكنكَ حماية نفسك منها من خلال الحفاظ على صحتّك النفسية والابتعاد عن مصادر القلق والتوتر، ومحاولة مضغ الطعام بهدوء وببطء وتجنب أن تمضغه وأنتَ مشغول في العمل أو الدراسة.
وكنصيحة إضافية، حاول أن تتناول الأطعمة الغنية بالألياف الغذائية كونها تُسهم في زيادة امتصاص الطعام مثل {الحبوب الكاملة، الخضار الورقية}.
{{نأمل أن يعجبكم المقال أيها الرائعون}}.