شجرة الجاكرندا
عندما ترى شجرة الجاكرندا (بالإنجليزية: Jacaranda mimosifolia) للوهلة الأولى ستظن أنها إحدى أشجار قصة خيالية، فأوراقها وأزهارها ذات اللون البنفسجي الخلاب كلون اللافندر تمنح الطريق مظهرًا بديعًا.
يتألف جنس الجاكرندا من 49 نوع من النباتات والأشجار المزهرة والتي تنمو في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية، كما تُعد معظم الأنواع مقاومة للحشرات، الأمراض والجفاف.
تكمن الصعوبة في زراعة شجرة الجاكرندا في كيفية توفير البيئة الملائمة لها، فهي شجرة جنوبية تُزهر في فلوريدا، أجزاء من تكساس وكاليفورنيا والعديد من الدول الأخرى.
علاوة على ذلك يُمكن أن ينجح بعض المزارعين في أجزاء الشمال في زراعتها، كما أنهم يصنعون تحف البونساي الرائعة والمميزة.
يُمكن أن تصمد الجاكرندا في درجات الحرارة المنخفضة والتي تصل إلى -9، كما أنها تنمو بشكل أفضل عندما تكون درجة الحرارة أعلى من درجة التجمد.
تُفضل الجاكرندا التربة الرملية ذات التصريف الجيد، وتُزهر الأزهار بشكل أفضل تحت أشعة الشمس الكاملة.
تنمو شجرة الجاكرندا بسرعة نسبيًا ويصل طولها إلى ثمانية عشرة قدم، ويُمكن أن يُفطر عرضها فناءك الأمامي بأكمله.
زراعة شجرة الجاكاراندا
يُفضل زراعة شجرة الجاكاراندا وحدها، وعدم زراعة نباتات أخرى قريبة منها، وهذا لأن عرضها ضخم للغاية، وسيضر أي نباتات أخرى تحتها، علاوة على أن أزهارها حين تتساقط تُغطي الأرض بطبقة سميكة.
من المهم تنظيف وإزالة الأوراق المتساقطة بسرعة قبل أن تتحلل في الوحل، ولهذا السبب يُلاحظ كثيرًا زراعة الجاكرندا في الشوارع، وهذا حتى تسقط أوراقها في الشارع بدلًا من فناء منزلك.
لذلك ازرع الشجرة في مكان مفتوح ومعرض لأشعة الشمس الكاملة، علاوة على استخدام التربة الرملية.
من المهم ترطيب أعماق التربة عند زراعة الجاكرندا، لذلك يُمكنك إدخال خرطوم الماء في التربة وريها لمدة نصف ساعة، ولكن لا تقوم بهذا إلى في لحظة زراعتها، فالجاكرندا لا تُفضل الرطوبة العالية.
عند زراعة شتلة الجاكرندا تأكد من عدم غمس التاج في حفرة الزراعة، وهذا لتجنب نمو العديد من الممرضات الفطرية التي تتسبب بالمرض للشجرة، وأهم هذه الأمراض مرض تعفن التاج.
تحتاج شجرة الجاكرندا إلى تقليم مستمر، وهذا لمنح الأزهار أفضل مظهر ممكن، وبهذا فعليك قص الأفرع الصغيرة في وقت مبكر من الربيع، وقص الأفرع التي تنمو بشكل عمودي، والاحتفاظ بجذع رئيسي واحد مع ترك بعض الفروع التي تتفرع من الجذع الرئيسي.
يكمن الهدف من التقليم في منع وزن الشجرة الزائد من كسر أو شق الجذع.
ماذا أفعل إذا لم تزهر شجرة الجاكرندا
إذا حل الربيع ولم تُزهر الجاكرندا بعد، فيمكنك حينها التحقق من العوامل الآتية، وهذا لمعرفة سبب عدم إزهارها:
- عمر الشجرة: حيث يُمكن أن تتفتح الجاكرندا لأول مرة بين عامين أو أربعة عشر عامًا بعد الزراعة، أنا الأشجار المطعمة فتُتنتج زهورها قبل ذلك، ويجب الانتباه إلى أن الشجرة المزروعة من البذور تحتاج لوقت أطول حتى تُزهر.
في هذه الحالة فإن الصبر هو كل ما تحتاجه حتى تُشاهد أزهار الجاكرندا.
- خصوبة التربة: لاحظ خبراء الزراعة أن الجاكرندا تُفضل النمو في تربة فقيرة من العناصر الغذائية، فعلى سبيل المثال زيادة النيتروجين في التربة تعد بمثابة جريمة لقتل الأزهار.
غالبًا ما يُعزز النيتروجين نمو أوراق الشجر، ولكن بالنسبة للجاكرندا فهو يمنع الأزهار من التفتح أو تتفتح بطريقة سيئة.
كما يُنبه المزارعون على الانتباه من الأسمدة القادمة من الحقول المجاورة أو الأماكن القريبة من الجاكرندا.
- ضوء الشمس ودرجة الحرارة: تُحب الجاكرندا أشعة الشمس المباشرة والطقس المعتدل، ولتهيئة الظروف المثالية للشجرة اجعلها تتعرض لأشعة الشمس المباشرة لستة ساعات على الأقل يوميًا.
في المناخات شديدة البرودة تظهر الشجرة بمظهر صحي، ولكنها لن تستطيع الإزهار، حيث أنها تُفضل المناخ المعتدل.
- الرطوبة: تميل الشجرة إلى إنتاج الكثير من الأزهار خلال الجفاف، كما أنها تُفضل التربة الرملية جيدة التصريف.
لذلك تأكد من عدم إغراق الشجرة في الماء.
- الرياح: يعتقد المزارعين بأن الرياح القادمة من المحيطات المالحة تضر بالجاكرندا وتمنع إزهارها، لذلك يُمكن أن يساعدك زراعتها في مكان لا تتعرض فيه لهذه الرياح.
في بعض الأحيان، لا يُمكن العثور على سبب واضح لعدم إزهار الجاكرندا، وقد يقوم بعض المزارعين بالعديد من الاستراتيجيات لتحفيزها على الإزهار.
ولكن إذا كان مظهر الشجرة صحيًا فلا تقلق، لدى الجاكرندا بالتأكيد أسبابها الخاصة التي تمنعها من الإزهار.
ما هي أسباب اصفرار شجرة الجاكرندا
غالبًا ما تكون الجاكرندا مقاومة للجفاف، الحشرات والأمراض، ولكن بعض الأشجار الصغيرة والمزروعة حديثًا قد تُظهر أوراقًا صفراء أو تتساقط أوراقها في غير موعدها، فما هو السبب في ذلك؟
تُعد الأشجار الصغيرة أقل مقاومة لدرجات الحرارة الباردة، حيث يمكن للأشجار الكبيرة تحمل درجات الحرارة التي تصل إلى -9، بينما لا تستطيع الأشجار الصغيرة تحمل هذا الانخفاض.
يُمكن للبرد الشديد التسبب في اصفرار أوراق الأشجار الصغيرة، لذلك حاول وضع الشجرة في مكان أكثر دفئًا.
يُمكن أيضًا أن تصفر أوراق الجاكرندا وتتساقط قبل أوانها نتيجة الجفاف الشديد، ولمعالجة المشكلة عليك ري شجرتك بشكل أكثر قليلًا، مع تجنب الإفراط في الري.
يقود الإفراط في الري إلى جعل الأوراق أصغر من المعتاد، كما يقتل أطراف الأغصان، بالإضافة إلى ذلك يُمكن أن يتسبب الإفراط في الري أيضًا باصفرار الأوراق وتساقطها، وهذا لأنه يؤدي إلى تسرب المعادن من التربة وزيادة إرهاق الشجرة.
لعلاج اصفرار الجاكرندا عليك ريها ببطئ وعمق مرة كل أسبوعين خلال فصلي الربيع والصيف، أما في الشتاء وعندما تدخل الشجرة في حالة سبات اسقها مرة أو مرتين فقط خلال الموسم.
لا تروي قاعدة الجذع، بل رش الماء كأنه تساقط طبيعي للمطر الذي يهطل على أفرع الشجرة.
يُمكن أن يؤدي الري المفرط إلى تعزيز إًابة الشجرة بالالتهابات الفطرية، لذلك ضع طبقة من النشارة حول الشجرة، وهذا يُساهم أيضًا بالحفاظ على رطوبة الشجرة.
إذا كانت مشكلة الاصفرار غير متعلقة بالري فراقب مقدار الأسمدة المستخدم للشجرة، حيث أن الإفراط في الري يُمكن أن يتسبب في اصفرار الأوراق.
في هذه الحالة عليك القيام بإجراء اختبار للتربة للتأكد من نسبة تراكم المعادن والمغذيات في التربة.
كما يُمكن أن يقوم المزارعين بمعاملة الجاكرندا الصغيرة معاملة مميزة في فصل الشتاء، فتارة يُخرجونها حتى تتعرض لأشعة الشمس المباشرة، وتارة يُعديون الشجرة إلى الداخل لحمايتها من البرد والرطوبة.
يُمكن أيضًا أن تصفر أوراق الجاكرندا نتيجة ما يُفرع بصدمة الزرع، ويُقصد فيها صدمة تتعرض لها الشتلة المزروعة حديثًا نتيجة نقلها من مكان لآخر.
في هذه الحالة احقن الشجرة تدريجيًا بفيتامين ب أو سوبرثرايف حتى تتماسك الشجرة بشكل أفضل.(1)
شجرة الجاكرندا في لغة الأزهار
ترتبط أسطورة قديمة بشجرة الجاكرندا، حيث تقول الأسطورة أن سقوط زهرة منها على رأسك ستجلب لك الحظ الجيد.
كما تُمثل شجرة الجاكرندا الحكمة، البدايات الجديدة، الثروة والحظ الجيد.
كما يعني اسم الجاكرندا الشجرة العطرية في لغة الجوراني، وهي لغة يتحدث بها بعض سُكان أمريكا الجنوبية.
يتحدث بلغة الجوراني حوالي 4.6 مليون شخص في الباراغواي، بالإضافة إلى وجود بعض المتحدثين بها في بوليفيا، البرازيل والأرجنتين.
يُمكن أن تُستخدم بعض مستخلصات زهور الجاكرندا في علاج الالتهابات البكتيرية، السيلان، الزهري، سرطان الدم، الدوالي، حب الشباب والألم العصبي.(2)
المراجع: