يوجد في الوقت الحالي الكثير منَ الأشخاص الذينَ يعانون من ضغوطاتٍ مهنية واجتماعية ونفسية وحياتية، وهذه الضغوطات تسبب لهم في بعض الأحيان أمراضاً لا يستطيعون التخلص منها، وتبقى آثارها على أجسادهم ونفسياتهم طيلةَ الحياة، والعلاج التقليدي يتضمن بعض المسكنات والتخدير وعلاج الأعراض التي يعاني منها الإنسان، وليسَ انتشال الألم من جذوره والبحث عن أسبابه الكامنة والقضاء عليها ومعالجتها، ولذلك ظهرَ علم جديد يسمى {علم الميتاهيلث} هذا العلم يهتم بالصحة وليسَ بالعلاج، فما هوَ علم الميتاهيلث؟ ومن أنشأه؟ وكيفَ يمكن الحفاظ على الصحة النفسية؟
صديقي القارئ،، نقدّم لكَ في هذا المقال معلومات شاملة عن علم الميتاهيلث عليكَ التعرّف عليها:
ما المقصود بعلم الميتاهيلث؟
الميتاهيلث Meta health ما هوَ إلّا عبارة عن علم يبحث في مفهوم الصحة لدى الإنسان، فالكثير منَ العلاجات الحالية تعتمد على علاج الأعراض فقط، على سبيل المثال {يوجد شاب يدعى خالد يعاني من بعض الآلام في ساقيه أو أي مكانٍ في جسده، فالطبيب في هذه الحالة سيقوم بتحديد الأعراض ومعالجتها من خلال المسكنات أو الأدوية} أما علم الميتاهيلث يبحث عن السبب الكامن وراءَ هذا الألم الذي يشعر بهِ الإنسان وذلكَ أثناءَ البحث في مسيرة حياة الشخص والأحداث التي تعرّضَ لها.
ومنَ الجدير بالذكر، أنَ كل لحظة في حياتنا تؤثر علينا سواءً بشكلٍ إيجابي أو سلبي، وخاصةً في ظل هذه الأجواء المليئة بالفايروسات والحروب والنزاعات والخوف فتتأذى نفسية الإنسان وصحته من دون أن يدري، وتحدث هذه الآثار على الإنسان بعدَ عدّة أشهر أو سنواتٍ طويلة.
مثال آخر {فتاة تدعى حنين تعاني من آلام حادّة في مكان معيّن من جسدها ولم تبدأ أعراض المرض إلّا في هذه الفترة}، فمن هنا يأتي علم الميتاهيلث ويبدأ بالبحث عن المواقف التي تعرّضت لها حنين، فمنَ الممكن أنها تعرّضت لصراخ حاد وإهانة من قبل والدتها في العشرينات من عمرها، وأثّرت على نفسيتها وصحتها وجرحت مشاعرها وظهرت هذه الآلام النفسية على شكل مرض في وقتٍ لاحق من عمرها عندما أوشكت الدخول في الثلاثين.
من هوَ العالِم الذي أنشأ علم الميتاهيلث؟
بحسب المصدر الذي وردَ في جريدة {اليوم السابع}، أنَ علم الميتاهيلث الذي يُعنى بدراسة الحالة النفسية والحياتية لدى الشخص أثناءَ تعرّضه لأي مرض يشعر بهِ، أُنشأَ من قِبَل الطبيب الألماني Geerd Hamer، كانَ هذا الطبيب متزوج ولديهِ ولد واحد فقط يحبه كثيراً ومتعلق بهِ جداً وهذا الولد في أحد الأيام تعرّضَ لحادثة قتل في عام 1978، وأثناءَ سماع الأب والأم بخبر وفاة طفلهما الوحيد تعرّضا لصدمة نفسية حادّة وألم كبير أثّرَعلى نفسيتهما، وبعدَ 6 أشهر من وفاة طفله أصيبَ الطبيب بسرطان في الخصية وأصيبت زوجته بسرطان في المبيض، وهذا المرض جعلَ الطبيب في حالة ذهول تام، وسألَ نفسه : كيفَ يمكن أن نصاب أنا وزوجتي بسرطان في منطقة واحدة خاصة بالأعضاء التناسلية؟
ومنَ الجدير بالذكر، أنَ هذا الطبيب حاولَ كثيراً أن يفهم السبب الكامن وراءَ عدم قدرتهما على الإنجاب مرة أخرى، وتوّصلَ إلى علم الميتاهيلث من خلال أبحاثة ودراساته، فاكتشفَ أنه أثناءَ وفاة طفله الوحيد شعرَ هوَ وزوجته أنهما خسرا كل شيء ولن يستطيعا الإنجاب مرة ثانية، وبالفعل صحتهما النفسية أثّرت على أجسادهما وأصابتهما بالسرطان في الأعضاء التناسلية.
ومن هنا ربطَ الطبيب الألماني مشاعر الإنسان وتفكيره والصدمة التي تعرّضَ لها بحالته الصحيّة المصاب بها، فالجسد ما هوَ إلّا مرآة تعكس نفسيتنا وتفكيرنا وصدماتنا على صحتنا الجسدية.
كيفَ يمكننا الحفاظ على الصحة النفسية؟
نوّد الإشارة إلى أنَ الصدمات النفسية أو المشاعر التي يشعر بها الشخص تؤثر على صحته بشكلٍ كبير، ولذلك نقدّم لكَ أفضل 5 طرق للعناية بصحتك النفسية وذلكَ لتجنب الأمراض في وقتٍ لاحق:
1. خذ قسطاً منَ الراحة:
الحياة مليئة بالضغوطات النفسية والاجتماعية، لذلك حاول أن تبقَ متفائلاً وإيجابياً فإذا شعرتَ أنكَ على وشك الإنزعاج أو التوتر، ما عليك إلّا أخذ قسط منَ الراحة والمشي في الهواء الطلق ضمن الطبيعة الخلّابة، فالطبيعة سحر يمكنها أن تهدئ من أعصابك وتنتشل منكَ الطاقة السلبية والضغط اليومي، لذلك حاول الابتعاد يومياً عن العالم الخارجي وتمتع بالأشياء البسيطة التي تحبها لتفريغ طاقتك.
2. لا تفكر كثيراً:
حاول أن تبقَ شخصاً عادياً، وأن تتعامل معَ الحياة بسلاسة ومرونة، فالتفكير الزائد سيؤثر على صحتك الجسدية والنفسية، وخاصةً أثناءَ تعرّضك لمشكلة ما، حاول أن تهدأ وتفكر بالحل الصحيح وأن تطلب المساعدة منَ الآخرين، وإيّاك أن تفكر في الماضي، فالتفكير سيجعلكَ تشعر بالألم والعذاب والأرق الداخلي.
3. ممارسة الرياضة:
صحيح أنَ الرياضة مهمة جداً لبناء الجسم والحفاظ على صحته، ولكنها مفيدة بشكلٍ كبير للصحة النفسية فهيَ ستعمل على انتشال الضغوط من جسدك وتجعلكَ مرتاحاً وتحسّن من نومك، فالرياضة أو المشي يومياً يساعدك على النوم ليلاً وتجنب الأرق أو اضطرابات النوم.
4. التمعن بالحياة:
حاول أن تفكر بينكَ وبينَ نفسك كيفَ ترضي الله سبحانه وتعالى، فنحن مجرد زوّار على هذه الأرض لذلك الضغط والتفكير الزائد والكتمان والألم النفسي لن يجدي نفعاً، لذلك حاول التمعن بحياتك وتحديد أهدافك ونسيان التجارب السيئة والامتنان على كل النعم الموجودة لديك، فهذه الخطوة ستجعل منكَ شخصاً إيجابياً ومتفائلاً وبعيداً عن السلبية والسوداوية.
5. مساعدة الآخرين:
حاول مساعدة أصدقائك أو زملائك أو الناس المحتاجين، فهذه الخطوة ستحسّن من صحتك النفسية وتجعلكَ تشعر بأنكَ إنسان طيب وتستحق الخير، ودعاء الناس لكَ سيحفزك ويشجعك على تقديم المزيد.
لا بدَّ أنَ علم الميتاهيلث وضّحَ لنا أهمية العناية بصحتنا الداخلية والخارجية، فجسم الإنسان يتمتع بقدرات مذهلة على شفاء نفسه بنفسه وتحديد السبب الكامن لحزنه ومرضه، لذلك حاول أن تهدأ وتحافظ على صحتك في ظل هذه الحياة المليئة بالضغوطات التي تؤثر على نفسية الإنسان سلباً.
{{ نأمل أن يعجبكم المقال أيها الرائعون }}.