من هو باولو كويلو؟

باولو كويلو
شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

باولو كويلو (بالإنجليزية: Paulo Coelho) هو كاتب روائي برازيلي، وهو كاتب تحفة الخيميائي واحدة من أكثر الروايات المترجمة مبيعًا في العالم.

بدأ كويلو الكتابة لأول مرة في عمر الثامنة والثلاثين، وهذا في كتابه الحج، وأما كتابه الثاني فهو التحفة الخالدة رواية الخيميائي، والتي باع منها أكثر من 35 مليون نسخة.

في الوقت الحالي لا يزال باولو كويلو يُقدم لنا كتابًا جديدًا في كل عامين.

وُلد كويلو في الرابع والعشرين من شهر أغسطس في عام 1947 في مدينة في البرازيل يُطلق عليها اسم ريو دي جانيرو.

التحق كويلو في مدارس لليسوعيين، كما نشأ على يد والدين كاثوليك متدينين، وقرر في بداية حياته ممارسة الكتابة، ولكنه تعرض لرفض من والديه اللذان اعتقدا بأن الكتابة لن تمنحه قوت يومه وخصوصًا في البرازيل.

نتيجة لذلك عاش كويلو مراهقة متمردة لرفضه بعض طباع والديه، واللذان بدورهما وضعوه في مصحة نفسية لثلاثة مرات.

قال كويلو في عمر 17 عامًا المقولة الآتية:” لقد سامحت، يحدث ذلك بالحب –طوال الوقت- عندما تشعر بهذا الحب تجاه شخص آخر، ثم ترغب بتغيير هذا الشخص ليكون مثلك، سيصبح هذا الحب مدمرًا للغاية”.

عندما خرج كويلو من المصحة النفسية التحق بكلية الحقوق، لكنه ترك الدراسة للانغماس بالعديد من العادات والتصرفات السيئة.

كان يعيش حياة الهيبيين، وهي ظاهرة اجتماعية شبابية انتشرت في الولايات المتحدة والعديد من مناطق العالم في ستينات وسبعينات القرن الماضي، والذين تمردوا على العديد من عاداتهم وسياسات دولهم.

خلال هذه الفترة من حياة كويلو، كتب كلمات أغاني لمغنيين برازيليين منهم راؤول سيكساس، وكانت كلمات احتجاج على الحكم العسكري للبلاد، نتيجة لذلك سُجن كويلو لثلاثة مرات وتعرض للتعذيب في السجن.

كما سافر كويلو خلال حياته عبر أمريكا الجنوبية، المكسيك، شمال إفريقيا وأوروبا، وعاد من أسفاره في عام 1974.

كتابات باولو كويلو

غير باولو كويلو مهنته عدة مرات، ولم يستطع العثور على مهنته المفضلة والمحببة، حتى بدأ طريقه في الكتابة، ونشر بعدها العديد من الكتب والروايات حتى الوقت الحالي، حيث لا يزال كويلو ينشر كتابًا واحدًا كل عامين.

لكن لكويلو عادة غريبة في كتابته، فهو لا يبدأ بالكتابة حتى يرى ريشة بيضاء في شهر كانون الثاني في السنة الفردية.

فيما يلي قصة أشهر كتب باولو كويلو.

الحج

زار كويلو إسبانيا في عام 1986، وكن عمره آنذاك 39 عامًا، في هذه الرحلة مشى كويلو أكثر من 500 ميل على طول الطريق المؤدي إلى بلدية سانتياغو دي كومبوستيلا، والتي تُعد موقع الحج الكاثوليكي، حيث يُسافر الحجيج من فرنسا إلى إسبانيا.

ألهمته رحلة السير إلى سرد سيرته الذاتية وكتابة مشاعره في هذه الرحلة، وبذلك نشر كتاب الحج بلغته البرتغالية الأصلية، وسرعان ما استقال من وظائفه الأخرى وكرس معظم وقته للكتابة.

من المهن التي عمل فيها كويلو الإخراج المسرحي، التمثيل، كتابة الأغاني والصحافة، بالإضافة إلى بعض المهن البسيطة التي سمحت له بشراء القليل من المشروبات الكحولية.

الخيميائي

في عام 1987 نشر كويلو روايته الخيميائي، التي تتحدث عن راعي من الأندلس يُقرر السفر في رحلة صوفية ليتعلم فيها التحدث بلغة العالم والعثور على رغبة قلبه.

في البداية لاقى الكتاب القليل من الاهتمام، حيث باع منه فقط 900 نسخة، ولكن بعد ترجمته إلى الفرنسية أصبح من أكثر الكتب مبيعًا في فرنسا في فترة التسعينات، ثم تمت ترجمة الرواية إلى العديد من لغات العالم والعربية من ضمنهم.

ومن الجدير بالذكر أن كتابته لرواية الخيميائي استغرقت أسبوعين فقط.

أصبحت رواية الخيميائي ظاهرة عالمية، وباع كويلو أكثر من 35 مليون نسخة، وحتى وقتنا الحالي لا تزال هذه الرواية تتصدر قائمة المبيعات في العديد من دول العالم.

بعد رواية الخيميائي قرر كويلو نشر كتاب جديد كل عامين، وعلى الرغم من غرابة هذه الجدولة ولكنه نجح حتى الآن بنشر 26 كتابًا باع منهم أكثر من 65 مليون نسخة، وتمت ترجمة كتبه إلى 59 لغة على الأقل.

على ضفاف نهر بيدرا جلست وبكيت

وهي رواية نشرها كويلو في عام 1994، وتتحدث عن امرأة اسبانية شابة تبحث عن ذاتها وشخصيتها الحقيقية، ولاقت هذه الرواية أيضًا رواجًا واسعًا، وتعد الأكثر شهرة بعد رواية الخيميائي.

نشر باولو كويلو حتى الآن حوالي 25 كتابًا ورواية، بالإضافة إلى نشره لمجموعة من المقالات والقصاصات الصغيرة التي نُشرت في أعمدة الجرائد.

من كتابات كويلو الأخرى رواية الجبل الخامس، رواية فيرونيكا تُقرر الموت، الشيطان وملكة جمال بريم، محارب النور، الدليل، الظاهر، ورواية إحدى عشر دقيقة.

حياة باولو كويلو الشخصية

يَصف معجبو باولو كويلو كتاباته ورواياته بأنها ملهمة ويُمكنها تغيير النظرة تجاه الحياة، ولكن يُصر نقاده على اعتبار كتبه محض هراء العصر الجديد.

لكن عمومًا تُروج كتب كويلو لروحانية غامضة من غير قساوة أو صرامة، كما يُعد كويلو كاتبًا واثقًا بذاته.

يرفض كويلو وضع كتبه ورواياته ضمن تصنيف التنمية الذاتية، حيث يقول:” أنا لا أعبر عن التنمية الذاتية، أنا أعبر عن المشاكل الذاتية”.

كما يرد كويلو على منتقديه الذين يكرهون طريقته في التعبير عن المشاعر والروح، فيقول لهم:” عندما أكتب كتابًا، فأنا أكتب عن نفسي ولنفسي، أما ردود فعل فهي متروكة للقراء”.

كما يُضيف كويلو ويقول:” ليس من شأني أن يُعجب الآخرين بكتابتي أو لا، فالأمر متروك لهم”.

تزوج كويلو من الفنانة كريستينا أويتيكا في عام 1980، ولا يزالان معًا حتى الآن، وهما يقضيان نصف العام في منطقة ريو دي جانيرو، بينما ينتقلان في النصف الآخر إلى منزل ريفي في جبال البرانس في فرنسا.

في عام 1996 أسس كويلو معهد باولو كويلو والذي يهدف إلى تقديم الدعم للأطفال وكبار السن، وهذا ما طرأ بفكره بعد كتابته لروياة الخيميائي.

قال الناقد، الشاعر والكاتب الأرجنتيني خورخي لويس بورخيس عن كتابة باولو كويلو:” لا يوجد إلا أربعة قصص يرويها كويلو وهي قصة حب بين شخصين، قصة حب بين ثلاثة أشخاص، الصراع لأجل السلطة وأخيرًا الرحلة التي خاضها كويلو”.

فرد كويلو على هذا النقد قائلًا:” كلنا نحن الكتّاب نُعيد كتابة هذه القصص ذاتها دون تغيير، ولن نتوقف عن ذلك”.

في الحقيقة، يكتب الكثير عن قصص الحب، ولكن لكل قصة حب ما يُميزها عن الأخرى، لكل قصة حب مشاعر لم يشعر بها شخصين من قبل، وصراعات يشعر المرء بها بشكل مختلف، وقد تتشابه بدايات القصص، أو نهايتها من وجهة نظر شخص ما، ولكنها تعتبر حياة بأكملها من وجهة نظر شخص آخر.

إقرأ أيضًا: أفضل الروايات الرومانسية

أشهر أقوال باولو كويلو

كان كويلو معروفًا في محيطه بالكلام المختصر ذو المعاني الروحانية العميقة، وفيما يلي أبرز كلماته:

  • تذكر أحلامك وقاتل من أجلها، عليك أن تعلم بالضبط ما تريده في هذه الحياة.
  • هناك شيء واحد فقط يجعل أحلامك مستحيلة، ألا وهو الخوف من الفشل.
  • كن شُجاعًا وتحدى المخاطر، لا يمكن لأي شيء أن يمنحك ما تحصل عليه من التجربة.
  • يتعاون الكون بأكمله لمساعدتك على تحقيق الشيء الذي ترغب به.
  • الانتظار مؤلم، والنسيان مؤلم، ولكن عدم معرفتك اختيار أي منهما هو أسوأ أنواع المعاناة.

إقرأ أيضًا: أجمل روايات أجاثا كريستي

المراجع:

‫0 تعليق