أسباب بطء التئام الجروح

[faharasbio]

إن مشكلة بطء التئام الجروح الخارجية تعد من المشاكل الطبية الشائعة جدا بين المرضى، حيث يتعرض الإنسان للجروح بشكل كبير سواء نتيجة الحوادث أو خلال العمليات الجراحية الصغرى أو الكبرى. وسنتعرف اليوم في هذا المقال على أسباب حدوث هذه الحالة وعن طرق علاج بطء التئام الجروح.

ما هو التئام الجروح

إن عملية التئام الجرح هي عبارة عن عملية بيولوجية تحدث بصورة طبيعية في الجسم البشري. تتضمن هذه العملية أربع مراحل دقيقة ومبرمجة تحدث بترتيب معين وهذه المراحل هي: مرحلة الإرقاء، مرحلة الالتهاب، مرحلة الانتشار ومرحلة إعادة البناء وذلك بهدف أن يتعافى الجرح بشكل تام.

من الممكن أن يحدث تداخل لبعض العوامل مع مرحلة ما من مراحل عملية التئام الجرح وبالتالي يصبح ضعيف البناء.

“اقرأ أيضًا: أعراض حساسية الأنف الأسباب والعلاج

أسباب بطء التئام الجروح

غالبا ما تستغرق الخدوش البسيطة والجروح السطحية الغير عميقة من أسبوع إلى أسبوعين لتشفى بشكل تام بعد القيام بالإسعافات الأولية الصحيحة، ولكن في حال كانت نازفة بصورة كبيرة وعميقة جدًا فإنها قد تحتاج لوقت أطول.

هناك مجموعة من العوامل التي تسبب بطء شفاء الجروح وهي 5 أسباب:

عدم تنظيف مكان الجرح بشكل صحيح

عندما يكون الجرح بسيط وغير مؤلم فإن بعض الناس قد يتكاسلون في تعقيمه وتنظيفه وهذا أمر خاطئ بشدة. من الممكن أن يتعرض الجسم لأنواع عديدة من الجراثيم المجهولة بالنسبة للمصاب وبالتالي سيزداد خطر حدوث العدوى الذي سينتج عنه تأخر في شفاء الجرح.

لا تحتاج عملية التعقيم والتنظيف سوى بضع دقائق وبفضلها سنضمن عدم تلوث الجرح بأي نوع من الجراثيم الممرضة.

تعريض الجرح للملوثات

إن من أكثر الأسباب المحتملة لتأخر شفاء الجروح هو تعرضها لأي نوع من الملوثات حتى بعد إتمام عملية التعقيم والتنظيف على أكمل وجه، حيث أن الجراثيم قد تتكاثر مجددًا على السطح وكأنه لم ينظف من قبل أبدًا. قد يحدث هذا الأمر أثناء القيام بأمور الحياة اليومية مثل غسيل الأطباق أو لعب كرة القدم وخصوصًا عند التعامل مع أدوات غير نظيفة. في هذه الحالة سيلاحظ المريض بعض الأعراض التي تنتج عن هذا الفعل الخاطئ وهي كالتالي:

  • تورم منطقة الجرح.
  • الاحمرار.
  • ظهور الصديد.

يمكن القول أن أفضل طريقة تمنع تعرض الجرح للجراثيم هو بقاء مكانه نظيفًا وبعيدًا عن أي مصدر ملوث لذلك يفضل أن يتم تغطيته بضماد معقم وخصوصًا عندما يكون مكان الجرح معرضًا لمصادر تلوث مختلفة.

القيام بتغطية الجرح بطريقة خاطئة

في الجروح التي تستلزم وضع ضمادات معقمة يجب أن نتأكد من تطهير الجرح بصورة أساسية ثم نختار الضماد المناسب لشكل المنطقة لكي نضمن تغطيتها بشكل كافي.

من الممكن أن يتم وضع الضماد بشكل خاطئ مثل الحالات التالية:

  • عدم اختيار شكل ضماد مناسب بالتالي لا يكون مغطي للجرح بشكل كامل.
  • استخدام ضمادات مستخدمة سابقًا أو متسخة ليس لها علاقة بالمنتجات الطبية المعقمة مثل أقمشة الملابس المستعملة.
  • وضع منطقة اللاصق على الجرح وبالتالي يزداد الألم ويتأخر الشفاء.

لتفادي هذه المشكلة نحرص على أن تكون المنطقة القطنية الموجودة في الضماد منطبقة على مكان الجرح ويفضل الاستعانة بطبيب مختص في حال وجود شكوك تتعلق بتطبيق الضماد بصورة صحيحة.

الضغط على فقاعات الجرح

يعتقد بعض المرضى أن القيام بالضغط على الفقاعات الموجودة بالجرح أو إزالة القشور المتراكمة فوقه قد يسرع من عملية العلاج والشفاء وهو بالطبع اعتقاد خاطئ. في الحقيقة إن الضغط على فقاعات الجرح ستسبب دخول الجراثيم والبكتيريا مجددا للداخل وستتأخر عملية الشفاء.

بالنسبة لقشور الجرح فإن إزالتها سوف تسبب بدء النزيف مجددًا وذلك لأنها تحتاج لبعض الوقت لكي تكون طبقة جلدية جديدة. من المهم أن نترك الجرح ليشفى وحده بدون أي تدخل حيث أن كل ما علينا فعله هو الحرص على تعقيمه ونظافته.

أدوية تسبب بطء التئام الجروح

هناك بعض الأدوية التي قد تسبب تأخرًا في عملية شفاء الجروح لدى المرضى ومن أهمها نذكر ما يلي:

  • الأدوية المضادة للالتهاب.
  • بعض أدوية علاج مرض الصرع.
  • بعض خافضات الحرارة الفموية.
  • بعض أدوية علاج مرض الربو.
  • مميعات الدم.

من الجدير بالذكر أيضًا وجود بعض الأمراض التي قد تسبب تأخر في شفاء الجروح وأهمها مرض السكري.

مواد طبيعية تساعد على التئام الجروح

هناك مجموعة من المواد الطبيعية التي قد تساعد في علاج الجروح البسيطة والخدوش وأيضًا تخفف من الندب المتشكلة ولكن بالطبع بعد الحصول على الموافقة الطبية وهي:

  • العسل: وذلك لأن العسل يتكون من مجموعة مواد طبيعية مضادة للأكسدة بالإضافة إلى امتلاكه لخواص مضادة للالتهابات والبكتيريا لذلك هو يحسن من التئام الجروح وبدون ترك أي ندب ظاهرة.
  • جل الأولفيرا: وهو عبارة عن مادة غنية جدًا بالمعادن والفيتامينات الضرورية للجسم، بالإضافة لمادة الغلوكومانان Glucomannan المساهمة في تجديد الأنسجة وتعزيز عملية إنتاج الكولاجين. يسرع الكولاجين من عملية الشفاء بالإضافة لكونه مادة مرطبة مانعة لتشكل القرحات ومخففة للالتهابات.
  • معجون الكركم: وذلك لأنه يحتوي على مادة الكركمين Curcumin التي تمتلك خواص مضادة للبكتيريا والفطريات والالتهابات عمومًا. بنفس الوقت يكون لهذه المادة دور أساسي في عملية تحفيز الأنسجة على ترميم الجلد والنمو السريع وبالتالي الشفاء بوقت أقل بكثير. ولهذه المادة أيضًا تأثيرات إيجابية على إنتاج الكولاجين.
  • الثوم: يحتوي الثوم على مركب الأليسين Allicin وهو يمتلك دور كبير في التخفيف من خطورة الإصابة بالالتهابات وذلك لأنه مضاد ميكروبي ومادة فعالة في التئام الجروح. هناك دراسات بينت أن استخدام مراهم تحتوي على نسبة من الثوم سيساعد في تشكيل الخلايا الليفية بصورة أسرع.
  • زيت جوز الهند: وهو يحتوي على أحماض دهنية تمتلك خصائص مضادة للجراثيم مع تسريع لعملية التئام الجروح.

“قد يهمك أيضًا: أسباب ديدان البطن

نصائح لتسريع شفاء الجروح

سنتعرف فيما يلي على نصائح مفيدة جدا في تسريع عملية التئام وشفاء الجروح وهي كالتالي:

  • القيام بتنظيف الجرح بواسطة معقمات خاصة قبل وضع الضماد.
  • التأكد من تغطية الجرح بالكامل بلاصق طبي معقم.
  • الامتناع عن العبث أو الضغط على الجرح.
  • الابتعاد عن تناول أي أدوية بدون وصفة طبية.
  • ضرورة القيام بمراجعة الطبيب في حال كان الجرح عميق أو كبير.

الجرح هو مدخل للبكتريا والميكروبات إلى الجسم، لذلك من الضروري الالتزام بتعقيمه وتضميده بالطريقة المناسبة، وطلب المشورة الطبية عند حدوث تلوث أو إنتان، وتجنب العوامل التي ذكرناها التي تسبب بطء التئام الجروح.

[ppc_referral_link]