سيرة حياة الصحابي عبد الرحمن بن عوف

[faharasbio]

نسب الصحابي عبد الرحمن بن عوف

هو عبد الرحمن بن عوف بن عبد عوف بن عبد الحارث بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر قرشيٌّ من كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، وكان رضي الله عنه بأبي محمد، وكان عبد الرحمن بن عوف قبل اسلامه يطل عليه اسم عبد عمرو، ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم بعد اسلامه غير اسمه إلى عبد الرحمن، وولد الصحابي عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه في مكة المكرمة بعد عام الفيل بعشرة سنوات، وأما والدته فهي الشفاء بنت عوف، وهي صحابية جليلة من الصحابيات المهاجرات إلى المدينة المنورة.(1)

صفات الصحابي عبد الرحمن بن عوف

كان الصحابي الجليل عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه يتصف بطول القامة، وكان وجهه رضي الله عنه أبيضًا مع القليل من الحمرة، بالإضافة إلى ذلك كان رضي الله عنه أعسر وبه عرج، ويتصف أيضًا بأنه كان عريض الأكتاف، ويعود السبب في عرجه نتيجة إصابته بحوالي عشرين جرحًا في واقعة أُحد، وكانت معظم هذه الجروح تقع في قدميه رضي الله عنه.(2)

فضائل الصحابي عبد الرحمن بن عوف

يعتبر الصحابي عبد الرحمن بن عوف أحد العشرة المبشرين بالجنة، وعرف عنه رضي الله عنه العديد من المواقف النبيلة، منها بناء حديقة مخصصة لأمهات المؤمنين، وكان ثمن هذه الحديقة كبيرًا عندما تم بيعها، وكان رضي الله عنه غنيًا بماله، وذلك لأنه كان ماهرًا في التجارة، ولكن كان رضي الله عنه يبكي خوفًا من تيسير الدنيا له، ونتيجة لذلك كان رضي الله عنه دائم الصدقة، وقيل أن الصحابي عبد الرحمن بن عوف لا يمكن تمييزه من بين خدمه، وذلك لأنه يلبسهم كما يلبس ويطعمهم كما يأكل، ويسير في تواضع مثلهم، وكان الصحابي عبد الرحمن بن عوف زاهدًا في الإمارة، حيث أوصى عثمان بن عفان بالإمارة له، ولكنه تضرع لله واستمر بالدعاء بأن يموت قبل الخليفة عثمان بن عفان، وحدث هذا له بالفعل رضي الله عنه وأرضاه.(2)

بالإضافة إلى ذلك وردت العديد من الأحاديث النبوية في فضل الصحابي الجليل عبد الرحمن بن عوف، ومنها أن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم قام بالصلاة خلفه في الركعة الثانية من صلاة الفجر، ودعى له الرسول صلى الله عليه وسلم بأن يشرب من سلسبيل الجنة، وبشره بأنه سيموت شهيدًا بإذن الله، رضي الله عنه وأرضاه.(2)

اسلام الصحابي عبد الرحمن بن عوف

كان الصحابي الجليل عبد الرحمن بن عوف من الصحابة السباقين للإسلام، حيث أنه أسلم قبل دخول النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى دار الأرقم، وذلك على يد الخليفة أبو بكر الصديق، حيث سعى أبو بكر الصديق رضي الله عنه إلى نشر الدعوة الإسلامية فور اسلامه، وأسلم على يده العديد من الصحابة منهم عبد الرحمن بن عوف، الزبير بن العوام، سعد بن أبي وقاص، عثمان بن عفان، أبو عبيدة بن الجراح وطلحة بن عبيد الله، وكان عمر عبد الرحمن بن عوف عند اسلامه ثلاثين عامًا، رضي الله عنه، وبعد اسلامه هاجر رضي الله عنه الهجرتين، حيث أن الهجرة الأولى إلى الحبشة والثانية إلى المدينة المنورة.(3)

مواقف الصحابي عبد الرحمن بن عوف

كان الصحابي الجليل عبد الرحمن بن عوف صاحب خلق ومتواضع، بالإضافة إلى ذلك كان شجاعًا مقدامًا، وشارك مع الرسول محمد صلى الله عليه وسلم غزوة أحد، ولم يقم بالفرار كما فر غيره خلال الغزوة، وروى الحارث بن الصمة الحادثة فيقول: سألني رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد وهو في الشعب فقال: “هل رأيت عبد الرحمن بن عوف؟” فقلت: نعم رأيته إلى جنب الجبيل وعليه عسكر من المشركين فهويت إليه لأمنعه فرأيتك فعدلت إليك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الملائكة تمنعه” قال الحارث: فرجعت إلى عبد الرحمن فأجد بين يديه سبعة صرعى فقلت: ظفرت يمينك؛ أكل هؤلاء قتلت؟ فقال: أما هذا لأرطاة بن شرحبيل، وهذان فأنا قتلتهم وأما هؤلاء فقتلهم من لم أره قلت: صدق الله ورسوله.

مواقف الصحابي عبد الرحمن بن عوف مع الرسول

قام الصحابي عبد الرحمن بن عوف بمواقف بطولة مع الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وأحدها حين استمع رضي الله عنه لأمر الرسول حين تعرض للتعذيب على يد المشركين، فشكى همه إلى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم فرد علي الرسول قائلًا:” إني أمرت بالعفو فلا تقاتلو”، وبعد أن هاجر المسلمون إلى المدينة المنورة أنزل الله عز وجل الآية الكريمة:” أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ”.

مواقف الصحابي عبد الرحمن بن عوف مع الصحابة

من مواقف الصحابي عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه مع الصحابة رضي الله عنهم وتواضعه معهم، وفي أحد المواقف ما حدث بينه وبين أصحاب الشورى، وهم من استخلفهم الخليفة عمر بن الخطاب لاختيار خليفة المسلمين من بعده من بينهم، وقال رضي الله عنه لأصحاب الشورى: هل لكم أن أختار لكم وأنتقي منها، فقال له علي بن أبي طالب رضي الله عنه: أنا أول من رضي فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:” أنت أمين في أهل السماء وأمين في أهل الأرض”..(3)

مواقف الصحابي عبد الرحمن بن عوف مع التابعين

قال أحد التابعين ويطلق عليه اسم نوفل بن إياس الهذلي عن موقف حصل بينه وبين عبد الرحمن بن عوف، فقال:” ان عبد الرحمن بن عوف لنا جليسًا، وكان نعم الجليس وإنه انقلب بنا ذات ويوم حتى دخلنا منزله ودخل فاغتسل ثم خرج فجلس معنا، فأتينا بقصعة فيها خبز ولحم، ولما وضعت بكى عبد الرحمن ابن عوف فقلنا له: ما يبكيك يا أبا محمد؟ قال: مات رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يشبع هو وأهل بيته من خبز الشعير، ولا أرانا أخرنا لهذا لما هو خير لنا”، وهذا يدل على صفاء قلبه رضي الله عنه وعفوية مشاعره، بالإضافة إلى عدد من الصفات الحميدة التي اتصف بها رضي الله عنه.(3)

وفاة الصحابي عبد الرحمن بن عوف

مرض عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه مرضًا شديدًا توفي فيه، وحدث أنه رضي الله عنه قبل وفاته بكى بكاءًا شديدًا، فسأله من كان حوله عن سبب بكائه رضي الله عنه فرد عليهم قائلًا:” إنَّ مصعب بن عمير كان خيراً مني، تُوفّي على عهد رسول الله، ولم يكُنْ له ما يُكفَّنُ فيه، وإن حمزة بن عبدالمطلب كان خيرًا مني لم نجد له كفناً، وإنّي أخشى أن أكون ممن عُجِّلت له طيباته في حياته الدنيا، وأخشى أن أُحتبَس عن أصحابي بكثرة مالي”، وهذا كان نتيجة حرصه رضي الله عنه على الصدقة بأمواله وخوفًا من أن تكون سببًا في بعده عن الصحابة الكرام، ووافته المنية رضي الله عنه في عام 31من الهجرة، وذلك في المدينة المنورة، ودفن رضي الله عنه في البقيع بجانب الصحابة الكرام، وصلى عليه الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنهما.(4)

المراجع:

  1. سطور – نبذة عن الصحابي بدالرحمن بن عوف
  2. موضوع – صفات عبد الرحمن بن عوف
  3. قصة الإسلام – عبد الرحمن بن عوف
  4. موضوع – وفاة عبدالرحمن بن عوف
[ppc_referral_link]