المهدي المنتظر في السنة

[faharasbio]

المهدي المنتظر في السنة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة على رسول الله الكريم.

من هو المهدي المنتظر، نسبه، وصفاته

المهدي المنتظر عند السنة هو محمد بن عبد الله، اسمه يوافق اسم النبي محمد عليه الصلاة، والسلام، واسم والده يطابق اسم والد النبي، يعتبر خروجه من علامات الساعة، فهو يظهر في آخر الزمان، لينهي عهد الظلم، والفساد في الأرض، ويحارب اليهود، وينتصر عليهم، ويحكم بالعدل، والمساواة، فيكثر المال، وتنبت الأرض، وتمطر السماء، فقد جاء في الحديث الشريف: ((لو لم يبقَ من الدنيا إلَّا يومٌ، لَطَوَّلَ اللهُ ذلِكَ اليومَ حتى يبعثَ فيه رجلاً من أهلِ بيتي، يواطئ اسمُهُ اسمِي، واسمُ أبيه اسمَ أبي، يملأُ الأرضَ قسطاً وعدلاً كما مُلِئَتْ ظلماً وجوراً).

يعود نسب المهدي إلى بيت النبوة، وتحديدًا من نسل السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها، فعن أم سلمة رضي الله عنها، قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: (المهديُّ من عِتْرتي من ولدِ فاطمةَ)، رواه الألباني في صحيح الجامع.

أعطاه الرسول الكريم لقب المهدي لدلالته على الهداية، والاستقامة، وصلاح الحال لجميع المسلمين، واكتسب فيما بعد لقب المنتظر من قبل بعض العلماء، والتي تدل على انتظار الأمة لخروجه في وقت كثر فيه الظلم، والفقر، والفجور، وهو لا يدعي بأنه المهدي المنتظر، بل صفاته تدل على ذلك.

من صفات المهدي أيضًا الصلاح، فقد روى علي بن أبي طالب رضي الله عنه، أن رسول الله عليه الصلاة، والسلام قال: (المهديُّ مِنَّا أهلَ البيتِ يصلحُهُ اللهُ في ليلةٍ)، رواه الألباني، والمقصود بذلك أن الله يعده في ليلة، فيتوب عليه، ويهديه، استعدادًا لتسليمه الخلافة، والحكم بالعدل، بعد الظلم الذي كان سائدًا.

أسباب ظهور المهدي

من أسباب ظهور المهدي عند أهل السنة، انتشار الظلم، والفساد، والفقر، وكثرة الفتن بين الناس، والخلافات بينهم عند موت الخليفة في ذلك الزمان، واقتتال أبنائه على كنز الكعبة، فيأتي أصحاب الرايات السود من خراسان لنصرته، ويبادر أهل العلم، والإيمان إلى مبايعته عند بيت الله الحرام في مكة، قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: (يقتتلُ عند كنزِكم ثلاثةٌ كلُّهُم ابنُ خليفةٍ ثمَّ لا يصيرُ إلى واحدٍ منهم، ثمَّ تطلُعُ الراياتُ السودُ من قِبَلِ المشرقِ فيقتلونَكم قتلًا لم يُقتَلهُ قومٌ، فإذا رأيتموهُ فبايِعوهُ ولو حبوًا على الثلجِ، فإنهُ خليفةُ اللهِ المهديُّ)، رواه القرطبي.

وقت ظهور المهدي المنتظر ومكان خروجه

أجمع العلماء أن ظهور المهدي سيكون بعد ظهور بعضًا من علامات الساعة الصغرى، مثل: القذف، والتطاول في البنيان، وانتشار الجهل، كثرة القتل، والزنا، والربا، وغيرها من العلامات، وأن علامات الساعة الكبرى ستبدأ بعد ظهور المهدي المنتظر، والتي منها: خروج الدجال، ونزول عيسى بن مريم عليه السلام، فقد جاء في الحديث الشريف: (لا تَزالُ طائِفةٌ من أُمَّتي يُقاتِلونَ على الحقِّ ظاهِرينَ إلى يومِ القيامَةِ، قال: فيَنْزِلُ عيسَى ابنُ مَريَمَ -فيقولُ أميرُهُم: تَعالَ صَلِّ لنا، فيقول: لا، إن بَعضَكُم أمير بعضٍ، تَكرِمَةَ اللهِ لهذه الأُمَّةَ)، فقد ورد في السنة الشريفة، أن المهدي سيصلي خلف عيسى ابن مريم، ويجتمع معه.

ونظرًا لعدم وجود أحاديث تدل على مكان خروج المهدي، فقد أجمع علماء الدين أن خروجه سيكون من جهة المشرق، وتحديدًا من خراسان، ويقال إنه يستقر في المقدس، فقد جاء في الحديث الشريف: (إذا رأيتم الرايات السود قد جاءت من قبل خراسان، فأتوها، فإن فيها خليفة الله المهدي).

الأحاديث التي تدل على ظهور المهدي

كثيرة هي الأحاديث النبوية التي وردت في ظهور المهدي، وأكدت على ذلك، ومنها:

  • وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “أبشركم بالمهدي يبعث على اختلاف من الناس وزلازل، فيملأ الأرض قسطًا وعدلاً كما ملئت جورًا وظلمًا، يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض، يقسم المال صحاحا”، فقال له رجل: ما صحاحًا؟ قال: “بالسويّة بين الناس”، قال: “ويملأ الله قلوب أمة محمد -صلى الله عليه وسلم-غنى، ويسعهم عدله حتى يأمر مناديًا فينادي فيقول: من له في مال حاجة؟ فما يقوم من الناس إلا رجل، فيقول: ائت السّدّان -يعني الخازن -فقل له: إن المهدي يأمرك أن تعطيني مالاً، فيقول له: احْثِ، حتى إذا جعله في حجره وأبرزه ندم، فيقول: كنت أجشع أمة محمد نفسًا، أَوَعجز عني ما وسعهم؟!” قال: “فيرده فلا يقبل منه، فيقال له: إنا لا نأخذ شيئًا أعطيناه، فيكون كذلك سبع سنين أو ثمان سنين أو تسع سنين، ثم لا خير في العيش بعده”. 
  • وعن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (المهدي مني أجلى الجبهة، أقنى الأنف، يملأ الأرض قسطا وعدلاً، كما ملئت ظلما وجوراً، يملك سبع سنين)، رواه أبو داود والحاكم وحسنه الألباني في صحيح الجامع.
  • وعن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “يخرج في آخر أمتي المهدي، يسقيه الله الغيث، وتخرج الأرض نباتها، ويُعطي المال صحاحاً، وتكثر الماشية، وتعظم الأمة، يعيش سبعاً أو ثمانيًا”، رواه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي.
  • وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم وإمامكم منكم” رواه البخاري ومسلم.
  • وعن أبي سعيد الخدري أن رسول الله عليه الصلاة، والسلام قال: “لا تقوم الساعة حتى تمتلئ الأرض ظلما وعدوانا، قال: ثم يخرج رجل من عِترتي — أو من أهل بيتي –، يملؤها قِسطا وعدلا كما ملئت ظلما وعدوانا”، رواه أحمد.

ومن الجدير بالذكر أن الإيمان بظهور المهدي واجب على كل مسلم، كما أجمع أهل العلم، وكما هو مدون عند أهل السنة والجماعة.

[ppc_referral_link]