من هم المبشرين بالجنة

[faharasbio]

المبشرين بالجنة

شرع الله تعالى في القرآن الكريم وفي الوحي المنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأحاديث السنية العديد من الأحكام والشرائع، منها ما تم تحريمه، ومنها ما ذكر صحة العمل به.

وجعل الاسلام عباد الرحمن قادرين على الاختيار بين الذنوب والصالحات، والخير والشر، بالإضافة إلى ذكر ما يمنعهم من الذنوب لما يترتب على ذلك من العذاب الأليم، وتشجيع المسلمين وتحفيزهم على العمل الصالح وذلك لنيل الجنة.

الجنة التي بها مالا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على بال بشر، فيعيش المسلمين بها في سعادة وأمان، ولا يصيبهم حزن ولا هم، وأرض الجنة من المسك والزعفران، وسقفها هو عرش الرحمن، وحصى الجنة من اللؤلؤ، بالإضافة إلى بنائها من الذهب والفضة، وغيرها من النعيم الأبدي، وهذا ما يحفز المسلمين على الالتزام بدين الإسلام العظيم.

ويهتم هذا المقال بتوضيح من هم المبشرين بالجنة، والذين بشرهم بها الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.

صفات أهل الجنة

يتصف أهل الجنة بعدد من الصفات الأصيلة، ومنها:

  • صفة التقوى: والتي تعني تجنب الصفات القبيحة خوفًا من الله تعالى والدليل قول الله تعالى ( إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ) سورة الحجر آية ٤٨.
  • صفة الصدق: حيث قال الله تعالى: ﴿ قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ سورة المائدة أية ١١٩.
  • الذين يعملون الصالحات ويتجنبون المعاصي: حيث قال تعالى في كتابه الكريم: ﴿ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ﴾ سورة النساء آية ١٦.
  • التائبون: وتعني التوبة العودة إلى الله تعالى وطلب غفران الذنوب والتراجع عنها، فقال الله تعالى: ﴿ إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ ﴾ سورة مريم آية ٦٠.
  • الأبرار: وهم الأقرب في طاعتهم من الطائعين التوابين، وقال تعالى: ﴿ إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا ﴾ سورة الإنسان آية ٥.
  • الإنفاق في السراء والضراء: وهي الصدقة.
  • الكاظمين الغيظ والعافين عن الناس، فقال الله تعالى فيهم: ﴿ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ * وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ * أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ ﴾ سورة آل عمران الآيات من ١٣٤ إلى ١٣٦.

والعديد من الصفات الأخرى النابعة من التزام المسلم بالدين الإسلامي الحنيف أعلاها هو قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق.

حديث العشرة المبشرون بالجنة

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ الثَّقَفِيُّ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ اَبِي قِلاَبَةَ، عَنْ اَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم”‏ اَرْحَمُ اُمَّتِي بِاُمَّتِي اَبُو بَكْرٍ وَاَشَدُّهُمْ فِي اَمْرِ اللَّهِ عُمَرُ وَاَصْدَقُهُمْ حَيَاءً عُثْمَانُ وَاَقْرَؤُهُمْ لِكِتَابِ اللَّهِ اُبَىُّ بْنُ كَعْبٍ وَاَفْرَضُهُمْ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ وَاَعْلَمُهُمْ بِالْحَلاَلِ وَالْحَرَامِ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ اَلاَ وَاِنَّ لِكُلِّ اُمَّةٍ أميناً وَاِنَّ اَمِينَ هَذِهِ الاُمَّةِ اَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ ‏”‏، وهَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ

وفي رواية عن أبي داود وغيره عن سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: “أشْهَدُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنِّي سَمِعْتُهُ وَهُوَ يَقُولُ: العَشْرَةٌ فِي الْجَنَّةِ النَّبِيُّ فِي الْجَنَّةِ، وَأَبُو بَكْرٍ فِي الْجَنَّةِ، وَعُمَرُ فِي الْجَنَّةِ، وَعُثْمَانُ فِي الْجَنَّةِ، وَعَلِيٌّ فِي الْجَنَّةِ، وَطَلْحَةُ فِي الْجَنَّةِ، وَالزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ فِي الْجَنَّةِ، وَسَعْدُ بْنُ مَالِكٍ فِي الْجَنَّةِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ فِي الْجَنَّةِ، وَلَوْ شِئْتُ لَسَمَّيْتُ الْعَاشِرَ، قَالَ: فَقَالُوا: مَنْ هُوَ؟ فَسَكَتَ، قَالَ: فَقَالُوا: مَنْ هُوَ؟ فَقَالَ: هُوَ سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ” رواه الترمذي وصححه الألباني.

صفات العشرة المبشرون بالجنة

وفيما يلي صفات العشرة المبشرون بالجنة في الحديث المذكور سابقًا، وهم على الترتيب مع صفات عامة لكل منهم على حدة:

أبو بكر الصديق

وهو عبد الله بن أبي قحافة عثمان بن عامر التيمي القرشي، ومن المعروف عنه أنه أول الخلفاء الراشدين، وأول من آمن من الرجال برسالة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، أسلم على يديه خمسة من المبشرين بالجنة وعدد كبير من الصحابة، وولد أبو بكر الصديق في مكة المكرمة وكان على علم بأنساب القبائل، وبويع للخلافة بعد وفاة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم في السنة ١١ هـ.

ننصحك بقراءة سيرة حياة الصحابي أبو بكر الصديق.

عمر بن الخطاب

وهو عمر بن الخطاب بن نفيل القرشي العدوي، ويكنى بأبي حفص، وهو ثاني الخلفاء الراشدين وأول من لقب بلقب أمير المؤمنين، وكان من المعروف عنه حرصه على العدل، وقوته ودفاعه عن دين الإسلام، وقد قُتل في مؤامرة أثناء قيامه بصلاة الفجر، وذلك على يد أبي لؤلؤة المجوسي.

ننصحك بقراءة سيرة حياة الصحابي عمر بن الخطاب.

عثمان بن عفان

وهو عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية من قريش، ولقب بذو النورين، وهو ثالث الخلفاء الراشدين، وهو أول من عمل على جمع آيات القرآن الكريم في مصحف واحد، بالإضافة إلى قيامه بتجهيز جيشي العسرة بماله، وتولى الخلافة في سنة ٢٣هـ.

 ننصحك بقراءة سيرة حياة الصحابي عثمان بن عفان.

علي بن أبي طالب

وهو علي بن أبي طالب بن عبد المطلب، وكان أول من أسلم بعد خديجة زوجة الرسول محمد عليه الصلاة والسلام، وقد تزوج من ابنة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم فاطمة الزهراء، وكان كثير التواضع، الحياء، وصفاء النفس، بالإضافة إلى تضحيته التي قدمها للرسول محمد صلى الله عليه وسلم حين نام مكان الرسول في ليلة الهجرة إلى المدينة، وقد تولى الخلافة بعد عثمان بن عفان في ال١٧ من رمضان في سنة ٤٠ هـ.

ننصحك بقراءة سيرة حياة الصحابي علي بن أبي طالب.

الزبير بن العوام

وهو الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة، وقد ولد في سنة ٢٨ هـ، وهو أحد أصحاب الشورى وأمه هي عمة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم صفية بنت عبد المطلب.

ننصحك بقراءة سيرة حياة الصحابي الزبير بن العوام.

سعيد بن زيد

وهو سعيد بن زيد بن عمرو العدوي، وقد ولد في مكة في سنة ٢٢ قبل الهجرة، وتوفي رضي الله عنه في المدينة، وقد تزوج من فاطمة بنت الخطاب وعاش بضعة وسبعين سنة.

ننصحك بقراءة سيرة حياة الصحابي سعيد بن زيد.

سعد بن أبي وقاص

وهو سعد بن أبي وقاص بن مالك بن أهيب، وقد أسلم في عمر السابعة عشر وتوفي سنة ٤٥ هـ، وكان رضي الله عنه كثير البكاء لخشيته من الله تعالى، وهو أول من رمى بالسهم دفاعًا عن الإسلام.

ننصحك بقراءة سيرة حياة الصحابي سعد بن أبي وقاص.

طلحة بن عبيد الله

وقد سماه الرسول صلى الله عليه وسلم في غزوة أحد بطلحة الخير، وفي غزوة ذي العشيرة بطلحة الفياض، وأما في غزوة خيبر فسماه بطلحة الجود، وقد شارك مع النبي محمد صلى الله عليه وسلم في جميع غزواته، وتزوج من أم كلثوم ابنة أبو بكر الصديق، وتوفي في سنة ال٣٦ هـ.

ننصحك بقراءة سيرة حياة الصحابي طلحة بن عبيد الله.

عبد الرحمن بن عوف

وهو عبد الرحمن بن عوف بن عبد الحارث الزهري القرشي، وهو أحد الستة الذين تم تعيينهم من أصحاب الشورى، وعرف عنه استجابة دعائه.

ننصحك بقراءة سيرة حياة الصحابي عبد الرحمن بن عوف.

أبو عبيدة بن الجراح

وهو عامر بن الجراح بن هلال الفهري القرشي، وهو فاتح الديار الشامية، واشتهر بالحلم والتواضع، وتوفي رضي الله عنه نتيجة مرض طاعون عمواس.

ننصحك بقراءة سيرة حياة الصحابي أبو عبيدة بن الجراح.

الصحابة المبشرون بالجنة من غير العشرة

من المعروف بين الناس عند سؤالهم عن المبشرين بالجنة إجابتهم عن الصحابة العشرة المبشرين بالجنة في الحديث السابق، ومن الجدير بالذكر أن هناك غيرهم ممن بشر بالجنة في أحاديث أخرى ومنهم:

عكاشة بن محصن الأسدي

في الحديث التالي: عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: عُرضت علي الأمم، فرأيت النبي ومعه الرهيط، والنبي ومعه الرجل والرجلان، والنبي وليس معه أحد، إذ رفع لي سواد عظيم فظننتُ أنهم أمتي، فقيل لي هذا موسى وقومه، ولكن انظر إلى الأفق، فنظرتُ فإذا سواد عظيم، فقيل لي انظر إلى الأفق الآخر، فإذا سوادٌ عظيم، فقيل لي: هذه أمتك ومعهم سبعون ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب، ثم نهض فدخل منزله

فخاض الناس في أولئك الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب، فقال بعضهم: فلعلهم الذين صحبوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وقال بعضهم: فلعلهم الذين وُلدوا في الإسلام فلم يشركوا بالله، وذكروا أشياء، فخرج عليهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: ما الذي تخوضون فيه؟ فأخبروه فقال: هم الذي لا يسترقون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكّلون، فقام عكاشة بن محصن رضي الله عنه فقال: ادع الله لي أن يجعلني منهم، فقال: أنت منهم، ثم قام رجل آخر فقال: ادع الله أن يجعلني منهم، فقال: سبقك بها عكاشة، متفق عليه واللفظ للبخاري.

وبقية المبشرين بالجنة من غير العشرة هم:

  • عبد الله بن مسعود.
  • ثابت بن قيس.
  • عبد الله بن سلام.
  • الأعرابي: وهو الذي علمه النبي صلى الله عليه وسلم فرائض الإسلام.
  • أهل بدر: والذين شاركوا في الغزوة.
  • أصحاب بيعة الرضوان: الذين بايعوا تحت الشجرة.
  • بلال بن رباح: حيث سمع الرسول محمد صلى الله عليه وسلم قرع نعليه في الجنة.
  • الحسن والحسين: أحفاد الرسول صلى الله عليه وسلم من ابنته فاطمة.
  • جعفر بن أبي طالب: وهو ابن عم الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد أخبر الرسول عنه أنه في الجنة بعد أن استشهد في إحدى الغزوات.

الصحابيات والنساء المبشرات بالجنة

قام الرسول صلى الله عليه وسلم بتبشير عدد من النساء بدخولهم الجنة وهم:

  • الصحابية أم سليم والدة أنس بن مالك خادم النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
  • الصحابية سمية بنت خياط هي والدة الصحابي عمار بن ياسر.
  • المرأة السوداء التي خيرها الرسول صلى الله عليه وسلم بين دخولها الجنة وبين شفاءها من مرض الصرع فاختارت الجنة.
  • مريم بنت عمران والدة النبي عيسى عليه السلام.
  • آسية بنت مزاحم زوجة فرعون.
  • خديجة بنت خويلد زوجة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
  • فاطمة الزهراء ابنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

المبشرون بالجنة من غير الصحابة

وهم الأطفال الذين وافتهم المنية قبل بلوغ سن البلوغ، وذلك وفقًا لعدة أحاديث رواها الرسول محمد صلى الله عليه وسلم منها ما رواه مسلم في صحيحه عَنْ أَبِي حَسَّانَ، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي هُرَيْرَةَ: إِنَّهُ قَدْ مَاتَ لِيَ ابْنَانِ، فَمَا أَنْتَ مُحَدِّثِي عَنْ رَسُولِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِحَدِيثٍ تُطَيِّبُ بِهِ أَنْفُسَنَا عَنْ مَوْتَانَا؟ قَالَ: قَالَ: نَعَمْ. صِغَارُهُمْ دَعَامِيصُ الْجَنَّةِ ـ أي صغار أهلها ـ يَتَلَقَّى أَحَدُهُمْ أَبَاهُ ـ أَوْ قَالَ أَبَوَيْهِ ـ فَيَأْخُذُ بِثَوْبِهِ ـ أَوْ قَالَ بِيَدِهِ ـ كَمَا آخُذُ أَنَا بِصَنِفَةِ ثَوْبِكَ هَذَا، فَلَا يَتَنَاهَى ـ أَوْ قَالَ: فَلَا يَنْتَهِي ـ حَتَّى يُدْخِلَهُ اللهُ وَأَبَاهُ الْجَنَّةَ.

[ppc_referral_link]