هل يسبب ارتفاع ضغط الدم الصداع؟

هل يسبب ارتفاع ضغط الدم الصداع؟
Share this post with friends!

ارتفاع ضغط الدم

ارتفاع ضغط الدم Hypertension هي حالة طبية شائعة لدى معظم سكان العالم، وأظهرت الاحصائيات الأخيرة أن حوالي نصف سكان الولايات المتحدة الأمريكية مصابين بارتفاع ضغط الدم، ويمكن أن يسبب ارتفاع ضغط الدم بعض الأعراض البسيطة أو لا يظهر أي أعراض، وفي العديد من الحالات يمكن أن يعاني بعض الأشخاص من ارتفاع ضغط الدم من دون إدراك منهم بأنهم مصابين به.(1)

يمكن أن يكون ارتفاع ضغط الدم عارضًا جانبيًا نتيجة الإصابة ببعض الأمراض الأخرى مثل أمراض القلب، والأزمات القلبية، ولهذا السبب ينصح الأطباء بالفحص الدوري لضغط الدم للتأكد من كونه ضمن المعدلات الطبيعية.(1)

تبحث بعض الدراسات الأخيرة في الإجابة على سؤال:”هل يسبب ارتفاع ضغط الدم الصداع؟”، وسيطرح هذا المقال السبب الذي أدى إلى ظهور مثل هذه الدراسات.(1)

هل يسبب ارتفاع ضغط الدم الصداع

من بعض الأفكار الشائعة أن الصداع المزمن يمكن أن يكون نتيجة الإصابة بارتفاع ضغط الدم، وكثيرًا ما يتم تناقل مثل هذه المعلومات بين الأقارب والمعارف، ولكن ما مدى صحتها؟

أجريت العديد من الدراسات في السنوات الأخيرة لإيجاد العلاقة بين ارتفاع ضغط الدم والصداع، وأظهرت نتيجة بعض الأبحاث وجود علاقة بينهما، ولكن نفت ذلك بعض الأبحاث الأخرى.(1)

وفقًا لدراسات جمعية القلب الأمريكية AHA، والتي أظهرت في دراساتها أن الصداع ليس واحدًا من أعراض الإصابة بارتفاع ضغط الدم، ولكن في المقابل يمكن أن يكون من أعراض مرض مشابه يطلق عليه اسم ارتفاع ضغط الدم الخبيث أو نوبة فرط ضغط الدم، وفي هذه الحالة يتراكم الضغط في جمجمة الرأس بسبب ارتفاع ضغط الدم بشكل مفاجئ إلى المستويات الحرجة.(1)

لا يشبه صداع الرأس الناتج عن نوبة فرط ضغط الدم الصداع النصفي الشائع، وغالبًا ما تكون أدوية الصداع التقليدية كالأسبرين غير فعالة في علاجه.(1)

تؤدي نوبة فرط ضغط الدم إلى الشعور بالعديد من الأعراض الأخرى المرافقة للصداع وتتضمن هذه الأعراض عدم وضوح الرؤية، ألم الصدر والغثيان، وإذا شعر الفرد بهذه الأعراض وشك بإصابته بنوبة فرط ضغط الدم فمن المهم اللجوء إلى الطبيب في الحال أو الاتصال على الطوارئ.(1)

كيفية علاج الصداع

من المهم التركيز على كيفية علاج الصداع لدى المصابين بارتفاع ضغط الدم، وإدراك أن طريقة علاج الصداع لديهم تختلف بعض الشي، وهذا لتفادي الآثار الجانبية لعلاجات الصداع التقليدية.(1)

إذا تأكد تشخيص الإصابة بارتفاع ضغط الدم فمن المهم التركيز على الالتزام بأدوية ارتفاع ضغط الدم الموصوفة من قبل الطبيب، والاستفسار عن طريقة العلاج المناسبة والتي لا تتعارض مع أدوية التحكم في ارتفاع ضغط الدم، وفي الفقرات الآتية الوسائل التي يمكن أن يلجأ إليها الطبيب لعلاج الصداع.(1)

مضادات الالتهاب

يمكن أن يصاب بعض الأشخاص بالصداع نتيجة التهاب، ولا يتعلق هذا بأي عارض من أعراض ارتفاع ضغط الدم، وفي هذه الحالة يمكن تعديل النظام الغذائي اليومي، وذلك باتباع نظام غذائي صحي، ويشتمل النظام الغذائي الصحي على مجموعة من الأطعمة المضادة للالتهابات، وخصوصًا الأطعمة الآتية: (1)

تناول الحبوب الكاملة

بالإضافة إلى ما تضمنته الفقرة السابقة عن أهمية اتباع نظام غذائي صحي، من المهم أيضًا تخصيص فقرة لذكر أهمية اتباع نظام غذائي يشتمل على حصص من الحبوب الكاملة، حيث أنها تساهم في موازنة مستويات السكر في الدم، والتي أثبتت الأبحاث أهميتها في التحكم في الصداع النصفي.(1)

في المقابل من المهم التقليل أو تجنب تناول أي من الحبوب المعدلة كالدقيق الأبيض، وخصوصًا لمن يعانون من الصداع الشديد والمتكرر، وهذا لأن النتائج الأولية لبعض الأبحاث تظهر أن الدقيق الأبيض يمكن أن يساهم بدعم العوامل المسببة للصداع.(1)

الزيوت العطرية

حيث تساهم الزيوت العطرية في تهدئة الجهاز العصبي المركزي، ولهذا السبب تقدم الزيوت العطرية دورًا ممتازًا لتسكين الصداع وتهدئة الأعصاب، وخصوصًا زيت النعناع وزيت اللافندر.(1)

ليس هذا فحسب، حيث يمكن أن تساهم الزيوت العطرية أيضًا في تسكين الصداع الناتج عن الإجهاد والتعب.(1)

تقليل شرب الكافيين

أظهرت الأبحاث أن شرب الكافيين المتكرر يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بالصداع، وفي هذه الحالة ينصح الأطباء بالتقليل من شرب الكافيين بشكل تدريجي، وتجنب الانقطاع المفاجئ عن شربه لعدم حدث حالة تسمى بانسحاب الكافيين.(1)

ويقصد بانسحاب الكافيين التقليل من شرب الكافيين بشكل مفاجئ مقارنة بالحصص اليومية في العادة، وفي هذه الحالة يمكن أن يكون الصداع عارضًا جانبيًا لتقليل الكافيين المفاجئ.(1)

العلاجات التقليدية

من الشائع اللجوء إلى الأدوية التقليدية للحد من الصداع كالأسبرين، ولكن إذا كان الفرد مصابًا بارتفاع ضغط الدم فلا يحبذ له اللجوء إلى هذه العلاجات التقليدية إلا بعد التأكد من الطبيب المختص وخضوع ضغط الدم إلى إدارة دوائية فعالة تجعله في قيمه الطبيعية.(1)

التحكم في ضغط الدم في المنزل

يطلق على مرض ارتفاع ضغط الدم المزمن اسم آخر وهو القاتل الصامت، وهذا لعدم تسببه في أي أعراض واضحة، ولكنه ومع مرور الزمن يقود إلى إصابة القلب بأضرار خطيرة، ولهذا السبب لا يدرك العديد من الأشخاص إصابتهم بارتفاع ضغط الدم إلا بعد فترة طويلة من الزمن، وفي هذه الحالة جمع الخبراء مجموعة من النصائح التي تساهم في التحكم في ضغط الدم، ومنع وصوله إلى حدوده الحرجة، مما يقلل نسب الإصابة بمرض ارتفاع ضغط الدم على المدى البعيد، بالإضافة إلى الحد من أضراره على القلب بقدر الإمكان، وفي الفقرات الآتية معظم هذه النصائح.(2)

الحركة

من أهم الوسائل التي تساهم في الحصول على جسم صحي هي ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، فهذا لا يدعم فقط بقاء ضغط الدم في قيمته الطبيعية، بل يدعم أيضًا صحة المفاصل والعضلات، ويحافظ على مستويات الكوليسترول ضمن الحدود المسموح بها، بالإضافة إلى التقليل من خطر الإصابة بمرض السكري وأمراض القلب.(2)

ينصح الخبراء بمارسة الرياضة من 30 إلى 60 دقيقة يوميًا، ويمكن القيام بأي تمرين رياضي محبب كالسباحة، ركوب الدراجة، الهرولة وما شابه، وبالتأكيد البدء بممارسة الرياضة بالتدريج لمن لم يعتادوا على ممارستها.(2)

التقليل من تناول الملح

يمكن أن يساهم التقليل من تناول الملح في التحكم في مستويات ضغط الدم ومنع ارتفاعها، فالصوديوم الموجود في الملح يحفز لجوء الجسم إلى حبس السوائل، مما يؤدي إلى الارتفاع المفاجئ في مستويات ضغط الدم.(2)

توصي جمعية القلب الأمريكية بأن لا تتجاوز كمية الصوديوم اليومية 2300 ميلليجرام يوميًا، وهذا ما يعادل نصف ملعقة صغيرة من ملح الطعام، وخصوصًا للمصابين بارتفاع ضغط الدم.(2)

انقاص الوزن

حيث أظهرت العديد من الأبحاث ترابطًا واضحًا بين ارتفاع ضغط الدم والزيادة المفرطة في الوزن، حيث يمكن أن يؤدي إنقاص الوزن أربعة كيلوجرامات فقط إلى المساهمة في خفض مستوى ضغط الدم.(2)

وينبه الخبراء على ضرورة أن محيط الخصر أكثر أهمية من قياس الميزان للجسم بأكمله، فالدهون المحيطة بالخصر والتي يطلق عليها اسم الدهون الحشوية لها دور رئيسي في العديد من المشاكل الصحية الخطيرة، ومن ضمنها ارتفاع ضغط الدم.(2)

التخلص من النيكوتين

والنيكوتين هي المادة الكيميائية السامة التي تتضمنها السجائر، وكل سيجارة يدخنها الفرد تقود إلى ارتفاع ضغط الدم بشكل مفاجئ، وتجعل الفرد أكثر عرضة إلى الإصابة بالنوبات القلبية، السكتات الدماغية، وغيرها من الأمراض الخطيرة.(2)

المراجع:

  1. https://www.healthline.com/health/high-blood-pressure-hypertension/headache
  2. https://www.healthline.com/health/high-blood-pressure-home-remedies
0 thoughts