ولا ألف ليلة وليلة – الليلة الحادية عشرة

[faharasbio]

قصص ولا ألف ليلة وليلة – الليلة الحادية عشرة

ضمن سلسلة قصص ولا ألف ليلة وليلة بالاشتراك مع الأديبة المصرية ربا أحمد

كانت الليلة ربيعية مقمرة، الجو فيها رائع والسماء
صافية، أمر شهريار مسرور بإعداد جلسة بقرب الجدول
كي يقضي فيها أمسيته ويستمتع بحديث زوجته، و تم ما أراده الملك وها هي شهرزاده تقترب من جلسته
بدلال يعهده..

مساء الخير مولاي.

مساء الخير يا شهرزاد.

رد عليها وهو يراقب السعادة تطل من عينيها:

هل أعجبتك تلك الجلسة قرب جدول الماء؟

وكيف لا تعجبني يا ملك الزمان وأنت فيها تنير المكان؟

أدركت بأنها ليلة صافية فأردت أن أسمعك وأنا أستمتع
بالطبيعة من حولي.

فعلت خيرًا يا مولاي.. فما أجمل الطبيعة.

إذن اقتربي.. واجلسي هنا بقربي ثم احكي لي ماذا حدث
مع مرجانة وأريد أيضًا أن أعرف أحوال قمر
الزمان.. وعمها الملك نعمان.. وذلك الثعبان شعلان.. فمنذ
سافرنا برحلة نوران انقطعت عنا الأخبار..

أمر مولاي … بلغني أيها الملك السعيد .. ذو الرأي الرشيد
أن قائد جيوش الملك مرجان – الأمير أصفهان.. أخذ ابنة
عمه الأميرة مرجانة وذهب إلى الساحرة العجوز
المدعوة “كهرمانة”، وطلب منها أن تلقي عليها تعويذة
سحرية.. كي تتمكن من التجول كأي إنسية.. بشرط ألا
يصيبها منها أي أذية.

لحظتها ابتسمت الساحرة الجنية؛ فكشفت عن أسنان
فضية وذهبية.. وضاقت عينيها وهي تتفحص الأميرة
الحورية.

مر وقت طويل وها هي الساحرة توقظ الأميرة الغافية
والأمير يراقب كل شيء باهتمام شديد.

تثاءبت مرجانة وهي تنظر حولها، ثم قالت بعدها: أين
أنا؟ .. وما هذا الثقل الذي أشعر به في جسدي؟

فأجابتها العجوز: يسري بجسدك مفعول السحر .. من
الآن بدأت في التحول لإنسية .. سيبدأ المفعول كل يوم بعد
غروب الشمس .. وينتهي قبل الشروق .. وهذا هو وقتك
المحدد على الجزيرة أيتها الأميرة ..

يعني هذا أنني يجب أن أكون في الماء …

قبل الشروق. قاطعتها الساحرة وهي تؤكد على كلماتها
وتوضح أكثر: موعد خروجك من الماء مع
الغروب .. وموعد عودتك قبل الشروق.

وإن تأخرت في العودة؟

سيكون هناك خطر على حياتك .. ستتحول ساقيك وقدميك
إلى حالهما هذا ذيل سمكة وبالطبع لن تتمكني من
الحركة .. وسيضيق تنفسك .. وتموتين مختنقة ..

يا إلهي! .. قالتها مرجانة وهي تتحسس رقبتها فسمعت
أصفهان الذي انتبهت لوجوده الآن: شكرا لك يا
كهرمانة .. ثم أطبق على مرفقها وسحبها معه خارج كهف
الساحرة.

اتركني .. كيف تجرؤ أن تسحبني أمامها كالجارية؟!

لأنه يا ابنة عمي حان وقت الغروب .. وكما أن هناك خطر
على وجودك على الأرض بعد الشروق .. فوجودك في
البحر فيه خطر كبير على حياتك بعد الغروب .. وأيضًا
ستموتين مختنقة.

اتسعت عينيها بصدمة .. وأخذت في الصعود إلى السطح،
وما كان من أصفهان إلا أن يلحق بها .. وحين اقتربا من
السطح ودعها قائلًا: تلك هي حدودي يا ابنة عمي .. أتمنى
أن تستمتعي على جزيرتك .. واعلمي .. عين أصفهان
تحرسك.

أنهى كلماته وعاد يسبح نحو الأعماق بعد أن أرسل
رسالته المشفرة إلى النسر الذهبي كي يبدأ بالمراقبة …!

لا تسكتي يا شهرزاد .. مازال هناك وقت قبل الفجر ..

ابتسمت شهرزاد وأومأت بطاعة لتكمل حيث توقفت ليلة
ما قبل أمس:

حين رأى الأمير نوران الضوء الذي أخذ
يشع من قدميها اتسعت عينيه وشعر بتوجس ولكنه لم
يستطع التوقف ولحقها حتى شاطئ البحر ليسمعها تطلب
منه التوقف وهي تشير له بيدها:

لا تقترب أكثر يا نوران .. بدأت الشمس في البزوغ ويجب أن أتعمق في الماء وإلا اختنقت .. كانت تقول كلماتها وهي تركض بخفة داخل الماء
وفجأة ….

هنا أدرك شهرزاد الصباح؛ فسكتت عن الكلام المباح

إقرأ أيضًا: الليلة الأولى من كتاب ولا ألف ليلة وليلة

[ppc_referral_link]