نصائح تحولك من أم إلى صديقة لابنتك
تُعدّ غريزة الأمومة نعمة منَ الله سبحانه وتعالى عندَ كل امرأة، فلا يوجد شعور أجمل من مرحلة الحمل والإنجاب والتربية والاعتياد على كائنٍ صغير يأخذ من قلبك وروحك وعقلك حتى يكبر ويعتمد على نفسه، فوظيفة الأمومة بالرغم من متعتها إلّا أنها صعبة وتحتاج لنساء سويّات عقلياً وقادرات على تربية الأجيال من أجل بناء شخصية الطفل وصقلها بالأخلاق والآداب.
ومنَ الجدير بالذكر، أنهُ توجد فئة منَ النساء لا تعلم أسس التربية الصحيحة وترث عادات وتقاليد من أسرتها تهدف إلى تحطيم أطفالها وخاصةً الفتيات، فتبدأ الأم بإلقاء اللوم على طفلتها ومعاقبتها وحرمانها وإعاقة حريتها، ممّا يدفع الفتاة في هذه الطريقة إلى الخوف من والدتها والرهاب منَ التحدث إليها عن الصعوبات التي تُواجهها، وتبدأ بالبحث عن صديقةٍ أخرى لها إما في المدرسة أو الجامعة بدلاً من أن تكون والدتها ملجئها الوحيد ومنزلها الصغير.
ونوّد الإشارة، أنَ فئة كبيرة منَ السيدات تطمح لأن تكون صديقة لابنتها عندما تكبر وتدخل في سن المراهقة والبلوغ، وتتساءل ما هيَ الخطوات التي يجب عليها اتباعها في تربيتها من أجل وثوق طفلتها بها ولجوئها إليها عندما تكون ضعيفة أو مكسورة منَ الحياة، ولذلك ما هيَ أفضل 8 نصائح تحولك من أم إلى صديقة لابنتك؟
8 نصائح تحولك من أم إلى صديقة لابنتك
عزيزتي الأم، نعلم أنَ غريزة الأمومة لديكِ تدفعكِ للخوف على فتاتك وهذا أمر طبيعي، ولكن يجب أن تُشعريها بأنكِ سند لها في كل لحظة من حياتها، ومن هنا نُقدّم لكِ في هذا المقال أفضل 8 نصائح تحولك من أم إلى صديقة لابنتك عليك اتباعها في التعامل معها:
تخصيص ساعتين لها يومياً:
نعلم أنَ مشاغل الحياة والضغوطات في وظيفتك خارج المنزل ومسؤولية أطفالك والعمل داخل المنزل يأخذ الكثير منَ الوقت وأحياناً لا تجدين ساعة للاستراحة لنفسك.
ولكن أمر مهم جداً إذا أردتِ الاقتراب من ابنتك أن تُخصصي ساعتين يومياً لها خلالَ المساء إما عن طريق الجلوس في غرفتها وتناول وجبتكما المفضلة أو مشاهدة فيلم معاً أو من خلال التنزه في الحديقة.
فهذه الساعتين كافية لأن تشعر طفلتك بأنكِ مهتمة لها ولأحاديثها، لأنَ قضاء وقت بسيط معاً سيُسهم في كسر الحاجز بينكما ويجعل طفلتك تميل للجلوس معك وتعتاد على الأمر بشكلٍ يومي.
كوني مصدر دعم لها:
الفتاة في مرحلة المراهقة تُحاول أن تستكشف نفسها، فتجدينها تارةً تُريد دراسة تخصص معين عندما تنتهي منَ الثانوية، وتارةً تشعر بأنها قبيحة وغير جميلة كصديقاتها، وتارةً تُحاول أن تسجل في نشاطٍ تحبه وهكذا.
وفي هذه النقطة يجب تدخلك ولكن بطريقةٍ إيجابية، فعندما تلجأ إليكِ للتحدث معك حولَ التسجيل في هوايةٍ تحبها أو نشاط، ادعميها وكوني بجانبها وشجعيها على تطوير نفسها ومهاراتها.
وإذا حاولت مقارنة نفسها أو تشعر بقلّة ثقة، عليكِ التحدث إليها بطريقةٍ ترفع من معنوياتها وتزيد من ثقتها، ودائماً رددي عبارات {طفلتي الجميلة، ابنتي المجتهدة، فتاتي المفضلة}.
أظهري مشاعرك لها:
للأسف أغلب الوالدين لا يعلمون أنَ مشاعر الحب التي يمنحونها لأطفالهم ستُعزّز من ثقتهم بنفسهم وتجعلهم يُعبّرون عما بداخلهم بدلاً منَ الخجل أو كتمان المشاعر أو نقصانها.
فالفتاة التي لا تجد الحب والحنية والحض الدافئ في والديها، تلقائياً من أول علاقة حب ستتأثر بالكلام اللطيف وأحياناً تقع ضحية في فخ أحد الشبان الكاذبين.
فأثناءَ تعرّضها لأي مشكلة يجب أن تكوني بجانبها وتُظهري مشاعرك لها، فمشاعر الحب والحنان يجب أن تُمنح للفتاة منَ الأب والأم معاً.
لا تُلقي اللوم عليها:
منَ الرائع أن تبدأ الأم بإلقاء النصائح على ابنتها في كل مرحلة من حياتها، ولكن إذا خالفت نصيحتك ذاتَ مرة لا تُعاقبيها بإلقاء اللوم عليها، على سبيل المثال إذا طلبتِ منها عدم فعل الشيء ولكنها أصرّت عليه وكانت نتائجه سلبية عليها.
حاولي إظهار مشاعر الطبطبة لها والحنان وكوني بجانبها بدلاً من تجاهلها أو إلقاء اللوم عليها وتوبيخها، بالإضافة لأهمية جلوسك معها والتحدث عن الموقف الذي تعرّضت لهُ وما هوَ الدرس الذي تعلمته كي تتجنبه في المرة القادمة.
التوعية بطرق لطيفة:
إذا لجئت ابنتك إليكِ ذاتَ يوم لتتحدث معكِ عن قصة حب تشعر بها أو عن شابٍ تحبه، إياكِ والرفض بطريقةٍ عنيفة أو تهديدها بإخبار والدها عن الأمر أو ضربها أو حتى توبيخها، لأنَ الفتاة منَ المُمكن أن تُحب شاب معها في الثانوية أو الجامعة.
فما عليكِ إلّا الاستماع لها ولتفاصيل القصة وللشاب الذي تتحدث معه، ويُمكنكِ في هذه الحالة توعيتها عن طريق إخبارها بأنَ شبان الجامعة زملائها وأنَ الشاب الذي تحبه يحتاج وقت طويل حتى يتأهل للزواج كونهُ مازال في مرحلة الدراسة.
ووضحي لها أنَ الحب منَ المشاعر الجميلة ولكن توجد حدود ومعايير يجب الالتزام بها، وأنَ الدراسة وتأسيس نفسها أمر لا بدّ منهُ في عمرها الحالي، وأنَ الحب في هذه المرحلة طفولي فقط والأهم هوَ التركيز على تطوير نفسها فقط.
كوني قدوة لها:
الفتاة تتعلم أي تصرف من والدتها وخاصةً في مرحلة تكوين شخصيتها، فإذا لاحظت أنكِ عنيفة أو قاسية أو غير مبالية بمنزلك ستكتسب هذه الصفات.
ولذلك كوني مثال أعلى لها من خلال روحك الجميلة ومساعدتك للغير واهتمامك بأطفالك وطموحك في العلم وحبّك للدراسة وتحقيق الأحلام واستماعك لها وأخلاقك الحميدة والتزامك بطاعة الله والتقرّب منه، فكل هذه الصفات ستجعلكِ كبيرة في عين طفلتك.
عامليها معاملة الصديقة:
بالتأكيد هذه النصيحة لا يجب أن تعتمدينها إلّا في أوقاتٍ معينة، ففي بعض الأحيان تشعر الفتاة بالملل وتطلب من والدتها الخروج معها والتسلية، حسناً ما عليكِ إلّا موافقتها وعزيمتها على فيلمٍ في السينما أو على الآيس كريم أو على وجبةٍ تحبها.
فمشاركتك الأنشطة التي تحبها معها والضحك والمزاح والتسوق وأخذ رأيها في اختيار ملابسك وملابسها، سيجعلها سعيدة وممتنة لكِ في كل لحظة من حياتها.
امنحيها مساحة خاصة بها:
{لا تكوني كالمراقب عليها في كل شيء، لا تدخلي إلى غرفتها دون الاستئذان، لا تعبثي بأغراضها الشخصية، لا تُحاولي التفتيش في حقائبها أو دولابها} لأنَ هذه العادة ستُبيّن لها أنكِ لا تثقين بها.
فيُمكنكِ مراقبتها من بعيد، فيجب أن تكون عينيكِ دائماً عليها وملاحظة أفعالها السيئة من أجل تصحيحها عندما تجلسين معها.
وقولي لها دائماً أنا أثق بكِ يا صغيرتي وأعلم أنكِ لن تفعلين أي شيء دونَ أن تُخبريني بهِ، فعندما تمنحين الثقة لفتاتك ستكونين خيارها الوحيد للعودة إليه في الحصول على النصائح قبلَ الإقدام على فعل أي شيء تُريده.
نوّد القول أنَ تربية الفتاة تحتاج إلى عطف وحنان وحب هائل لها، لأنَ الأنثى حساسة وعاطفية بطبيعتها وتحتاج لحضنٍ دافئٍ يستمع إلى آلامها وتجاربها التي تخوض بها، والأم هيَ الحضن الأقرب لأطفالها.
فإذا حاولت الاقتراب منكِ والتحدث عن مشاكلها في المدرسة أو في أي مكان لا تستخفي بالأمر، بل كوني بجانبها دائماً معَ الانتباه لها وتوعيتها في كل مرحلة جديدة تدخل بها.
{{نأمل أن يعجبكنَّ المقال أيتها الرائعات}}.