تعتبر الخيول العربية الأصيلة من أفضل سلالات الخيل العشرة الأكثر شعبية في العالم، وهي من أكثر السلالات التي يمكن التعرف عليها بسهولة، وتعود نشأتها للمناطق الصحراويّة في الشرق الأوسط التي انتشرت منها لجميع أنحاء العالم من خلال الحروب والتجارة، وتستخدم سلالاتها في تحسين السلالات الأخرى لما تتميز به من صفات مطلوبة، كسرعة الخيل والعظام القوية والقدرة على التحمل، حيث توجد سلالات الدم العربية في كل سلالة خيول حديثة تقريبًا، وتعتبر الخيول العربية الأصيلة من أجمل الخيول في العالم وذلك لرشاقتها وجمال ألوانها الساحر.
مميّزات الخيول العربية الأصيلة
تتميز الخيول العربية الأصيلة بعدة خصائص أهمها:-
- الصبر والقدرة على التّحمّل: تتصف الخيول العربية بقدرتها على الصبر وتحمل المشقات، وأثبت ذلك فوزها في العديد من السباقات وقطع المسافات الطويلة.
- الشجاعة والحماسة: اكتسبت الخيول العربية شجاعة نادرة نتيجة الحياة القاسية التي عاشتها مع العرب في صحرائهم والمليئة بالغزوات والحروب.
- العمر الطويل: تتميّز الخيول العربية بعمرها الطويل، وقدرتها على الاحتفاظ بقوتها حتى مع تقدّمها في العمر.
- الفطنة والذكاء وحب التعلم: يتمتع الخيل العربي بذاكرة حادة قوية، إذ أن صفاتها الرائعة المتمثلة بسعة الصدر والذكاء والفطنة والذاكرة القوية تجعلها أنسب المخلوقات وأجدرها لخدمة الإنسان.
- مقاومة الأمراض: تتمتّع الخيول العربية بقدرة عالية على التّعافي من الأمراض؛ وذلك بسبب إرادتها القوية المتمثّلة في كفاحها للبقاء على قيد الحياة، إلى جانب الاستجابة الجيدة للعلاج على عكس أنواع الخيول الأخرى.
- الوفاء لصاحبها والتضحية في سبيله: الخيول العربية وفية لصاحبها، وخاصة إن كان هو المسئول عن تدريبها وتربيتها.
أصل الخيول العربية
يعتقد البعض أنّ الخيول العربية أصلها يعود إلى الحصان البريّ الذي وُجد في جنوب تركيا وشمال سوريا وبعض المناطق التي تمتد إلى الشرق، وأنّ وفرة الأمطار والظروف المناخيّة المعتدلة في مناطق الهلال الخصيب شكّلت بيئة مثاليّة لنمو الخيول العربية.
بينما يعتقد مؤرّخون آخرون أنّ الخيل العربي الأصيل نشأ في الجزء الجنوبي الغربي من شبه الجزيرة العربية، وبالرغم من عدم قدرة المختصّين على تحديد الفترة التي تم استئناس الحصان فيها واستخدامه لأغراض متعدّدة كالعمل والركوب، إلّا أنّ هناك أدلّة تشير إلى أنّ العرب تمكّنوا من التعامل مع هذه الخيول بإتقان في عام 1,500 قبل الميلاد، والتي أصبحت طليعة السّلالة التي عُرفت فيما بعد باسم الخيول العربية.
عائلات الخيول العربية الرئيسية
الخيول العربيّة الأصيلة تنحدر من خمس عائلات رئيسية، هي:-
الكحيلان:
سمّيت بهذا الاسم بسبب الكحل الذي يبدو في عينيها، وتتميّز خيول هذه السلالة بطابع ذكوري من حيث الحجم والقوة، ويبلغ متوسط ارتفاعها 152.4سم، وتمتلك رأسًا قصيرًا، وجبهة وفكّاً عريضين، وعادةً ما توجد باللّونين الرمادي والكستنائي، تعتبر من أفضل الخيول العربية المخصصة للركوب، وله عدة فروع منها: الحمداني، والشويمان، والهديان، والودنان، والعجوز، والهيفي، والجلابي، والروضان، والكروشان.
الصّقلاوي:
سُمّيت بهذا الاسم عند العرب لصقالة شعرها، وتتميّز بمظهر ورشاقة ذات طابع أنثوي، وتشتهر بسرعتها أكثر ممّا تشتهر بقدرتها على التّحمّل، وتمتلك عظاماً جيدة، ووجوهاً وأعناقاً أكثر طولاً مقارنةً بخيول سلالة الكحيلان، ولكنّها أصغر حجماً منها، إذ يصل ارتفاعها إلى 144.2سم، وتعتبر سلالة الصقلاني من أفضل الخيول العربية للاستعراضات والمهرجانات والاحتفالات، وذلك لجمالها الباهر.
سلالة العبيان:
خيول سلالة العبيان تتميّز بحجمها الصغير، فغالباً لا يتجاوز ارتفاعها 144.2 سم، وتتميّز بظهرها الطويل مقارنة بسلالات الخيول العربية الأخرى، وتكون عادةً رمادية اللّون مع ظهور بعض البقع البيضاء.
سلالة الحمدانيّ:
سُمّيت بهذا الاسم نسبة إلى قبيلة حمدان في اليمن، وتعدّ خيول هذه السلالة أحد أكبر فصائل الخيول العربية حجماً، إذ يصل ارتفاعها إلى 154.4سم، وتمتلك رأساً مستقيماً، ومن أكثر ألوانها شيوعاً اللّون الرّمادي.
سلالة الهدبان:
خيول سلالة الهدبان تتشابه مع الخيول الحمدانية، إلّا أنّها أصغر منها حجماً، إذ يبلغ متوسط ارتفاعها 145.2سم، وتتميّز ببنيتها العضلية القوية، وبعظامها الكبيرة، ومن أكثر ألوانها شيوعاً اللّون البني، وسُمّيت بهذا الاسم بسبب طول أهداب أعينها، وكثافة شعرها.
إلا أن بعض خبراء الخيل حديثًا قد أرجع أصل الخيول العربية من جهة الأم إلى ثلاثة عائلات رئيسية هي الكحيلان و الصّقلاوي و المَعَنّكي.
المَعَنّكي أو المعنقي:
يستخدم لأغراض السباق والعدو، ويتميز بطول عنقه ورأسه، وهي ضخمة الحجم وفارهة الجسم، ووجهها يختلف عن الخيول العربية الأخرى بكثرة زواياه وعينيه الصغيرتين ومنخريه الخشنين.
كما تتقسم سلالات الخيل المعاصرة إلى:
- الخيول النجدية
- الخيول الحِجَازية
- الخيول اليَمَنِيَّة
- الخيول المِصْرِية
- الخيول الشَّامية
- الخيول المغربية
عائلات الخيول العربية الفرعية
عائلات الخيول العربية الرّئيسيّة الخمسة تتفرّع إلى عدّة عائلات فرعية تسمّى باسم قبائلها، حيث يُنسب كلّ فرع إلى أصله، ثمّ إلى صاحبه الذي ربّاه، فعلى سبيل المثال قد تفرّع من الخيول الصّقلاوية أربعة فروع، هي: صقلاوي جدران، وصقلاوي العبد، وصقلاوي بيران، وصقلاوي أرجبي، وبعد ذلك انتقلت ملكية هذه الخيول إلى آخرين ونسبت لهم، فأصبح صقلاوي جدران ابن سودان، وصقلاوي جدران المريغي، وغيرها، وينطبق ذلك على العائلات الرّئيسيّة الأربعة الباقية.
الخيول المهجّنة من الخيول العربيّة
الخيول العربيّة هي أقدم سلالات الخيول الخفيفة، وأنقى السلالات في العالم، وأصل وأساس لمعظم سلالات الخيول الأخرى، ولديها القدرة على نقل جيناتها وصفاتها المرغوبة لنسلها عند تزاوجها مع سلالات الأنواع الأخرى، ومن هذه الصفات: الذكاء، والقدرة على التحمّل، والقابلية للتدريب والتعلّم، ولذلك استُخدمت الخيول العربية كأساس لإنتاج العديد من سلالات الخيول التي تجمع بين خصائص الخيل العربي الجسدية والعقلية، والخصائص الإيجابية للسلالات الأخرى.
أماكن وجود أفضل الخيول العربية
نشأ الخيل العربي بداية في الأراضي الصحراوية العربية، وانتشر منها إلى معظم دول العالم التي يوجد فيها اليوم بأعداد أكبر من أعداده داخل موطنه الأصلي، فقد بدأت الدول الأوروبية، وأمريكا، وروسيا، وغيرها باستيراد الخيول العربية من الشرق وتربيتها، وتشير المصادر إلى أنّ الخيول العربيّة التي توجد في مصر هي أحد أكثر الخيول العربية نقاءً، وذلك لاهتمام حكام مصر بتربية الخيول العربية على امتداد التاريخ، كما يلتزم مربّو الخيول العربية في مصر بالمحافظة على نقاء دم هذه الخيول حتى هذا اليوم.
العناية بالخيل العربي الأصيل وتغذيته
الخيل ينام فقط ساعتين ويتبقى 22 ساعة في اليوم لاستخدامه والاستفادة منه، وخلال هذه الفترة يجب عدم تركه مدة طويلة في الإسطبل فهو يحب الخروج للتمرّن والحركة.
ومن الأمور الرئيسية التي يجب الإنتباه لها عند تربية الخيول هي حاجة الخيل إلى الطعام بإستمرار، ويوجد أنواع مختلفة من الطعام والأعلاف الذي يُقدم للخيل ومنها البرسيم والذي يُقدم للخيل جافًا، وهو يُعدّ أفضل أنواع العلف، والحشيش الأخضر والذي يُعدّ من الأعلاف الأساسية للخيول، والجزر والشمندر العلفي الذي يتميز بسهولة هضمه، والشعير حيث يتم نقعه في ماء مغلي وإطعام الخيل به؛ لأنه يمُده بقدر كبير من الطاقة، وبذور الكتان التي تجعل جلود الخيل براقة ولامعة، والفول الصويا إذ يحتوي على كميات كبيرة من البروتين.
والخيل بالعموم تحب القش والعشب، فهما من العناصر الأساسية لنظام الخيول الغذائي.
ويستطيع جهازها الهضمي التعامل مع كميات كبيرة من الماء والألياف فيجب أن يحصل عليها طوال اليوم، أما الحبوب فهي عنصر آخر من غذاء الخيل مثل الشوفان ونخالة القمح والذرة الأرضية، ويميل الحصان لتناول الحبوب مختلطة مع الحرص على عدم إعطائه بكميات كبيرة؛ لأنها تسبب له مشاكل صحية خطيرة؛ وذلك لاحتوائها على نسبة عالية من الكربوهيدرات، لذا يفضل إعطاؤه القش قبل تناوله الحبوب للتقليل من كمية الحبوب المستهلكة، وللتقليل من أضرار الكربوهيدرات.
ويمكن للخيل تناول التفاح وهي من الفواكه الغنية بالألياف، والبطيخ والعسل وشراب القيقب كغذاء إضافي؛ ولكن يجب إعطاؤها بكميات وفترات مدروسة. الخيول بشكل عام تحب الاعتناء بها وتنظيفها وفي الحقيقة العناية والاهتمام اليومي بالخيل له أهمية كبيرة للحفاظ على صحته وقوته وعلاقته بفارسه، وأيضًا يجب إجراء الفحص الطبي الدوري له للتأكد من سلامته وخلوه من الأمراض.
المراجع
(الخيل العربية الأصيلة_ الدليل)