أكبر السدود في العالم
تُعدّ السدود واحدة من أهم المنشآت الهندسية التي عَمِلَ الإنسان على ابتكارها في الدول من أجل فصل المياه واحتجازها للمحافظة عليها منَ الهدر وللاستفادة منها في الأوقات الصعبة، وكانت السدود متواجدة منذُ عصورٍ قديمة فيُمكننا ذكر أنَ البابليون بنوا سدود عديدة وصغيرة في الفرات ودجلة، والحثّيون أيضاً ساهموا في بناء سد قطينة الذي يتواجد على نهر العاصي، كما أنَ سدود نهر النيل صُمّمت من قِبَل المصريين القدماء.
ومنَ الجدير بالذكر، أنَ للسدود أهمية وفوائد عظيمة كونها تُسهم في توفير المياه والاستفادة منَ الأمطار التي تتساقط على الأرض ويذهب بعضها سدىً، كما أنها تُسهم في تلطيف المناخ وتحسّنه وتعمل على حفظ التربة من خطر الانجراف وتُوّفر المياه للمراعي والمواشي ومياه الشرب أيضاً وتعمل على توليد الطاقة الكهرومائية وتحمي من خطر حدوث أي فيضانٍ أو زحفٍ صحراوي أو تصحر.
وبالفعل نظراً لأهميتها في عالمنا لم تتجاهل بعض الدول إنشاء السدود باختلاف أحجامها وأهداف حاجياتها، وتوجد العديد منَ السدود حولَ العالم تتميز بضخامة حجمها وأهميتها، ولذلك ما هيَ أكبر السدود في العالم بالصور؟
أكبر السدود في العالم بالصور
صديقي القارئ، إذا كنتَ من محبي المعلومات التثقيفية ومهتم بمجال الطبيعة، نُقدّم لكَ في هذا المقال أكبر 7 سدود في العالم بالصور ربما لم تكن تعرفها من قبل:
سد كاريبا في زامبيا:
يُعدّ واحداً من أكبر السدود المتواجدة في العالم، فهوَ عبارة عن سدٍ ضخم يقع ضمنَ نهر الزامبيري ويُعتبر منَ السدود الخرسانية التي تملك شكلاً مقوساً ويصل ارتفاعه إلى حوالي 128 متر وطوله بشكلٍ تقريبي 579 متر، وبالانتقال إلى تاريخ إنشائه فقد أُنشأَ بواسطة شركة إمبرست في 1959، والتكلفة النهائية لبنائه وصلت إلى 480 مليون دولار.
وعلينا بالذكر، أنَ هذا السد يتحكّم بحوالي 90% منَ الجريان السطحي الخاص بنهر زامبيري، وبحسب بعض التقارير أنهُ يُواجه العديد منَ المخاطر مثل الانهيار وغمر الأراضي التي تُحيط بهِ.
سد براتسك في دولة روسيا:
إنهُ من أكبر السدود في العالم ويُسمى بسدّ روسيا العظيم، فقد تمَ إنشائه في عام 1964، وكانت ظروف بنائه شاقة للغاية بسبب درجات الحرارة المتدنية في تلكَ المنطقة تحديداً {سيبيريا} وبسبب الصقيع الذي يُؤدي لتجمد الأصابع والجسد، وسعته التخزينية تصل إلى 169.27 مليار م3.
سد أكوسومبو في غانا:
إنَ هذا السد مشهور جداً بأهميته وبفوائده في إنتاج الطاقة الكهرومائية وتوفيرها للمصانع الخاصة بالألمنيوم في غانا، وتمَ الانتهاء من بنائه في عام 1965 وهوَ منَ النوع الترابي الذي يحتوي على حشوةٍ صخرية، وتكلفة بنائه تصل إلى حوالي 130 مليون جنيه أسترليني، ويُعتبر واحداً من أكبر خطط الاستثمار الاقتصادية في تلكَ المنطقة.
سد دانيال جونسون في دولة كندا:
أيضاً رابع أكبر سدّ في العالم هوَ سد دانيال جونسون المكوّن من 14 دعامة ويقع تحديداً في كيبيك، وتمَ الانتهاء من تشييده في عام 1970، وهوَ منَ النوع ذو الدعامة الخرسانية التي تتميز بأنها متعددة الأقواس، وبالانتقال إلى سبب تسميته دانيال جونسون نسبةً إلى رئيس الوزراء الأب الذي كانَ أول المؤيدين لتشييد هذا المشروع والعمل عليه من أجل توليد الطاقة الكهرومائية، ويتميز بخرسانته التي تحمل جودةً عالية من أجل تحمّل الذوبان وتكيفها معَ المناخ.
سد جوري في دولة فنزويلا:
يقع هذا السد تحديداً على نهر كاروني في شرق دولة فنزويلا، وتمَ تشييده في المرحلة الأولى من عام 1969 وإنهائه في المرحلة الثانية من عام 1976، ويتم استخدامه بشكلٍ مهم من أجل تخزين وتصريف المياه الخاصة بالفيضانات، وبالانتقال إلى سعته التخزينية فتصل إلى حوالي 135 مليار متر مكعب.
سد أسوان العالي في دولة مصر:
ويُطلق عليه باسم السد العالي، وهوَ عبارة عن سدٍ مائي يقع تحديداً في نهر النيل، تمَ إنشائه ومشاركة السوفييت في تشييده، ومهمته الرئيسية هيَ التخفيف منَ الفيضانات التي تحدث في تلكَ المنطقة، بالإضافة لتنظيم تدّفق المياه والعمل على توليد الكهرباء، ويصل حجمه إلى حوالي 43 مليون م3، ويقع في أسوان المصرية كما أنَ افتتاحه كانَ في عام 1970 بعدَ حوالي عشرة سنوات من بدء إنشائه.
سد بينيت في دولة كندا:
منَ السدود الضخمة التي تقع على نهر السلام تحديداً شمال كولومبيا وتمَ افتتاحه في عام 1968 بعدَ حوالي 8 سنوات من بنائه وتشييده، وتكلفة إنشائه تصل إلى 750 مليون دولار، ويعود السبب في تسميته ببينيت نسبةً إلى رئيس الوزراء، ويصل ارتفاعه إلى حوالي 186 متر، وسعته 74 مليار متر مكعب.
هل توجد أيّة سلبيات لبناء السدود؟
قد يتساءل البعض بأنَ لهذه السدود أهمية بالغة في عالمنا، ولكن هل يُمكن أن تحتوي على سلبيات أو مخاطر؟ والجواب هوَ نعم لها عدّة سلبيات تتمثل في:
- إنَ بناء السد يحتاج إلى خبراء يتميزون بالعمل الجادّ والدقيق في تصميمه، لأنَ أي خطأ بهِ أو تهوّر في إنشائه يُؤدي إلى خطر حدوث كارثة غير متوقعة، كما أنَ تكلفة بنائه عالية جداً وتحتاج لميزانية كبيرة.
- قلّة وجود الأراضي الزراعية حولَ تلكَ السدود، ويعود السبب في ذلك إلى تآكل التربة المحيطة بها نتيجة المياه ورواسبها التي تُسبب في بعض الأحيان انهيارات في الأرض.
- تُؤثر على الأسماك بحيث تمنع هجرتها وتُؤدي إلى نفوقها لاستنزافها للأكسجين.
- هل تعلم أنَ بناء السدود يُؤثر على السكان؟ كونهُ يُسبب لهم النزوح ويسلب منهم ممتلكاتهم ويزيد من معاناتهم ويتعدّى على حقوقهم وتهجيرهم وخاصةً في دول كولومبيا والصين.
- قد تتعرّض هذه السدود للانهيار إذا لم يتم العناية بها وصيانتها كل فترة والمحافظة عليها، لأنها قصيرة المدى في خدمتها.
بالرغم من تواجد عدّة سدود لها أهمية بالغة في عالمنا من حيث تخزينها وحجمها وأنواعها مثل {سد التخزين، سد الجاذبية، سد الإنضاب، سد الحاجز، سد التحويل} إلّا أنَ بنائها يستلزم مهندسون مدنيون وجيولوجيون وجيوتقنيون وعلماء هيدرولوجيا هندسية ومساحون هندسيون من أجل عمل سد دقيق ومتقن دونَ حدوث أي مخاطر بهِ.
{{نأمل أن يعجبكم المقال أيها الرائعون}}.