معلومات شاملة عن مدينة الهفوف

معلومات شاملة عن مدينة الهفوف
شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

ما هي مدينة الهفوف

مدينة الهفوف هي واحدة من المدن السعودية المشهورة والتي تتميز بموقعها الاستراتيجي المميز، فهي تقع في جنوب غرب محافظة الأحساء، أي في شرق المملكة العربية السعودية، ويحدها من الشمال نخيل أم خريسان، ومن الجنوب مزارع الحبوب، أما من الغرب فيحدها نخيل الواحات، في حين يحدها حقول النخيل من الشرق.

تبلغ مساحة مدينة الهفوف حوالي 379.000 كيلو متر مربع، ويبلغ ارتفاعها عن سطح البحر حوالي 505 أقدام، في حين يبلغ عدد سكانها نحو 293.179 نسمة في عام 2022، وهي من أكبر واحات الجزيرة العربية، وهذا ما يفسر كثرة العيون فيها، وكونها من أكثر المدن السعودية إنتاجًا للتمور وتصديرًا لها.

تاريخ مدينة الهفوف

مدينة الهفوف موجودة في الأحساء قبل القرن التاسع الهجري، وتاريخ وجود الجامع الجبري في مطلع القرن التاسع الهجري أكبر دليل على صحة تاريخ وجود المدينة فلولا وجودها وكثرة عدد سكانها لما بني الجامع في هذا المكان.

يعتبر حي الرفعة من أقدم أحياء مدينة الهفوف، فقد تم إنشاؤه على أنقاض حي قديم، وقد عثر فيه على أضرحة قديمة جدًا تدل على أثرية المكان ووجودها قبل الإسلام، ويقسم الحي إلى ثلاثة أقسام، وهي الرفعة الشمالية والوسطى والجنوبية، ويقع بمحاذاة حي الكوت.

تكمن أهمية حي الكوت من عراقته، وعلى اعتباره موطنًا للكثير من العلماء، ويضم الحي قصر إبراهيم الأثري الذي بني سنة 840 هـ، واستطاع الملك عبد العزيز آل سعود السيطرة عليه بعد استرجاع الأحساء من العثمانيين، وكان على مدى أربع عقود من القلاع الأكثر تحصينًا، فقد اتخذها العثمانيون مقرًا لهم، فبنوا فيها المساجد والقصور والدوائر الحكومية وغيرها.

تم إنشاء أحياء حديثة في مدينة الهفوف بعد أن تم هدم أسوارها، وكان ذلك في الفترة الواقعة ما بين 1354- 1376 م، وهي الفترة التي تم اكتشاف النفط في المدينة فيها، كما بني فيها العديد من الطرق الحديثة مثل الشارع الملكي، والتي تحتوي على الكثير من المحال التجارية الحديثة، وشهدت المدينة في عام 1973 م نهضة عمرانية كبيرة وانتعاش اقتصادي كبير.

بماذا تشتهر مدينة الهفوف

تشتهر مدينة الهفوف بطبيعتها الساحرة وخيراتها الوفيرة، فضلًا عن أنها تضم العديد من المعالم الأثرية التي تشكل عامل جذب للسياح من جميع بلاد العالم، وتعتبر مدينة الهفوف من المدن السعودية التي تجمع بين الحداثة والتراث القديم من حيث شكل الأبنية والأحياء ففيها الأحياء القديمة، كحي الكوت والرفعة والسلمانية القديمة وغيرها، والأحياء الحديثة كحي الشهابية والروضة والخالدية والحفيرة والفيصلية وغيرها الكثير.

كما تتميز مدينة الهفوف بالحرف التقليدية التراثية كالنجارة والحدادة وصياغة الذهب والعطارة وحياكة العباءات، والمشالح وصناعة الأقفاص، فضلًا عن اشتهارها بالعديد من المأكولات الشعبية كالهريسة التي تتكون من القمح واللحم البقري.

أسباب تسمية مدينة الهفوف

من المرجح أن مدينة الهفوف استمدت اسمها من البدو التي كانوا يسكنوها بسبب الهواء البارد التي كان يأتي منها، فقد شبهوها بالمروحة التي تهف بالهواء عند تحريكها، والرواية الأخرى تقول إن تسميتها كانت بسبب كثرة الناس التي تهافتت عليها من المدينة لجمال المنطقة.

وصف مدينة الهفوف

تتميز مدينة الهفوف بالأحياء القديمة التي يعود تاريخ بعضها إلى ما قبل الإسلام، والتي تضم المنازل المبنية على الطراز القديم، والأزقة الضيقة والمتعرجة، ومن هذه الأحياء حي الرفعة الذي يعتبر أقدمها، ويقع بمحاذاة حي الكوت في الجهة الشرقية من الهفوف، أما حي الكوت فهو من الأحياء العريقة التي يوجد فيها قصر ابراهيم الأثري، وقد اتخذ الولاة العثمانيون من هذا الحي مكانًا للإقامة، وحصنوا قلعة الكوت ببناء أسوارها، وبنوا فيها الجوامع والدور الحكومية، وغيرها من المرافق، كما يوجد فيها حي الرقيقة الذي كان مقرًا لإقامة البدو في فصل الصيف.

توجد مدينة الهفوف في طرف الواحة، لذلك هي بعيدة عن مناطق الرمال المتحركة، وأماكن الأوبئة، كما تقع عند التقاء الطرق البرية التي تؤدي إلى المملكة العربية السعودية، كما يتوسط مدينة الهفوف جبل قارة الذي يتميز بصخوره النادرة، والمتشكلة بفعل نحت الرياح لها على مر السنين.

إن بعد مدينة الهفوف عن البحر يجعل مناخها قليل الرطوبة، ويغلب عليه الاعتدال، ولكنه حار في فصل الصيف، وتصل درجات الحرارة إلى أكثر من 40 درجة مئوية، في حين تنخفض في الشتاء لتصل إلى حوالي عشر درجات مئوية، وأمطارها الصيفية تجعل تربتها خصبة، وجيدة للزراعة.

معالم مدينة الهفوف

تتميز مدينة الهفوف بوجود العديد من المعالم الدينية والأثرية التي تعتبر من أهم المناطق السياحية في المملكة العربية السعودية، ومن أبرز هذه المعالم:

  • معالم مدينة الهفوف الدينية: تضم مدينة الهفوف عددًا من المساجد المشهورة، والتي من أهمها جامع خادم الحرمين الشريفين، وجامع العتيبي، وجامع الإمام فيصل بن تركي، وجامع بورشيد، وغيرها.
  • معالم مدينة الهفوف الثقافية: والتي من أبرزها المدرسة الأميرية الموجودة في وسط المدينة، ويوجد فيها العديد من الجامعات، والمعاهد الأكاديمية كجامعة الملك فيصل، ومعهد أمهات المؤمنين لتعليم القرآن الكريم.
  • المعالم التاريخية والأثرية: يوجد في مدينة الهفوف العديد من المعالم التاريخية كقصر إبراهيم، وقصر خزام، ويوجد في المدينة أيضًا العديد من عيون الماء التي تتميز بمياهها العذبة كعين برابر، وعين البحيرية، وغيرها.
  • الأسواق والمراكز الرياضية: تشتهر مدينة الهفوف بأسواقها التجارية ومن أهمها سوق بندة، وسوق ساكو، وأسواق القرية الشعبية، ومن مراكزها الرياضية نادي الجيل الرياضي، ومجمع الأمير فيصل بن فهد الرياضي.

وهكذا نجد أن مدينة الهفوف بإطلالتها الساحرة، ومعالمها الأثرية والتاريخية، ومعالمها الحديثة تجعلها من أكثر المناطق جذبًا لعشاق الجمع بين التاريخ والحداثة، فهي من أكثر المدن السعودية التي تمتلك إرثًا تاريخيًا عظيمًا تم ترميمه وتحديثه.

‫0 تعليق