مدرب تنمية بشرية
تحتاج المجتمعات إلى التنمية البشرية من أجل التطوّر والتنظيم، فهيَ ركيزة أساسية تسعى كل دولة متطوّرة إلى الاعتماد عليها، كونها تنهض بالمجتمع للأفق وتُساعد أفراده في زيادة خبرتهم العملية وقدرتهم التعليمية، فيستطيع الفرد من خلالها الوصول إلى طريق النجاح بمجهودٍ شخصي بعيداً عن الملل والروتين اليومي الذي يُرهق العاملين.
ومنَ الجدير بالذكر، أن التنمية البشرية تهدف إلى تحسين معيشة الإنسان وتوفير الوسائل التي يحتاجها من أجل نجاحه، لأنَ نجاح أفراد المجتمع هيَ نجاح المجتمع أيضاً، ولها تأثير في الحدّ منَ البطالة التي يُعاني منها أغلب شباب العصر، وتحسين أدائهم وتطوير مهاراتهم في الحياة العملية وتنمية أخلاقهم وتعاملهم معَ الناس من حولهم بإيجابية، وابتعادهم عن المماطلة والتسويف وحثّهم على صقل مواهبهم.
ونوّد الإشارة، أنه منَ المهم دراسة التنمية البشرية سواءً كتخصصٍ جامعي أو على شكل كورساتٍ تدريبية من أجل التطوّر في الصعيد الاجتماعي والمهني، فيتم التركيز على التخطيط التنموي ونظريات التنمية البشرية والحلول والمشاكل ولغة الجسد واللغة العصبية والمشاريع التنموية فيها، ولذلك كيف تصبح مدرب تنمية بشرية بعدَ إتقانك لهذا التخصص؟
كيف تصبح مدرب تنمية بشرية
- دراسة التخصص معَ اكتساب مهارات شخصية: في البداية ذكرنا أنه ليسَ بالضرورة دراسة التخصص لعدّة سنوات، فبإمكانك التسجيل في كورساتٍ متاحة داخل منطقتك واكتساب الأفكار والخبرات منَ المدربين.
وإذا أردتَ أن تبدأ طريقك في العمل كمدرب تنمية بشرية، فيجب التحلّي بالصفات الشخصية التي تُميزّك عن الآخرين مثل {سرعة البديهة، القدرة على البحث، القدرة على تكوين علاقات اجتماعية، قدرتك في حل المشاكل التي تُواجهها، القدرة على التحليل، اللغة الواضحة والسليمة، تحمل الضغوطات، الاستماع للآخرين وتقبلهم، القدرة على خلق أفكار خارج الصندوق}.
- قدوة لمن هم حولك: عليكَ الابتعاد عن الغرور قدر الإمكان، لأنَ المتدربين يشعرون بقلّة الثقة بأنفسهم عندما يُلاحظون أنَ إنجازاتك لا يُمكن للعقل البشري استيعابها، لذلك مهما كانت إنجازاتك باهرة، حاول تقديمها لهم بأسلوبٍ جاذب، تُشجعهم في التركيز على أهدافهم المستقبلية ومحاولة النظر إليك كقدوة إيجابية لهم.
فأخلاقك الحسنة وتعاملك المحترم ولغة جسدك البارزة معَ نجاحاتك المميزة، يُمكن تقديمها لهم على طبقٍ من فضة بأسلوبٍ خالٍ منَ الغرور.
- التحلي بالصبر: إذا أردتَ النجاح كمدرب تنمية بشرية عليكَ التحلي بالصبر، لأنَ الانفعال والعصبية الزائدة لن تُوّلد لكَ إلّا طاقةٍ سلبية ونفور الآخرين منك، وبذلك لن تُحقق أي فائدة على الصعيدين المهني والاجتماعي، لذلك عليكَ التعامل معَ كافة العقول والشخصيات بطريقةٍ لبقة مهما كانت آرائهم مختلفة عنك.
فتقبل رأي الآخر وتجنب فرض رأيك على الآخرين والاستماع لهم قدر الإمكان، يُمكّنك منَ النجاح كمدرب في هذا التخصص.
- المشاركة في الأعمال التطوعية: منَ المهم إدراك أهمية الأعمال التطوعية في حياة الإنسان بشكلٍ عام، ولكنها مهمة بشكلٍ أكبر لكَ إذا كانت أحد أهدافك أن تُصبح مدرب تنمية بشرية، فالأعمال التطوعية ستجذب الخير والسمعة الطيبة لكَ وتجذب الإيجابية والنجاح أيضاً، لذلك حاول مساعدة الآخرين قدر الإمكان.
- تنظيم أولوياتك: المدرب الناجح للتنمية البشرية لا يُحبّ العشوائية في حياته، فيجب عليكَ تنظيم أفكارك وأهدافك وخططك المستقبلية في جدولٍ خاص بك من أجل التأكدّ من تنفيذها، ومن ثمَ تعلم أشياء جديدة مثل العمل على الأجهزة الإلكترونية ومواكبة آخر التطوّرات، بالإضافة لطموحك الواسع الذي تسعى للوصول إليه، ووضع خطة ثابتة للعمل عليها.
- إعداد المادة قبلَ تقديمها: مهما كانت خبرتك واسعة والمتدربين ينجذبون إليك بسبب أسلوبك المميز، لا يُمكنكَ تجاهل إعادة قراءة وتنظيم المادة التي تُريد تقديمها لهم، فالإعداد سيزيد من ثقتك بنفسك أمامَ المتدربين، ويُساعدك في الإجابة عن أي استفسارٍ صعب يُراودهم.
وإذا كانت مادتك التدريبية معقدة قليلاً، يُمكنكَ الاستعانة بالأشكال والفيديوهات التي تُوّضح معنى المعلومة، فلا تتجاهلها بسبب تعقيدها، لأنَ فهم المتدربين لطريقة شرحك أثناءَ الكورس أمر مهم للغاية.
- التدرج والإعادة: في الحقيقة أغلب معلومات التنمية البشرية جديدة على المتدربين، ويحتاجون منك توضيحها وإعادتها كل مرة لترسيخها في أذهانهم، فيُمكنكَ اتباع أسلوب الإعادة بشكلٍ بسيط من أجل التركيز على النقاط المهمة أو تدوينها.
وبصفتك كمدرب تنمية بشرية ناجح، يُمكنكَ إحضار المادة وتلخيصها بشكلٍ مفهوم وتجاهل الحشو بها وتكرار المعلومات المهمة لهم، ويجب التدرج في إعطاء المعلومات، فالمتدربين الجدد يُفضّلون المعلومات السهلة وليست المعقدة، لأنهم حتماً سيشعرون بالملل والنفور من طريقتك.
- القراءة بشكلٍ منتظم: صحيح أنَ مدرب التنمية البشرية لديهِ ما يكفي منَ الخبرة والمعرفة الواسعة، ولكن لا يقتصر الأمر في توقفه عن المطالعة وتصفح الكتب، فمنَ الأفضل لكَ قراءة كتب التنمية والتركيز عليها، ويُفضّل التفرّع إلى جوانبٍ أخرى منَ العلوم والأدب حتى تزداد ثقافتك وفصاحة لسانك.
هل تعلم أنَ نسبة كبيرة منَ البشر ينجذبون لمدربي التنمية البشرية؟ وخاصةً في عصرنا الحالي، فالكورسات التدريبية انتشرت كالنار في الهشيم، ولكن لا يُمكن الوثوق بكل إنسان يدّعي المعرفة والتدريب، يُفضّل التحرّي عنه وعن معلوماته التي يُقدّمها وعن تجاربه السابقة.
فالأشخاص ينجذبون لدراسة التنمية البشرية كونها تُساعدهم في إعادة تهيئة حياتهم من جديد والعيش بشكلٍ أفضل والتطوّر والتحرّر منَ القيود المفروضة عليهم، بالإضافة لزيادة ثقتهم بأنفسهم وتقدير أهمية الوقت وتطوير علاقاتهم الاجتماعية وكسر حاجز الخجل واكتساب خبرة تُمكّنهم منَ الوقوف على أقدامهم بأنفسهم فقط.
كما أنَ التنمية البشرية تكشف هدف الإنسان بالحياة، وما هوَ الشغف الذي يطمح لهُ، فتُظهر ما يُخبئه الفرد داخله للعلن، وتهتم بتطوير هذا الجانب من خلال تعزيز المهارات وبناء القدرات وحلّ المشاكل التي تُواجههم للوصول إلى الهدف المنشود.
{{نأمل أن يعجبكم المقال أيها الرائعون}}.