إن مصطلح التهاب الدم أو بكتيريا الدم Sepsis يشير إلى استجابة مناعية شديدة قد تكون مهددة للحياة تحصل في الجسم بعد الإصابة بعدوى ما شديدة ضمن بعض أعضاء الجسم الحيوية.
سرعان ما يتطور هذا الالتهاب إلى تسمم عام في الدم أو إنتان شامل عند عدم التدخل الطبي السريع.
يقوم جهاز المناعة بإفراز مواد كيميائية تقوم بمهاجمة العدوى في أعضاء الجسم المصابة، بالتالي تتحفز الاستجابة المناعية وتحدث الكثير من التغيرات في الجسم وقد تفشل العمليات الحيوية كعرض أساسي لالتهاب الدم.
إن التهاب الدم يختلف اختلاف كلي عن سرطان الدم حيث يكون لكل منهما طرق علاجية مختلفة وأعراض متباينة بين النوعين.
لا تعد هذه الحالة حالة معدية إلا أن العدوى التي تسبب التهاب الدم قد تنتقل من شخص لآخر مثل الإصابات الناتجة عن التهاب المجاري التنفسية وأيضًا مثل التهاب السحايا.
هو من الأمراض الخطيرة في حال ترك ليتطور لتسمم دم أو إنتان دم عام حيث يزيد من احتمالية التعرض للصدمات الإنتانية.
سنتحدث في هذا المقال عن هذه الحالة الطبية وعن أسبابها وطرق علاجها.
أعراض بكتيريا الدم
في الحقيقة لا تسبب بكتيريا الدم أي أعراض ظاهرة وواضحة وخصوصًا في حال كان سببها القيام بأنشطة يومية معتادة.
بالنسبة لبكتيريا الدم التي كان السبب فيها وجود حالات مرضية معينة غالبًا ما تترافق مع ظهور حمى.
فيما يلي نوضح بعض الأعراض التي قد تترافق مع حالة بكتيريا الدم:
- هبوط حاد في ضغط الدم.
- اضطرابات في الجهاز الهضمي مثل الغثيان والإقياء والإسهال وآلام بطنية حادة.
- قشعريرة في الجسم وارتعاش عام في الجسم.
- تسارع في نبضات القلب.
- تسارع في عملية التنفس.
- حدوث صدمة تأقية أو حالة تعفن في الدم.
كيف يتم تشخيص التهاب الدم؟
إن عملية تشخيص التهاب الدم تتم عن طريق الكشف الفوري على بعض الاعتلالات التي تكون ناتجة عن نقص في فاعلية بعض أعضاء الجسم المتضررة.
إلى جانب كل الأعراض التي قد تظهر على المريض والتي تشير إلى وجود هذه الحالة سيقوم الطبيب بإجراء بعض الفحوصات بهدف الكشف عن الالتهاب الموجود.
من أهم هذه الفحوصات:
- فحوصات دموية بهدف الكشف عن وجود عدوى بكتيرية ما أو عن اضطرابات في تجلط الدم.
تفيد هذه الفحوصات أيضًا في تقييم وظائف الكلية والكبد مع تحديد نسبة الأكسجين الموجودة.
- تحليل بول لنفي وجود التهاب مجاري بولية.
- تحليل مخاط لتحديد وجود التهاب ما في الرئتين.
- تصاوير تشخيصية مثل التصوير الشعاعي والمقطعي المحوسب وأيضًا التصوير بالرنين المغناطيسي.
إن كل ما تم ذكره يفيد في تحديد مواقع العدوى أو الالتهابات ضمن الجسم.
أسباب بكتيريا الدم
هناك العديد من الأمور التي قد تسبب ظهور حالة بكتيريا الدم حيث أن الإصابة تبدأ بسبب ما يلي:
- وجود نوع معين من الالتهابات:
هناك أنواع معينة من الالتهابات التي تسبب دخول البكتيريا بشكل تدريجي إلى الدم مثل الالتهابات الرئوية وأيضًا وجود قيح وصديد في الجلد.
بالنسبة للبكتيريا التي تسبب أمراض للأطفال فهي من أهم مسببات حالة بكتيريا الدم.
- حقن المخدرات:
إن حقن المخدرات في الغالب تكون غير معقمة وعند حقن الجسم بواسطتها ستدخل أنواع عديدة من البكتيريا الموجودة على طرف الإبرة النهائية لمسار الدم.
- ممارسة بعض الأنشطة اليومية العادية:
هناك بعض الممارسات التي قد ينتج عنها الإصابة ببكتيريا الدم مثل:
- تنظيف الاسنان بشكل راض بفرشاة الأسنان مما قد يسبب دخول البكتيريا من اللثة لمجرى الدم.
- عمليات الهضم العادية ينتج عنها تسلل البكتيريا لمجرى الدم من الأمعاء.
إن كل أنواع البكتيريا التي تدخل لمجرى الدم بسبب ما يشابه الأنشطة السابقة غالبًا لن تسبب أي مضاعفات أو التهابات خطيرة بل يتم التخلص منها بشكل سريع من قبل جهاز المناعة.
- الخضوع لجراحة عامة في الجسم أو ضمن الفم:
بعض العمليات الجراحية الفموية وأيضًا تنظيف الأسنان والتقليح التحت لثوي حيث يسبب دخول البكتيريا المتراكمة حول اللثة والأسنان للدم.
إدخال بعض الأنابيب للقناة الهضمية أو لفتحة البول خلال إجراء العمليات أو بعدها.
أخيرًا نذكر كل العمليات الجراحية التي يتم إجراءها للتخلص من الصديد والقيح.
مخاطر ومضاعفات بكتيريا الدم
في حالات كثيرة يقوم جهاز المناعة بتخليص الجسم من بكتيريا الدم الموجودة ولكن في حال كان المريض يعاني من ضعف ما في الجهاز المناعي.
عند بقاء هذه البكتيريا لفترة طويلة جدًا أطول من المعتاد في الدم فلن يستطيع جهاز المناعة أن يتخلص منها بشكل صحيح وبهذه الحالة هي قد تسبب:
- تعفن وتسمم في الدم وهي من الحالات الخطيرة التي قد تكون مميتة.
- التهابات متعددة في الجسم نتيجة تراكم البكتيريا مثل الإصابة بالتهاب السحايا أو التهاب العظم والنقي.
أيضًا قد يصاب المريض بالتهاب شغاف القلب أو التهاب حاد بالمفاصل.
تتكون المستعمرات البكتيرية في مناطق محددة من الجسم حيث تبدأ البكتيريا في التكاثر بها بصورة سريعة لتصبح نقطة انطلاق للجراثيم لبقية أنحاء الجسم.
علاج التهاب الدم
يمكن أن نعتبر التهاب الدم من أهم الحالات الطبية التي تستلزم تدخل فوري طبي سريع لكي نمنع حدوث صدمة إنتانية قد تعرض حياة المريض لخطر كبير.
الخيارات العلاجية الدوائية تشمل كل مما يلي:
- استخدام المضادات الحيوية الوريدية: إن المضاد الحيوي المناسب يعتمد بشكل أساسي على نوع العدوى التي تحصل والتي أدت لالتهاب الدم.
- أخذ الأدوية المقبضة للأوعية الدموية: لأنها تزيد من ضغط الدم في حال حدوث هبوط ضغط حاد فيه.
- تناول الأنسولين: لأنه ينظم مستويات سكر الدم وأيضًا نسب الكهارل في ال الدم.
- تناول المسكنات الألمية.
- أخذ الستيروئيدات القشرية وفق وصفة الطبيب.
هناك أيضًا علاج لالتهاب الدم غير دوائي حيث أنه بالإضافة لكل الأدوية التي تستخدم هناك بعض الإجراءات والتدخلات الطبية الإضافية مثل:
- وضع السوائل الوريدية الملحية بهدف المساعدة في تنظيم ضغط الدم والسيطرة على عمل الكليتين.
- وضع أجهزة التنفس الاصطناعي عند نقص الأكسجين في الدم.
- إجراء غسيل للكلى عند وجود فشل كلوي.