يعدُّ معدل السكر التراكمي الطبيعي اختبارًا يوصف بشكل شائع لتقييم مستوى السكر في الدم خلال الفترة الزمنية الطويلة. ويتم حسابه عن طريق قياس كمية السكر المرتبطة بالهيموجلوبين في الدم، وتعبر نسبته عن متوسط مستوى السكر في الدم على مدار الشهور الثلاثة السابقة، وتتراوح قيمة معدل السكر التراكمي الطبيعية بين 4.5 و 5.6٪. ويستخدم هذا الاختبار بشكل رئيسي في تشخيص مرض السكري ومتابعة علاجه، ويمكن استخدامه أيضًا لتقييم خطر الإصابة بمضاعفات السكري. لنتعرف على معدل السكر التراكمي الطبيعي من خلال فهم الأسباب والقيم الطبيعية وأهمية الاختبار.
ما هو معدل السكر التراكمي الطبيعي
تعد السكريات مفيدة جدًا للجسم حيث أنها المصدر الأساسي والمهم للطاقة لكي نستطيع القيام بمختلف العمليات الحيوية. فبعد دخول السكريات للجسم فإنه يقوم بهضمها بشكل فوري وتحويلها إلى أبسط شكل من السكريات وهو الجلوكوز الذي يكون بمثابة الوقود للجسم. يجب أن يبقى الجلوكوز ضمن حدوده الطبيعية وهي 80 إلى 120 ملجم لكل 100 مللي من الدم. عندما تكون هذه الحدود مستقرة داخل الجسم يستطيع الإنسان القيام بكافة العمليات الحيوية الضرورية للجسم، وأيضًا إتمام أنشطته اليومية الاعتيادية بكل نشاط.
البنكرياس هو العضو الرئيسي المسؤول عن إتمام هذه المهمة بنجاح عن طريق إفراز الأنسولين الذي يحفز الجسم على حرق الجلوكوز الموجود لتحويله إلى طاقة. أما كمية الجلوكوز المتبقية تخزن في الكبد على شكل دهون وهي التي تسبب السمنة بمرور الوقت. عندما يعجز البنكرياس عن إفراز الكمية الكافية من الأنسولين لحرق الجلوكوز الموجود ترتفع نسبة سكر الدم وتبدأ المشاكل الصحية المترافقة مع هذه الحالة. سنتحدث اليوم عن معدل السكر التراكمي الطبيعي في الجسم وأضرار ارتفاعه.
“اقرأ أيضًا: مرض السكري“
ما هو تحليل معدل السكر التراكمي
- عند ازدياد نسبة السكر في الدم ينتج عن هذه الحالة زيادة ارتباطه بالهيموجلوبين في الدم.
- ينتج عن هذه الحالة ارتفاع نسبة الهيموجلوبين الغليكوزيداتي أو ما يطلق عليه اسم السكر التراكمي.
- نستطيع من خلال هذا التحليل معرفة فيما إذا كان هناك فرص كبيرة للإصابة بالسكري ومعدل السكر التراكمي.
- وبهذا نستنتج أن هذا المعدل مرتبط ارتباط كبير بمرض السكري ويعبر عن مستوى السكر في الدم ولفترة معينة.
- وبما أن عمر الكريات الحمراء هو فقط ثلاث أشهر بالتالي هذا التحليل هو فقط يعبر عن مستوى سكر الدم في الثلاث الشهور السابقة لموعد التحليل.
- يتم القيام بهذا التحليل من خلال سحب عينة دم وفحصها في المخابر المختصة.
- يعد إجراء التحليل كل ست أشهر كافي جدًا في حال كان مستوى السكر في الدم طبيعي.
- في حال ارتفاع معدلاته يفضل إجراء التحليل كل شهرين أو ثلاث أشهر.
“شاهد أيضًا: أسباب هبوط السكر وأعراضه“
أعراض ارتفاع سكر الدم
إن ارتفاع معدل سكر الدم يعطي أعراض نوعية يمكن ملاحظتها من قبل المريض:
- كثرة التبول: وهي العرض الرئيسي حيث أن زيادة معدل الجلوكوز في الدم يؤثر على نشاط الكلى وتتسبب بتخرب الأوعية الدموية في الكلية وبالتالي تصبح عملية الترشيح أقل كفاءة.
- قلة وضوح الرؤية: حيث أن الجلوكوز الزائد يمتلك تأثيرات واضحة ومباشرة على شبكية العين وبالتالي يصاب المريض باعتلال الشبكية السكري.
- بطئ في الشفاء: بسبب تلف أعصاب وأوعية الجسم بالتالي تضعف الدورة الدموية وقد تأخذ الجروح الصغيرة عدة أسابيع أو أشهر حتى تتماثل للشفاء.
- الجوع المستمر: يشعر المصابون بالسكري بالجوع بشكل مستمر وحتى لو تناولوا طعامهم منذ وقت قصير.
- العطش: وهو ناتج عن كثرة التبول في محاولة إزالة الفائض من سكر الدم.
- التعب والإعياء: يؤثر السكر الزائد على مستوى نشاط الجسم فيجعله بالحد الأدنى وهو ليس عرض نوعي حيث تنخفض مستويات الطاقة في الجسم أيضًا في انخفاض سكر الدم.
قد يهمك: خطوات فعّالة للتخلص من إدمان السكر
متى يطلب إجراء تحليل معدل السكر التراكمي
يطلب إجراء هذا التحليل عند إحساس المريض بالأعراض التالية:
- الدوار بشكل مستمر.
- تعب وإرهاق ملحوظين.
- رؤية ضبابية.
- المعاناة من السمنة وزيادة الوزن.
- قلة النشاط الجسدي.
- تاريخ عائلي للإصابة بمرض السكري.
- استعداد للإصابة بأحد الأمراض القلبية.
“شاهد أيضًا: أسباب غشاوة العين“
نتائج تحليل معدل السكر التراكمي
يتم التعبير عن نتائج هذا التحليل بأرقام بالنسبة المئوية وهي:
- أقل من 5.7 %: نتيجة طبيعية و معدل السكر التراكمي في الجسم ضمن الحدود المرغوبة.
- بين 5.7% إلى 6.4%: بداية مرحلة الخطر وتعني أن الجسم يعاني من مرحلة ما قبل السكري ويجب اتخاذ الإجراءات المناسبة.
- أكثر من 6.5%: الجسم مصاب بداء السكري.
“تابع أيضًا: سكري الحمل وطريقة التعامل معه“
كيف يمكن أن نقوم بضبط مستوى السكر في الدم
- التوقف عن التدخين: حيث أنه المسبب الرئيسي للعديد من المشاكل الصحية و يؤدي إلى مضاعفات خطيرة مع الوقت ويزيد من سوء حالة المصاب بمرض السكري.
- زيادة النشاط البدني: إن الحركة المستمرة تساعد في حرق المزيد من الجلوكوز في الدم وتعد رياضة المشي مفضلة في هذا المجال.
- التعويض عن السكر العادي ببدائل السكر الطبيعية التي لا تسبب زيادة الوزن وتعطي نفس تأثير ومذاق السكر الحلو.
- يجب تناول وجبات غذائية مليئة بالكروم و الزنك و العناصر الغذائية الأخرى التي تمتلك تأثير جيد على مستويات السكر في الدم.
- من المهم أن نحرص على تقليل الضغط النفسي والقلق وتجنب التفكير الزائد حيث أن الحالة النفسية تمتلك تأثير كبير على استقرار معدلات سكر الدم.
- احرص على تناول كميات كبيرة من الفواكه والخضراوات وتقليل كمية البروتين المتناولة بشكل يومي.
- يجب زيادة كمية الألياف الموجودة في النظام الغذائي اليومي حيث أنها تلعب دور كبير في استقرار سكر الدم.
- يجب شرب كميات كبيرة من الماء لمساعدة الجسم على التخلص من السكر الزائد.
- حافظ على برودة الجسم وابتعد عن مصادر الحرارة العالية وأشعة الشمس المباشرة.
- أخذ قسط جيد من النوم بشكل يومي والحرص على منح الجسم كفايته من الراحة.
في النهاية نؤكد على ضرورة عدم إهمال الوضع الصحي في حال الشك بالإصابة بمرض السكري أو ظهور أعراض بدئية لهذا المرض واستشارة الطبيب بأسرع وقت.