آلام الكتف: الأسباب والعلاجات الطبية والطبيعية
يُعاني معظم الأفراد من آلامٍ حادّة في الكتفين أو إحداهما، ويُؤثر هذا الألم على حياتهم اليومية وأداء مهامهم، ففي الوقت الحالي تنتشر شبكات الإنترنت والأجهزة الإلكترونية التي تستدعي العمل وقضاء الحاجات والترفيه باستخدامها، ولهذا السبب يقضي الأشخاص حياتهم وراءَ الشاشات في العمل والتعرّض لإجهاد وتعب وآلام في مختلف أنحاء الجسد ومن أبرزها آلام الكتفين.
ومنّ الجدير بالذكر، أنّ الكتف عبارة عن جزء يربط العضد بالجذع لهُ 3 عظام {لوح الكتف، الترقوة وعظمة العضد} ويُعتبر منّ الأطراف العلوية في جسد الإنسان، ولأنّ الكتفين جزء مهم جداً ولا يستطيع الفرد الشعور بالراحة أو قضاء أعماله إذا كانت إحدى كتفيه مُصابة بالالتهاب أو التمزق أو الخلع، يُحاول المُصابون التعرّف على أهم الأسباب الشائعة التي تُؤدي للشعور بهذا الألم من أجل تفاديها وعلاجها في وقتٍ مبكّر، ولذلك ما هيَ أبرز أسباب آلام الكتف؟ وما هيَ أعراضها؟ وطرق علاجها الطبيّة والطبيعية؟
ما هي أسباب آلام الكتف عند الإنسان؟
في الحقيقة لا يوجد سبب أساسي لألم الكتفين، بل تتعدّد الإصابات باختلاف الحالة التي يُعاني منها الفرد، مثل:
الإصابة بالكتف المتجمدة:
يُطلق عليها {التهاب المحفظة اللاصق} إنها من أكثر العوامل التي تُسبب آلام شديدة في الكتفين، فيشعر الفرد بأنّ مفصل الكتف لديه متيبس بالكامل ولا يتمكّن من تحريكه بطريقةٍ طبيعية، وهذه الإصابة تنتشر بينَ فئة ال 40 عاماً إلى أوائل عمر الستين وخاصةً عندَ النساء، فلا يُمكن مدّ الذراع بأريحية أو رفعها لأعلى.
ويزداد خطر الإصابة بتجمّد الكتف لمن يُعانون من داء السكري أو فرط نشاط الغدة الدرقية أو خمولها أو الأمراض القلبية.
الإصابة بالفصال العظمي:
أيضاً من أبرز أسباب الشعور بألم في الكتف، ويُطلق عليه بالتهاب المفاصل التنكسي، فالغضروف يتحوّل إلى ملمس أكثر صلابة ويتآكل ويُسبب آلام وصعوبة في التحرّك وعدم القدرة على استخدام اليد في أداء المهام أو تحريكها لأعلى أو للخلف.
الإصابة بمتلازمة انحشار الكتف:
إنها منّ المتلازمات الشائعة التي تحدث بسبب تمزّق الأوتار والكفة المدورة أو بحسب العمر فوقَ ال 60 أو بسبب التهاب الجراب الزلالي، فيشعر المُصاب بألم في أعلى كتفه ويصل إلى ذراعيه أيضاً فلا يستطيع التحكّم بيده أو العمل بها، بالإضافة لظهور توّرم يُعيق رفع الذراع لأعلى.
الإصابة بكسر عظمة الترقوة:
منّ المعروف أنّ هذه العظمة تتواجد بينَ عظمة الكتف وعظمة القص، وأثناءَ تعرّضها للكسر فإنها تُؤثر على عمل الذراعين وتُسبب آلاماً مبرحة، فهيَ جزء مهم تعمل على تثبيت الذراعين ودعمهم معاً.
ومنّ السهل كسر هذه العظمة في حال تعرّضت لأي ضربةٍ قاسية أو حادث، فيشعر المُصاب بتصلّب كتفه من خلالها وألم متزايد وتوّرم وضيق في التنفس، وقد تتضاعف الحالة إلى إصابة أحد الأعصاب أو الأوعية الدموية أو إلى تكوّن كتلة عظمية.
الإصابة بخلع الكتف:
قد يُصاب الكتف بالخلع نتيجة الاصطدام بشيءٍ صلب من خلال حوادث السير على الدراجات أو السيارات، وأحياناً الوقوع من أعلى الحصان يُؤدي لخلعه، وتنتشر هذه الحالة عندَ محبي الرياضات وممارسيها، فإنّ إجهادهم لمفصل الكتف وزيادة ضغطهم عليه يُؤدي إلى خلعه.
بالإضافة إلى حدوث تشنجاتٍ عضلية وألم مستمر وخدر وتنميل في الذراع معَ تشوّه في الكتف منّ الأعلى، وإذا تفاقمت الحالة قد تصل إلى إصابة الأعصاب التي تُحيط بالمفصل بشكلٍ دائم.
التهاب أوتار الكتف:
إنهُ منّ الأمراض الشائعة جداً وأحد أبرز الأسباب التي تُفسّر ألم الكتف الحادّ، فالإنسان يُصاب بهذا الالتهاب إذا كانَ خمول ولا يُمارس أي نشاطٍ بدني أو بسبب اتباعه عاداتٍ خاطئة في النوم وحمل الأشياء الثقيلة والحركات العنيفة بشكلٍ مفاجئ.
فيتسبب بتوّرم أعلى الكف معَ ألمٍ بهِ وتيبس المفصل بالكامل وصعوبة رفع الذراع لأعلى وسماع أصوات طقطقة كُلّما حرّكَ الفرد ذراعه، وعادةً يتم التخفيف من هذه المشكلة بالعلاجات الطبيعية ومضادّات الالتهابات أو الجراحة في حال وجود أي تمزق.
العادات الخاطئة:
يُمكننا القول أنّ أغلب آلام الكتف عندَ البشر متعلّقة بنمط حياتهم الخاطئ، لأنّ بعض الأفراد يجلسون في وضعٍ سيء للظهر والكتفين ويقتربون منَ الشاشات ويُحاولون رفع أوزان ثقيلة جداً عليهم نظراً لاعتقادهم أنهم لن يحدث لهم أي شيء.
وبالتالي تظهر هذه الآلام وتتفاقم إن لم يتم اتباع أسلوب حياة صحيّ وعادات سليمة من أجل الحفاظ على الكتفين، كما أنّ النوم على البطن أحد الأسباب الشائعة لهذا الألم أو الاستعانة بوسائدٍ عديدة من أجل النوم عليها.
ما هي طرق علاج آلام الكتف الطبيّة والطبيعية؟
إذا شعرتَ بألمٍ حادّ في إحدى كتفيك، لا تستهن بالأمر وحاول البحث عن طبيبٍ موثوق من أجل الاطلاع على حالتك وكشف السبب الكامن ورائها، ومن ثمَ البدء بالعلاج عن طريق عدّة خطوات طبيّة وطبيعية تتمثل في:
- كمادات الثلج: إذا كانَ الألم خفيف ولكنهُ يُعيق أداء مهامك اليومية، حاول وضع عدّة مكعباتٍ ثلجية في قطعة قماش والبدء بتدليك كتفيك بها عدّة مرات في اليوم، فمنّ المُمكن التخفيف منّ الإجهاد والألم بهذه الطريقة.
- الأدوية: في بعض الحالات يصف الطبيب عدّة أدوية مضادّة للالتهابات غير الستيرويدية من أجل تخفيف الألم.
- الجلسات الفيزيائية: يميل البعض للعلاج الطبيعي من أجل تحسين صحتّهم والتخفيف من آلامهم، وبالفعل فإنّ الجلسات الفيزيائية تُساعد على استعادة قوّة الكتفين، ولكن يجب ممارستها عندَ شخصٍ خبير بها.
- الحقن: إذا لم تنجح أيّاً منَ العلاجات السابقة، قد يلجأ الطبيب إلى حقن الستيرويدات التي تُساعد على تخفيف الألم وخاصةً إذا كانَ السبب الأساسي هوَ الإصابة بالتهاب الجراب.
لأنّ الكتفين والذراعين أجزاء مهمة جداً منّ الجسد، فيُنصح بالجلوس في وضعياتٍ سليمة والتخفيف من استخدام الهواتف والحواسيب وضرورة ممارسة أنواع منّ الرياضة تهدف إلى تقوية عضلة الكتف وحمايتها منّ الكسر، بالإضافة للابتعاد عن أي رياضةٍ عنيفة أو حركاتٍ تحتاج للجهد والإرهاق.
{{نأمل أن يعجبكم المقال أيها الرائعون}}.