في بعض الحالات المرضية قد يتم ملاحظة خروج بعض القيح والإفرازات من الاذن والتي قد تكون مائية أو شمعية أو قيحية القوام.
تعكس طبيعية هذه الإفرازات المشكلة التي سببت ظهورها وهذا سيكون موضوع مقالنا لليوم حيث سنتحدث عن أسباب خروج قيح من الأذن والأعراض التي تترافق مع هذه الحالة.
كيف يتم تشخيص خروج القيح من الأذن
هناك طرق عديدة يمكن من خلالها تشخيص خروج القيح من الأذن ومن أهمها:
- استخدام منظار الأذن: والذي يمكن من خلاله للطبيب من فحص الأذن ومعرفة السبب الرئيسي لخروج قيح من الأذن أو ما يعرف بصديد الأذن. إن هذا المنظار يكون عبارة عن مجهر ضوئي صغير يدخله الطبيب في قناة الأذن الخارجية.
هناك أيضًا منظار الأذن الهوائي الذي يعرف باسم Pneumatic Otoscope وهو يقوم بإخراج نفخات صغيرة من الهواء داخل الأذن لمعرفة مدى حركة واستجابة طبلة الأذن، ويفيد أيضًا بإظهار فيما إذا كان هناك تجمع للسوائل خلف الاذن.
- إجراء اختبار كفاءة الأذن الوسطى Tympanometry: وهو يفحص يساعد في التأكد من كفاءة عمل الأذن الوسطى عبر إدخال جهاز في الاذن ويجب أن تظهر استجابة واضحة لمستويات الضغط المختلفة.
- إجراء اختبارات سمع عديدة بواسطة الشوكة الرنانة لمعرفة درجات السمع المختلفة.
- في حال لم يتم معرفة السبب الأساسي لصديد الأذن بعد إجراء كل الاختبارات السابقة يمكن اللجوء لإجراء التصوير المقطعي المحوسب Computed Tomography CT Scan، أو حتى تصوير بالرنين المغناطيسي Magnetic Resonance Imaging MRI.
أسباب خروج قيح من الأذن
قد يكون سبب خروج القيح من القناة السمعية الخارجية أو من الأذن الوسطى وفي حالات نادرة جدًا قد تكون من داخل الجمجمة.
يمكن القول أن الأسباب الأكثر شيوعًا لخروج قيح من الأذن:
- عدوى حادة ومفاجئة في الأذن الوسطى وهو يسمى بالتهاب بالأذن الوسطى، وغالبًا ما تكون هذه الحالة مترافقة مع انثقاب في طبلة الاذن.
- التهاب الأذن الوسطى المزمن المترافق مع انثقاب في طبلة الاذن أو مع ورم كوليسترولي.
- التهاب الأذن الخارجية: تحدث أحيانًا مع التهابات الأذن الوسطى عند الأطفال، حيث تتمزق طبلة الأذن وتتحرر كل مواد الصديد، ولكن الانثقاب يشفى خلال مدة قصيرة مع ترك ثقب صغير جدًا.
من الممكن أن يكون الانثقاب ناتجًا عن عمل جراحي أو أذى في الأذن.
في حال لم يحدث انثقاب في طبلة الأذن فسوف يواجه المريض خطر كبير للإصابة بعدوى أذن وسطى بسبب تجمع صديد الأذن.
هناك مجموعة من الأسباب النادرة والخطيرة جدًا التي قد تكون السبب وراء خروج قيح من الأذن وهي:
- الإصابة بسرطان القناة السمعية.
- وجود كسور في قاعدة الجمجمة.
- وجود الورم الكوليسترولي: وهو عبارة عن نمو غير سرطاني حميد من المواد البيضاء التي تشبه الجلد ضمن الأذن الوسطى.
إن القناة السمعية تمر عبر قاعدة الجمجمة وفي حال تعرضت لكسر بعد إصابة شديدة بمنطقة الرأس فإن الكسر قد يأتي على الجزء الذي تمر منه القناة السمعية وبالتالي يتسرب الدم والسائل الدماغي الشوكي من الأذن.
- التهاب الأذن الخارجية الناخر:
وهو يسمى أيضًا بالتهاب الأذن الخارجية الخبيث حيث يكون عبارة عن شكل شديد من العدوى الأذنية الحادة التي تحدث عند المرضى الذين يعانون من داء السكري أو ضعف عام في جهاز المناعة.
قد يهمك: أسباب طنين الأذن المفاجئ
أعراض خروج القيح من الأذن
من المهم أن يتم مراجعة الطبيب بشكل فوري عند ملاحظة خروج القيح أو الصديد من الاذن.
غالبًا ما سيتم ملاحظة ظهور بعض من الأعراض التالية :
- في حال كان خروج الإفرازات القيحية من الأذن تالي لإصابة قوية في الرأس يجب أن يتم طلب المساعدة الطبية على الفور.
- في حال كانت الكمية المسربة كبيرة جدًا فهذا غالبًا ما يدل على وجود التهاب كبير جدًا ويفضل عدم تحريك المريض من مكانه وطلب المساعدة على الفور.
- استمرار ظهور الإفرازات لأكثر من خمسة أيام.
- قد تكون مترافقة مع فقدان في السمع وطنين قوي في الأذن.
- من الممكن أن تستمر الأعراض المترافقة بانثقاب طبلة الأذن لأكثر من شهرين.
- من الممكن أن تترافق الإفرازات مع حمى شديدة.
- ظهور رائحة كريهة في بعض الأحيان.
- ملاحظة تورم والتهاب في المنطقة خلف الأذن.
علاج خروج القيح من الاذن
إن اختيار العلاج الملائم للحالة يعتمد بشكل أساسي على المشكلة المسببة لها، ومن أهم العلاجات المتبعة نذكر:
- في حالات الالتهاب البكتيري يتم وصف المضادات الحيوية فمويًا أو على شكل قطرات أذنية.
يعتمد اختيار نوع المضاد الحيوي على موقع الالتهاب ونوعية البكتيريا المسيطرة.
- يتم علاج التهاب الاذن الخارجية أو ما يعرف بأذن السباح عبر استخدام القطرات في الأذن لمدة أسبوع لكي نمنع انتشار العدوى لأماكن أخرى.
في الحالات الشديدة قد يوصي الطبيب بأخذ مضادات حيوية فموية إلى جانب القطرات الموضعية.
- في حال وجود ثقب ضمن طبلة الأذن نترك الحالة بدون أي علاج لأنها ستشفى لوحدها خلال أسابيع قليلة أو كحد أقصى لمدة شهرين.
يتم تسريع عملية الشفاء من خلال المحافظة على الأذن جافة وحمايتها من الضجيج العالي جدًا والصدمات القوية.
قد يقوم الطبيب بوضع رقعة ورقية على مكان الثقب لكي يساعد في الحفاظ عليه خلال عملية الشفاء بشكل كامل.
في حال لم تساعد الرقعة الورقية في عملية الشفاء الصحيحة قد يلجأ الطبيب لإجراء عمل جراحي بهدف إغلاق الثقب باستخدام طعم جلدي من المريض نفسه.
- بالنسبة للآلام الشديدة يمكن أن يتم تخفيفها باستخدام كمادات دافئة على الأذن المصابة أو عبر تناول بعض المسكنات مثل الإيبوبروفين ولكن يجب أن لا يمتلك المريض حساسية تجاهه أو مانع طبي لاستخدامه.
- من المهم الحفاظ على جفاف الأذن خلال الاستحمام عبر وضع كرة قطنية مغطسة بالفازلين في الأذن ولكن بدون إدخالها عميقًا.
كما يمكن أن يتم استخدام سدادات مصنعة خصيصًا من السيلكون لهذا الغرض.
عمومًا ينصح الأطباء كل المرضى الذين يعانون من ظهور القيح من الأذن أن يتجنبوا عملية التنظيف باستخدام الأعواد القطنية مع تجنب وضع أي دواء بدون وصفة طبية.
قد يهمك: خرم الأذن: أهم النصائح والأضرار