مقدمة أعراض الفشل الكلوي
الكليتان هما عضوان حيويان يقعان في منطقة أسفل الظهر من جسم الإنسان وتحديدًا على جانبي العمود الفقري وينوط بهما وظيفة ترشيح الدم وتخليصه من السموم والملوثات عن طريق نقلها جميعها إلى المثانة والتخلص منها خارج الجسم على شكل بول.
قد تصاب الكلى بأمراض واضطرابات عديدة تؤثر بشكل سلبي على وظيفتها الحيوية الهامة ذات الفائدة الكبيرة للجسم ومن أهم هذه الاضطرابات مشكلة القصور الكلوي أو ما يعرف بالفشل الكلوي.
سنتحدث في هذا المقال عن القصور الكلوي وسنبحث في أعراضه وطرق علاجه.
ما هو الفشل الكلوي؟
إن القصور الكلوي أو ما يعرف بالفشل الكلوي هو فقد الكلية قدرتها على تصفية الدم من السموم الموجودة فيه إلى جانب مجموعة من العوامل الأخرى التي تتداخل مع وظائف متنوعة للكلية، وينتج عنها زيادة التعرض للسموم وأيضًا للمواد الحافظة الكيميائية والملوثات البيئية بأنواعها المختلفة.
يؤدي تراكم كل ما سبق وعدم قدرة الكلية على التخلص منها إلى مشاكل كبيرة على مستوى صحة الجسم قد تصل إلى الوفاة في الحالات الشديدة.
تلعب العديد من العوامل دور معارضة وظيفة الكليتين وبالتالي إصابتهما بالقصور، ومن أهم هذه العوامل لدينا العوامل البيئية والعوامل الطبية الناتجة عن أمراض جهازية أخرى أو تداخلات دوائية، وهناك أيضًا العامل الرضي وغيرها الكثير.
ما هي أسباب الإصابة بالفشل الكلوي؟
تتنوع وتختلف الأسباب التي قد تؤدي للإصابة بالفشل أو القصور الكلوي فعلى سبيل المثال لدينا الأسباب قبل الكلوية التي تتعلق بعملية وصول الدم إلى الكلية، وأيضًا هناك أسباب كلوية تتعلق بشكل رئيسي بعملية تصفية الدم، ومن الممكن أن يكون هناك مشاكل انسدادية بعد كلوية.
من أشهر وأشيع الأسباب نذكر ما يلي:
- نقص الورود الدموي إلى الكلى: إن الفقد المفاجئ لكمية الدم الواردة إلى الكلية قد تؤدي لقصور كلوي حاد إضافة إلى مجموعة من الأمراض التي قد تنقص هذا الجريان مثل الإصابة بالجلطات أو الأمراض القلبية ومشاكل الكبد وردود الفعل التحسسية.
من الممكن أن ينتج نفس التأثير بسبب التجفاف أو الإصابة بإنتان شديد أو حروق واسعة شديدة.
- مشاكل في عملية التصفية الكلوية: حيث أن الجسم لا يستطيع تصفية البول بشكل سليم وبالتالي تتراكم الفضلات في الكليتين، وعلى سبيل المثال من الممكن أن تحجب بعض السرطانات أو الأورام المسير البولي، وخصوصًا سرطان البروستات أو سرطان عنق الرحم وأيضًا سرطان المثانة.
الأسباب الشائعة الأخرى التي قد تعيق عملية التصفية الكلوية:
- تشكل حصيات كلوية تسد المجاري داخل الكلية.
- خثرات دموية متشكلة في السبيل البولي.
- أذية عصبية في أحد الأعصاب التي تعصب المثانة.
- ضخامة بروستات حميدة.
مجموعة من الأسباب المتنوعة الأخرى الشائعة وهي:
- إنتانات عامة في الجسم.
- تسمم شديد بأنواع المعادن الثقيلة.
- تشكل خثرات دموية في الكلى أو بمكان قريب منهما.
- تعاطي المخدرات أو إدمان الكحول.
- التهاب الأوعية الدموية في الكلية.
- الإصابة بالذئبة الحمامية الجهازية، وهي من أمراض المناعة الذاتية التي تسبب التهاب معمم في الكثير من الأعضاء داخل الجسم.
- متلازمة انحلال الدم اليوريميائي.
- تصلب الجلد.
- بعض المواد الظليلة التي تستخدم أثناء التصوير الشعاعي.
- استخدام أنواع معينة من المضادات الحيوية.
- السكري غير المضبوط بشكل جيد.
- التهابات في الكلية والكبب.
كيف يتم تشخيص الإصابة بالفشل الكلوي؟
هناك طرق عديدة لتشخيص قصور الكلية عن طريق فحوصات معينة وهي:
- تحاليل بولية: من الممكن أن يطلب طبيبك إجراء تحليل عينة بول لتحري أي شذوذات مرضية موجودة، مثل وجود السكر في البول أو ارتفاع البروتينات، كما يعد تحليل الرواسب البولية تحليل مفيد جدًا يظهر كمية الكريات البيضاء والحمراء في الدم.
- قياس حجم البول: وهو من أبسط الفحوص المستخدمة لتشخيص الفشل الكلوي، حيث يقوم المريض بجمع بوله لمدة 24 ساعة ثم يتم قياس الحاصل البولي الكلي، وإذا كان قليلًا فمن الممكن أن يكون هناك انسداد في المجاري البولية.
- خزعة من الكلية: يتم إدخال إبرة من الجلد وأخذ خزعة من نسيج الكلية بشكل مباشر أو عن طريق الأشعة فوق الصوتية المباشرة، ويعد هذا الاختبار مفيد جدًا لتحديد مرحلة الفشل الكلوي ومعرفة طريقة العلاج المناسبة.
- فحوص شعاعية متممة: مثل الإيكو والتصوير المقطعي المحوسب كلها تفيد في تحري وضع وسلامة الكليتين والمجرى البولي بشكل كامل.
أعراض الفشل الكلوي
في بعض الحالات قد لا يترافق الفشل الكلوي مع أي أعراض مهمة تذكر ويتم كشفه عن طريق التحاليل الدورية، وفي حالات أخرى يعاني المريض من الأعراض التالية:
- ضيق عام في التنفس.
- إرهاق ونعاس مستمر.
- حكة معممة في كل أنحاء الجسم.
- تورم في القدمين وفي الكاحلين نتيجة تراكم السوائل داخل الجسم.
- ألم صدري مستمر.
- إحساس بضغط على الصدر.
- الإحساس بوخز عضلي.
- آلام بطنية وظهرية.
- رعاف عفوي.
- اختلاجات في بعض الحالات الشديدة.
كيف يتم علاج الفشل الكلوي؟
إن العلاج يعتمد على مبدأين رئيسين، هما التحال الدموي “غسيل الدم” وعملية زرع الكلية، وأغلب المرضى يصلون لمرحلة احتياج أحد العلاجين أو كليهما في بعض الحالات.
- التحال الدموي: هو تصفية للفضلات المتراكمة في الجسم والتي اعتادت الكلى على تصفيتها عن طريق جهاز مخصص يشابه في عمله عمل الكليتين.
تعرف هذه العملية باسم غسيل الكلى، وغالبًا ما يخضع المريض معها لحمية قليلة البوتاسيوم والملح لكي يتم إطالة المدة بين الجلسات.
إن التحال في الحقيقة لا يعد علاج نهائي وكافي للفشل الكلوي، وإنما هو مجرد طريقة لإطالة عمر المريض وتخليصه من السموم المتراكمة.
- عملية زرع الكلية: وهي الخيار العلاجي الفعلي لمرضى الفشل الكلوي، ولكن مع الأسف غالبًا ما يتم الانتظار لفترات طويلة جدًا حتى يتم انتقاء الكلية المناسبة لوضع المريض، وخصوصًا عند عدم توفر متبرع قريب للاستفادة منه.
تعمل الكلية المزروعة مكان الكلية القديمة بشكل فعال ويمكن عن طريقها الاستغناء عن جلسات التحال الدموي.
السلبية الأكبر لهذه الطريقة هي أن المريض يوضع تحت علاج بالأدوية المثبطة للمناعة لكي لا يتم رفض الكلية المزروعة، وبالتالي يتعرض المريض لبعض المخاطر الإنتانية والمناعية.