طرق للتعامل مع المواقف المحرجة
هل تعرّضتَ من قبل لموقفٍ محرجٍ أصابَ جسدك بنوعٍ منَ القشعريرة والخوف وتمنيتَ أن تختفي عن هذا الكوكب في تلكَ اللحظة؟ هل كنتَ واثقاً من نفسك تمشي في وسط الشارع المزدحم ولكنكَ لا إرادياً تعثرتَ وسقطتَ على الأرض واعتقدتَ أن الجميع يضحكون عليك؟ هل كنتَ تقصد شيئاً آخر في الحديث معَ من تحب ولكنهُ قامَ بتفسيره بطريقةٍ محرجة لك؟ لا بدَّ أنكَ تعرّضتَ لموقفٍ واحدٍ محرجٍ على الأقل في حياتك.
فمنَ الجدير بالذكر، أنَ الحياة ليست وردية كما يعتقدها البعض، بل إنها مليئة بالمتاعب والإحراج وسوء الفهم منَ الآخرين، ومنَ الطبيعي أن نُواجه بها الكثير منَ الإحراجات عن غير قصد، ولكن فن التعامل مع المواقف المحرجة يختلف من فردٍ لآخر، فبعض الأشخاص يُحاولون الهرب ويخافون ويتملكهم الذعر ولا يستطيعون النظر في أعين الآخرين ويعودون إلى منزلهم لينعزلوا فقط من أجل تفادي كمية الإحراج التي تعرّضوا لها، ولكن البعض الآخر يتعاملون معَ هذه المواقف بجديّة أكثر وبطريقةٍ دقيقة بحيث لا يُحاولون التهرّب لأنهم يتصرفون بطريقةٍ طبيعية كأي فردٍ آخر يتعرّض للإحراج، ولذلك ما هيَ أفضل 9 طرق للتعامل مع المواقف المحرجة؟
أفضل 9 طرق للتعامل مع المواقف المحرجة
صديقي القارئ،، إذا كنتَ تُعاني منَ الخجل الشديد والتعرّق والذعر والخوف من أي موقفٍ محرجٍ تُواجهه،، نُقدّم لكَ في هذا المقال أفضل 9 حلول عليكَ اتباعها في كل مرة تجد نفسكَ في موقفٍ يكاد أن يُسبب لكَ الإحراج:
تجنب التركيز على الموقف المحرج:
عليكَ في البداية ترسيخ فكرة داخل عقلك أنَ دماغك يُوهمك بالإحراج ويُوهمك بأنَ الأفراد من حولك يسخرون منك عندما تتعرّض لأي موقف، وهذا يُسمى بالعذاب النفسي الذي ليسَ لهُ أي وجود، فأحياناً نعتقد أننا محرجون أمامَ البعض ولكن الطرف الآخر لا يُفكّر بنا أبداً ولم ينتبه للموقف الذي تعرّضنا له، ولذلك عندما تُواجه أي موقفٍ محرجٍ سواءً في العمل أو الشارع حاول أن تُفكّر بالأشياء التي تحبها على الفور حتى لا تُرّكز بهِ، فعندما تُلهي عقلك بأي موقفٍ آخر لن تشعر بالارتباك وتأنيب الضمير والخوف بل ستعتبر أنهُ موقف طبيعي يُمكن لأي إنسانٍ أن يتعرّض له.
التقليل من أهمية الموقف:
إذا واجهتَ أي موقفٍ لا تُحسد عليه حاول أن تبتسم وتضحك بدلاً من احمرار وجهك وشعورك بالخوف والتلبك، فهذه المشاعر ستظهر عليك ومنَ المُمكن أن يعتقد الطرف الآخر أنكَ لا تثق بنفسك أبداً وأنَ شخصيتك ضعيفة وخجولة، ولذلك التقليل من أهميته يُعتبر من أفضل الحلول عن طريق إخفاء المشاعر والنظر إلى أعين الآخرين بثقة وإجراء التنفس الصحيح للتخفيف قليلاً عنك عن طريق أخذ شهيق وحبسه ل5 ثوانٍ ومن ثمَ إخراجه منَ الفم.
التعامل معَ مواقف الآخرين المحرجة:
هل لكَ أن تتذكر كم مرة أحد أصدقائك تعرّضَ لموقفٍ محرجٍ ولكنكَ سخرتَ منهُ وبدأتَ بالضحك عليه؟ بالتأكيد الكثير منَ المرات وهذا التصرف سيزيد من حدّة الخجل لديه ويجعلهُ غير قادر على التعامل معَ أي موقفٍ يتعرّض لهُ لاعتقاده أنَ ردود أفعال الآخرين ستُشبه ردود أفعالك، ومن هنا يجب عليكَ أن تكون متعاطفاً معه وتتحدث إليه أنَ أي إنسان يتعرّض لهذه المواقف وبإمكانك تغيير الموضوع بسرعة من أجل شعور الفرد بالراحة أكثر والطمأنينة، وتحدث معه بعفوية حتى لا تجعلهُ يشعر أنكَ تفعل ذلك عن قصد.
مضغ العلكة:
ستتساءل الآن ما علاقة العلكة بالمواقف المحرجة؟ والجواب بسيط جداً فإنَ مضغها أثناءَ التعرّض للموقف المحرج سيجعلكَ في حالةٍ منَ الارتياح ويُقلّل من مستويات التوتر لديك، ويُشغل عقلكَ بمذاق العلكة بدلاً منَ الخوف وعدم السيطرة على النفس، فعليكَ أن تُجرّب هذه الخدعة النفسية وستتأكدّ من صحتّها.
اسأل الطرف الآخر:
إذا كنتَ قد تعرّضتَ لموقفٍ محرجٍ وصعبٍ للغاية أمامَ صديقك أو زميلك أو أي شخصٍ تعرفه، فلا تُظهر لهُ كم أنتَ خجول ومتوتر بل حاول أن تبتسم قليلاً وتُحوّل الإحراج إلى موقفٍ طريف يدعو للضحك عن طريق سؤاله هل تعرّضتَ من قبل لهذا الموقف؟ ماذا كانت ردّة فعلك؟ وعندما سيتذكر ذلك الأمر سيبدأ بالضحك معك وتلقائياً سيتم إخراجك من حالة الخوف والتوتر إلى حالة الضحك والتقليل من أهمية الحدث.
اعتذر عن الموقف:
أحياناً تكون بعض المواقف مؤلمة إلى جانب إحراجها لنا، على سبيل المثال إذا كنتَ تعمل في إحدى المطاعم وعن غير قصد سكبتَ العصير على أحد الزبائن بدلاً من شعورك بالرعب والخوف على الفور عليكَ أن تعتذر بكلماتٍ لبقة وبأسلوبٍ محترم وتُحاول إصلاح الوضع من خلال مساعدة الفرد على إزالة العصير عنه وإحضار كوب آخر له، فالاعتذار سيُشعركَ بالراحة ويُخفف عنك.
نسيان الموقف المحرج:
هل لكَ أن تتخيل أنَ الأفراد يتجاهلون الموقف الذي تعرّضَ لهُ أحد الأشخاص ولكنهُ ما يزال يُفكّر بهِ؟ فهذا الإنسان يتسم بتفكيره الزائد في أي موقفٍ يتعرّض لهُ بحيث يعود إلى منزله يبدأ بإلقاء اللوم على نفسه وتأنيب ضميره، وهذا التصرف خاطئ بالطبع كونهُ يُؤدي إلى التعب النفسي، وللتخلص منهُ عليكَ تشتيت انتباهك عن طريق مساعدة الآخرين أو مشاهدة الأفلام أو الذهاب للدورات التي تحبها أو تنمية مهاراتك من أجل تفادي تذكر أي موقفٍ حدثَ في الماضي.
فكّر في اللحظة القادمة:
من أفضل الطرق للتعامل معَ المواقف المحرجة أثناءَ حدوثها هوَ التفكير في اللحظة التالية، فلا تتعمّق في الإحراج بل يُمكنكَ طلب الاستئذان للدخول إلى الحمام إذا كنتَ في مكان العمل أو يُمكنكَ التفكير في تناول الوجبة التي تحبها في الدقائق القادمة، فتركيز الانتباه على الحاضر يُشتت التفكير في اللحظات الماضية التي واجهتها.
طلب المساعدة:
يُعدّ واحداً منَ الحلول المحتملة والأخيرة إذا كنتَ ذو شخصيةٍ خجولة وانطوائية وتشعر ببعض الأعراض التي تُؤثر عليك مثل {الخوف، التعرق، زيادة ضربات القلب، الرجفان، الاحمرار، ضيق التنفس} إذا كنتَ غير قادراً على السيطرة عليها، فمنَ الضروري البحث عن معالجٍ نفسي من أجل فهم سلوكياتك وأفكارك التي تُسيطر عليك وتغييرها إلى أفكارٍ جديدة تُلهمك إلى الحياة وتزيد من ثقتك بنفسك وتُسيطر على تصرفاتك أثناءَ مواجهة أي موقفٍ محرج، ويُفضّل أن تستمر في رحلة العلاج حتى الشفاء من هذا القلق الاجتماعي الذي يُسيطر عليك.
بالرغم من أنَ المواقف المحرجة عبارة عن أحداثٍ طبيعية تُواجه أي فردٍ منّا، إلّا أنهُ يُمكنكَ الجلوس معَ نفسك والتفكير بكيفية تفادي هذه المواقف إذا كنتَ لا تحب الوقوع بها، والتفكير في كيفية السيطرة على نفسك من خلال تهدئتك فأثناءَ تعرّضك للموقف حاول أن تُفرّغ ما بداخلك في الطبيعة عن طريق الاسترخاء والتأمل لنسيانه أو عن طريق الاستهزاء بالموقف قدر الإمكان من أجل تجنب القلق عليه أو التفكير المفرط بهِ.
{{نأمل أن يعجبكم المقال أيها الرائعون}}.