اضطرابات الأكل – الأعراض والعلاج

[faharasbio]

اضطرابات الأكل – الأعراض والعلاج

إن الصحة النفسية تعد عامل مهم ورئيسي في توازن الجسم الطبيعي وقدرته على العمل بوظيفة صحيحة وفق الوضع الطبيعي.

في الحقيقة تؤثر الصحة النفسية على سير الحياة اليومية للمريض الذي يعاني من اضطرابات تتعلق بهذا المجال إضافة إلى تأثيرها المباشر على علاقاته الاجتماعية وصحته وعمله أو دراسته وبالتالي إنجازاته، بل وحتى تناوله الطعام.

لذلك فإن تمتع الإنسان بصحة نفسية جيدة ومستقرة يضمن له راحة نفسية وعاطفية وأيضًا صحية، فهي تحدد كيفية التصرف وكيفية تدفق المشاعر، وأيضًا توجهه في طرق التعامل مع الآخرين.

هناك عوامل كثيرة تساعدنا على تعزيز الصحة النفسية واستقرارها، مثل النوم لساعات طويلة وكافية لتجديد نشاط الجسم، وأيضًا ممارسة الرياضة بانتظام لتزيد من إفراز الأندروفين لتعزيز الحالة المزاجية والتغلب على القلق.

كما يعد من الضروري جدًا أن نحيط أنفسنا بأشخاص إيجابيين يساعدوننا في التغلب على الأوقات الصعبة والضغوط النفسية.

يحتفل العالم كله في اليوم العاشر من شهر أكتوبر بيوم الصحة النفسية ويتم نشر الوعي بأهميتها وضرورة معالجة أي اضطراب يتعلق بهذا المجال، سواء كان ذو أعراض غير مباشرة خفية أو أنه قد أثر على النظام الفيزيولوجي لدى المريض.

سنتحدث اليوم في هذا المقال عن اضطراب شائع يكون ناتج بشكل مباشر عن حالة نفسية غير مستقرة وهو اضطراب الأكل أو ما يعرف باضطراب الأكل القهري.

ما هي اضطرابات الأكل

اضطرابات الأكل إجمالًا تتعلق بكل سلوكيات الأكل التي تكون مستمرة لفترة طويلة، وهي تلعب دور سلبي في صحة المريض وتؤثر على سير الوظائف الفيزيولوجية لديه.

إن اضطراب الأكل القهري هو حالة طبية حقيقية تأتي على أشكال عديدة، فمن الممكن أن يقوم المريض بتناول كميات كبيرة من الطعام وخلال فترة زمنية قصيرة جدًا، حتى عندما لا يكون هناك شعور بالجوع وهو يسمى بنهم الطعام.

أو من الممكن أن يعاني المريض من فقدان شهية حقيقي يمنعه من تناول الطعام لفترات طويلة، وحتى لو تناول فإن الكميات تكون قليلة جدًا وبالتالي تضعف صحة الجسم بالمجمل.

هناك أيضًا فقدان الشهية العصبية والذي يكون لدى المهووسين بالحصول على جسد متناسق ونحيف، حيث أنهم يقومون بتحديد سعراتهم الحرارية بشكل مبالغ فيه ويتجنبون كل أنواع الطعام التي تسبب زيادة الوزن مع ممارسة تمارين رياضية قاسية جدًا.

تؤثر هذه الاضطرابات على شكل ووزن الجسم وقد تصل تأثيراتها إلى القلب وإضعاف الأسنان والعظام وغيرها من المشاكل.

غالبًا يتم مصادفة اضطرابات الأكل لدى المراهقين والشباب، ولكنها موجودة أيضًا لدى الأعمار الأكبر، وهي تعتبر خطيرة عند وجودها لفترات طويلة وظهور تأثيراتها السلبية على الجسم ككل.

تمتلك على المدى البعيد مضاعفات خطيرة مثل ظهور مشاكل في النمو أو معاناة المريض مع أفكار انتحارية وحالة مستمرة من القلق والاكتئاب واستخدام الأدوية بشكل غير صحيح.

أعراض اضطرابات الأكل

كيف اعرف ان عندي اضطراب الأكل؟ في الحقيقة تختلف الأعراض التي تظهر على المريض باختلاف الحالة ونوع اضطراب الأكل الموجود وسنتناول أعراض كل نوع لوحده.

فقدان الشهية العصبية (أنوركسيا):

كما ذكرنا سابقًا يكون المريض في حالة فقدان الشهية العصبية أو ما يعرف بالقهم العصابي، مهووس بفقدان الوزن والحصول على وزن مثالي ونلاحظ السلوكيات التالية:

  • خوف المريض الكبير وحالة رعب حقيقية موجودة على مدار الساعة تتعلق باكتساب بضع غرامات إضافية.
  • فهم خاطئ ومضلل لمفهوم الوزن وشكل الجسم المثالي.
  • ممارسة التمارين الرياضية بشكل مبالغ فيه.
  • استخدام أدوية مثل الملينات أو أدوية التنحيف القوية.
  • قد نجدهم يحاولون التقيؤ بعد تناولهم الطعام لكي يخرجوا ما تم تناوله.
  • نجد المريض يعاني من وهن في الجسم من قلة التغذية.
  • نقص معمم في الفيتامينات والمعادن في الجسم.

في بعض الحالات الحادة يقوم المريض بتجويع نفسه حتى الموت.

إقرأ أيضًا: ما هو القهم العصابي Anorexia Nervosa؟

اضطراب نهم الطعام:

هو نوع معاكس للنوع السابق حيث نلاحظ أن المريض يتناول وكميات مبالغ فيها من الطعام ولا يستطيع السيطرة على هذه الحالة.

نلاحظ السلوكيات التالية:

  • يستمر المريض بتناول الطعام حتى بعد شعوره بالشبع التام.
  • تناول الطعام بسرعة كبيرة مترافقة مع كميات ضخمة جدًا.
  • يشعر المريض بالخجل أو الإشمئزاز بعد انتهائه من تناول الطعام.
  • لا يقوم المريض بأي محاولة لتعويض هذا السلوك سواء بممارسة الرياضة أو محاولة التخفيف من الكميات التي يتناولها.
  • قد يلجأ المريض إلى استخدام المسهلات لتخفيف وزنه.
  • يخجل من تناول الطعام مع الآخرين ونجده يفضل أن يتناول طعامه لوحده.
  • تأتي نوبة الشراهة وسطيًا مرة واحدة في الأسبوع على الأقل.

من الممكن أن يكون المصابين بهذا الاضطراب ذو وزن طبيعي ولكن في أغلب الحالات هم يعانون من وزن زائد.

قد يهمك: ما هو اضطراب الشراهة، وهل يعتبر من الأمراض؟

الشره المرضي العصبي (بوليميا نرفوزا)

هذه الحالة من الممكن أن نعتبرها مزيجًا بين النوعين السابقين حيث يكون المريض يتناول كميات كبيرة من الطعام ولكن بعدها يشعر بالندم ويحاول التخلص من السعرات الزائدة بأي وسيلة ممكنة.

نلاحظ ما يلي:

  • نقص في السيطرة على كمية الطعام المتناول أو التقليل من الكميات المتناولة خلال اليوم ولكن فجأة يتناول المريض كميات كبيرة جدًا عندما يشعر بالجوع.
  • سرعة كبيرة في تناول الطعام أثناء الإصابة بالنوبة.
  • انشغال المريض بشكل جسمه وأيضًا بوزنه بشكل مستمر.
  • إحساس بالذنب مستمر بسبب الإفراط في تناول الطعام.
  • نوبات من الإسهال والإمساك بشكل مستمر.

تعتبر البوليميا حالة خطيرة مهددة للحياة.

قد يهمك: الأورثوريكسيا “هوس الغذاء الصحي” متى يعتبر الطعام الصحي ضارًا؟

عوامل خطر الإصابة باضطرابات الأكل

هناك عوامل معينة ترفع من نسبة الإصابة بأحد اضطرابات الأكل التي سبق وذكرناها ونذكر من أهمها:

  • تاريخ العائلة حيث أن وجود فرد في العائلة يعاني من أحد أنواع اضطرابات الأكل فهذا يرفع من احتمالية ظهوره لدى فرد آخر.
  • الضغط النفسي الكبير سواء كان في محيط العمل أو الدراسة أو وجود مشاكل عائلية.
  • اتباع نظام غذائي لمحاولة إنقاص الوزن يؤدي إلى تقلبات مزاجية واستمراره لفترات طويلة يؤدي لتغيير في طريقة تفكير المريض وعمل الدماغ بالتالي قد تستمر هذه السلوكيات لفترة طويلة حتى بعد وصوله للوزن المثالي.
  • الاضطرابات الصحية والعقلية الأخرى مثل اضطرابات القلق أو الإصابة بالاكتئاب أو معاناة المريض من مرض الوسواس القهري.

علاج اضطرابات الأكل

لا يجب إهمال هذه الحالة نهائيًا فهي تمتلك آثارًا سلبية خطيرة على الصحة بمرور الوقت، والمشكلة أن أغلب مرضى اضطرابات الأكل يظنون أنهم لا يحتاجون للعلاج أو زيارة الطبيب.

هناك عدة أنواع للعلاج مثل العلاج النفسي الذي يساعد على رفع الحالة المزاجية وتعزيز الثقة بالنفس لكي يستطيع المريض أن يتجاوب بشكل فعال مع المشاكل التي يمر بها.

من المهم أن يفهم الطبيب المشاكل التي تدفع بمريضه للقيام بهذه السلوكيات ومحاولة تصحيحها ونقضها بطريقة منطقية سلسة.

التوعية بالعادات الصحية من قبل طبيب مختص وتقديم نظام غذائي خاص حسب حالة المريض الصحية لمساعدته على تعديل عاداته الصحية وهو أمر لا بد أن يتم بشكل مترافق مع العلاج النفسي.

في حال وجدت أحد من محيطك أو عائلتك يعاني من الأعراض التي سبق وذكرناها حاول مساعدته وتوجيهه لزيارة طبيب نفسي ودعمه تعزيز ثقته بنفسه لكي يتغلب على هذه الأزمة بنجاح.

هكذا نكون وصلنا لنهاية مقالنا لليوم نرجو أن نكون قد وفقنا في تقيدم معلومات مفيدة وقيمة للقارئ العزيز.

[ppc_referral_link]