البلهارسيا: الأسباب، الأعراض والعلاج

البلهارسيا: الأسباب، الأعراض والعلاج
شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

البلهارسيا: الأسباب، الأعراض والعلاج

هناك مجموعة واسعة ومتنوعة من الأمراض التي قد تصيب الإنسان، وتختلف في الإمراضية العامة وطرق العلاج والأعراض التي قد تصاحب هذه الإصابة.

من الأمراض التي تمتلك انتشارًا واسعًا هي الأمراض الطفيلية، وهي عبارة عن أمراض تسببها كائنات حية دقيقة تسمى الطفيليات، وهي كائنات تعيش من خلال التطفل على حياة الكائن الذي تعيش فيه أو ما يسمى بالمضيف.

بعض هذه الطفيليات قد لا يؤثر على المضيف نهائيًا وبعضها قد ينمو ويتكاثر وبالتالي يغزو جسم المضيف ويؤثر على سير الوظائف الحيوية العامة.

سنتحدث عن مرض طفيلي شائع بين الناس وهو داء البلهارسيا، وسنذكر أهم أسبابه وطرق علاجه وأيضًا أعراضه.

ما هو داء البلهارسيا؟

داء بلهارسيا أو داء المنشقات هو مرض طفيلي ينتج عن طفيلي البلهارسيا، وهو شائع بشكل كبير بين الناس في البلدان النامية.

يعتبر المرض متوطن في أكثر من 74 دولة، وقد يصل عدد الحاملين لهذا الطفيل إلى ما نسبته 200 مليون شخص، وهناك ما يقارب ال 20 مليون قد أصيبوا بالمرض بشكله الحاد والبقية يشعرون فقط بالأعراض.

أغلب المرضى المصابين بداء البلهارسيا يعيشون في القارة الإفريقية ومنها بعض سكان الدول العربية، حيث أنه على سبيل المثال تعتبر مصر دولة ينتشر بها هذا الداء وهو قد بدأ فيها منذ عهد الفراعنة.

لا يعد من الأمراض المميتة ولكنه في الحقيقة يعمل على الاستهلاك السريع لجسم المصاب أو المضيف.

قد يخترق مسبب المرض جلد الإنسان وبالتالي تتحول إلى البلهارسيا وتنتقل للرئات، وبعد فترة قصيرة جدًا ينتقل الكائن الطفيلي عبر قنوات الجهاز الهضمي إلى الأوعية الدموية في الأمعاء أو إلى منطقة المثانة.

تم تسمية هذا المرض نسبة لمكتشفه ثيودور بلهارس الذي عرف سبب الإصابة بالبلهارسيا البولية في عام 1851 ميلادي.

هناك 5 أنواع من الديدان التي قد تؤدي للإصابة بهذا المرض، وهي تعيش في حال صادفت عائلًا مضيفًا من قواقع الديدان العذبة، وإلا فإنها تموت ولا تشكل أي خطورة.

السبب وراء هذا المرض هو أن الديدان تتكاثر وتتمايز إلى ذكر وأنثى من خلال دورة حياة تتم من خلال المضيف الأساسي وهو الإنسان حيث تتكاثر داخله جنسيًا والقواقع تتكاثر داخله لا جنسيًا.

يطلق على هذه الظاهرة اسم تبادل الأجيال وهي عبارة عن تعاقب جيلين أو أكثر من ذلك في دورة حياة الكائن الحي، ويكون الناتج أحد الجيلين من التكاثر الجنسي والآخر من تكاثر لا جنسي في العائل الوسيط.

طريقة انتقال العدوى في داء البلهارسيا

تنتقل العدوى إلى الإنسان السليم من خلال نزوله إلى مياه الترع والمصارف الصحية الملوثة بهذا الطفيلي.

تنجذب الكائنات الطفيلية للإنسان من خلال الحرارة التي تشع من جسمه وتخترق طبقة الجلد لديه تاركة ذيلها خارج الجسم.

فيما بعد تنتقل مع الدم الذي يجري في الأوعية الدموية حتى تصل إلى الأوردة الكبدية.

في الحقيقة لا تتم العدوى من خلال شرب الماء الملوث بطفيلي البلهارسيا حيث أنه بعد دخوله للمعدة يموت فورًا بتأثير العصارات الهاضمة.

هناك استثناء وحيد لهذه القاعدة وهو تمكن الطفيلي من اختراق أغشية الفم والوصول إلى تيار الدم الموجود في الأوعية الدموية وعندها تبدأ الإصابة.

أعراض داء البلهارسيا

هناك أعراض كثيرة تظهر بعد الإصابة بداء البلهارسيا نذكر منها ما يلي:

  • حكة خفيفة منتشرة في الجلد.
  • سعال متواصل لعدة أيام.
  • حمى وإرهاق وتوعك.
  • نزيف مع البول وحرقة أثناء التبول.
  • انسداد في الحالبين.

يتميز هذا الطفيلي بدورة حياة فريدة جدًا من نوعها حيث أنه بوصوله إلى مرحلة البلوغ تضع الأنثى ما يقارب ال300 بيضة في اليوم وهي تفقس جميعها عند وصولها للمياه العذبة.

في مرحلة ترسيب البيض تبدأ أنسجة الكبد بالتلف ولكن لا يشعر المريض بأية أعراض حتى الوصول لمرحلة متقدمة.

في هذه المرحلة المتقدمة تبدأ أعراض واضحة مثل ارتفاع ضغط الدم البابي، وأيضًا تكون وظائف الكبد قد بدأت بالتدهور.

من الممكن أن يبدأ نزيف معوي حاد وأيضًا تضخم في البطن بسبب تجمع السوائل مع تليف في جدار المثانة.

يكون البول مدمى وقد يحصل انسداد في الحالب وتكون النتيجة فشل كلوي قد يتطور الأمر في بعض الحالات ليصبح سرطان مثانة.

علاج البلهارسيا

إن العلاج الحديث المعتمد حاليًا لداء البلهارسيا هو علاج بسيط يعتمد على تناول نوع واحد من الأدوية التالية:

  • أوكسامنيكين Oxamniquine حسب وصفة الطبيب.
  • ميتريفونات Metrifonate.
  • برازيكوانتيل Praziquantel لمدة هي يوم واحد.

يكون العلاج بسيطًا وفعال في المراحل الأولية للمرض ويتوفر بصورة شراب أو حبوب.

الوقاية من البلهارسيا

أما بالنسبة لطرق الوقاية من داء البلهارسيا نذكر ما يلي:

  • يجب وقاية الأصحاء من خلال المنع من النزول إلى مياه الترع أو الاغتسال فيها بسبب احتمالية كونها ملوثة بطفيلي البلهارسيا، وفي حال الحاجة لاستخدامها يجب تطهيرها بالكلور أو تخزينها لمدة تصل ل48 ساعة.
  • مكافحة القواقع التي تعد الناقل الأول للبلهارسيا، ويتم ذلك عن طريق استخدام حواجز كيميائية من خماسي كلوروفينات الصوديوم بالطبع إلى جانب كبريتات النحاس.
  • التأكد من وجود آلية صرف صحي مناسبة وفعالة، وأيضًا من المهم استكمال عمليات ترشيح المياه.
  • توفير خدمات علاجية شاملة وإنشاء الوحدات الصحية المجهزة بالأدوات المناسبة مع توفير أقسام داخلية كافية في المستشفيات للحالات الشديدة.
  • منع الناس من التبول أو التبرز على شواطئ الترع وبذلك يتم الحد من انتشار الطفيلي في المناطق الموبوءة.
  • القيام بجولات التثقيف الصحي وإصدار نشرات إرشادية كافية وشاملة.

إن عوامل الخطر الأهم للإصابة بداء البلهارسيا هي السباحة في مياه ملوثة بالطفيلي المسبب للمرض عن طريق تبول المصابين في المياه النظيفة.

أيضًا يعد السفر للمناطق الموبوءة من عوامل الخطر حيث أن غالبية المرضى يعيشون في أمريكا وهناك البعض في جنوب أمريكا مع القليل في الشرق الأقصى.

إقرأ أيضًا: ما هو فقر الدم المنجلي؟

إن داء البلهارسيا هو حالة صحية لا يجب إهمالها نهائيًا لكي نستطيع تجنب المضاعفات السيئة التي قد تظهر مثل سرطان المثانة وتشمع الكبد.

‫0 تعليق