البلوغ المبكر {الأسباب والعلاج}

البلوغ المبكر
شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

البلوغ المبكر {الأسباب والعلاج}

تُعدّ مرحلة البلوغ واحدة منَ المراحل المهمة والأساسية في حياة كل فرد، لأنهُ لن يبقى الإنسان عالقاً في سن الطفولة طوالَ حياته، بل سيخرج من هذه المرحلة إلى مرحلة جديدة تُسمى {بسن البلوغ} أو المراهقة كما يعتبرها البعض، فالطفل تتغيّر أفكاره ويتطوّر جسده تدريجياً وصولاً إلى اكتمال النموّ، وعادةً هذه المرحلة تبدأ علاماتها في الظهور عندَ الفتيات من سن العاشرة تقريباً وعندَ الذكور في سن 12، بحيث ينضج الأطفال ويبدأ صوتهم بالتضخم وزيادة نضوج أعضائهم التناسلية من حيث الحجم وزيادة طولهم وظهور الأثداء وبروز الجسم عندَ الإناث.

ومنَ الجدير بالذكر، أنَ بعض الأطفال يُصابون بالبلوغ المبكر، أي أنهم ما زالوا أطفالاً صغار على مرحلة البلوغ عن باقي الأطفال في أعمارهم، فينضجون بشكلٍ باكر وتبدأ ظهور بعض العلامات والأعراض على فئة الذكور قبلَ عمر التاسعة وعندَ الإناث قبلَ الثامنة، وهذه الحالة تُصيب طفلاً واحداً من بين 10000 فرد حولَ العالم، ولذلك ما المقصود بالبلوغ المبكر؟ وما هيَ أعراضه؟ أسبابه؟ وطرق علاجه المتعددة؟

ما المقصود بالبلوغ المبكر Precocious Puberty؟

يُلاحظ أغلب الوالدين أنَ أبنائهم تغيّرت تصرفاتهم بشكلٍ مفاجئ وتغيّرَ أسلوب حياتهم وظهرت عليهم بعض العلامات الجسدية وهم ما زالو أطفالاً صغار، فالطفل في سن الثامنة أو التاسعة همّه الوحيد أن يلعب في الخارج معَ أصدقائه أو أن يُشاهد فيلمه الكرتوني المفضل، ولكن أثناءَ الإصابة بمرحلة البلوغ المبكر تُلاحظ الأم أنَ ابنتها تُعاني منَ التقلبات المزاجية أو أنها مختلفة عن أصدقائها بسبب نموّ ثدييها باكراً أو أنَ طفلها يخجل منَ اللعب معَ أصدقائه بسبب بدء نموّ الشعر في ذقنه.

ونوّد الإشارة، أنَ الأفارقة هم أكثر عرضة للإصابة بهذه الحالة، وعادةً الإناث تتعرّض للبلوغ المبكّر بنسبةٍ أكبر مقارنةً بالذكور.

ما هيَ أبرز أعراض البلوغ المبكر؟

يُمكن اكتشاف هذه الحالة من خلال ملاحظة بعض التطوّرات الجسدية التي تلحق بالطفل، وتتمثل في:

  • ظهور حب الشباب والبثور في الوجه.
  • بدء نموّ الشعر أسفلَ الإبط معَ ظهور روائح.
  • بدء نموّ الشعر في المناطق الحساسة مثل العانة.
  • زيادة حجم القضيب عندَ الذكر وزيادة خشونة صوته.
  • بدء فترة الحيض عندَ الفتيات.
  • نموّ الثدي عندَ الإناث.
  • نموّ سريع للعظام والعضلات.
  • ظهور الإفرازات والتغيّرات الهرمونية التي تلحق بالإناث.
  • تغيّر رائحة الجسم عندَ الطفل إلى رائحة أشبه بأجسام البالغين.

ما هيَ أسباب الإصابة بالبلوغ المبكر؟

بالرغم من كثرة الحالات إلّا أنَ السبب الرئيسي ما زالَ مجهولاً حتى هذه اللحظة، ولكن بعدَ دراسة الخبراء اكتشفوا أنهُ توجد عدّة عوامل تزيد منَ الإصابة بالبلوغ المبكر مثل:

  • الوراثة: كما ذكرنا في الأعلى أنَ نسبة البلوغ المبكر عندَ الفتيات في دولة أفريقيا عالية مقارنةً بباقي الدول، ولذلك عندما تبلغ الجدة في وقتٍ مبكّر فتزداد احمالية بلوغ الأم ومن ثمَ طفلتها، والعرق واحداً منَ الأسباب الشائعة لهذه الحالة.
  • طفرة جينية: إنها سبب محتمل أيضاً، فالعوامل الجينية لها دور بسبب مساعدتها على إفراز الهرمونات الجنسية بشكلٍ أكبر، وخاصةً إذا كانَ أحد الأقرباء يُعاني من خللٍ جيني فتزيد نسبة البلوغ المبكر عندَ الطفل.
  • البلوغ المبكر المركزي: للبلوغ المبكر عادةً نوعان رئيسيان هما {البلوغ المركزي والبلوغ المحيطي} والبلوغ المبكر المركزي يحدث عادةً نتيجة الإصابة في النخاع الشوكي أو الإصابات الحادّة في الدماغ البشري أو التعرّض للتشوّهات الدماغية الولادية أو الإصابة بفرط تنسج الكظر الخلقي أو حدوث قصور في الغدة الدرقية.
  • البلوغ المبكر المحيطي: إنهُ النوع الآخر منَ البلوغ المبكر الذي يُصيب جسد الطفل وعادةً تُسبب هذه العوامل الإصابة بهِ مثل الإصابة بمتلازمة ماكيون أولبرايت أو حدوث ورم حادّ في الغدة الكظرية.

ما هيَ طرق علاج البلوغ المبكر؟

في البداية يجب على أحد الوالدين أن يأخذ الطفل إلى طبيبٍ مختص من أجل الاطّلاع على حالته والأعراض التي تظهر عليه، والطبيب هنا سيطرح عليكَ بعض الأسئلة المتعلقة بالتاريخ العائلي ويُجري بعدها الفحوصات اللازمة للطفل مثل {الفحص البدني، الأشعة السينية لليد، فحوصات خاصة بالدم}، وبعدها يتم العلاج عبرَ عدّة خطوات تتمثل في:

  • العلاج بعدَ معرفة السبب: بعدَ إجراء الطبيب الفحوصات إذا تبيّنَ معه أنَ هذا البلوغ ناتج عن سببٍ أو ورمٍ جسدي، فإنَ التخلص من هذا الورم وعلاجه يُسهم في الحدّ من هذه المشكلة، وعلى هذا الأساس يتم علاج البلوغ المبكر الناتج عن سبب.
  • علاج البلوغ المبكر {النوع المركزي}: إذا تمَ اكتشاف أنَ هذا النوع هوَ السبب في بلوغ الطفل باكراً، فيتم استخدام بعض العقاقير الدوائية مثل {هيستريلين} الذي يُسهم في تقليل إفراز الموجهات للغدد التناسلية، وبعدَ العلاج يعود الطفل إلى حياته الطبيعية وعندما يحين الوقت يبدأ بلوغه بشكلٍ طبيعي كباقي الأطفال، ويُعطى الدواء عن طريق الحقن بشكلٍ شهري أو كل عدّة أشهر.

هل توجد أي آثارٍ سلبية للبلوغ المبكر عندَ الطفل؟

للأسف إنَ هذه المشكلة تُؤثر على الطفل بشكلٍ كبير، فمنَ المُمكن أن يُعاني من:

  • التنمر والسخرية: لا يُمكننا تجاهل كمية السخرية التي تُحيط بالطفل من أصدقائه في المدرسة أو الحي، وخاصةً الفتيات كونهنَ أكثر رقة وخجلاً، فعندما تظهر أثدائها بشكلٍ بارز قد تتعرّض للمضايقة أو التنمر عليها.
  • الإصابة بالاكتئاب: وهيَ مشكلة نفسية تُصيب الطفل عندما يكون مختلفاً عن زملائه أو يُعاني من تنمرهم عليه، فيُصبح أكثر انعزالاً، ويُحاول الطفل التهرّب منَ المدرسة أو منَ اللعب معَ أصدقائه تجنباً لمضايقاتهم لهُ.
  • قلّة الثقة بالنفس: هذه المشكلة تُواجهها أغلب الإناث وخاصةً أنها تبدأ مقارنة نفسها بصديقاتها من عمرها، وتُلاحظ أنها أكبر حجماً، فتُحاول تجنب الاختلاط بالآخرين وتنعزل على نفسها لاعتقادها أنها غير جميلة.
  • تدني المستوى الدراسي: إنَ التغيب المستمر عن المدرسة وتشتت التفكير والانشغال بأمورٍ أكبر من عمر الطفل، لها دور في التأثير على مستواه الدراسي وضعف درجاته في الامتحانات.

إنَ طفلك أمانة كبيرة ومسؤولية عليكَ تحمّلها، وعندما يُواجه هذه المشكلة حاول أن تستمع إليه وقدّم لهُ المعلومات بطريقةٍ تدريجية عن جسم الإنسان والتغيّرات التي تحصل بهِ وأنهُ أمر طبيعي، وحاول أن تشجعه على التحدث إليك إن كانَ يُواجه أي مشكلة في مدرسته، وشجعهُ دائماً على الخروج منَ المنزل والقيام بالأنشطة إلى جانب العلاج حتى لا يشعر بالوحدة أو أنهُ غريب عن الأطفال في عمره.

{{نأمل أن يعجبكم المقال أيها الرائعون}}.

‫0 تعليق