التضليل الإعلامي وأساليبه

التضليل الإعلامي وأساليبه
Share this post with friends!

التضليل الإعلامي وأساليبه

منذُ بدء البشرية والإنسان يتواصل معَ أقرانه منّ البشر، فبدأت العمليات الاتصالية منّ الاتصال الشخصي وجهاً لوجه إلى الاتصال الجمعي من شيخ القبيلة إلى أفرادها وإلى الاتصال الجماهيري الذي يعتمد على وسائل الإعلام {كالصحف، الإذاعة، التلفاز، الإنترنت} فالبشر يحتاجون للتواصل بينّ بعضهم من أجل معرفة أحوالهم وأخبار العالم من حولهم، ومن هنا انتشرَ الإعلام الذي يهدف إلى نقل الأخبار من وإلى كافة أنحاء العالم.

ومنّ الجدير بالذكر، أنّ الوسائل الإعلامية منتشرة بكثرة في عصرنا الحالي، فلا يكاد أي منزل يخلو من شبكة الإنترنت والهواتف الذكية والتلفاز والراديو والمجلات والصحف، ويُحاول كل فردٍ منّا متابعة الأخبار وأحداث العالم المختلفة عن طريق اختياره لقنواتٍ معينة، ولكن يبقى السؤال الأهم، هل الأخبار التي تُنقل لنا صحيحة؟ هل يتم نقلها من أرض الواقع إلينا دون المعالجة أو التضليل أو تزييف بعض الحقائق أو إخفاء بعض الأحداث؟

بالتأكيد الجواب سيكون لا، لأنّ التضليل الإعلامي متواجد في أغلب القنوات الإخبارية التي تسعى لكسب رأي الجمهور لفئةٍ محددة وإظهار الفئة الأخرى على أنها سيئة، فالعبث بالمحتوى الذي يتم اكتسابه منّ الواقع وتوجيهه بطريقةٍ مختلفة إلى الجمهور أمر وارد جداً ويُطلق عليه بالتضليل الإعلامي، ولذلك ما هوَ مفهوم التضليل الإعلامي؟ وما هيَ أبرز أساليبه؟

ما مفهوم التضليل الإعلامي؟

هل سمعتَ من قبل عن الحرب النفسية التي تتواجد في الوسائل الإعلامية؟ إنّ كل وسيلة إعلامية تُحاول استعطاف جمهورها بمشاهدٍ غير حقيقة أو مشاهدٍ غير مكتملة، ولا يُمكننا القول أنّ الوسيلة الإعلامية تعتمد نشر الأخبار الكاذبة، بل تحترف في التعامل معَ الخبر وتجعلهُ لصالحها وتُقدّمهُ للمشاهد بأسلوبٍ مختلف عن الحدث الواقعي.

علاوة على ذلك، يُقصد بالتضليل الإعلامي أنهُ عبارة عن نشر أحداثٍ وأخبار غير حقيقية بشكلٍ متعمّد، ولا تعتقد أنّ التضليل الإعلامي بسيط ويُمكن أن يُنجزه أي أحد، فكل وسيلة إعلامية لها كادر متخصص بمراجعة الأخبار والتركيز على ما يُلائم الوسيلة التي يعملون بها وتجاهل التفاصيل الأخرى، وقد تكون تلكَ التفاصيل هيَ أساس الخبر الحقيقي.

بالإضافة أنه كُلّما تزايدت وتيرة الحركة السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية في منطقةٍ ما، تُظهر لنا القنوات عدّة آراء وتفاصيل مختلفة عن الخبر الحقيقي، فكل وسيلة منها تسعى للتغلب على الأخرى في جذب المشاهدين إليها واستعطافهم.

ما هيَ أبرز طرق التضليل الإعلامي؟

في الحقيقة توجد عدّة أساليب تعتمد عليها الوسائل الإعلامية في التضليل، منها:

  • إذا كانت البلاد تُعاني من قضيةٍ مهمة جداً وتحتاج للتركيز إليها من أجل حلّها، تُحاول الوسيلة الإعلامية غض البصر عنها من خلال لفت انتباه الجماهير إلى قضايا أخرى غير مهمة لهم ولكن بأسلوبها الخاص تجعل القضية محور اهتمام الجمهور وصرف نظرهم عن القضية الأساسية التي يجب معالجتها.
  • كما ذكرنا أنّ التضليل ليسَ بالضرورة نشر أخبار كاذبة، فمنَ المُمكن أن يكون وصول الأخبار للوسيلة الإعلامية بطريقةٍ صحيحة ولكن الكادر المُشرف على معالجة الأخبار يُحاول ترتيبها وصياغتها بأسلوبٍ مغاير للخبر الحقيقي.
  • اتباع أسلوب التكتيم والتعتيم في المعلومات، والدليل على ذلك أنه قد حدثت الكثير منّ التفجيرات والكوارث ولكن لا تُقدّم الوسيلة الإعلامية الأعداد الحقيقية للخسائر.
  • اتباع أسلوب التنكير أثناءَ صياغة الخبر.
  • اتباع دس السم في العسل، بمعنى أنّ الوسيلة الإعلامية تعرض لنا الخبر بنسبة كبيرة كما هوَ عليه، ولكنها تلجأ لطريقةٍ بسيطة تُحاول بها جذب الجمهور إلى شيءٍ سيء لا يُدركه إلّا الإنسان الواعي.
  • اتباع أسلوب التجاهل، فعندما تشهد مدينة ما أو دولة حدثاً سياسياً أو اقتصادياً مهماً، نجد أنَ الوسيلة الإعلامية تلهو بشيءٍ آخر وتصرف الانتباه عنه.
  • قد يُؤدي الأمر إلى اغتيال الصحفيين وتهديد الشخصيات التي تملك أي معلوماتٍ حقيقية عن حدثٍ ما من أجل التكتم عليه وعدم البوح بهِ.
  • اللعب على وتيرة المشاعر عندَ الجماهير، فتُحاول الوسيلة الإعلامية تحفيز مشاعر القلق والتوتر والخوف في أخبارها من أجل إلهاء المتلقين.
  • محاولة تشهير الخصم الذي تُحاول الوسيلة قلب الجمهور عليه، وذلكَ عن طريق نشر الإشاعات عنه وتشويه سمعته وفضح حقائقه وأسراره.
  • يُمكن التلاعب بالصور أيضاً، فعندما ينظر المتلقي إلى الصورة يشعر بالعطف والحنان والحزن عليها، ولكن في بعض الحالات يتم تضليل الصور في التلاعب بها وكيفية التقاطها وطريقة تشكيلها بما يُثير عواطف الجماهير.

ما هوَ أثر التضليل الإعلامي على الجماهير؟

التضليل فعل سيء وخادع ويُؤدي لتشتيت عقل المشاهد، ولا يتناسب معَ مبادئ الإعلام وأخلاقيات المهنة الإعلامية التي تحتاج للأمانة والصدق والوضوح والحيادية والموضوعية وعدم الغشّ والتركيز على مصلحة المجتمع، ولذلك من آثارها المترتبة:

  • التركيز على ملء الجماهير بالحقد والكراهية والغضب على فئةٍ معينة.
  • تشتيت الانتباه عن الحقيقة والتركيز على القشور والتفاصيل الغير مهمة.
  • الانحياز للأعداء ومحاولة استعطاف المتلقين لهم، فيشعر المتلقي بحالة عدم استقرار فكري وذهني ويتعرّض لخلل في أداء تفكيره بطريقةٍ صحيحة.
  • يشعر الجماهير بعدم فهم ما يحدث حولهم، ويقعون في حيرة من أمرهم وخاصةً إذا كانوا يُشاهدون عدّة قنواتٍ إخبارية، فلا يُدركون ما هوَ الخبر الصحيح وما هوَ المزيف، لأنَ كل قناة تسعى لتعاطف جماهيرها لها.

إنَ التضليل الإعلامي ليسَ وليد اللحظة، فهوَ متواجد منذُ القدم، ولكن في عصرنا الحالي معَ ازدياد الوسائل الإعلامية وخاصةً الإلكترونية يجب أن تكون حذراً في التعامل معها ولا تُصدّق أي شيءٍ تسمعه أو تُشاهده، للأسف أغلب الجماهير يتعاطفون معَ أي خبرٍ يتلّقونه وكأنهم أعمياء عن الحقيقة.

يُسعدنا زيادة ثقافتك ومعلوماتك بقراءة المقال الآتي عن 7 طرق مهمة للتأكدّ من صحة المحتوى على مواقع التواصل الاجتماعي.

{{نأمل أن يعجبكم المقال أيها الرائعون}}.

0 thoughts