الحول – أعراضه، أسبابه وعلاجه
تُعدّ العينين جزءاً أساسياً ومهماً منَ الوجه، فبواسطتهما يستطيع الإنسان الرؤية وتمييز الأشياء من حوله والنظر إلى الآخرين، ولكن قد تُصاب العيون بالكثير منَ المشكلات التي تُؤثر على قوّة النظر، ومن أبرز المشكلات الشائعة والتي تُصيب حوالي 4% منَ الأطفال حولَ العالم هيَ مشكلة الحول، فأحياناً ننظر للفرد المُصاب ونلاحظ أنَ إحدى عينيه غير ثابتة في اتجاهٍ واحد كالعين الأخرى، وبالتالي يحدث انعدام توازن في حركة العيون، فلا يستطيع المُصاب أن يُرّكز في الشيء المتواجد أمامه إلّا باستخدام عينه السليمة فقط.
ومنَ الجدير بالذكر، أنَ كل إنسان يمتلك عيون سليمة يتمكّن منَ النظر إلى الجسم أمامه بتركيز في العينين معاً وبذات الاتجاه، أما أثناءَ الإصابة بالحَوَل فالأوامر التي تصل عادةً من دماغ الإنسان إلى العضلات الخاصة بعينيه تتعطل في إحداها ويُؤثر على الرؤية باتجاهٍ واحد، ولذلك ما المقصود بالحول؟ وما هيَ أعراضه؟ أسبابه؟ وطرق علاجه؟
ما المقصود بالحول؟
يُقصد بهذه المشكلة حدوث خلل في الإشارات العصبية التي يُسهم إرسالها الدماغ إلى عضلات العين الستة لكل واحدة منها والتي تتحكم بحركة العين، فهذه الإشارات عندما تعمل بشكلها الصحيح تتمكّن منَ النظر في اتجاهٍ واحد للعينين أما الخلل بها يجعل إحدى العينين تنظر في اتجاهٍ مغايرٍ تماماً عن العين السليمة، وفي بعض الأحيان تُصاب عين واحدة بالحَوَل أو الاثنتين في آنٍ معاً.
ونوّد الإشارة، أنَ المحاذاة التي تكون غير صحيحة للعيون تجعل الطرف الآخر الذي يتحدث معَ المُصاب في حالة تشتت منَ النظر إلى عينيه، فالمُصاب لا يستطيع التمعّن برؤيةٍ واضحة للأجسام من حوله على عكس الأفراد السليمين الذينَ ينظرون للأجسام بوضوح وتظهر الصورة أمامهم بطريقة ثلاثية الأبعاد.
ما هيَ أعراض الحول؟
توجد بعض العلامات التي تظهر على الشخص المُصاب بالحَوَل، وتتمثل في:
- مواجهة صعوبة كبيرة في الكتابة معَ البطء أثناءَ القراءة والحاجة لوقتٍ أطول في الدراسة عن الأفراد السليمين.
- صعوبة بالغة في التركيز على شيءٍ واحد أثناءَ النظر إليه.
- وجود صعوبة في النظر إلى أشعة الشمس الساطعة في وضح النهار.
- انحراف البؤبؤ باتجاهٍ مغايرٍ للبؤبؤ في العين الأخرى.
- إذا أُجهدت العين فقد تُصاب بالغمز أو الحكة والاحمرار ممّا يُؤدي لفركها باستمرار.
- الشعور بالتعب البصري.
- الحساسية تجاهَ الضوء.
ما هيَ أبرز أسباب الإصابة بالحول؟
توجد عدّة أنواعٍ مختلفة منَ الحَوَل ولكلٍ منها أسبابه فيما يلي:
- الحول الشللي: يحدث هذا النوع بسبب بعض الأمراض التي تكون فيروسية أو تواجد الأورام وتزايدها في الدم أو بسبب الإنفلونزا أو الأمراض العصبية، فيكون الضعف عادةً في عضلة إحدى العينين ممّا يُؤدي لظهور الحول.
- الحول الخلقي: يُمكن اكتشاف الحَوَل في وقتٍ مبكّر حيثُ يظهر على حديثي الولادة، وغالباً يكون السبب المباشر هوَ الوراثة منَ الأقرباء أو إذا كانَ أحد الوالدين مُصاباً بالحول فمنَ المُمكن أن يُصاب الطفل أيضاً.
- الحول غير الشللي: على عكس الحول الشللي، فيُمكن تحريك العينين دونَ ضعف حركة إحداهما، ولكن الحول يكون في عينٍ دونَ أخرى والرؤية غير واضحة بهِ.
- عوامل أخرى: توجد بعض العوامل التي تُؤثر على النظر عندَ الإنسان وتُسبب لهُ الحول مثل {مشاكل عصبيّة، مشاكل دماغية، متلازمة داون، الإصابة بتأخر النموّ، استسقاء الرأس، السكتة الدماغية}.
ما هيَ طرق علاج الحول؟
توجد طرق عديدة لعلاج هذه المشكلة، ولكن في البداية يجب الذهاب إلى الطبيب المختص من أجل إجراء التشخيص اللازم بعدَ فحص حالة العينين، ومن أبرز العلاجات:
- البوتوكس: هل تعلم أنَ البوتوكس يدخل في الكثير منَ العلاجات لمشكلاتٍ عديدة؟ فهذه الحقن يتم وضعها في العضلة التي تتواجد فوقَ سطح العين، ولكن لا يُمكن استخدامها لجميع المُصابين بهذه الحالة، بل يُمكن الاستعانة بها إذا ظهرت أعراض الحول بشكلٍ مفاجئٍ دونَ سابق إنذار، فالبوتوكس في هذه الحالة سيُعيد استقامة العين التي تعرّضت للمشكلة من خلال شلل عضلاتها مؤقتاً.
- النظارات الطبيّة: من أكثر أنواع العلاجات انتشاراً لأنَ أبرز أسباب الحول التي يتم تشخيصها هيَ طول النظر، ولذلك يصف لكَ الطبيب نظارات لارتدائها من أجل تصحيح الضرر.
- تمارين العينين: قد تكون واحدة منَ العلاجات البسيطة ولكنها فعّالة جداً، فالطبيب في هذه الحالة سيعمل على تقريب شيء يختاره من عين المُصاب ويقترب بهِ إلى طرف أنفه في المنتصف من أجل التركيز عليه من قِبَل العينين، وهذه التمارين إذا واظبَ المُصاب عليها سيُلاحظ تحسناً كبيراً في حالته وأنَ رؤيته أصبحت أكثر وضوحاً.
- الإجراء الجراحي: قد يلجأ الطبيب لهذا النوع منَ العلاج عندما تكون الحالة متفاقمة ولم تنجح العلاجات البسيطة في التصحيح، وهذه العملية هدفها نقل العضلات المتواجدة في عين المُصاب إلى مكانٍ آخر لتصليح واستقامة النظر بها من أجل زيادة الرؤية بوضوح.
- الترقيع: إذا كانَ الفرد مُصاباً بالعين الكسولة إلى جانب إصابته بالحول، فيعمل الطبيب في هذه الحالة على الترقيع الذي يزيد منَ الرؤية بوضوح ويُعالج الاختلالات التي تتواجد في العين.
- العدسات المنشورية: إذا كانَ الحول منَ النوع البسيط، فيبدأ الطبيب بوصف هذه العدسات التي تهدف إلى زيادة التركيز على الجسم المُراد النظر إليه ورؤيته بوضوح.
إقرأ أيضًا: عملية الليزك للعينين (الفوائد والأضرار)
لأنَ العينين نعمة عظيمة منَ الله عز وجل، فيجب الحفاظ عليهما من أي عاملٍ خارجي يُؤثر على النظر، فلا يجب الجلوس لساعاتٍ طويلة أمامَ الشاشات للحواسيب أو الهواتف الذكية ويجب حمايتهما من أشعة الشمس عن طريق ارتداء النظارات، ودعم صحتّهما من خلال التغذية السليمة التي تزيد من حدّة النظر وتقي من إصابتهما بالمشكلات.
وبالرغم من أنهُ لا يُمكن الوقاية منَ الحول، إلّا أنَ العناية السليمة بالعينين ستُحافظ عليهما من أي ضررٍ أو مشاكل تحيط بهم، ويجب الذهاب إلى طبيب العيون بشكلٍ مستمر وخاصةً للأطفال من أجل الكشف والتشخيص إذا تتواجد أي مشكلة في وقتٍ مبكّر.
{{نأمل أن يعجبكم المقال أيها الرائعون}}.