إذا كنت تريد فقدان الوزن، الجري لمسافات إضافية لن يكون الحل الأفضل لتحقيق أهدافك
إن الفكرة الشائعة هي أن الجري هو ذلك التمرين السحري الذي سيذيب كل الدهون الزائدة التي تسعى للتخلص منها، فكرة أن الجري يؤدي إلى فقدان الوزن و الدهون كانت و لازالت حية و شائعة منذ أعوام، و ما زاد من انتشارها هو قصص القبل و بعد و التي تعتبر كدليل على نجاح هذه الطريقة إضافة إلى بروز برامج تدريبية خاصة تعتمد على الجري فقط لفقدان الوزن و المقالات المنتشرة التي تروج لهذه الرياضة السهلة و التي يمكن القيام بها في أي مكان.
إذا كنت تحب رياضة الجري، فهذا رائع و توجد طبعا طريقة لجعل رياضة الجري جزء من برنامجك للتخسيس و التخلص من الدهون (إذا كان هذا هدفك طبعا)، لكن إذا كان هدفك الأساسي هو فقدان الوزن فقط، فإن تركيزك على تحسين لياقتك البدنية و القيام بالجري المستمر و بنسق خفيف ليست الطريقة الأفضل للحصول على النتائج المرغوبة، يقول الخبراء في هذا المجال أن فوائد الجري متعددة و لا يمكن إنكارها لكن إذا كان الهدف هو التخسيس فلا يمكن الاعتماد على الجري فقط.
أولا يجب توضيح التالي: الجري يمكن أن يكون مفيد جدا بشكل ليس له علاقة بفقدان الوزن
فقدان الوزن طبعا هو ليس هدف الجميع، ولا يجب أن يكون كذلك، حتى كنت لا ترغب في فقدان الوزن فإن الجري مفيد جدا و لا يجب التخلي عنه و فوائده عديدة نذكر منها:
- تحسين مزاجك و جودة نومك.
- تحسين حالة قلبك و تقويته.
وصلت دراسة طويلة المدى بأمريكا على ٥٥١٣٧ شخص إلى أن العداؤون لديهم خطر أصغر ب ٣٠% فيما يخص الموت من أي سبب كان، و ٤٥% أقل خطورة فيما يخص أمراض القلب مقارنة مع الفئة التي لا تقوم برياضة الجري حيث دامت هذه الدراسة مدة ١٥ يوم.
لاحظ الباحثون أيضًا أن متوسط عمر المتسابقين أعلى بثلاث سنوات مقارنة مع غير المتسابقين، على الرغم من أن النقاش ما زال محتدمًا حول ما إذا كان الجري “كثيرًا” (أي، الجري مدى الحياة، على مستوى الماراثون) جيدًا أو سيئًا بالنسبة إلى قلبك.
بمجرد أنك لم تفقد ٣ كيلوغرام في شهر لا يعني أنك لا تستفيد من الجري بالعكس ستجد أن جسمك في حالة أفضل بكثير.
بغض النظر عن الفوائد الصحية، الجري هو رياضة ممتعة و كل ممارسيها يعترفون بالحرية و الحماس اللذان يحسون بهما عند الجري، إذا كنت من عشاق الجري واصل في القيام بهذه الرياضة لكن فقط لا تعتمد عليها وحدها من أجل فقدان الوزن.
الجري يبدو رائعا لفقدان الوزن في البداية لكن النتائج تبدأ بالتناقص بعدما يتأقلم جسدك
صحيح أن كثير من الناس عند البدء بممارسة رياضة الجري، في الأسابيع الأولى يلاحظ فقدان الوزن نوعا ما لأنه ببساطة عندما تكون جديد في أي رياضة جسمك يتأثر بضغط قليل حيث حتى بكثافة قليلة من التمارين ستلاحظ نتائج لكن بعد مدة بعض شهور جسمك يتأقلم مع الوضع و يصبح يتطلب منك ضغط و إجهاد أكبر لرؤية النتائج المزعومة، و هذا ما سيؤدي إلى توقف فقدانك للوزن و رؤية النتائج المعهودة.
يقول الخبراء في المجال “جسمك هو عبارة عن آلة و مهمته الأساسية هي القيام بالأمور بأكثر فعالية ممكنة”
عندما يبدأ جسمك بالتأقلم مع الضغط الممارس عليه (عن طريق رياضة الجري في هذه الحالة)، تصبح تحرق عدد أقل من السعرات الحرارية، أيضا بعد فقدانك للوزن في الأيام الأولى يصبح جسمك أخف و لا يحتاج إلى طاقة كبيرة للقيام بالتمارين التي تعود عليها، و سيبدأ معدل حرق الدهون في جسمك يتناقص مع الوقت و هذا يعود الى سببين أساسيين هما:
- الوزن الكلي لجسمك يتناقص.
- لأنك تقوم برياضة الجري (كارديو) و ليس تمارين القوة مثل (كمال الأجسام).
- مع مرور الوقت تصبح تحرق الدهون و الكتلة العضلية أي أن عضلاتك تبدأ بالتناقص أيضا و هذا أمر لا تريد حدوثه.
كأي رياضة أخرى يجب عليك أن تزيد في كثافة و نسق الجري لتستمر في رؤية النتائج و هذا يعني أن تجري بسرعة أكبر أو لوقت أطول لكن ما أنصحكم به أنا عن تجربة هو الجري بسرعة أكبر لأنه حسب تجربتي الجري لمدة طويلة و بنسق عالي سيستمر في إفقادك الكتلة العضلية فمثلا نجد مسابقين الماراثون بأجسام هزيلة على عكس من يجرون بسرعة كسباق ١٠٠ متر مثلا عندما ترى” يوسن بولت” فجسمه يتكون من كتلة عضلية رهيبة.
الجري يقوم بإعطائك فكرة خاطئة عن كمية السعرات الحرارية المحروقة
عندما تستعمل الطاقة الموجودة عند الجري فإن جسمك سيحتاج الى مزيد من السعرات الحرارية لتعويض المحروقة منها، و هذا يختلف من شخص إلى آخر طبعا و من المستحيل معرفة كم حرقت من السعرات الحرارية بالاعتماد فقط على كم أنت جائع. (لأنه توجد عوامل كثيرة تأثر على شهيتك بعد التمرين).
لهذا الكثير من الأشخاص الذين يمارسون رياضة الجري أو ممن يريدون فقدان الوزن يقعون في خطأ المبالغة في تقدير عدد السعرات الحرارية التي يحرقون و يقللون من عدد السعرات الحرارية التي يتناولون.
طُلب من الرجال والنساء الذين أكملوا جلسة تمرينات الأيروبيك تقدير عدد السعرات الحرارية التي أحرقوها، ثم تناول ما يعادل السعرات الحرارية في وجبة.
النتيجة؟ بالغوا في تقدير السعرات الحرارية التي أحرقوها من ثلاثة إلى أربعة أضعاف، وأكلوا مرتين إلى ثلاثة أضعاف عدد السعرات الحرارية التي أحرقوها بالفعل.
