الخوف من التغيير أهم الأسباب وطرق العلاج

[faharasbio]

الخوف من التغيير هو شعور يدفع إلى الاستمرار في نمط الحياة الروتيني خوفًا من الغموض الذي يحيط بالمستقبل، والنتائج التي يحملها هذا التغيير، وقد يتحول في بعض الحالات إلى ظاهرة مرضية تستوجب العلاج. نقدم من خلال مقالنا أسباب الخوف من التغيير، وطرق علاجه.

ما هو الخوف من التغيير؟

يعتبر الخوف من التغيير شعور طبيعي لدى الجميع، وهو نوع من التعبير عن مشاعر الخوف من المستقبل، ولكن بعض الأشخاص يتملكهم خوف شديد وغير مبرر من جراء التفكير في أي تغيير قد يطرأ في حياتهم، وعندها يتحول الأمر لديهم إلى حالة مرضية تسمى ميتاثيزوفوبيا، وتؤدي هذه الحالة إلى جمود التفكير، وعدم القدرة على التطور، كما تؤدي إلى ظهور بعض الأعراض النفسية كالشعور الدائم بالقلق، والاكتئاب، وأحيانًا الشعور بالتعب، والألم.

“اقرأ أيضًا: ما هو الوعي بالذات وما هي أهميته

أسباب الخوف من التغيير

أسباب الخوف من التغيير

توجد العديد من الأسباب التي تدفع إلى الخوف من التغيير كالخوف من الفشل، والخوف من المجهول، وقد يتطور هذا الخوف ليصبح ظاهرة مرضية تحمل معها الكثير من الأعباء النفسية على صاحبها، وتحرمه من الكثير من الفرص الإيجابية في حياته، كما تؤثر في علاقاته الاجتماعية، وفي بعض الأحيان يكون الخوف من التغيير مكتسبًا من البيئة المحيطة بالشخص، ومن أهم أسباب الخوف من التغيير:

الخوف من الفشل

يعتبر الخوف من الفشل من أهم أسباب الخوف من تغيير نمط الحياة على الرغم من التغيير السريع والمستمر في الحياة، وإن هذا الخوف قد يفوت الكثير من الفرص التي قد تكون سببًا هامًا للنجاح سواء على الصعيد المهني، أو الاجتماعي، فقد يخاف الإنسان من تغيير عمله رغم أنه لا يحقق طموحاته، أو قد يؤدي إلى الابتعاد عن أشخاص قد يكون لهم تأثير إيجابي في حياته.

الخوف من المجهول

يميل الأشخاص الذين لديهم خوف من التغيير إلى البقاء في منطقة الأمان التي تسمح لهم بممارسة حياتهم التقليدية اليومية دون أي تغيير خوفًا من النتائج غير المتوقعة، وعلى سبيل المثال قد يخاف البعض من فكرة الزواج بسبب خوفهم من تغيير نمط حياتهم، وقلقهم بشأن النتائج التي تحملها لهم هذه التجربة، ولذلك فإن الخوف من المجهول من أهم الأسباب التي تمنع التقدم نحو الأمام.

الخوف المكتسب من البيئة المحيطة

قد يعود خوف الأشخاص من التغيير إلى البيئة التي عاشها الشخص في مرحلة الطفولة، وطريقة تعامل الأهل فيما بينهم، فقد ينقل الأهل مخاوفهم إلى الطفل، ويبقى هذا الخوف مرافقًا له بقية حياته، وعندها يصعب عليه تغيير مواقفه بسهولة، أو اتخاذ أي قرارات من شأنها تطوير حياته نحو الأفضل.

الخوف من المواقف

يعتاد بعض الأشخاص العيش في واقع مفروض عليهم، ويستطيعون التأقلم معه مع مرور الوقت، ويعتبر أي تغيير في هذا الواقع بالنسبة لهم سببًا من أسباب الخوف نظرًا لما يخلفه ذلك من الشعور الدائم بالقلق وعدم الاستقرار، ومن أحد أشكال هذا التغيير هو تغيير الوظيفة أو مكان العيش، ويعود ذلك غالبًا إلى قلة الثقة بالنفس، والخوف من نتائج هذا التغيير على الحياة.

الظروف النفسية

تلعب الظروف النفسية السيئة دورًا كبيرًا في خوف الشخص من التغيير، ويبقى تأثير هذه الظروف وقتًا طويلًا، فهي تجعل الشخص غير متوازن نفسيًا، وغير قادرًا على التطور في حياته، ومن أمثلة هذه الظروف الخسارة المادية، أو خسارة أشخاص مقربين.

“قد يهمك أيضًا: بناء الثقة بالنفس

طرق علاج الخوف من التغيير

طرق علاج الخوف من التغيير

يعتبر الخوف من التغيير نوع من أنواع المشاعر التي تحمل لصاحبها العديد من النتائج السلبية، ولا بد من علاجها بطريقة صحيحة، وذلك من خلال تغيير بعض العادات التي تساعد في التغلب على أسباب هذا الخوف، وفيما يلي 7 من أهم طرق علاج الخوف من التغيير:

البدء بالتغيير

يمكن البدء بالتغيير انطلاقًا من تغيير طريقة التفكير والابتعاد عن الشك بالقدرات، وتعزيز الثقة بالنفس، ومن ثم القيام بالخطوة الأولى، وخوض مغامرة جديدة، ويجب على الشخص التحدث مع نفسه عن الوسائل التي تساعده على المضي قدمًا، فذلك له دور كبير في البدء باتخاذ قرارات صحيحة تؤدي إلى النجاح.

التغلب على التوتر

إن التوتر من أهم الأسباب التي تؤثر في القدرة على التغيير، وذلك لأنه يؤثر في جميع المجالات سواء على الصعيد المهني أو الاجتماعي، وعادةً ما يدعو إلى الفشل، ولذلك يجب التغلب على التوتر، والفصل بينه وبين القرارات المتخذة.

الاستماع إلى الآخرين

إن الاستماع إلى الآخرين يسهل اكتساب الخبرات، وتعلم الأشياء الجديدة، كما يزيد من الوعي بالأمور المحيطة، في حين أن التمسك بالرأي حتى لو كان صائبًا قد يبعد الأشخاص المحيطين، ويعزز الشعور بالإحباط.

عدم المقارنة مع الآخرين

إن وجود أشخاص ناجحين في حياة الشخص لا يعني فشله، وإنما يجب عليه التفكير مليًا بالإنجازات التي حققها منذ بداية عمله، كما يجب عليه تعزيز ثقته بنفسه ليتمكن من مواجهة الصعوبات التي ستمر في حياته، ولذلك يجب على الشخص عدم المقارنة مع الآخرين، فإنجازات كل شخص تختلف بحسب ظروفه وإمكانياته.

تخصيص وقت للتأمل والاسترخاء

إن تخصيص وقت للتأمل والاسترخاء يساعد الشخص على استجماع قواه للبدء من جديد بقوة وإرادة، وهذا بالتأكيد سيكون له دور كبير في تخفيف التوتر والاضطراب النفسي، ويعزز التفكير الإيجابي الذي يدفع للتغيير بسهولة أكبر.

ممارسة هوايات جديدة

تساعد ممارسة الهوايات الجديدة في الابتعاد عن الروتين الذي يعتبر من أهم أسباب خوف الأشخاص من التغيير، كما يمكن ممارسة نشاطات جديدة تخفف من التوتر والضغط النفسي كالذهاب في رحلة للتعرف على مناطق جديدة.

التعامل مع أشخاص إيجابيين

فالأشخاص الإيجابيين لهم دور كبير في تغيير طريقة التفكير السلبية التي تحد من القدرة على التغيير، كما أن التعامل معهم والاستماع لآرائهم قد يدفع لخوض مغامرة جديدة تؤدي إلى النجاح، ويجب الابتعاد قدر الإمكان عن الأشخاص السلبيين الذين يمتلكون نظرة تشاؤمية لأن ذلك يعزز الشعور بالخوف من التغيير.

“شاهد أيضًا: طريقك نحو السعادة

أنواع الخوف من التغيير

يعتبر الخوف من تغيير نمط الحياة على اختلاف أسبابه هو شعور سلبي، وله نوعان رئيسيان، وهما:

  • الخوف البناء: وهو الخوف المبني على حقائق واضحة تنذر بوقوع الضرر في حال تم التغيير، وبالتالي يحذر من الوقوع في الخطر.
  • الخوف المدمر: وهو الخوف الذي لا يشير إلى وجود تهديد من التغيير، ولكنه يسيطر على العقل، ويزرع فيه فكرة وجود تهديد حقيقي، وقد يؤدي ذلك إلى الإصابة بالاكتئاب (Depression)، والعزلة، والشعور بالتعب الجسدي، والنفسي.

في الختام نجد أن الخوف من التغيير في حال زيادته عن حده الطبيعي يصبح حالة مرضية تؤدي إلى الفشل في الحياة، وذلك لما تتركه من آثار سلبية على طريقة التفكير، والقدرة على اتخاذ القرارات الصحيحة، وينبع هذا الخوف من عدة أسباب، ويمكن علاجه باتباع بعض الطرق الإيجابية.

[ppc_referral_link]