الذكاء التواصلي عند الإنسان وأنواعه

الذكاء التواصلي عند الإنسان وأنواعه
Share this post with friends!

الذكاء التواصلي عند الإنسان وأنواعه

يوجد الكثير منَ الأشخاص الأذكياء في عالمنا الذينَ ساهموا في تقدّم البشرية وتطوّرها وتسهيل الحياة وتبسيطها، وكل فردٍ منّا يمتلك قدرات عقلية تختلف عن الآخر، ويعتقد البعض أنَ ذكاء الإنسان مرتبط بشهاداته العلمية أو درجاته العالية في المدرسة، إلّا أنَ الذكاء بمفهومه هوَ قدرة الفرد في التعلم واكتساب المعلومات من خلال تجربته في الحياة.

ومنَ الجدير بالذكر، أنَ الذكاء مرتبط بقدرة الشخص على تحليله للأحداث من حوله وقدرته على التعامل معها وفهمه للأشياء واستنتاجه وسرعة بديهته وقدرته في التأقلم والتكيف معَ البيئة المحيطة وخلق الفرص، ويعتقد علماء النفس أنَ الذكاء صفة مكتسبة وأغلبهم يعتقد أنهُ وراثي، فيُمكن تفاوت نسب الذكاء بينَ الأشخاص باختلاف التجارب السابقة والظروف والبيئة التي يعيشون بها واختلاف الأهداف والمنهج الذي يتم اتباعه والعوامل الاجتماعية والنفسية أيضاً.

ونوّد الإشارة، أنهُ توجد عدّة أنواعٍ مختلفة للذكاء مثل {الذكاء الرياضي الحركي، الذكاء الرياضي المنطقي، الذكاء اللغوي، الذكاء التصويري المكاني، الذكاء الاجتماعي، الذكاء الموسيقي، الذكاء الفردي، الذكاء العاطفي} ويوجد نوع مركب يُسمى {الذكاء التواصلي} كونهُ يستند على 4 أنواع منَ الذكاء تمَ تصنيفها، ولذلك ما المقصود بالذكاء التواصلي؟ وما هيَ أنواعه؟

أنواع الذكاء التواصلي

ما المقصود بالذكاء التواصلي؟

هل يُمكن أن يمتلك الإنسان أنواع متعددة منَ الذكاء في آنٍ معاً؟ منَ المُمكن أنهُ سؤال يُراود أذهان الكثيرين، والجواب يكمن في نظرية العالِم {جاردنر} الذي كشفَ بعدَ دراسةٍ معمّقة عن الذكاء التواصلي الذي يُمكّن الإنسان من امتلاك عدّة أنواع مختصة بالذكاء.

ونوّد الإشارة، أنَ الذكاء التواصلي هوَ قدرة الفرد على التعامل معَ الآخرين وكسب محبتهم والتواصل معهم بأريحية، فالأفراد الذينَ يتسمون بهذا النوع منَ الذكاء هم أشخاص محبوبون وجذابون ومقبولون في المجتمع، فعندما يتواجدون في أي مكان يتم الترحيب بهم ومعاملتهم بأسلوبٍ لطيف، وفي بعض الأحيان يتم توظيفهم كأشخاص مؤثرون على المجتمع وقادرون على إقناع الأفراد بفكرةٍ معينة.

علاوة على ذلك، هذا النوع منَ الذكاء يجعل الفرد قادراً على التواصل غير اللفظي واللفظي معاً، فيتمكّن من انتقاء الكلمات المبسطة والمفهومة أثناءَ الحديث معَ الآخرين، ويحترم آرائهم ورغباتهم ويُصغي إليهم دونَ مقاطعتهم، ولهُ القدرة في توصيل أفكاره بطريقةٍ جاذبة بحيث يستمتع الطرف الآخر عندما يُنصت إليه، كما أنَ لغة جسده تتناسب معَ كلامه والموقف المتواجد بهِ.

علاوة على ذلك، نُلاحظ أحياناً عدّة أفراد يتمكّنون من فهم مشاعرنا واحتواءنا وعرض وجهات نظرهم وآرائهم بشكلٍ يُؤثر علينا، فإقناع الطرف الآخر والتأثير بهِ ليسَ بالأمر السهل إلّا إذا كانَ الإنسان يتمتّع بالذكاء التواصلي.

ما هيَ أبرز أنواع الذكاء التواصلي؟

هل أنتَ من أصحاب الذكاء التواصلي أم أنكَ تعتقد ذلك ولكنكَ غير متأكد؟ إذاً يُمكنكَ اكتشاف نفسك من خلال امتلاكك لأنواع الذكاء الآتية، فإذا كانت متواجدة في شخصيتك فأنتَ تتسم بهذا النوع منَ الذكاء، ومن أنواعها:

  • الذكاء اللغوي: وهوَ نوع فرعي من أنواع الذكاء التواصلي، يُقصد بهِ القدرة على استعمال المفردات واللغة والتعبير عن الرأي بشكلٍ مبسطٍ ومؤثرٍ على الطرف الآخر، فالفرد عندما يتمكّن من طرح معلوماته وآرائه وأفكاره حولَ قضيةٍ معينة، ويُؤثر على المستمع إليه لأنَ كلماته ينتقيها بحذر ويُرتبها بشكلٍ دقيق فإنهُ ذكي لغوياً.

 كما أنَ قوّة البلاغة والخطاب قد تُؤدي لكسب آراء الكثيرين مثال على ذلك {مسرحية شكسبير بعنوان يوليوس قيصر} التي نجحَ بها لصالحه.

  • الذكاء الاجتماعي: أيضاً من أنواع الذكاء التواصلي الفرعية، ويُقصد بهِ قدرة الإنسان على ضبط نفسه في المواقف الحرجة وقدرته على التصرف بذكاء، بالإضافة لقدرته على الاستماع والإنصات للآخرين والتواصل معهم، وقدرته في التحكّم بعواطفه من خلال وعيه العاطفي، ويجب أن يشعر بالآخرين ويترك انطباع جيد لكل فردٍ جديد يلتقي بهِ.
  • الذكاء الانفعالي: يُقصد بهذا النوع قدرة الفرد على إدارة عواطفه ومشاعره تجاهَ الآخرين، وأن يكون قادراً على وضع أهداف حقيقية ومحددة والتفكير بإيجابية وقدرته في فهم مشاعر الناس من حوله وفهم لغة أجسادهم، بالإضافة إلى استخدام التقنيات المُساعدة على ضبط النفس أثناءَ الشعور بالسلبية أو العصبية.
  • الذكاء الذاتي: يُقصد بهِ فهم الإنسان لذاته ولأفكاره وأهدافه وطموحاته وتطلّعاته المستقبلية والقدرة على التخطيط والتنظيم والتنفيذ وتجنب السير بعشوائية، كما أنَ الثقة بالنفس وتقدير قيمة الذات لهما أهمية بالغة في هذا النوع منَ الذكاء.

فالإنسان الذي يمتلك الذكاء الذاتي قادر على اتخاذ القرارات والنجاح والتفكير بإيجابية، وعادةً يتم توظيف هؤلاء الأفراد في إدارة المؤسسات وأقسام الموارد البشرية ومنهم يتم اختيارهم كقائد أو رئيس لشركة أو مؤسسة.

قد يهمك: ما هو نوع ذكائك بحسب علم النفس؟

ما هيَ مميزات الإنسان الذي يمتلك ذكاء تواصلي؟

إنَ امتلاكك لهذا النوع منَ الذكاء أمر رائع لأنكَ تتميز بعدّة إيجابيات مثل:

  • قدرتك في التعرّف على أشخاص جدد والتكيف معهم والاستماع لهم مهما اختلفت وجهات نظرهم عنك.
  • قدرتك على اتخاذ القرارات الصائبة التي تُساعدك في التطوير والوصول لأهدافك بطريقةٍ صحيحة، فأي قرارٍ تتخذه نابع من تفكيرٍ طويل وتعمّق في كل تفصيلٍ صغير، كونكَ تتأنى قبلَ فعل أي شيء حتى تتأكدّ من دراستك له.
  • قادر على خلق أفكار جديدة وإبداعية تُساعدك في حياتك الاجتماعية والمهنية.
  • تُحاول تعلم أي شيءٍ جديد وخاصةً الاستماع إلى تجارب الأفراد من حولك بهدف التعلم منها.
  • قادر على فهم نفسك وإدراك مشاعرك والتعامل معها بطريقةٍ سليمة، فلا تدع عواطفك تتحكّم بكَ كباقي الأشخاص بل أنتَ المتحكم بها والمسيطر عليها.
  • قادر على ترك انطباع مميز في نفوس الآخرين أثناءَ حضور أي مناسبة أو فعّالية.
  • يشعر الأشخاص من حولك بالولاء والثقة بكَ، وخاصةً إذا كنتَ تعمل في منصبٍ كبير.
  • قادر على الاندماج معَ ثقافات الناس المختلفة دون أي عائق.
  • قادر على استخدام لغة جسدك بشكلٍ صحيح في أي مكانٍ تتواجد بهِ.
  • قادر على التمتع بثقة أكبر في النفس وحالة نفسية جيدة.

إذا كنتَ تشعر بأنكَ على وشك الوصول لدرجة الذكاء التواصلي، فما عليك إلّا دراسة مشاعر الآخرين وإتقان التعامل معها بطريقةٍ صحيحة دونَ فرض آرائك أو شعورك بالعصبية والعناد، كما أنَ مستواك اللغوي يجب تطويره بشكلٍ يومي من أجل مساعدتك في الإفصاح عن آرائك بمفرداتٍ سليمة من خلال دراسة اللغات التي تحتاجها والاستماع والقراءة والتواصل.

وقبلَ أي شيء عليكَ معرفة نفسك وإدارة أفكارك وتنظيمها والبدء بتطوير نفسك منَ الداخل عن طريق ضبط مشاعرك والتحكّم بها والسيطرة على ردود أفعالك، وبعدَ مرور عدّة أشهر ستُلاحظ أنكَ ازددتَ ثقافة ووعي واكتسبتَ الذكاء التواصلي الذي ستُؤثر بهِ على الأشخاص من حولك.

{{نأمل أن يعجبكم المقال أيها الرائعون}}.

0 thoughts