الذكريات المؤلمة
كل إنسان لهُ العديد منَ الذكريات خلالَ مراحل حياته، فأحياناً الشخص البالغ يتذكر طفولته الجميلة أو يتذكر بعض التفاصيل التي تجمعه بوالديه ويتذكر مرحلة طفولته بأكملها من حيث اللعب والتعلم والنجاح والفرح، ولكن بالمقابل كل فرد يمتلك جانبين منَ الذكريات {الجانب الأول: هوَ الجانب السعيد والمليء بالفرح} {والجانب الثاني: هوَ جانب مخفي أو يحتوي على تفاصيلٍ تُؤلم الفرد أثناءَ تذكرها}.
ومنَ الجدير بالذكر، أنهُ يوجد بعض الأفراد الذينَ يعيشون في الماضي، فيتخلون عن الحاضر ولا يُخططون للمستقبل بل غارقين في ذكريات الماضي السيئة التي تُصيبهم بالإحباط والاكتئاب، وأحياناً يشعرون أنَ الزمن توقفَ في تلكَ اللحظة ولن يستطيعوا المواصلة في أي شيءٍ جديد، فالذكريات لا تموت في ذهن الإنسان، بل تختبئ لوقتها حتى تظهر وتفضح نفسها في إحساس الشخص كونهُ لا يُمكنهُ استعادة تلكَ اللحظات أو تغييرها، ولأنَ التخلص منَ الذكريات الأليمة أمر مهم جداً لنفسية الفرد وصحتّه ونجاحه في المستقبل، يجب عليهِ أن يفهم ما هيَ الطرق التي تُساعده على انتشال تلكَ الذكريات من ذاكرته وتجنب جذبها إليه معَ مرور الوقت، فما هيَ أفضل 8 طرق للتخلص من الذكريات المؤلمة؟
أفضل 8 طرق للتخلص من الذكريات المؤلمة
صديقي القارئ،، نُقدّم لكَ في هذا المقال أفضل 8 طرق لمُساعدتك في نسيان التجارب المؤلمة والذكريات السيئة وتخطيها تدريجياً:
تحديد الذكريات المؤلمة:
في البداية حاول أن تحصل على استراحة منَ العمل وتذهب بمفردك إلى مكانٍ هادئ لتُريح نفسيتك وتستعيد أفكارك لتجميعها وتنظيمها، وبعدَ أن تسترح قليلاً اسأل نفسك بعمق، ما هيَ الذكريات التي أحبها وأعشق تفاصيلها، حددها ومن ثمَ دونها على دفترٍ صغير وضعهُ بجانبك فكلّما كنتَ منزعجاً افتح أوراق هذا الدفتر وابدأ بالضحك والتبسم عليها، وبالمقابل فكّر قليلاً ما هيَ الذكريات التي تُسبب لي الألم والإزعاج، حدّدها ومن ثمَ دونها وابدأ بالتمعّن بها قليلاً.
حدّد النقاط المزعجة:
بعدَ أن تُدوّن ذكرياتك الأليمة على الدفتر، فكّر ما هيَ النقاط التي تُسبب لكَ التوتر والألم في هذه الذكريات؟ ولماذا تُسبب لكَ الألم؟ إذا شعرتَ أنكَ السبب الرئيسي بها، حاول أن تنتشلها من ذاكرتك للأبد، ويتم ذلك من خلال التفكير بأنَ الماضي لن يعود وأنَ الإنسان يُخطئ ويجب عليهِ أن يُجرب الصعاب حتى يتعلم من أخطاءه أو من ذكرياته الأليمة، وفكر برويّة ما هوَ الدرس الذي تعلمته من هذه الذكريات؟ هل تعلمتَ تجنب الثقة بالآخرين؟ أم أنكَ تعلمتَ أن تكون قوياً وتعتمد على نفسك؟ فكر بالنتيجة الإيجابية التي حققتها لكَ تلكَ الذكريات، ومن ثمَ اجمع الورقة بيديك واحرقها، ستشعر بالراحة والطمأنينة من خلال هذه الخطوة.
امنح نفسكَ وقتاً:
إنَ هذه الطريقة ستضمن لكَ العافية والصحة النفسية على المدى الطويل، فأحياناً نجد أنَ بعض الأشخاص يتعرّضون للخذلان والصدمات والمواقف القاسية ولكنهم يضحكون ويسخرون منها باعتبارهم أنهم أقوياء، وفيما بعد بعدَ مرور أسابيع أو أشهر نجدهم يبكون ويكتئبون على أسبابٍ عادية، ولكن هذا الحزن الذي يُخزّن في عمق الإنسان لا يُمكن أن يتجاوزه إلّا بطريقةٍ واحدة وهيَ تفريغ هذه الطاقة منَ الجسم والتعبير عن المشاعر، فعندما تُواجه أي صدمة أو تتذكر ذكريات أليمة خذ قسطاً منَ الراحة وتعافى من صدمتك بعدَ أن تُفكّر بها ولماذا اختارها الله لكَ وماذا استفدتَ من تجربتك الأليمة، وفرّغ طاقتك بأي شيءٍ تُحبه مثل الرياضة أو الصراخ في مكانٍ بعيد أو البكاء، فالتفريغ يُريّح الإنسان ويُعدّل من مزاجه.
حمّل نفسكَ المسؤولية:
لا تكن شخصاً ضعيفاً عندما تتذكر ماضيك المؤلم، ولا تُلقي اللوم على الآخرين وتلعب دور المظلوم وتبدأ بالاكتئاب والبكاء على نفسك، بل انظر من جانبٍ آخر وحاول أن تسأل نفسك لماذا حدثَ معي هذا الشيء؟ لأنني كنت خائف؟ أم ضعيف؟ أم شخص طيب يثق بسرعة؟ وبعدَ أن تعلم ما هوَ السبب في ذلك، حاول أن تُعدّل من نفسك ومن تصرفاتك وتجعلها أكثر اتزاناً وتبدأ بتحمل مسؤولية تصرفاتك والتفكير بعقل في أي قرارٍ أو موقفٍ يحصل لكَ.
تخلص من تفاصيل الذكريات:
توجد فئة منَ الأفراد يحتفظون بذكرياتٍ تُسبب لهم الألم والحزن، وكُلّما يُشاهدونها يبدؤون بالبكاء والتحسّر، وأحياناً تكون هذه الذكريات مثل هدية، ورقة، منديل، لعبة أو أي شيءٍ آخر، وإذا كنتَ تُريد التخلص من ذكرياتك السيئة نهائياً، فيجب عليك أن تجمع كافة التفاصيل المتعلقة بها ومن ثمَ رميها في أقرب قمامة، أو إذا كانت هذه الذكريات غالية على قلبك أو تعود لشخصٍ ميت، فيُمكنكَ وضعها في مكانٍ بعيد والاحتفاظ بها بعيداً عن مكان عملك وحياتك اليومية كي لا تُؤثر عليك.
املأ وقتك:
يُعدّ من أفضل الحلول التي تُساعد على التخلص منَ الذكريات المؤلمة، فالإنسان الذي يجلس طوالَ نهاره في غرفته ويسهر لأوقاتٍ متأخرة منعزلاً عن الآخرين، بالتأكيد ستأتي إليه جميع الأفكار السوداوية والكئيبة والذكريات الأليمة، لذلك في خطوتك الأولى ابحث عن عملٍ يُتيح لكَ الاختلاط بالمجتمع والتعرّف على أشخاص جدد، ومن ثمَ ابدأ بتغيير حياتك وروتينك اليومي الممل من حيث تغيير ديكور غرفتك أو تغيير تسريحة شعرك وملابسك، فالتجديد يملأ النفسية بالطاقة والراحة.
التسامح مع نفسك ومع الآخرين:
حسناً إنها خطوة جريئة بعض الشيء وتُعتبر صعبة للبعض، ولكنها مريحة لنفسيتك وتضمن لكَ الصفاء الداخلي، فعندما تتذكر أي إنسانٍ سبّبَ لكَ الأذى حاول أن لا تحقد عليه أو تمنحه من وقتك، بل فكر قليلاً أنَ الله سبحانه وتعالى يعلم جميع التفاصيل التي تحدث في حياتنا، وهوَ الذي يُحاسب عباده على أخطائهم، لذلك وكّل أمرك لله تعالى وسامح الآخرين ولكن إياكَ الاقتراب منهم حاول نسيانهم وابدأ بحياتك الجديدة، ونوّد الإشارة إلى أنَ مسامحة نفسك على الأخطاء التي ارتكبتها أمر مهم للتخلص من تأنيب الضمير، والتوبة هيَ الحل الوحيد من خلال التقرب لله تعالى والالتزام بحياتك والتعلم منَ السابق، اعتبر كل موقف حدثَ لكَ أو خطيئة أنتَ ارتكبتها هيَ درس لتتعلم ما هيَ النقاط الصحيحة في الحياة واستغلالها على أكمل وجه.
تحديد الأهداف المستقبلية:
في الطريقة الثامنة والتي تُعتبر الأخيرة، عليكَ أن تُفكّر بماذا أنتَ مبدع؟ فلا يوجد إنسان على وجه الأرض ولا يمتلك موهبة أو إبداع في مجالٍ ما، إذا كنتَ تُجيد الطهي أو الحياكة أو الرسم أو الصوت الجميل بإمكانك توظيفه لصالحك، والبدء بالتخطيط لمستقبلك ونجاحك المهني عوضاً عن استعادة الذكريات الأليمة، فهذه الأهداف ستُحقق لكَ فوائد كبيرة على المدى الطويل على عكس الذكريات التي تضرّ بصحتك النفسية وتسلب منكَ عافيتك الجسدية.
اقرأ أيضًا: كيف تتخلص من الوحدة
هل تعلم أنهُ يُمكنكَ التحكم في عقلك؟ فالحل في متناول يديك، عندما تُفكر بالأمور السيئة تحدث أمور أسوأ منها، وعندما تُفكّر بإيجابية وتُسلّم أمركَ لله ستُلاحظ تغيير إيجابي في حياتك، فلا تدع الماضي يسرق منكَ لذّة الحاضر وشوق المستقبل، بل استمتع في كل لحظة لديك وحاول أن تستغلها في الأعمال الخيرية واكتساب العلم والمعرفة، عوضاً عن لوم النفس على ذكريات لم ولن تعود.
{نأمل أن يعجبكم المقال أيها الرائعون}}.