انتشرت الرواية منذ قديم الزمان كنوع من أنواع الكتابة الأدبية الشيقة واحتلت شعبية واسعة بين الناس بسبب المتعة التي تقدمها للقارئ. تتنوع بين روايات بوليسية أو روايات رومانسية وتاريخية وغيرها الكثير من الأنواع الأخرى.
لكي نفهم ماهية عناصر الرواية يجب أن نتعرف إلى مفهومها أولًا حيث تعد نوع جديد من أنواع السرد القصصي والتي تتكون من عدد معين من الشخصيات. تقدم كل شخصية خلال أحداث الرواية العديد من الانفعالات والتداخلات الخاصة بها. يمكن القول أن الرواية الأدبية هي النوع الأحدث من الأدب النثري القصصي وتطورت عبر التاريخ شكلًا ومضمونًا لدرجة كبيرة.
سنتعرف في هذا المقال على عناصر الرواية وطريقة كتابتها.
ما هي عناصر الرواية؟
إن كل فن من فنون الأدب يجب أن يمتلك بعض العناصر التي يرتكز عليها في بنائه وبدون هذه العناصر يفقد قيمته وقدرته على إيصال الأفكار. نذكر 7 عناصر للرواية:
أولًا: الراوي
الراوي هو العنصر الأهم بين كل عناصر الرواية، حيث أن تواجده ضروري جدًا لتكتمل معانيها ويعتبر الشخص الوحيد الذي يلم بكل الشخصيات وأحداثها وله نوعين:
- راوي محايد: وهو نوع خفي غير ظاهر ويكون على علم بكل ما يدور بالأحداث وبأسرار كل شخصية، وكمثال على ذلك نذكر الراوي الذي استخدمه نجيب محفوظ في روايته المشهورة ” بين القصرين”.
- راوي يروي عن نفسه: وهو يستطيع نقل الأحاسيس والمشاعر للقارئ بصورة أفضل نظرًا لكونه قد عاش كل الأحداث والتفاصيل بنفسه والتقى بكل الشخصيات المذكورة، ولكن تنقصه القدرة على التعبير عن مشاعر الشخصيات الأخرى لأنه لا يعلم خباياها.
ثانيًا: الزمان والمكان
وهو أيضًا عنصر مهم لأنه من الأجزاء الرئيسية وبدونه لا يوجد قصة أو حدث مهم. إن الزمن في القصة يعتبر الوقت الذي يجمع بين كل من الزمن الخاص بكل الأحداث المذكورة وأيضًا الزمن أو الوقت الخاص بالرواية كاليوم أو الشهر. أما المكان فهو الموقع الذي حدثت فيه كل الأحداث ويجب على الكاتب أن يصفها بدقة بالغة لكي ينمي خيال القارئ ويزوده بكل التفاصيل.
ثالثًا: العقدة
الحبكة تعد العنصر الرئيسي للأحداث فهي التي تعطي السرد القصصي التشويق والإثارة وهما سمتان مهمتان في كل عمل أدبي.
عندما نشاهد عمل درامي أو فيلم والذي في البداية يكون مجرد حبر على ورق فإن أكثر ما يجذبنا هو التشويق الموجود ضمن الأحداث لذلك لا يجب إهمال هذا العنصر الهام. تكون العقدة عبارة عن عنصر يضيف الإثارة للأحداث، فعلى سبيل المثال يمكن أن يكون بداية للصراع بين الأبطال والذي يتم وضعه من قبل الكاتب وبعدها تبدأ الاحداث بالتطور بشكل سريع لتنحل هذه العقدة في نهاية السرد الروائي.
رابعًا: الشخصيات
لا تقل الشخصيات أهمية عن بقية العناصر الأخرى حيث تضيف عنصر الحركة للأحداث فلا يمكن أن نقوم برواية قصة واقعية بدون وجود أي أشخاص فيها يتحركون ويتكلمون ويتفاعلون مع بعضهم.
باعتبار أن الرواية هي قصة طويلة جدًا وغالبًا ما تكون مستوحاة من الواقع، فمن الطبيعي جدًا وجود شخصيات متفاعلة تدور حولها القصة إضافة إلى الحيوانات والنباتات، وكل ما يتعلق بالرواية من عناصر الحياة الطبيعية التي خلقها الله عز وجل على وجه الأرض.
لا ننسى وجود المشاعر والأحلام بكل ما فيها من آلام ومخاف وآمال، لأن كل شخصية بالنهاية هي كائن بشري يمتلك نقاط قوة ونقاط ضعف ويحلم بالوصول إلى أهداف معينة. تنقسم الشخصيات الموجودة إلى الأبطال الأساسيين والأبطال الثانويين ويختلفون في كونهم داعمين لبطل القصة أو أعداء له يواجهونه باستمرار.
خامسًا: الحوار
وهو يتضمن كل الأحاديث التي يتداولها أبطال القصة بين بعضهم خلال مجريات الأحداث ويكون الهدف الأساسي منها غالبًا هو نقل المعنى المراد من هذه الرواية إلى القارئ.
سادسًا: فكرة الرواية
هو الموضوع الأساسي الذي تبحث فيه كما يمكن أن نقول أيضا أنها الفكرة التي تلهم الكاتب تأليف الأحداث عنها وكتابة ما يخطر بباله لذلك تعتبر الكلمة المحورية الأساسية التي تتمركز حوله الرواية.
سابعًا: الحبكة
هي التي تحدد مستوى براعة الكاتب حيث أنه يجب أن يضبط الحبكة بشكل مناسب ويصف الفكرة بطريقة مبتكرة نوعًا ما بهدف تسلية القارئ وبث روح التشويق لديه. تظهر الحبكة في سياق الأحداث التي تدور حولها فكرة الرواية كلها وتهدف إلى حل المشكلة وفك العقدة التي يعاني منها البطل.
يجب أن يكون تسلسل الأحداث طبيعي إلى حد ما ومتصاعد بشكل تدريجي حتى النهاية حيث يوجد الحل.
“قد يهمك أيضًا: أكثر 7 روايات حزينة تدعو للاكتئاب“
ثامنًا: عناصر أخرى تكمل الرواية
هناك عناصر أخرى تكمل الرواية وأحداثها مثل اللغة والأساليب المستخدمة وهي من أهم العناصر التي يعد وجودها في الرواية ضروريًا لإغناء أحداثها.
كيفية كتابة رواية شيقة
إن السر الأول في نجاح أي رواية هو قدرة الكاتب على أن يستخدم إبداعه في تحويل عواطفه ومشاعره التي تتعلق بموضوع ما إلى عمل نثري متسلسل الأحداث يشد القارئ ويحفزه على متابعة القراءة.
بهدف كتابة رواية ناجحة يجب أن يتم اتباع الخطوات التالية:
- في البداية يجب أن يلتزم بتخصيص وقت معين ومحدد لكي يكتب فيه كل يوم أي تكون عملية الكتابة منتظمة إلى درجة كبيرة وبالطبع مع بقاء الواقعية ضمن الخطة وتحديد عدد الصفحات الممكنة في كل يوم.
- وضع مخطط منطقي في مرحلة التخطيط وهو أمر يساعد على الاستقرار على القصة التي ينوي كتابتها مع معرفة نوع الرواية وهو ما سيجعل الأفكار تتدفق أسرع.
- محاولة جعل القصة ممتعة قدر الإمكان حتى لا يضجر القارئ منها بسرعة ويمتنع عن إكمالها.
- من المهم أن يقوم الكاتب قبل بدء العمل بقراءة روايات شهيرة من النوع نفسه الذي ينوي الكتابة فيه لكي يلاحظ التفاصيل المهمة ويحاول السير على نفس المنهج.
- تقديم التجربة الشخصية بصدق وإتقان كبيرين.
- اختيار قصة صغيرة ذات معنى مهم وعميق ومغزى هادف والتوسع فيها فيما بعد.
- الاحتفاظ بكل المشاهد الجميلة التي تخطر له أثناء الكتابة وتوظيفها بشكل صحيح ضمن الأحداث.
- يجب تجهيز صفحة عنه تضم كل المعلومات مثل الاسم وتاريخ الميلاد والدور الذي سيلعبه ضمن الرواية.
“قد يهمك أيضًا: ما هو السرد؟ وما هي أنواعه؟“
في النهاية نؤكد على أهمية وجود عنصر التشويق والخيال عند كتابة أي رواية لكي تكون ناجحة وذات مغزى واضح ومفهوم. تغني ذهن القارئ وخياله، وتحفز لديه حب المعرفة والاطلاع.