الشخصية الانتقادية وكيفية التعامل معها

[faharasbio]

الشخصية الانتقادية وكيفية التعامل معها

نصطدم في حياتنا اليومية بالكثير منَ الشخصيات المتعددة سواءً في العمل أو في الأماكن العامة أو مكان انتظار الحافلات أو في أي زمانٍ ومكان، فالجنس البشري يتمتّع بشخصياتٍ مختلفة اكتسبها منَ البيئة التي يعيش بها ومن أساليب التربية ومن محاكاة الآخرين وتقمّص شخصياتهم مثل تقمّص الطفل لشخصية والده أو لشقيقه الكبير أو لأي فردٍ من عائلته، ويجب على الإنسان أن يتعامل معَ كل شخصية بأسلوبٍ مختلف لتفادي الاصطدام معهم نظراً لاختلاف آرائهم وأفكارهم، فالشخصية العميقة تحتاج إلى الفهم والاحتواء أما الشخصية النرجسية تحتاج للتجاهل وتركيز الفرد على نفسه وهكذا لكل شخصيةٍ تعامل خاص.

ولكن علينا بالذكر، أنهُ توجد شخصية صعبة نوعاً ما متواجدة في عالمنا وتُدعى {الشخصية الانتقادية}، فهل لاحظتَ من قبل أثناءَ نجاحك في الامتحان حاولَ أحد أقربائك السخرية من درجاتك كونها ليست كاملة؟ أو هل لاحظتَ أنَ زميلك في العمل ينتقد أسلوبك وطريقتك في التعامل معَ المهام في كل مرة يراكَ بها؟ لا بدَّ أنكَ صادفتَ هذا النوع خلالَ حياتك وتشعر بالقلق والارتباك أثناءَ الاقتراب من أصحاب هذه الشخصية كونهم ثرثارين ومغرورين وينتقدون بشكلٍ لاذع، ولذلك ما المقصود بالشخصية الانتقادية؟ وما هيَ أفضل 6 طرق للتعامل معَ أصحاب هذه الشخصية؟

ما المقصود بالشخصية الانتقادية؟

يُعدّ الانتقاد أمر طبيعي وخاصةً الانتقاد الإيجابي الذي يُحسّن من مهارات الفرد ويفتح عينيه على أمورٍ يغفل عنها أثناءَ عمله أو دراسته أو حياته، فمنَ الضروري أن ينتقد الوالدين سلوك طفلهم ويُحاولون تعديله من خلال زيادة فهم الطفل لأخطائه وكيفية تصحيحها بطريقةٍ تعكس حب والديه لهُ دونَ شتمه أو إهانته أو توبيخه بشكلٍ قاسٍ، ومنَ الضروري أن ينتقد مدير العمل إحدى موظفيه بطريقةٍ لطيفة من أجل زيادة كفائته في العمل والانتباه إلى أخطائه لتفاديها مرة أخرى.

ولكننا نقصد هنا بالشخصية الانتقادية هيَ التي تفتعل المشكلات والصراعات معَ الآخرين في كل مكان، فيتسم أصحاب هذه الشخصية بالغرور ومحاولة إثبات أنهم الأكثر ذكاءً ولا يُمكن لأي إنسان تحديهم كونهم يعتقدون أنهم الفائزون دائماً، ولذلك يبدؤون بإلقاء الكلمات الجارحة المليئة بالنقد على الطرف الآخر من أجل زيادة شعوره بالخوف والتقصير وتأنيب الضمير.

ونوّد الإشارة، أنَ الانتقاد الدائم يُفقد الإنسان سعادته ويُقلّل من ثقته بنفسه، فعندما يميل الزوج لانتقاد زوجته بشكلٍ لاذع سيتحوّل المنزل إلى جحيم بسبب سوء المعاملة وزيادة المشاكل بينهما، وعندما ينتقد الموظف زميله في أي مشكلةٍ يقع بها يدّل هذا التصرّف على وجود نقص بداخل المنتقد ويُريد إشباع رغباته بانتقاد زملائه للتقليل من قيمة عملهم وجهدهم مهما كانَ مميزاً.

ما هيَ أفضل 6 طرق للتعامل معَ الشخصية الانتقادية؟

علينا القول في البداية أنهُ يوجد نوعان من هذه الشخصية {الإنسان المنتقد بهدف الحب والتصحيح} {والإنسان المنتقد بهدف تثبيط العزيمة والتقليل من شأن الطرف الآخر} ومن هنا عليكَ أخذ الانتقاد الإيجابي والتركيز بهِ للتطوير من نفسك في النوع الأول، وبالانتقال للنوع الثاني يُمكنكَ التعامل معهُ عن طريق الطرق الآتية:

املأ عقلك عندما تجلس معه:

أحياناً يضطر الإنسان للتعامل معَ الشخص الانتقادي فقد يكون أحد أفراد الأسرة أو رئيسك في العمل، ولذلك عندما يجلس بجانبك ويبدأ بانتقادك حاول تجنب التركيز في كلامه عليك، لأنَ عقلك الباطن سيُرّكز هذه الأفكار ويُصدّقها في كثيرٍ منَ الأحيان ويُسبب لكَ التراجع في حياتك أو عملك المهني.

ومن هنا بيّن لهُ أنكَ تُنصت إليه، ولكن عندما يُلقي عليكَ هذه الكلمات مثل {أنتَ فاشل، أنتَ لا تنفع لأي شيء، أنتَ ولد سيء} أشغل عقلك بالتفكير في أي شيءٍ تحبه، مثل تذكر رحلة معَ أصدقائك أو تذكر شخص تحبه أو حاول تذكر أغنية في عقلك ورددها إلى حين انتهاء كلامه إليك.

التطوير من نفسك:

هل تعلم أننا بحاجة لوجود أشخاص ذو عقليةٍ انتقاديةٍ في حياتنا؟ فإنهم يعتقدون أنهم يُؤثرون علينا بكلماتهم الجارحة ولكن هل لكَ أن تتخيل فوائد وجودهم من حيث زيادة تركيز الإنسان على تطوير أي عيبٍ يُلاحظه من خلال انتقادهم المستمر؟ فأحياناً ينتقدونك لأي شيءٍ تفعله بغرض إشباع رغباتهم ولكنكَ تفتح عينيك على نقاطٍ كنتَ قد تجاهلتها ومن خلال نقدهم انتبهتَ لوجودها.

ولذلك حاول التركيز على نفسك أكثر وطوّر من مهاراتك عندما تُلاحظ أنَ انتقادهم المليء بالسخرية قد أصابَ الهدف في رأسك لنجاح خطتك وتغيير أفكارك لمنحىً آخر.

تجنب الجدال معه:

هذا ما يُريده الإنسان المنتقد أن يستفزكَ لأبعد حدّ من أجل أن يُخرج أسوأ ما بداخلك ولاستنزاف طاقتك، فعندما يُلاحظ أنكَ تتجادل معه عندما ينتقدك وتبدأ بالصراخ عليه وانتقاده بذات الطريقة، ستتفاقم المشكلة وربما يشعر بحالةٍ منَ الرضا لأنهُ استطاعَ استفزازك.

ولكن كن أنتَ الأذكى وحاول أن تتجاهله قدر الإمكان والإنشغال بأي شيءٍ تراه أمامك، فسيشعر بحالةٍ منَ الاستفزاز وبعدَ فترةٍ قصيرة سيشعر بالملل تجاهك وينتقل لانتقاد زميلٍ آخر لهُ في العمل.

تعلّم ضبط النفس:

إنَ كل فردٍ منّا يحتاج لتفريغ طاقته بشكلٍ يومي بسبب الضغوطات في العمل والحياة، ولكن لا تُفرّغ طاقتك في الصراخ والمشاكل معَ هذه الشخصية، لأنَ هذا التصرف سيُؤثر على عملك وقد يُؤدي إلى طردك ويُؤثر على صحتّك النفسية أيضاً.

ومن هنا عليكَ تعلّم أساسيات ضبط النفس من خلال التحلّي بالصبر والحفاظ على تعابير وجهك هادئة معَ ابتسامةٍ خفيفة وأثناءَ العودة من عملك مارس الرياضة مثل {التأمل، الاسترخاء} أو أي رياضةٍ تحبها، وخذ حماماً دافئاً للحفاظ على نفسيتك من هؤلاء الأشخاص السامين.

جذب الإيجابية إليك:

عليكَ أن تستعدّ في أي زمانٍ ومكان للتعرّض للانتقاد من أي إنسانٍ يراكَ أمامه حتى ولو لم يكن يعرفك جيداً، فبعض الأشخاص لا يتمنون الخير لغيرهم ويُلقون بسمومهم على من حولهم، ومن هنا عليكَ تجنب الانسياق وراءَ مشاعرك التي تشعر بها بعدَ التعرّض للانتقاد.

فيجب أن تثق بنفسك وبقدراتك وبأنكَ إنسان ناجح ولا يُمكنه الاستسلام لآراء الغير، لأنكَ ستندم فيما بعد وتتمنى لو أنكَ واصلتَ مسيرتك في الحياة دونَ الاهتمام بآراء الآخرين عنك.

وكُلّما خرجتَ منَ المنزل رددّ هذه العبارات {أنا إنسان أثق بنفسي، أنا إنسان ناجح ومتفوق في عملي، المستقبل قادم وسيكون مليء بالإيجابية}.

ليسَ كل إنسان منتقد قد يكون قلبه قاسياً، فأحياناً ظروف الحياة تُؤثر على شخصيته وخاصةً الطفولة السيئة والتجارب المؤلمة التي تعرّضَ لها، فأحياناً يكتشف الفرد أنَ وراءَ الإنسان المنتقد قلب طيب يحتاج إلى الاحتواء والحب فقط، ولكن هذا الأمر لا ينطبق على الجميع، فإذا حاولتَ التعاطف معه ومساعدته على التغيير من شخصيته ولم يأخذ بكلامك، فالحل الأمثل هوَ الابتعاد عنه وقطع العلاقة نهائياً إذا لم يكن من أفراد أسرتك ويُسبب لكَ الألم النفسي بشكلٍ دائم. 

{{نأمل أن يعجبكم المقال أيها الرائعون}}.

[ppc_referral_link]