الشيب المبكر {الأسباب والعلاج}

[faharasbio]

الشيب المبكر {الأسباب والعلاج}

يسعى الأفراد للاعتناء بصحة أجسادهم داخلياً من خلال التغذية السليمة وممارسة الرياضة والعادات الصحيّة وخارجياً من خلال الكريمات والسيرومات التي تمدّ البشرة وفروة الرأس بالغذاء اللازم، ولكن قد يُصاب البعض منهم بتغيّر لون شعره منَ الطبيعي إلى اللون الأقرب للرمادي بالرغم من أنهُ ما زالَ مراهقاً أو في أوائل العشرينات، فلا يُمكننا تجاهل أنَ الشيب يُعتبر منَ المشاكل المؤرقة للكثيرين وخاصةً للنساء اللاتي تُسارعنَ إلى الصبغات من أجل إخفائه.

ومنَ الجدير بالذكر، أنَ الشيب يدّل على تقدّم الإنسان في العمر وسيظهر لكل إنسان بعدَ تخطيه الأربعينات بسبب قلّة إنتاج الميلانين في بصيلات الشعر، لأنَ هذه الصبغة مهمتها الرئيسية منح اللون للخصلات، وأغلبية الأشخاص يتحوّل لون شعرهم إلى الرمادي وهم في العشرينات من أعمارهم بشكلٍ مفاجئ، ويُصابون بالاكتئاب وحالة منَ الذعر في كيفية إعادة لون شعرهم القديم، ولذلك يلجؤون إلى الصبغات والمواد التي تزيد حالة شعرهم سوءاً، فما المقصود بالشيب المبكر؟ وما هيَ أسبابه؟ وطرق علاجه؟

ما المقصود بالشيب المبكر Premature Graying؟

بالرغم من أنَ الشيب وقار للإنسان وله معنىً كبير، إلّا أنَ ظهوره في العشرينات أو في مرحلة الشباب أمر مزعج للغاية، فهل لكَ أن تتخيل أنَ رفاقك يتمتّعون بشعرٍ صحيّ وكثيف ولونٍ جاذبٍ للنظر وأنتَ مصاب بالشيب والخصلات الرمادية بالرغم من أنكما في العمر ذاته؟ بالتأكيد ستشعر بالإزعاج وربما تتعرّض للتنمر من قِبَل أصدقائك مثل {أنت تشيب يا أحمد، أنت ستُصبح عجوز يا أحمد} وهذه العبارات المليئة بالسخرية.

ولكن نوّد الإشارة، أنَ الشيب المبكر يُمكن أن يُصاب بهِ أي فردٍ منّا، لأنَ بصيلات الشعر تُنتج الميلانين بنسبٍ كافية وتقلّ عندما يتقدّم الإنسان في السن، ولكن توجد عدّة أسباب وعوامل يُمكن أن تُؤثر على هذه الصبغة فينموّ الشعر الجديد بشكلٍ باهت وبلونٍ أقرب للرمادي وهوَ ما يُسمى بالشيب المبكر.

ما هيَ أبرز أسباب الإصابة بالشيب المبكر؟

بالتأكيد توجد عدّة عوامل تُؤثر على حالة الإنسان في مرحلة المراهقة والشباب وتجعلهُ يُصاب بالشيب، ومن هذه الأسباب:

  • التدخين بشراهة: يوجد الكثير منَ الأشخاص سواءً رجال أو نساء يعتبرون الدخان جزء مهم من حياتهم لتفريغ ما بداخلهم والاستمتاع بهِ، ولكن منَ المعروف أنهُ ضارّ بالصحة ويُسبب سرطان الرئة، وإلى جانب ذلك يمنع البصيلات من وصول الدم الكافي إليها، فيُمكن ملاحظة جفاف الشعر وقلّة لمعانه وحيويته عندَ المدخنين، وعندما لا تستطيع البصيلات الحصول على الأكسجين بكمياتٍ كافية تقلّ صبغة الميلانين وتمنح الشعر لوناً رمادياً بحيث يبدأ الشيب بالظهور.
  • إهمال نظافة الشعر: للأسف الكثير منَ الأفراد لا يعتنون بنظافة شعرهم وفروة رأسهم بشكلٍ جيد، فيُهملون غسيله لعدّة أيام وبعدَ أن تظهر بهِ رائحة كريهة وتتواجد القشرة يقومون بالاستحمام للتخفيف منَ الحكة، ولكن هذه العادة السيئة يُمكن أن تُسبب تراكم البكتيريا والأوساخ وتعمل على سدّ البصيلات التي تقوم بامتصاص الأكسجين والغذاء، فلا تستطيع امتصاصهم وبالتالي يظهر الشيب في مرحلةٍ مبكّرة منَ العمر.
  • الوراثة: هل تعلم أنهُ إذا كانَ والديك وأجدادك قد ظهرَ لديهم الشيب في مرحلةٍ متأخرة فمنَ المحتمل أن يظهر لديكَ في سنٍ متأخرة أيضاً؟ والعكس صحيح، فالوراثة تلعب دوراً هاماً في ظهور الشيب عندَ الإنسان إما بشكلٍ مبكّر أو متأخر.
  • نقص فيتامين ب12: أغلب الأشخاص يُعانون من نقص هذا الفيتامين المهم، فقد يُؤدي إلى خسارة الوزن بنسبةٍ كبيرة والشعور بالإرهاق والتعب الجسدي وأحياناً التغيّر المزاجي إلى جانب الحالة النفسية السيئة وضعف في الرؤية والشعور بخدر في القدمين، ولأنَ هذا الفيتامين يحتاجه الشعر بشكلٍ مستمر لمنحه الحيوية واللمعان إلّا أنَ نقصه في الجسم يُؤثر على صبغة الميلانين ويُقلّلها وبالتالي يظهر الشيب بشكلٍ مفاجئ.
  • الضغوطات اليومية: من منّا لا يتعرّض للضغط النفسي والجسدي؟ وخاصةً إذا كانت مهنتك أو مجال عملك يتطلّب منكَ التفكير والبحث والعمل لساعاتٍ طويلة، فيشعر الجسد بانخفاض طاقته وزيادة التوتر والإرهاق بهِ وحدوث اضطرابات وأرق ليلي أثناءَ النوم، والإجهاد يُعتبر من أبرز الأسباب للإصابة بالشيب المبكر مهما كانَ عمرك.
  • التغيّرات الهرمونية: يُمكن للهرمونات أن تُؤثر على لون الشعر وصحتّه، وعندما يحدث أي خللٍ بها قد يتفاجئ الفرد بظهور بعض الخصلات باللون الرمادي.

ما هيَ طرق علاج الشيب المبكر؟

عندما يظهر الشيب في مرحلة الشباب سيبحث الفرد عن أي علاجٍ طبيّ أو طبيعي لإخفائه وإعادة الشعر إلى لونه الطبيعي، وتوجد عدّة علاجات تتمثل في:

  • المكملات الغذائية: في البداية يجب استشارة الطبيب المختص لمعرفة السبب الكامن وراءَ ظهور الشيب المبكر، ومنَ المُمكن أن ينصحك بتناول المكملات التي تتضمّن النحاس واليود والزنك من أجل تعويض النقص في جسدك وإعادة الحيوية واللمعان لشعرك ونموّ شعر جديد أكثر صحة منَ السابق.
  • تجربة الحناء: عوضاً عن تلوين الشعر بالصبغات الرديئة وزيادة ضرره بها يُمكنكَ الاستعانة بالحناء التي تأتي على هيئة مسحوق ويُمكن منح الشعر لوناً مميزاً بها لحين معالجة المشكلة الرئيسية للشيب.
  • إكليل الجبل: يُمكن لبعض الأعشاب أن تفي بالغرض وإعادة الشعر إلى لونه الطبيعي والتقليل منَ اللون الأبيض والرمادي بهِ، فما عليك إلّا غلي القليل من هذه العشبة وشطف الشعر بها بعدَ الاستحمام، معَ ضرورة الانتظام في تكرارها بشكلٍ أسبوعي.
  • الشاي الأسود: يُمكن لهذه الخلطة الطبيعية والبسيطة أن تُخفف من ظهور الشيب المبكر وتجدّد الشعر من حيث زيادة حيويته ولمعانه، فما عليك إلّا غلي ملعقتين ونصف كبار منهُ ومن ثمَ شطف الشعر بهِ أو إجراء تدليك للفروة معَ الخصلات وتركه حتى يجف لمدة تصل إلى 45 دقيقة ومن ثمَ الاستحمام للحصول على أفضل نتيجة، ويُفضّل تكرارها بشكلٍ أسبوعي.

نوّد القول أنَ الشيب أمر لا يدعو للإحراج فهوَ طبيعي وصالونات التجميل تُجري الكثير منَ التغييرات على ألوان الشعر لبعض النساء التي تُفضّل اللون القريب منهُ لاعتباره أنهُ جميل ومميز، ولكن إذا كنتَ لا تحب ظهوره بشكلٍ مبكّر فيجب أن تُقلع عن التدخين وتتبع نظاماً غذائياً صحيّاً قائماً على الخضار والفواكه وأن تتجنب استخدام المواد الكيميائية على شعرك مثل الصبغات.

ويُفضّل أن تقوم بفحص الغدة الدرقية لديك بشكلٍ دوري للتأكدّ من أنها تعمل بطريقةٍ صحيحة، لأنَ لها الدور الأكبر في ظهور الشيب المبكر، بالإضافة لممارسة التمارين الرياضية وتفريغ الطاقة الداخلية وتجنب تعرّض شعرك لأشعة الشمس دونَ وقع القبعة أو الغطاء اللازم.

{{نأمل أن يعجبكم المقال أيها الرائعون}}.

[ppc_referral_link]