ما هو الفرق بين القلق الاجتماعي والإنطوائية؟

ما هو الفرق بين القلق الاجتماعي والإنطوائية؟
Share this post with friends!

ما هو الفرق بين القلق الاجتماعي والإنطوائية؟

هل تمتلك دائرة صغيرة من المعارف، وتحمي بشدة وقت فراغك الذي تقضيه بمفردك؟

هل تشعر بأنك بحاجة إلى بعض الوقت قبل أن تنغمس بين صحبة جديدة في العمل أو المدرسة، أو هل تتراجع مؤقتًا حتى تستعد للانخراط مع من حولك تمامًا؟

أو ربما تسبب لك الحفلات والتجمعات العائلية التوتر أو الإرهاق، إذا كنت تشعر بهذه المشاعر فهذا يعني أنك من ضمن الأشخاص ذوي الشخصية الإنطوائية.

ويمكن لبعض أصحاب الشخصية الإنطوائية الانغماس في أفكارهم لدرجة يظنون أن هناك شيئًا آخر يسلب اهتمامهم بالمواقف الاجتماعية، هل فقط شخصيتك إنطوائية أم أنك تعاني من القلق الاجتماعي؟

يرتكز الفرق بين القلق الاجتماعي والإنطوائية على العديد من العوامل منها:

  • السبب الذي يجعل الأمور أعلاه طبيعية بالنسبة لك.
  • المشاعر التي تشعر بها حين تقضي وقتك بمفردك.

الفرق بين القلق الاجتماعي والإنطوائية

يتمثل الفرق بين القلق الاجتماعي والإنطوائية في أنه ربما تبدو الإنطوئية مشابهة للقلق الاجتماعي من الوهلة الأولى، ولكن في الحقيقة هما متشابهان في بعض النقاط فقط، وبينهما اختلافات جوهرية.

أهم نقطة هي أن الإنطوائية ليست حالة مرضية تستوجب العلاج، بل هي نمط من أنماط الشخصية، وكما أن لكل شخص هواياته وأفكاره، فلكل شخص أيضًا درجات مختلفة من الرغبة في التواصل مع الآخرين.

على عكس القلق الاجتماعي الذي يحتاج إلى علاجات نفسية وسلوكية للتخلص منه.

بالنسبة للإنطوئيين، فهم يستمدون طاقتهم من داخل أرواحهم، وهذا يعني أن طاقاتهم تصبح في أوجها حين يكونوا وحدهم أو برفقة شخص واحد فقط، فيروق لهم الاسترخاء لوحدهم من حين لآخر، وتنتظم أفكارهم بالتفكير لوحدهم.

غالبًا ما يمتلك الإنطوائيين بعض أو معظم الصفات الآتية:

  • يمتلكون مهارات استماع قوية.
  • ينظرون بعناية إلى الخيارات المتاحة قبل اتخاذ أي قرار.
  • يكرهون المواجهة.
  • يفضلون مشاركة مشاعرهم وأفكارهم من خلال الكتابة أو الفنون.

يعني هذا أن الإنطوئية سمة شخصية، أي جزء من شخصيات البعض، ولا تتطلب أي محاولات تغييرها، بل تحتاج فقط إلى تطوير مهارات معينة لتعزيز الاسترخاء ضمن مجموعة من الأشخاص.

أما القلق الاجتماعي أو الرهاب الاجتماعي فحو حالة مختلفة، فهي تعني أنك تُعاني من توتر أو خوف في الواقف الاجتماعية، أو بمجرد التفكير فيها، وتشعر بأن الآخرين سيحكمون عليك بطريقة خاطئة أو يرفضونك.

بالنسبة للإنطوائيين فهم يستمتعون بالعزلة، أما الصابين بالقلق الاجتماعي فهم يرغبون بمشاركة الناس اجتماعاتهم ولكن يخافون من احتمالية رفضهم.

فعلى سبيل المثال إذا خرج شخص مصاب بالقلق الاجتماعي للتسكع ما أصدقائه فسيقضي الكثير من الوقت في استرجاع كلامه والقلق بشأن رأي الآخرين به.

فيما يلي مجموعة من أعراض القلق الاجتماعي:

  • تشعربالقلق من فعل شيء محرج في مكان عام.
  • تتجنب التعامل مع الأشخاص الذين لا تعرفهم معرفة جيدة.
  • تركز على احتمالية حدوث بعض الأخطاء كنسيات اسم شخص ما أو العطاس خلال المحاضرة.
  • الشعور بالإحباط نتيجة محاولات التواصل مع الآخرين بالطريقة التي تريدها.

يحتاج القلق الاجتماعي في الغالب إلى علاج من قِبَل أخصائي الصحة العقلية، وهذا لعلاجه من أعراض القلق والخوف المفرط لديه.

القلق الاجتماعي والإنطوائية معًا

يشعر الإنطوائيين باستنزاف طاقتهم إذا قضوا وقتًا طويلًا في التفاعل الاجتماعي المفرط، ويقومون بشحن طاقاتهم حين يجلسون بمفردهم.

وهذا يعني أنهم لا يشعرون بالقلق من التفاعل الاجتماعي مع الآخرين، ويمكن أيضًا أن يشعروا بالاستمتاع والرضا بعد قضاء الوقت مع الآخرين، ولكنهم يغادرون متى ما احتاجوا إلى الراحة.

ولكن إذا كنت لا تحتاج إلى وقت للاسترخاء، وتقلق بشأن نظرة الآخرين لك، فربما تبدو هذه القصص مألوفة بالنسبة لك:

  • اتصلت على صديق لك ولم يرد عليك فورًا، فتبدأ بالتفكير بسؤال نفسك:” هل يمكن أنني فعلت شيئًا يزعجه؟”، ثم تبدأ بمراجعة أفعالك في الفترة الأخيرة.
  • في اجتماعات العمل تجلس في الزاوية بهدوء، وتتصبب عرقًا ولا تُريد أن يُلاحِظ وجودك أحد، وفي الوقت ذاته أنت متأكد من أن احمرار وجهك ظاهر للعيان.

في هذه الحالة عليك التفكير مليًا في أنك إنطوائي ومصاب بالقلق الاجتماعي في الوقت ذاته، وخصوصًا إذا سيطر عليك شعور الخوف من مقابلة الآخرين حين تكون وحدك.

تُشير بعض الأبحاث إلى أن الأشخاص الإنطوائيين أكثر عرضة للإصابة بالقلق الاجتماعي، ولكن هذه ليست قاعدة تُعمم.

علاوة على ذلك، إذا كنت أكثر صرامة في كيفية تنفيذ الأشياء في الطريقة الصحيحة، فستواجه حينها القلق حيال تفويت أي تفاصيل مهمة، وهذا لا يندرج تحت القلق الاجتماعي.

يمكن أيضًا أن يمتلك البعض عثبية مفرطة تجعلهم أكثر عرضة لانعدام الأمن العام، التوتر والقلق بشأن المواقف الجديدة، وهذا أيضًا يختلف عن القلق الاجتماعي.

يمكن أيضًا أن يصاب الاجتماعيون بالقلق الاجتماعي، وبهذا فهو لا ينطبق فقط على الإنطوائيين.

الفرق بين القلق الاجتماعي والإنطوائية والخجل

يمكن أيضًا أن يختلط الخجل مع القلق الاجتماعي والإنطوائية، ويعتبر بعض العلماء أن الخجل هو نوع فرعي من القلق الاجتماعي.

كما يعاني البعض في القلق الاجتماعي، فالخجولون أيضًا يشعرون بعدم الارتياح تجاه الغرباء، ويترددون من الانخراط في نشاط اجتماعي ما.

عادةً ما يتصف الخجولون بالصفات الآتية:

  • يفضلون التواصل مع الآخرين من خلال الرسائل النصية أو البريد الإلكتروني.
  • البقاء بقرب الأًدقاء المقربين فقط في المناسبات الاجتماعية.
  • القلق من مقابلة أِخاص جدد، والتساؤل عن ما إذا كانو سيحبونك أم لا.
  • الاحمرار خجلًا، أو الشعور بالغثيان قبل التحدث مع مجموعة من الأشخاص.

ولكن ما يميز الخجل، هو أنه عادة ما يتضاءل حين تبدأ بالشعور بالراحة، فمثلًا في حفلة ما ستتردد في البداية بشأن المحادثات التي يمكنك خوضها، ولكن ترددك سيختفي بمجرد أن تنخرط في المجموعة وتشعر بأنك مرحب بك.

يمكن أن يعاني بعض الإنطوائيين من القلق الاجتماعي والخجل معًا، وفي هذه الحالة ستشعر بالحيرة أكثر تجاه مشاعرك، ولكن يمكن أيضًا أن يشعر البعض بالخجل من دون الشعور بالقلق الاجتماعي.

يتميز الأشخاص الذين يتصفون بالخجل بأنهم لا يُعانون من الضيق المستمر والمتعلق بالقلق الاجتماعي.

أثر القلق الاجتماعي والإنطوائية على الفرد

إذا كنت إنطوائيًا وفي الوقت ذاته مصاب بالقلق الاجتماعي والخجل معًا، فمن المحتمل أن يصبح التفكير في المناسبات الاجتماعية أكثر صعوبة.

فعلى سبيل المثال إذا دُعيت إلى حفلة عيد ميلاد صديقك المقرب، واتفقتم على قضاء ليلة هادئة بلعب ألعاب الطاولة مع تناول الطعام اللذيذ، وأنت متأكد حقًا من رغبة الجميع من حضورك.

لكن في الوقت ذاته تعلم أيضًا بقدوم أشخاص جدد إلى الحفلة، وتبدأ بالشعور بالقلق من لعب العابك المفضلة  أمامهم.

هنا ستلعب الإنطوائية دورها وبالتالي ستخطط لقضاء ليلة خاصة لنفسك قبل الحفلة وبعدها.

وسيلعب الخجل دوره بأن يكون لديك نوع من القلق بشأن مقابلة أشخاص جدد، وتذكر هنا أن صديقك المقرب موجود لدعمك.

أما القلق الاجتماعي فسيجعل شعورك أعقد بقليل، فتبدأ بالتساؤل في ذهنك عن قواعد الألعاب، وماذا إذا سكبت العصير بالخطأ على الطاولة، أو قلت مزحة لم يضحك عليها أحد؟

يكمن الأثر السلبي للقلق الاجتماعي بأنه سيجعلك تفكر بهذه الأسئلة وغيرها خلال الأيام التي تسبق الحفلة، حتى تشعر بالعصبية والإرهاق، ثم تقرر عدم الذهاب للحفلة والبقاء بمفردك.

لهذا السبب حين تشعر بأنك مصاب بالقلق الاجتماعي فلا بأس من الذهاب للطبيب المعالج، والذي سيقوم بالآتي:

  • يدعمك بطرق التقدم بالعمل، وعدم الخوف من الأحكام أو الرفض.
  • تعلم مهارات اجتماعية جديدة.
  • تعلم إدارة القلق وجعله مصدر انتاجيتك.
  • تحدي نفسك وإعادة صياغة قلقك.

المرجع:

إقرأ ايضًا:

ما هو الألم الاجتماعي، وكيف تتخلص منه؟

0 thoughts